السلام عليكم
أنا سيدة متزوجة منذ سنتين، وعندي طفلان وسعيدة جدا مع زوجي، كما أن زوجي يحبني حبا جما.. والد زوجي يحب أن يشارك في جميع الأتراح والأفراح التي تحدث، ولا تمر أي مناسبة إلا ويذهب إليها خاصة، أنه رجل متقاعد ولا يوجد عنده ما يشغله، لكن المشكلة هو أنه يطلب زوجي في كل مناسبة يذهب إليها، حيث إن زوجي لديه سيارة ويريد أن يذهب بها بعد أن باع سيارتهم الخاصة بعد زواجنا بفترة، وخبأ ثمنها.
لا يمر أسبوع إلا ويطلب من زوجي أن يوصله للعرس الفلاني أو المناسبة الفلانية، فلا يمر أسبوع إلا ويذهب به إلى مناسبة ما، وهذا الشيء مع مرور الوقت أصبح يضايقني جدا؛ فأنا سيدة موظفة ودوامي طويل جدا، ولا أستطيع ترك الوظيفة لأن ظروفنا المادية صعبة جدا، ولا توجد فرصة عندنا إلا يوم الجمعة للجلوس مع زوجي وأبنائي لكي نشعر بجو الأسرة المحرومين منه طوال الأسبوع، إلا أن والد زوجي لنا بالمرصاد حيث يتصل به هاتفيا ويطلب منه المجيء، ولا يرجع إلا في ساعة متأخرة من الليل.
والده يريد أيضا أن يفرض علي المجيء في الأعياد في الصباح الباكر ليتسنى له الذهاب لجميع الناس ومعايدتهم، وأنا رفضت لكون عندي طفلين توأم وتجهيزهما وإطعامهما يأخذ وقتا فهم بعمر سنة واحدة فصرخ في وجهي، وأساء لي أمام أولاده وبهذا الوضع صرت أتضايق جدا ونشب الخلاف بيني وبين زوجي الذي أحبه جدا بسبب والده ومناسباته التي تحرمني وتحرم أطفالي من زوجي لمرات عديدة وعديدة؛
فحياتنا أصبحت جحيما لدرجة أنه كدنا نصل للطلاق.. فما العمل؟
جزاكم الله خيرا.
6/6/2024
رد المستشار
أهلا وسهلا ومرحبا بكِ "أ. عفاف" على الدوام في بيتكم ومقركم موقع مجانين.
- لا شك سيدتي أن مسؤولية الأطفال تمثل ضغطا معنويا داخليا علينا نحن النساء وخاصة في مرحلة الأمومة الجديدة، فأعانك الله على مسؤوليتك ورزقك الأجر، فهذه هي الحياة.
- وأما عن نقطة والد زوجك، فأيضا أتفهم المعنى الداخلي المكنون بداخلك الذي يحركك نحو رفض طلبات والده، أنت تريدين جوا دافئا في يوم العطلة تضعين به عنك أحمال عمل الأسبوع، وهذا أيضا حسن منك، أنك امرأة حريصة على إبقاء العلاقة مشتعلة بالدفء، وهذا أدعمك فيه لا شك، لكن هناك وجه آخر يجب ألا تغفلي عنه أيضا، حرصك على أن تعيشين جوا أسريا دافئا مع زوجك وأولادك لربما هو ذات المعنى الذي يريده والد زوجك، أو لنقل زوجك نفسك يعيش هذا المعنى أيضا مع أبيه وأيضا لاشك هناك جانب يتعلق بالبر، فهناك مسؤولية معنوية أيضا يشعر بها زوجك تجاه والده، لذا يمكن حين نتلمس ونبصر الزوايا المعنوية العميقة أن نجد حلولا لا تتكأ على معاني معنوية توجع أحدنا، أبسطها وأولها أن تكون لغة الحوار والنقاش تكون واعية من كلانا تجاه المعنويات التي تسوق داخل كل طرف منا،
لذا حبيبتي أقول لك تفهمي المعنى بداخل زوجك، وجدي حلولا لا تضغط عليه تجاه ضغطه وشعوره بمسؤولية تجاه والده، مثلا: يمكنك أن تهيئي جوا طيبا، وتختاري لغة مناسبة وهادئة تبدأين فيها بالحديث عن مشاعره ومسؤوليته تجاه والده، وأنك تتفهمين هذا، ولكن أنا أيضا أحتاج إليك لأغلق فراغا معنويا أنتظره على مدار الأسبوع، ما رأيك نبحث عدة حلول، مثلا:- يمكن أن تعطي السيارة لوالدك وتعتذر منه بأدب على عدم الذهاب وليكن حتى بالتناوب أنت مرة ووالده مرة... وهكذا تتباحثا حلولا لا تجرح الأطراف جميعها، فلا يكون كل حرصك على الحب ثم ينفسد بقصد أو بدون من جهة أخرى، واحرصي دوما على الاستثمار في العلاقة، ضعي "الاستثمار في العلاقة" قاعدة في ذهنك تجاه علاقتكما، ستجدين الحلول تنفذ إليك من تلقاء نفسها.
- في النهاية: أسأل الله لك هدوء البال وسيكنة الفؤاد والتنعم بحياة زوجية هادئة مادام العزم والصدق حاضرا.
- وأنتظرك من جديد سيدتي.
- دمت بخير وأحبابك.
- مع السلامة
التعليق: أسعد الله أوقاتك سيدتي،
لم أكن من الأعضاء المسجلين في الموقع حتى قرأت مشكلتك فقررت التسجيل لإضيف تعليق كون أني من الأردن وأعرف هوس المتقاعدين في بلدنا بحضور أي مناسبة ولأبعد الأقرباء :)
سيدتي - ولا أزيد على تعليق المستشارة - أود فقط أن أقول امنحي بعض الوقت لهذه الممارسات أن تخفت وتتلاشى لوحدها، حيث أن لا حماك ولا زوجك سيستطيعان الاستمرار بهذا المجهود (لأنه فعلاً مجهود)
ومن تجربة شخصية، إشغال المتقاعد بحيوان أليف في البيت يساهم في تقليل إزعاجه بنسبة لا تقل عن 60% ففكري بذلك بشرط أن يتم التنفيذ بطريقة ذكية وكأنها صادرة من الأحفاد وفي النهاية، صبرك وتحملك لظروف زوجك بسبب حرصه على بر والده تأكدي تماماً أنه سيعود عليك بشكل أو بآخر في بيتك وفي أولادك وزوجك ورزقك إن شاء الله