أولا أشكركم على الفضاء الواسع الذي فتحتموه لنا.
أنا شاب مواظب على الصلاة في المسجد، وأحضر الحلقات، وكنت أرفض بأي حال من الأحوال إقامة علاقات مع بنات، وبعد تخرجي تعرفت من خلال الجوال على بنت أقل مني بسنة، وقلت: نجرب علاقة، ولم تكن لدي نية الزواج منها.
ومع مرور الوقت أحسست بأني أحبها وأرغب بها لتعلقها الشديد بي من جهة، وجمالها من جهة أخرى، ولكن كنت أعرف أنها كانت لها علاقة مع أعز أصدقائي الأوفياء، وهو لا يدري الآن بعلاقتي معها، وأنا أريد الاستقرار والحلال لكن يمنعني هذا السبب.
والمريع أنها لم تخبرني وهي تعرف أنه صديقي ولا تعلم أني على علم بعلاقتهما. أفيدوني فأنا في حيرة، علمًا بأني أخاف عليها من الفراق أكثر من نفسي..
ومعذرة على الإطالة.
9/6/2024
رد المستشار
أنا أتخيل أني أقف أمام ميزان:
الكفة الأولى منه بها العوامل التي ترجح زواجك بالفتاة وهي:
1- حبك لها.
2- حبها لك.
3- جمالها.
4- خوفك عليها من الفراق.
والكفة الثانية: بها العوامل التي ترجح عدم زواجك بها وهي:
1- أنها كانت على علاقة سابقة بأعز أصدقائك.
2- أنها لم تخبرك بهذه العلاقة.
3- أسلوب التعارف الذي تم بينكما.
وأريد أن أتوقف قليلا عند هذه النقطة، حيث إن طريقة التعارف وتكوين علاقة عبر الهاتف هي بداية غير مطمئنة وغير مبشرة؛ لأن هذا النوع من التعارف فضلا عن التحفظات والتجاوزات الشرعية المحيطة به، فهو أيضا من الجانب النفسي والاجتماعي يشوبه قدر كبير من عدم الصدق والوضوح، حيث إن هذا الشكل من التواصل يعتبر بيئة خصبة ليرسم كل طرف عن نفسه وعن الآخر تصورا وهميا سرعان ما ينكشف ويزول بريقه بعد الزواج، لذلك تظل علامات الاستفهام محيطة بهذا الحب، وهل هو من الأصل حقيقي أم زائف؟
والسؤال الآن هو: أي الكفتين أرجح؟
وأقول لك قبل أن تجيب على السؤال إن هناك عوامل أخرى كثيرة يجب أن تضيفها إلى الكفتين قبل أن تصدر حكمك؛ لأن هذه العوامل الموجودة في ميزانك غير كافية لاتخاذ القرار، بل إن هناك معايير أخرى قد تكون أكثر أهمية لاستمرار العلاقة الزوجية ونجاحها، وعلى رأسها عاملان هما:
1- التكافؤ الاجتماعي:
هل أنتما من نفس البيئة الاجتماعية؟
هل تشتركان في معظم العادات وأسلوب الحياة؟
هل مستوى تفكيركما متقارب؟
هذه العوامل قد تكون أهم من الحب نفسه؛ لأن لهيب الحب يخفت مع الوقت أما أصل الشخصية وحقيقتها فيبقى.
2- المستوى الأخلاقي والديني للفتاة:
هل الفتاة على خلق ودين؟ أم أن هناك صفًّا طويلا من العلاقات السابقة لها مع كثيرين غيرك –منهم صديقك- وهناك شواهد أخرى على سوء خلقها -غير تكوين علاقة معك عبر الهاتف- مما يجعلك تشعر بالخوف وعدم الثقة فيها كزوجة وأم لأولادك وبناتك؟
المستوى الأخلاقي أيضًا أهم من الحب لأنه يبقى معك لنهاية العمر ويؤثر على نظام حياتك كله.
والآن.. أين يقع هذان العاملان؟ إن كانا في الكفة الأولى يصبح عندئذ زواجك من الفتاة هو الراجح، ويصبح لا قيمة للارتباط السابق للفتاة بصديقك، فطالما أنهما قد افترقا فهذا يعني أن العلاقة قد فشلت وانتهت، ولو كانت ناجحة لاستمرت، وبالتالي فهي مجرد ذكرى لا قيمة لها.
لذلك يبقى السؤال الحاكم هو: أين ستضع العاملين الآخرين في الميزان؟
وهل سيكون هذان العاملان مع أو ضد ارتباطك بالفتاة؟
أنت فقط الذي يستطيع الإجابة هنا.
أدعو الله أن يقدر لك الخير حيث شاء ثم يرضيك به.