الحمد لله، أنا رجل متزوج حديثًا من فتاة فيها خير كبير، وتدرس مرحلة البكالوريوس، قسم التربية، وأحبها وتحبني كثيرًا، وقبل الإقدام على الزواج تعرفت عليها جيدًّا، وخاصة أنها مرت بفترة حرجة عند وفاة والدها ثم والدتها بعد أقل من سنة، وكانت آخر العائلة، وكانت تحظى بمزيد من الرعاية، ولم تجد خلال فترة الحزن الرعاية والسند، خاصة أنها كانت في بداية عمر العشرين، وعندما تقدمت إليها طلبت فترة للتفكير والدراسة؛ فتفهمت ذلك وأعطيتها سنة للدراسة والتفكير والتفاهم بيننا، وذلك بعلم عائلتها، والحمد لله كانت فترة جيدة لبناء أسس للعلاقة الزوجية السعيدة وفْق ما أمر الله.
المشكلة تكمن بأنها مرّت بحالة نفسية صعبة وهلكيلا الحزن والاكتئاب قبل التعرف، وآثار هذا المرض تظهر مرات في علاقتنا: فقد يصيبها الخمول وعدم الحركة، والنوم المتقطع، وعدم القدرة على النوم مساء، والخوف والحزن عند الحديث عن بعض الأمور المهمة في حياتنا، والرغبة الشديدة في البُعد عن الناس والوحدة، ورغبتها لطفل يُكمل سعادتها، والخوف –من جانب آخر- من عدم القدرة على الحمل والإنجاب، حاولت أن أطالع المراجع العلمية في مجال علم النفس للاستفادة.
ومن أهم الخطوات التي أحاول تثبيتها في ذهنها: أنني أحبها وأتفهم الحالة التي تمر بها، وكان من نتائج ذلك أنها تثق بي ثقة عمياء، وتتحدث معي عن كل ما تشعر به مهما كان صغيرًا أو كبيرًا، وأنا على اتصال يومي معها لكي لا تشعر بالوحدة، علمًا بأننا لم نستقر في سكن خاص بنا؛ وذلك لأنها تدرس خارج البلاد، ولكن قريبًا خلال أشهر سوف نستقر، لا أدري!! أخاف أن أظلمها أو أن أجرحها عندما يزيد حجم المعاناة التي تمر بها، وأن ينتهي صبري، وأتذكر دائمًا حالتها النفسية الصعبة، وحجم المرض الذي تعاني منه؛ فأسال الله دائمًا أن يأخذ بيدها إلى السعادة في الدارين؛ لأنني أخاف الله، وأريدها حتى آخر العمر، وأن أعيش معها وفق ما أمر الله لبناء أسرة إسلامية سعيدة.
الرجاء مساعدتي في حل مشكلة زوجتي: حالة الحزن والاكتئاب..
والسلام عليكم.
7/6/2024
رد المستشار
من المعلومات المتاحة -من خلال رسالتك-أن زوجتك تُعاني من حالة اكتئاب، يتطلب الأمر عرضها على الطبيب النفساني المختص؛ وذلك لمساعدتها أثناء نوبة الاكتئاب بالأدوية المساعدة في علاجه، من مضادات الاكتئاب ومنسقات المزاج، بحيث يقلل كثيراً من معاناتها أثناء هذه النوبة، كما يستطيع من خلال الجلسات النفسية المدعمة، أو من خلال إكسابها سلوكيات الخروج من الاكتئاب، أو من خلال تغيير الأفكار السلبية حسب ما تقتضيه حالتها –مساعدتها أيضًا في الخروج السريع من هذه النوبة.
اقرأ على مجانين:
كيف الخروج من حفرة الاكتئاب!!
التعامل مع الاكتئاب (1-2)
خطة علاج الاكتئاب الأولية
أما بالنسبة لك فالمطلوب أن تدرك طبيعة الحالة كما ذكرناها آنفًا، وأن تشجعها على مراجعة الطبيب النفساني؛ لمساعدتها وذلك نتيجة للنظرة السلبية لمن يذهب للطبيب النفساني؛ فيجب أن تعلمها أن ما تمر به هو حالة تحتاج للمساعدة مثل أي مرض عضوي، وأن هذا لا يضرها في شيء، وأن تساعدها بعد ذلك في تقليل الضغط عليها، وإكسابها القدرة على الاستمتاع بالحياة، من خلال: الخروج للمتنزهات، أو لقاء الصديقات اللائي تألفهن، أو ممارسة الأنشطة المحببة لنفسها، وأن تقف بجانبها مشجعاً حتى تمر النوبة بسلام، وتعود إلى حالتها الطبيعية بمشيئة الله.