مش عارفة أنا مين ولا عاوزة إيه
متزوجة من أكتر من عشرين سنة ولدي أبناء في الجامعة
مش عارفة أنا مين؟ هل أنا الطبيبة الفاضلة اللي الناس كلهم بيحبوها ولا أنا الإنسانه الخاينة اللي بتكلم رجالة وممكن تخرج معاهم بدون علم زوجها
هل أنا الزوجة المحترمة صاحبة الوجه الطيب والأصل الطيب أم أنا المرأه اللعوب اللي بتكلم رجال على الشات مكالمات إباحية؟
هل أحب زوجي؟ أم أن هذا مجرد إطار وشكل اجتماعي؟ لأني لم أعد أرغب في العلاقة الحميمة معه وفي نفس الوقت أشتاق لها من غيره؟
لا أرغب في الطلاق كي يظل البيت قائم والأولاد بخير ولكن لا أشعر بانجذاب لزوجي.. أنا تايهة ومش عارفه أنا مين؟
1/6/2024
رد المستشار
الأخت السائلة..
الحياة الني نحياها تضعنا في اختبارات لا يبدو أننا على وعي بها، وبالتالي لسنا مستعدين لها!!
وفرت لنا الحياة الحديثة وقتا وجهدا لم يتوفر لأسلافنا، فالأجهزة تتكفل بما كنا نقوم به في صحبة مجموعات من خبز وغسل وزرع وحصد، فانقرضت الحياة الجماعية الطبيعية.
حياتنا الحديثة خالية من الصيد بأنواعه والقنص ومفاجأت الطقس والطبيعة، واندثرت بالتالي أنشطة الإثارة والدهشة والتغيير.. الطبيعي.
تجلس المرأة الحديثة إذن بعد أداء أعمالها المحدودة مقارنة بأسلافها، تجلس ولديها وقت واحتياجات غير ملباة وملل وليس لديها صحبة غير أسرتها المحدودة والتي يمسك كل فرد فيها بلوحة مفاتيح وشاشة هاتف ذكي يعيش من خلاله حياة بديلة عن الحياة التي فقدناها.
الملل كافر أكثر من الجوع، والملل جوع إلى التغيير، والحياة الحديثة مملة وروتينية وموحشة، وتكلفة استعادة بعض جوانب الحياة الطبيعية، أو عمل مغامرات حقيقية، أو تجديد حقيقي.. صارت مكلفة!! حتى المشاعر والشعائر "الشرعية" تحولت إلى روتين رتيب، وبالتالي حياة دينية وزوجية تثير الضجر!! وهكذا فإن إنسان العصر الحديث هو زبون محتمل جدا وجاهز بشدة ومتوقع منه الاندفاع إلى مسالك أو ممارسات متخبطة من إدمان بأنواعه، أو علاقات خارج نسق الزواج، أو أي شيء يضفي على حياته نوعا من البهجة والمتعة والإثارة!!
فهل كلنا يتورط ولا ينجو أحد؟؟
بالطبع لا..
بالإضافة إلى ما سبق فإن نهايات الأربعينات وبدايات الخمسينات هي مرحلة مختلفة في حياة كل امرأة جسديا ونفسيا وأسريا، وأعرف امرأة خمسينية بدأت منذ بضعة سنوات في ممارسة اهتمامات جديدة منها نباتات الزينة والزهور بأنواعها، والاستماع المنظم للموسيقى الكلاسيكية بصحبة مجموعة مهتمة.
أخريات أصبحن مهتمات أكثر بممارسة رياضات بدنية و روحانية، أو الخروج في جولات سياحية، غير مكلفة.
أخريات يبحثن عن معاني وأعماق جديدة للإيمان والعبادات وأفاق العقيدة والشريعة والتاريخ والثقافة والفنون بدراسة نظامية أو غير نظامية، والبعض ذهبن إلى تعلم لغات جديدة، أو التطوع في خدمة ذوي الحاجات.
فإذا تكاسلت أنت واستسهلت واستسلمت للوحات وشاشات وأزرار الهواتف والحواسيب اللوحية فما هي احتمالات وإمكانات وأفاق التغيير والحرية والبحث عن الذات غير الشات مع رجال آخرين وتبادل الاحاديث الجريئة، والمقاطع الإباحية، وربما تخطيط لقاءات ومقابلات؟؟
أنا وأنت وغيرنا بداخلنا أجزاء واحتياجات لكسر الروتين والتمرد على الرتابة والتكرار والضجر، حتى يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: روحوا عن القلوب فإنها تكل وإذا كلت عميت، ويقول: جددوا إيمانكم.
حتى الإيمان يحتاج إلى تجديد.
والاختيار لك: آما تلبية هذه الاحتياجات بفاعلية وبجهد مبذول، أو الاندفاع لطرق غير محمودة ولا آمنة!!
حتى التجديد في حياتك الزوجية، وهو محدود بطبيعته، لن تجدي في نفسك رغبة إليه إن لم ترويها من نبع التغيير الواسع والاستكشاف الدؤوب وغير المحدود للذات.
سؤالك: من أنا؟؟
يستحق ترحالات بحث متنوعة ولا محدودة ليتبين لك المجهول شيئا فشيئا، بدلا من المسار الحالي الذي تحاولين فيه التعرف على نفسك عبر علاقات غير محمودة ولا مأمونة العواقب برجال أغراب إن أحسن بك أحدهم الظن، فلن يفعل ذلك الآخرون.
تابعينا بأخبارك
واقرئي أيضًا:
أزمة منتصف العمر!
خيانة منتصف العمر: خطوات الاستعادة والتعافي!
التعليق: السيدة الفاضلة. صاحبة الاستشارة. اسمحي لي أتحدث إلى حضرتك.
أيتها الطبيبة. القدوة للكثير من البنات فى محيط حياتك.
أتمنى ألا تنجرفى وراء كل هذا السوء.
لدى حضرتك ما يكفى من العقل والخبرات المتراكمة لمعرفة نهاية هذا الطريق. (عواقب كارثية)..عودى إلى صوابك.
حياتك ليست ملكية فردية ...