الاستشارة التي أود رأيكم فيها كالتالي:
أنا فتاة عمري 23، متدينة والحمد لله وأحب التزامي، والحمد لله أنهيت دراستي الجامعية بتوفيق من الله والحمد لله..
الآن أنا متحيرة فهناك شاب تعرفت عليه عن طريق النت طبعا هو الشاب الوحيد الذي أعرفه فاجأني يوما بطلبه أنه يريد أن يأتي إلى بيتي للزواج مني طبعا كان لقاؤنا على النت يقتصر على التعرف وعلى التحدث عن عائلته وعن عائلتي.
المهم هو من جنسية أخرى، "بس أنا وهو من بلاد الشام"، وهو الآن يدرس الماجستير في بلد أجنبي، وبعد إنهاء دراسته سوف سيأتي لبلدي للتعرف على أرض الواقع إن شاء الله..
المهم أنا سؤالي: هل أنتظره لغاية أن يأتي إلى بلدي لكي يتم التعارف وإنشاء علاقة زواج مسلم إن شاء الله؟ والاستشارة الأخرى هو أنه كيف سوف يتم تعريفه لأهلي؟
أود استشاراتكم بالنسبة للعادات والتقاليد فأنا برأي أننا مسلمون ولا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى، أما بالنسبة أنه إذا حدث تصادم بالشخصيات، فإن التصادم يحدث سواء زواج عن طريق النت أم عن طريق الواقع،
أرجو الرد على رسالتي،
وجزاكم الله كل خير أختكم في الله.
2/6/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله، يا أختنا في الله.
أصبت في اعتقادك أن الدين هو الأمر الجامع بين الناس خصوصًا بين من يعملون على تسيير حياتهم وفق مبادئه؛ ولهذا يجب أن نكون متأكدين بأن الآخرين يرون في الدين منهاج حياة ينظم العلاقات والتعاملات وليس مجرد مجموعة من العبادات فعندما يصبح الدين هو أساس الحياة تجدين تراجعا لأثر اختلاف العادات بين الشعوب، برغم أن الفروق بيننا كعرب منطقة الشام ليس كبيرًا.
النقطة الهامة في حديثك هو انتظارك لهذا الخاطب الذي لا نعرف مدى جديته فكم سيطول هذا الانتظار فإن كان فترة بسيطة فلا بأس في هذا على أن تجعلي تعاملك معه أيضا خلال فترة الانتظار تعامل رسمي في حدود المواضيع العامة، فنحن بالفعل نعجز عن تقييم الآخرين على بعد من خلال السطور ووراء الشاشات، فالحديث عن المبادئ سهل، ولا بد من التأكد من تطبيقها على أرض الواقع؛ ولذا لا يمكنك التأكد من انسجامك مع هذا الشخص اعتمادا على التعامل الإلكتروني فهو لا بأس به كمدخل، ولكنه لا يصح وسيلة للتقييم الدقيق فقبل أن تقرري الموافقة عليه لا بد لك من مقابلته على أرض الواقع فقد تتكشف لك أمور لا تتوقعينها أو لا تقبلينها، ولأن قرار الموافقة عليه ليس نهائيا لا يجب أن تطول فترة الانتظار كي لا تخسري فرصا للارتباط في الحياة الواقعية.
تبقى النقطة الأهم بالنسبة لك ولمن هن مثلك وهي كيفية شرح أساس التعارف والمحك فيها هو طبيعة والديك وطبيعة علاقتك بهم فإن كانوا من المتفتحين والعلاقة بينكم ودودة لا بأس بأن نبدأ بتقديم فكرة التعارف من خلال النت كوسيلة مقبولة للبدء في الخطبة مثل ما هو التعارف خلال وسائل المواصلات أو العمل أو الدراسة فهو كغيره من المجالات يتيح فرصة للاختلاط والالتقاء وما يجعله سيئا هو من يستخدمه.
فإن كانت الخطوط بينك ووالديك مفتوحة فإن الطرق المستقيمة أقصر الطرق وأسهلها وإن لم تكن لا بد لك من اختلاق حجة مناسبة مثل الالتقاء به في نشاط عام أو أنه أحد معارف أزواج صديقاتك.
ما يقلقني ليس طريقة تقديمه لوالديك ولكن خوفي من جديته، ومن طول فترة انتظارك له، فانتبهي لهذه النواحي، وإن وصلنا إلى حد زيارة والديك ففرص التعارف العامة ليست قليلة.
واقرئي أيضًا:
ما أسهل الكلام: لماذا يرفضون العريس الإلكتروني!!!
عريس الشات تحت شمس الواقع!