أتقدم لكم بكل الشكر والتقدير لِمَ لاحظته من حرصكم الكبير على مساعدة قراء موقعكم الكرام.
أنا فتاة سعودية أبلغ من العمر 35 سنة ولم يسبق لي الزواج، أي بلغة مجتمعي أنا (عانس)، أنا لست متشائمة، ولكن هذه الكلمة تجرح قلبي، كما أن نظرات الناس تخنقني لشيء ليس لي فيه يد. أنا أؤمن بالقسمة والنصيب، وأن الله إذا كتب لنا شيئا سوف يصل إلينا، ولكني لم أعد أستطيع الصبر، أنا كبري أخواتي الخمس (وجميعنا لم نتزوج)، وبيني وبين أختي التي تليني 6 سنوات.
نحن من أسرة متدينة ومتعلمة وأيضا متمسكة بالعادات والتقاليد وذات مستوى مادي جيد، نحن متعلمات جامعيا، وكل منا موظفة ودخل كل واحدة منا جيد، ولله الحمد، وجميعنا جميلات ومقبولات وذوات خلق ودين ومحبوبات من قبل الزميلات والصديقات.
طبعا.. في بداية حياة عمل والدي خرجنا من منطقتنا الأصلية إلى منطقة أخرى -داخل المملكة- وعشنا هناك ودرسنا وتخرجنا، وقد تقدم لخطبتي ثلاثة من أبناء عمي أيام الدراسة الجامعية ولكني رفضتهم بحجة أني أريد أن أكمل دراستي، وفي داخلي السبب الحقيقي وهوأني لا أستطيع أن أعيش في مستوى وحياة غير التي وفرها لي والدي، وحتى الآن أنا مقتنعة بالسبب ولم أشعر بالحزن على أي منهم رغم أنهم تزوجوا جميعا ولديهم أبناء الآن.
بعد أن تقاعد والدي عدنا إلى منطقتنا الأصلية، وكان عمري 28 سنة، ولكن أهل هذه المنطقة متمسكون بالعادات والتقاليد ومتحجرون ونظرتهم مادية بحتة، كونت علاقات وصداقات جديدة، ولكن محدودة في إطار العمل ولم أجد سوى صديقة وحيدة أفضي إليها بجميع همومي وأسراري، واستمرت الحياة ولم يتقدم أحد لخطبتي، ولكن تقدموا لخطبة أخواتي الأصغر مني سنا، وكل واحدة منهن وجهة نظرها في رفض من يتقدم إليها إما لوجود أمراض وراثية بعد الفحص ولعدم التكافؤ الثقافي ولمجرد الطمع بالمادة لا غير.
استمرت حياتي وأنا أكابر على كل من حولي، وأن هذا الأمر لا يهمني، وبدأ الحزن والوحدة تسيطر علي، وحفر في نفسي جرحا لا أستطيع نسيانه.. هل أنا مغرورة ومتكبرة؟؟ وبدأت أراجع نفسي: هل أنا السبب في هذا كله؟ هل لأني رفضت من تقدم إليّ أصبحت الآن غير مرغوبة من أي شخص؟ هل أصبحت فكرة الناس عني سيئة، وهل.. وهل.. وهل؟؟
دعوت الله كثيرا، ولكن كل يوم تسوء نفسيتي عن اليوم الذي قبله، أتمنى في بعض الأحيان الموت، وأكره الحديث مع أي فرد من أسرتي في أحيان أخرى. ولكن أقول لنفسي: ما عليك سوى الصبر، وفرج الله قريب.
طبعا.. مثل كل البنات أهتم بمظهري ومكياجي، وكنت أتردد على أحد المحلات الكبيرة في مدينتي لشراء ما أحتاج إليه من كريمات ومستحضرات تجميل وتقريباً تكون زيارتي كل أسبوعين وثلاثة، وكنت أخصص ماركة معينة كان لها موظف مسؤول يشرح كيفية استخدام المنتج، وكنت زبونة عادية رغم ما أنعم الله على هذا الرجل من الجمال ولباقة الحديث كما أنه إنسان محترم يتعامل معي ومع كل أخواتي بكل ذوق واحترام ولم يتجاوز حدوده مع أي واحدة منا، مع أنه لم ير منا سوى أعيننا وأيدينا فقط.
في بداية الأمر لم أهتم به، وكان الحديث الذي يجري بيننا عن المنتجات الجديدة وكيفية استخدامها، وكان يجري اتصالا بيننا عندما أطلب منه أن يجهز لي هدية لإحدى صديقاتي وتوفير ما ينقصني، ثم أطلب من إحدى أخواتي إحضارها لي إذا لم أستطع الذهاب. ولكن مع مرور الأيام بدأت أتعلق به وأنجذب نحوه رغم أني لا أعرف عنه شيئا سوى اسمه ورقم هاتفه فقط. كنت أحاول أن أمنع هذا الشعور من السيطرة علي ولكن دون فائدة، شعور جميل أول مرة أشعر به ولا أريد أن أفقده.
بدأت أنا معه بالحديث وأبديت له احترامي، وأن له منزلة خاصة عندي، ثم تعرفت عليه، وعرفت أنه مسلم وجامعي وعمره 28 سنة وأنه غير متزوج، ولم أخبره شيئا عني سوى أني عشت في منطقة غير هذه المنطقة فقط، ولم أخبره عن عمري ومستواي المادي، ثم بدأ يبادلني المشاعر نفسها -أعلم أني لست مراهقة ولكني إنسانة لي قلب أتمنى أن أجد شخصا يهتم بي ويشعر بوجودي ويشعرني بأني مرغوبة، وليس مجرد كلمة تلاحقني أينما ذهبت، أتمنى أن أكوِّن أسرة وأن أسمع كلمة ماما ولوكان ذلك للحظات- وطار قلبي فرحا.
ولكن بدأ الخوف ينتابني، هل سيوافق عليه أهلي؟ هل سيتقبلني مجتمعي؟ وهل أستطيع أن أتغلب على هذه النظرة من أقاربي؟ هناك فرق في المستوى المادي، هل سوف أرضى بذلك رغم رفضي لمن سبقه لهذا السبب، أم أنه فتنني بجماله وحديثه، أم هي الرغبة في الخروج من هذه الحياة بأي طريقة كانت؟ هل سيقبل بي عندما يعلم أني أكبره سنا وأقل منه جمالاً؟ هل انجذب إلي بمجرد الحديث والتسلية ولمجرد أني زبونة غنية تدفع بالآلف عند كل زيارة، وهل.. وهل... وهل؟
يا إلهي، إنه شعور مخيف؛ كيف أفقد من انتظرته سنين من عمري. أقول لنفسي: إن ذلك لا يهمني، لقد أحببته لشخصه وليس لشيء ثانٍ، أحببت صدقه واحترامه لذاته، كما أنني لم أرتح لأي شخص قبله رغم تعاملي مع غيره الكثير سواء في البنوك والمستشفيات والأسواق. وسوف أحارب الدنيا من أجله وأقف إلى جانبه بكل ما أستطيع. فأنا لا أريد أن أفقده وليس لدي الجرأة بأن أقول له بأني أكبر منك سنا، وأقل منك جمالا.
ثم قررت أن أقطع هذه المعرفة وفي آخر اتصال جرى بيننا أخبرته بأن كل ما قمت به لا يتفق مع عاداتي وتقاليد بلدي، وأني بحديثي معه خنت ثقة أهلي، فقال لي: أنت إنسانة محترمة، والذي جذبني إليك هواحترامك لذاتك، وإذا كان هذا سوف يريحك فأنا سوف أقطع اتصالي بك، وكل ما جرى بيننا من حديث هوسر لن يعلم به أحد وعاهدني على ذلك. وقطعت أنا ذهابي إلى محله، ومنذ ذلك الوقت لم يتصل ولم يرسل لي أي رسالة رغم أن عيني وقلبي دائما على جوالي، ولكنه لم يتصل.
يا حسرتي، أصبحت كئيبة لا أحتمل كلمة من أهلي، لا أرغب في الخروج لأحد واستقبال أي ضيف، شاردة الذهن، هل نسيني حقا؟ هل فقدت الأمل الذي انتظرته طويلا؟ لقد قمت بذلك وأنا أعرف بأنه سوف يذهب في زيارة لبلاده بعد شهرين، هل سوف يرتبط هناك ويعود ليخبرني بذلك؟.
أصبحت محتارة بين نارين؛ نار أهلي ومجتمعي ونار قلبي.. هل أتصل به وأصارحه بكل شيء، وأطلب منه مقابلة والدي، وأبين له أني لن أقبل به إلا بعد سؤال أهلي عن دينه وخلقه، وأن هذا الشيء الوحيد الذي يهمني فيه؟ هل أخبره بأني مستعدة للتضحية من أجله بكل شيء؟ هل إذا بدأت أنا الحديث لن أفقد كرامتي، فأنا من جرح كرامته ورفضت قوله لي بأني لا أريد أن أخسرك وكل محاولاته الأخيرة؟ أرجو مساعدتي.
3/6/2024
رد المستشار
صديقتي
مع أنك بلغت من العمر خمسة وثلاثين عاما إلا أنك تفكرين في الحب والمشاعر بما يتوافق مع من هي في الثالثة عشر من عمرها.
- أنت لا تعرفين ما يكفي عن هذا الرجل لدرجة أن تضحي بكل شيء من أجله.. كيف ولماذا تقولين هذا؟؟
- تريدين تكوين أسرة وسماع كلمة ماما ولو للحظات، لماذا؟ (فكري في إجابة أخرى غير "غريزة الأمومة وأحب الأطفال وسنة الحياة")
- تقولين أنه يبادلك المشاعر التي وصفتيها بالاحترام ومكانة خاصة... هذا لا يساوي أنك تحبينه وأنه يحبك، قد يكون هناك إعجاب متبادل من حيث التعامل ولكنه لم ير ملامح وجهك حتى.
- الحب الحقيقي يحتاج إلى تعامل على مدى طويل ومواقف تسمح بمعرفة الشخصية الحقيقية لكلا الطرفين... هل أنت متأكدة من أن هذا هو الشخص الذي يصلح لكي يكون أبا لأطفالك؟ كيف؟
- تريدين شخصا يهتم بك ويشعر بوجودك ويشعرك به ويشعرك بأنك مرغوبة.. ماذا سوف تعطيه أنت؟ وكيف توجد هذا المشاعر إن لم تحسي أنت بقيمتك؟
حل مشكلة العنوسة والزواج يكمن في أن تتعرفي على نفسك وتعلمي ما تريدين في شريك الحياة ثم تتعرفي على الناس عموما، رجال ونساء، وتكوني صداقات وعلاقات انسانية ذات عمق ومعنى ... منهم تختاري الأصدقاء ومنهم قد تجدين ما يناسبك.
السن والجمال أشياء نسبية ولا تبنى عليها العلاقات الناجحة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
واقرئي أيضًا:
فضفضة فتاة على أعتاب العنوسة!
الجامعية المثقفة: يطاردها شبح العنوسة!
حبيببتي أكبر مني: ما الخطأ؟ ما العيب؟
حدود فارق السن بين الزوجين!