السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أولا: أنا صاحبة الرسالة التي باسم "خطايا خلف ستائر الخداع"، وأريد أن أقدم شكرًا واعتذارًا، أشكركم على محاولتكم وجود حل لمشكلتي، والاعتذار الذي هو الأهم أن أعتذر عن أنني فعلت أمرًا غبيًا، وهو أنني دمجت مشكلتي مع مشكلة صديقتي (التي بها بعض الأمور المشتركة بيننا) في الرسالة التي أرسلتها إليكم ظنًا مني أنكم ستحلون كل نقطة في المشكلة على حدة.
أنا مشكلتي هي خطيبي الذي تتشككون في صلاحه بعدما وقعنا (أنا وهو) في الزنا، ومشكلة صديقتي هي خطيبها الذي ظلم من أسرته وفضلهم على حقه حتى فقد خطيبته واتهمتموه بـ"سفه هذا الشاب المدلل"، والمشكلة أنه كان تصرفًا غبيًا مني أن أجمع قصة اثنتين في قصة واحدة.
وأريد أن أعتذر لكم ولها أمامكم جميعا عما بدر مني، وأنني لم أستأذنها في ذلك، وأرجوها أن تسامحني فلم أقصد الإساءة لها ولسمعتها بجريمتي أو أن أحملها وزري؛ لأن لها أصدقاء يعلمون تفاصيل انفصالها عن خطيبها، ومن الممكن أن يوقعوا الذنب عليها؛ حيث إنهم من زوار إسلام أون لاين الدائمين.
ثانيا: أود أن أقول شيئا.. في الوقت الذي أرسلت إليكم برسالتي وكان الرد بعد حوالي 9 أيام، كنت أنتظر حلكم بفارغ الصبر إلى أن وجدت الله قد أعطاني الحل بأن تم عقد قراني لخطيبي والحمد لله، أعتقد أن هذا دليل على صدق توبتي وتقبل الله لهذه التوبة بعد أن صلح حالي وحاله وتقدم موعد الزفاف للشهر القادم إن شاء الله.
وبالنسبة لصديقتي.. خطيبها ليس مدللا، ولكن أمر السيارة لم يأتِ إلا بعد الاستخارة والتي هي الآن وسيلته للسعي لكسب الرزق، حيث تعاقد مع صديق له يمتلك مصنعًا للرخام وبذلك يفتح الله عليه حيث إنه -بالسيارة- سيذهب لبعض القرى السياحية كي يتم التعاقد مع بعض الفنادق ويبدأ أول مشروع له (شراكة مع صديقه)، والعائد عليه كبير جدا بفضل الله، وذلك للتعويض عن العمل الموزع الذي لا يأتي بأي فائدة تقدر، وعن مال الأهل الذين بخلوا عليه به ولو حتى ليتم مصاريف زواجه.
وعلى ذلك قرر أن يعود لأن يتقدم إليها في غضون شهور قليلة بعد أن وجد الباب المادي الذي كان مشكلته قديما، وأن ما يحدث من أهله هو فعلا لا يأتي إلا من أناس لا يخافون الله؛ لأنهم يتمادون، وحسبها وحسبه الله ونعم الوكيل.
كنت أتمنى أن تثقوا بكلامي أكثر؛ لأنني لم أكذب في الأحداث لأجد الشك وعدم التقدير، ولكن هي مشكلة الإدماج -معذرة لكم- ولكن وددت أن أصلح ما فعلت في حق صديقتي التي كنت أريد أن أساعدها من خلالكم مع مساعدة نفسي في إيجاد الحل في رسالة واحدة باءت بالفشل بسببي أريد أن أعلق على بعض الردود.
** كنت ما أشتكي إليكم به هو الغريزة التي اتهمتموني بأنني أستمر فيها منذ صغري، مع أن ذلك لم يحدث غير مرة ولم أكن أفهم ما يريد وشككتم في صدق حديثي بقولكم "ولست أدري كيف يتأتى لطفل في الخامسة أن يقوم بهذا الابتزاز وكأنه مجرم سيكوباتي محترف في الإجرام"، والله يشهد أنني لم أكذب ولكن أنا معكم في انشغالي بالمسائل الجنسية كما تقولون وأعترف بذلك ولكني كنت أستعجب منها لأني كنت أراها مقرفة وكل الناس يبحثون عنها حتى في الأفلام، ولم أجد من يوجهني، وحسنا لن أرمي اللوم على أحد وأعترف ثانية أن ذلك خطأي وليغفر لي الله.
في أمر والدي ووالدتي قلت إنهما ملتزمان ومتحفظان، وكان ذلك في منتصف الليل وفي غرفة أخرى وعندما استيقظت في منتصف الليل كنت أبحث عنهما لأني كنت صغيرة في السادسة وأخاف النوم وحدي وفاجأتهما برؤيتي لهما من بعيد ولم يكن ذلك عن قصد منهما كما أحسست في ردكم؛ حيث إنه كيف لزوج وزوجه يحجون بيت الله الحرام كل سنة بفضل الله ويأخذوننا كل أسبوع إلى هناك لنصلي المغرب والعشاء -حيث إننا نعيش بمكة- أن يقصدوا أن يراهم أبناؤهم في أوضاع خاصة، أبي وأمي علمونا كيف يكون الالتزام والأدب وطاعة الله ولا تزر وازرة وزر أخرى (بما حدث مني ليس بسبب تربيتهم الحسنة وإنما هو خطأي أنا وليس لأحد أن يتهمهم أو يشكك في تدينهم أو أخلاقهم فكله لله وحده).
** في هذه النقطة أمر مشترك.. نعم أرى خطيبي إنسانا مميزا ولم أقل مكتملا أو مثاليا كما تقولون فهو كغيره من البشر له مميزاته وعيوبه، ولكن ما يفرق الطيب عن الخبيث هو غلبة المميزات أو العيوب على أحدهم، وفي حالة خطيبي وخطيبها هي المميزات أعلى من العيوب بفضل الله.. وأعود لأقول ما حدث مني ومنه.. قد تبنا إلى الله منه، وقررنا عدم العودة حتى ونحن عاقدان نتحفظ في العلاقة في حالة وجودنا مع بعضنا البعض وأرى الله يتقبل من عباده ولا أريد أن أتذكر ما حدث إلا لأستغفر واعترف بذنبي فأنا لست شيطانة لأتمادى ولا لأستكبر عن الاستغفار لله والعياذ بالله.. أنا كما قلتم توغلت في العلاقة واتبعت خطوات الشيطان؛ فقد كانت فعلا خطوات لم أحس أن بها أمرا إلى أن رأيت نفسي ورأيته عندما ذهبنا لمنزله لنأتي ببعض الطلبات ولم يكن أحد منهم قد وصل بعد وهنا حدث ما حدث.
** في أمر السيارة ذلك هو خطيبها كما أوضحت، إن ذلك كان خيرا -تساعده في عمله كثيرا جدا الآن- وليس شرا ولم يكن تعليلا لشرائها ولم يكن خداعا لأنه لم يقدم على ذلك إلا بعد استخارة الله الذي وفقه لذلك، وإذا كانت العشرون ألفا تكفي لإتمام الزواج كان فعل ذلك لكنها لا تكفي لأن الاتفاق بينهم كان يحتاج أكثر من ذلك (وهذا اتفاقهم وهم وافقوا وكان يجب الوفاء بالوعد لها).
** بالنسبة لـ "وبعد كل هذه الأوصاف الإيجابية نجد أن سلوكه في حياته عكس ذلك تماما" هناك أمران: بالنسبة لي.. ليس معنى أنه زنى أنه يستحق النار طيلة الوقت، إن كان كذلك فلماذا عاد إلى الله ولماذا وفقه الله لعقد قرانه عليّ ولماذا يسعى لفعل الخير ولماذا يحس بالجرح كلما رأى أمرا يذكره بذلك، لعل الله يغفر له كما ذكرت لكم!.
وبالنسبة لها.. "لم يستطع التأقلم مع أسرته فكيف سيستطيع التأقلم مع المجتمع الأكبر، وقد خدعوه "هو يعلم أنهم يخدعونه" ولكن ذكرت كما قالت هي لي إنه رضي بالقليل لكي يقدم على أي خطوة إيجابية وأن يتصرف لأنهم إن لم يأخذ مبلغ الـ90 ألفا فلن يعطوه غيرها، فقرر أن يأخذ نصف الحق بدلا من ضياعه كله، وخاف أن يتأثر مرض والده باعتراضه فوافق من أجله وله الثواب عند الله، ولكن ليس معنى ذلك أنه في حياته خارج منزله يمكن خداعه، بالعكس من خلال ما تحكيه صديقتي لي يتضح أنه -متمرمط- في حياته ويعلم كيف يبحث عن المال وكيف يكسبه وكيف يدافع عن نفسه ولا يسمح لأحد بخداعه، ولكنه استثنى أهله في الحرب ضد من يظلمه ولعل لذلك أجرًا عند الله.
** "وأصبح غير متحمس لإتمام الزواج من فتاة فرطت في نفسها بهذه السهولة، فهو ينظر إليك الآن كموضوع جنسي وليس كموضوع زواج". هذا الكلام لخطيبي ولكنه أثبت عكس ذلك كما ذكرت سابقا بعقد القران، وكان ذلك قبل وصول ردكم أي أنه لم ينفعل مثلا للكلام وأراد أن يثبت العكس وإنما حدث ذلك لكي أعلم أنا أن الله هو الوحيد الذي يعلم بكل الأمور سرها وعلانيتها وهو الذي أنقذني وعوضنا لأنه الأعلم بصدق نوايانا أنا وهو، فالطيبون للطيبات - مع احترامي لحضراتكم.
** ولم أبتعد عن الله كما قلتم وأقررتم (وبدلا من أن تزدادي فرارا إلى الله حين أخطأت، بدأت تبتعدين عنه وتتعللين بأن الله لا يريد منك أي شيء وأنت في هذه الحالة) ولكن قلت كنت أحس بذلك، ولكني لم أستمر، والدليل هو تأنيب ضميري وعذابي لما حدث، وقلت: "كنا ندعو الله ونستجير به بآية في القرآن (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك)"، والله على ذلك شهيد، وذكرت أننا (أنا وهو) عدنا إلى الله وصرنا أفضل من ذي قبل (تبنا توبة نصوحة).
أنا معكم في أنني فرطت في أشياء ولحظات غالية وهذا ما يؤلمني، ولكني لا أريد أن أتذكر، وإن تذكرت أستغفر الله، وأحاول أن أبتعد وأن أفعل الخيرات مع خطيبي العاقد علي الآن لكي لا ننغص حياتنا على أمر قد انتهى، وأن الأفضل أن نقدم على الخير ونستغفر عن الماضي ونبدأ من جديد والحمد لله برغم العقد فهو أشد حرصا على أن نتعامل عاديين جدا كالإخوة مثلا حتى لا نعطي الفرصة لأنفسنا وخصوصا بعد العقد، والحمد لله أن الله قد قرب إلينا وقت الزواج فالعقد الآن لن يستمر إلا شهرًا واحدًا حتى ينتهي بالزواج إن شاء الله، ولكن أحسست أن الله يذكرني بأنه هو الأعلم بشئوني وشئون عباده وهو الذي من عليّ بالحل (عقد القران وتعجيل الزفاف وقبول توبتي بدلائل الخير الكثير) وبشر صديقتي بالحل (عمل خطيبها أو الذي كان خطيبها بمرتب عالٍ ووعده بالعودة في أقل من 3 أشهر)، وأحسست أن الموقف كما يقولون: "الذي يده في الماء ليس كالذي يده في النار".
أتمنى منكم أن تدعو لي بالبركة في حياتي مع زوجي وأن يتم لصديقتي عودة خطيبها وأن يبارك لها حياتها؛ فهي تستحق ولا نزكي على الله أحدًا، وأرجوكم أن تنشروا هذه الرسالة لكي أرد لها حقها وشرفها وأن تسامحني؛ فأنا أردت أن أساعدها، ولكن غبائي.
أكرر اعتذاري عن عدم الإيضاح لمشكلتي وحدي ومشكلتها وحدها وأقدم شكري الجزيل لكم ولموقعكم وموقعنا المتميز مجانين.كوم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
4/6/2024
رد المستشار
الأخت الفاضلة... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: نهنئك على انصلاح الأمور بينك وبين خطيبك وعلى عقد قرانكما وعلى توبتكما معا بخصوص ما حدث بينكما، ونشكرك على إحساسك بالمسؤولية تجاه صديقتك وعلى اعتذارك بشتى الطرق عما إذا كانت رسالتك عنها قد أضرت بها أو آذتها أو آذت خطيبها بشكل من الأشكال.
ونحمد الله على أن أموركما أصبحت تسير في الطريق الصحيح، وهو ما نسعى إليه من خلال ردودنا على المشكلات التي تصلنا؛ فنحن -كما تعلمين- نكوِّن صورة عن الموضوع من خلال ما يصلنا في الرسالة المكتوبة، ثم نعرض هذه الصورة على القواعد النفسية والاجتماعية والشرعية التي تضبط الأمور وتعيدها إلى المسار الصحيح، وقد نواجه صاحب أو صاحبة الرسالة برؤية مؤلمة أحيانا أو شديدة الصراحة بهدف الانتباه لما يجري ومحاولة إصلاحه، وقد نضطر لكشف بعض الدفاعات النفسية التي تعطل عمليات الإصلاح.
وإذا عدنا إلى حالتك أنت وخطيبك بالتحديد فالصورة التي كانت لدينا أنه حدثت علاقة جنسية بينكما، وأنه بدأ بعد ذلك يبتعد عنك ويتراخى في إتمام خطوات عقد القران والزواج، وكان في هذا خطر حقيقي يحيط بك فيما لو قرر عدم الزواج بك وهذا يحدث كثيرا، وهو القاعدة في العلاقات في مثل هذه الأمور، فإن كان خطيبك قد كسر هذه القاعدة وعقد قرانه عليك بعد أن حدث ما حدث وبعد أن أرسلت إلينا الرسالة فهذا استثناء تحمدين الله عليه، وفي نفس الوقت تحذرين كل الفتيات من الوقوع في هذا الأمر استنادا إلى أن الأمر في حالتك قد مر بسلام.
ولسنا نستطيع أيضا أن نقر بأن الملتزمين يمكن أن يقوموا بعلاقات جنسية مع خطيباتهم ولا يقدح هذا في درجة التزامهم أو في مروءتهم؛ لأن ذلك سوف يفتح بابا للتسامح والتساهل المطلق في العلاقات الجنسية بين المخطوبين ارتكانا إلى نية التوبة فيما بعد وتصحيح الخطأ.
وهناك فرق بين تسهيل وتخفيف ارتكاب الكبائر استنادا لإمكانية التوبة، وبين التوبة كمفهوم ديني قائم طوال حياة الإنسان وبابه مفتوح لمن يقع في الخطأ عن جهالة أو ضعف ثم يتوب من قريب.
أما عن صديقتك وخطيبها فقد ذكرت في رسالتك أن الزواج متعطل بسبب المال وأن خطيبها قرر أن يشتري سيارة بعشرين ألف جنيه ولم تذكري أبدا أنه يشتريها ليمارس بها أعمالا تجارية، وإنما ذكرت بأن لديه بعض الآلام في قدمه ويريد أن يشتري سيارة للتخلص من هذه الآلام، ونحن نضع الأولويات نصب أعيننا فنرتب الأمور حسب أهميتها ونرجئ الكماليات والرفاهيات ونضع قبلها الأساسيات، فإن كان الزواج سيتوقف أو ينهار بسبب المال فالأولى أن نوظف أي مبلغ متاح لإتمامه، وهذا ما وصلنا من خلال رسالتك.
نشكرك على هذا التواصل وعلى هذه الاستدراكات والإيضاحات، ونعتذر عن أي سوء فهم؛ فنحن -كما قلت- نبني رؤيتنا على ما يصلنا مكتوبا، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلن لأصحابه أنه يحكم بينهم بما يراه، ويحذرهم من أن يكون بعضهم ألحن بحجته من بعض فيأخذ ما ليس حقه، وهكذا البشر يرون من الحقيقة ما يتاح لهم ممن يعرضها وتبقى الحقيقة المطلقة في علم الله سبحانه وتعالى وتبقى مسئوليتها على من يعلمها من البشر، وتبقى القواعد النفسية والاجتماعية والشرعية دليلا ينبهنا إلى زوايا الانحراف أو الشطط التي يمكن أن نقع فيها.
وفقكما الله لحياة سعيدة في ظل رضاه وطاعته وغفر لكما ما قد سلف.