أنا شاب أبلغ من العمر خمسة وثلاثين عامًا ولدي مصلحة تجارية، وطبيعة عملي تختص في التسويق التجاري؛ فصدف أن جاءت إلي فتاة في الخامسة والثلاثين من عمرها تريد العمل فوظفتها، وبعد مرور أسبوع أو اثنين لم تعجبني طريقة حديثها مع الناس؛ فقد لاحظت أنها لا تبالي بما يقال عنها، والمهم أن تحضر زبائن لي حتى لو دللتهم بالكلام المعتدل.
فقلت لها إن هذا الأسلوب لا أقبله في العمل وأردت أن أنهي عملها عندي؛ فبكت وقالت سأروي لك قصتي ولك الحكم، وقالت لي إنها فتاة من قرية صغيرة استغلت في صغرها أي في الخامسة عشرة وفقدت عذريتها -وأهلها لا يعلمون إلى اليوم بالقصة- وهي في السابعة عشرة اتهم أخوها بالعمالة لإسرائيل وقتل؛ فوصمت العائلة بوصمة عار؛ فيشار إليها وتعاير أنها أخت العميل الفلاني فلم تعد تبالي بما يقال عنها؛ فقد أهينت وأُذلت في مواقف كثيرة.
فوجدت أن الفتاة مدمرة وعلى وشك الانهيار فأخذت على نفسي أن أجعلها ترى الدنيا من زاوية أخرى، وبدأت أسعى معها لمحاولة تبرئة أخيها، "ولكن المحامين يرفضون التدخل في أمور العمالة" وأقول لها إن الله غافر للذنب وإن البنت التائبة هي كالمحصنة ولا تقل عنها، وأقنعتها باللبس الشرعي وأزالت الماكياج والتبرج وبدأت تهدأ سريرتها وأعطيتها وظيفة مكتبية لا تحتاج إلى الاختلاط وأعطيتها ميزانية مفتوحة لجميع مستلزماتها من الألبسة الشرعية فهي من عائلة فقيرة، أبوها يبلغ من العمر السابعة والسبعين، ولها أخ أصغر منها، ولها أخت تزوجت في الثانية والأربعين من عمرها لرجل في الخامسة والستين؛ أي أن الظلم وقع على عائلتها؛ وبعد مرور ستة أشهر شعرت أنني قد أكون جعلتها تسيء الفهم وأن عطفي هو إعجاب وحب؛ فتعلقت بي الفتاة وأصبحت ترى فيَّ المنقذ لها من حياتها المريرة، وكما تعلمون فإن مسألة العمالة لا يستهان بها ولا يرضى -أيا كان- في فلسطين بالخصوص بنسب من في عائلته عميل لإسرائيل، فإما كان المتقدم لها للزواج يبتعد وحده أو ترفضه هي خوفا من أن تفضح مسألة العذرية.
فجاءتني راجية أن لا أتركها تعود إلى حياتها السابقة لأنها لو يقدر لها لتركت القرية ومن فيها وعائلتها وعاشت فقط في شركتي حيث وجدت كرامتها؛ فقدمت لي نفسها للزواج؛ فلم أجب، وقلت أمهليني حتى أرتب أموري؛ فقد خفت إن صددتها أن تؤذي نفسها وأن أشارك في ظلم الناس لها؛ فهي تعلم أنه لا سبب يمنعني إلا قضية أخيها؛ فبعد ستة أشهر لم يعد يخفى عليها شيء في حياتي.. مع العلم بأنها لا تقطع فرضا ولم تعد مستهترة في نفسها وبعد مرور شهرين فكرت في أن أتزوجها لأستر عليها عن اقتناع؛ فقد وجدت فيها القلب الطاهر والمرأة الحنون، وقد ملت إليها وأحببتها وقلبي كذلك تعلق بها علما بأنني مقتدر على الزواج.
ولكن أهلي وعائلتي سوف يعارضوني.. وعارضوني فعلا وحدثت لي بعض المشاكل مع أهلي لمسألة العمالة والنسب، كما أن لي أختًا في السابعة والعشرين على مقتبل الزواج وزواجي قد يلحق الأذى بأختي؛ كأن يقال: زوجة أخيها من عائلة فلان الذين كذا وكذا... فهل أصدها بعد أن وعدتها بأن لا أتخلى عنها ووعدتها بالزواج منها؟؟ ومسألة أن يزوجها أبوها لي دون علم أهلي مرفوضة من طرف أبيها نهائيًا فأنا في صراع بين مشاعري من جهة وأهلي من جهة أخرى وخوفي عليها إن صددتها من جهة ثالثة.
أنا بحاجة لنصيحة ترضي ربي ويكون فيها الخير للطرفين.. أرجو الإفادة علما بأني غير متزوج.
وعلما بأني تقدمت لها أكثر من مرة سرا من أهلها ورفضوا إلا إذا جئت مع أهلي، ورفضوا فكرة الزواج السري بعقد شرعي، وأهلي ممن يقنعهم كلام العقل والدين ولكن دفاعهم: "تخيروا لنطفكم فالعرق دساس" فكيف أقنع أهلي بحجة شرعية؟ وأن أنكث بوعدي فهذا مستحيل.
07/06/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
لا يسهل الإجابة على سؤالك. تتحدث عن تعلقها بك وعن تعلقك بها. إذا كنت متعلقا بها كما هي متعلقة بك وتحبها فتزوجها.
إذا كنت تنوي الزواج بها لمجرد العطف عليها فلا تفعل ذلك ولكن إن كنت تنوي الزواج بها بسبب مشاعر حب وعاطفة نحوها كما تشير إلى ذلك فتزوجها وتقدم إلى ذويها.
إذا كنت مقتنعاً بأنها ستكون الزوجة التي ترغب بها فتزوجها.
أما حديث الناس عن أخيها فهي لا تحمل ذنبه ولا يـؤخذ المرء بجريرة غيره. حديث الناس لا نهاية له ولكن يـأتي الوقت وينتهي وفي النهاية الناس تحكم على الفرد نفسه وليس على عائلته.
توكل على الله وتزوجها إن كنت تحبها عن قناعة.