جزاكم الله خير الجزاء عنا. في الحقيقة لدي مشكلتان، وسر توجهي إليكم هو ثقتي بكم وبرأيكم السديد والحكيم، وأنا أشكركم مسبقا.
في الحقيقة بدأت مشكلتي الأولى من حوالي 3 سنوات بعد وفاة جدتي مباشرة؛ حيث رأيت رؤية مفزعة جعلتني أقوم من السرير ركضا، وفي الواقع لا أريد أن أحكيها فاعذروني، ثم تكررت خلال الشهر 3 مرات، وبعدها سألت أمي ما معناها، ولكن بمجرد أن حكيتها لها اضطربت وخافت وصرخت: ألا تعلمين أنه لا يجب سرد المنامات المفزعة والوحشة وأوحت لي بأن الأمر فيه خطر.
منذ ذلك اليوم وأنا في تعب نفسي لا يعلم به إلا الله، أصبحت أخاف من كل شيء، وأخاف من الليل، وأخاف من الأحلام، وفي كل ليلة تقريبا أرى أحلامًا مفزعة جديدة تجعل قلبي في خفقان ونفسي منقطعًا وأشعر بـ"دوخة" وهلع وإحساس بعدم السيطرة على نفسي، وأحس بقرب الموت.
أحيانا الحلم يتعلق بي، وأحيانا أخرى بأفراد عائلتي، فأسهر الليل والنهار، ونقص وزني وظهر الشحوب على وجهي، وأنا أعاني من قلق شديد وخوف غير مبرر وبكاء وحساسية مفرطة، وأخاف أن يتكلم الناس أمامي عن الأحلام أو تفسير الأحلام أو عن حلم رأوني فيه، ولا أشعر بالراحة عندما يتحدثون أمامي عن سيرة الأموات، أو أن أرى صور الأموات، أو أن أشاهد فيلمًا فيه ممثل متوفى؛ مخافة أن أراه في الحلم ويأخذني معه.
أخاف في الجريدة من صفحة الوفيات، وأخاف من اللون الأصفر فلا أنظر إليه؛ لأنني أخاف أن يبقى في ذاكرتي فأراه في المنام وهو يعني الموت، وأخاف من كتاب تفسير الأحلام، وكلما حصلت وفاة في العائلة أو حولي زاد هذا الشعور، كما أنني أخاف خوفًا غير طبيعي من الآخرة ومن البحر ومن الظلام.
ذهبت إلى طبيب نفساني فلم أسترح معه وفضل إعطائي دواء، لم أشربه؛ خفت من عواقبه، وأنا أشعر بأنني محتاجة لمن يساعدني على تغيير سلوكي.. لا أشرب الدواء.. أخاف الدواء.. ذهبت إلى العمرة لطلب الشفاء، ولكنني عندما وصلت أصبت بحالة ذعر غريبة لم تسبق لي، إحساس بغياب الأمان، وكنت أرغب بالعودة ولم أستطع، وأصابتني آلام غريبة في بطني لم تكن تتوقف، زيادة على آلام الطمث، وظن أهلي أنني سأتوفى، ولم أجد العناية في مكة.
بعد أن عدت والحمد لله قمت بكشوفات حول القولون والمبايض ولم أجد شيئًا، ولم يتوقف الألم حتى أخذت المهدئات وكانت من نوع ..... فما رأيكم في حالتي؟ وهل هو عقاب الله؛ لأنني لم أكن على الصراط المستقيم؟
سؤالي الثاني هو أنني منذ أن توقفت عن الاختلاط، وأصبحت أغض بصري، اختلف لدي الإحساس بالرجل، فأشعر بإحساس غريب حتى إن لم أنظر في وجه الرجل، وخصوصا إن كان ملتحيا ومرتديا القميص؛ فهذا يزيد من إثارتي، وكلما كان غاضا لبصره كان أكثر، فأشعر بحركة خفيفة في فرجي، وأحيانا أجد ماء ولا أدري ما صحة صلاتي؟ فهذا يحصل معي كثيرا، حتى إن لم أنظر إلى وجه الرجل.
والغريب أنه حتى صوت مقرئ القرآن الشاب يثيرني، وأنا أصبحت أخاف من نفسي وأجدها قذرة؛ ربما لأنني في أعماق نفسي أتمنى رجلا صالحا، ولكنْ تصرفي مرضي يدل على خلل في شخصيتي.
أرجوكم لا تهملوا رسالتي فأنا أتعذب كل لحظة.. ماذا أفعل؟
توكلت على الله.. أرشدوني.
08/06/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
رسالتك بالتفصيل تعكس إصابتك بالاكتئاب الجسيم ولكن ما يثير القلق في الرسالة هو أن هذا الاكتئاب بدأ يتغير مساره من نوبة اكتئاب جسيم إلى اكتئاب مزمن.
بدأت الاعراض بعد كوابيس والقاعدة العامة هو أن تكرار الكوابيس وشعور الإنسان بالضيق منها مصدره القلق أو الاكتئاب أو الإدمان. ظهرت الأعراض في فترة حداد ولو كانت هذه الأعراض ستتحسن لحدث ذلك بعد وفاة جدتك خلال أقل من ستة أشهر. توسعت دائرة الخوف والقلق تدريجياً وتطورت الأعراض من نفسانية بحتة إلى جسمانية ثم جاء دور الأفكار الوسواسية ،وبالتالي وبدون علاج سيحدث تغيير كامل في شخصيتك.
النصيحة التي يقدمها الموقع هو ضرورة التزامك بنصيحة طبيب نفساني يشرف على علاجك. من الصعب القول بأن اضطرابك سيستجيب لعلاج كلامي ولا مفر من استعمال العقاقير. العقاقير لا تعطي نتيجتها خلال أسبوع أو اثنين وأنت أصلا لم تفكري بعلاج نفسك بها بعد مراجعتك لطبيب. رحلة علاجك لن تكون قصيرة.
توقفي عن عمل فحوص طبية وراجعي طبيب نفساني لاستلام العلاج الصحيح ولا مفر من استعمال الدواء .
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
التعامل مع الاكتئاب (1-2)
خطة علاج الاكتئاب الأولية
علاج الاكتئاب: بين العقاقير والعلاج النفساني!
التعليق: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، من خلال قراءتي لإستشارتك، يتضح لي بأنك تعاني من الوساوس، و أوهام، فأنصحك بأن تأخذي من الكتب الأوراد الشرعية مثل كتاب (حصن المسلم) في باب الأذكار الصباح والمساء، وأذكار قبل النوم، وأذكار عقب الصلوات المكتوبة، وهي متوفرة في النت، قومي بتنزيل الكتاب على هاتفك أو حاسوبك وداومي عليه للأبد، وقراءة سورة البقرة كل يوم بعد صلاة المغرب أو العشاء، حتى تطردي كل الشياطين الذي يتعبونك ويوسوسونك ويوهمونك بالأوهام والخيالات والمنامات المفزعة، واما بالنسبة للأغذية الصحية النافعة لحالتك التصبح على 7 تمرات من أي نوع كان، قبل تناول وجبة الإفطار، لأنها تحتوي على مغنيسوم التي تهدي الدماغ وتخفض ضربات وضغط القلب، إستمري عليها كل يوم قبل وجبة إفطار بساعة، واشرب عصير البطيخ الأحمر أو ما يسمى بالإنجليزية (watermelon) وتناول المكسرات وتناول بيض الدجاج لأنها تحتوي على دهون صحية وإنزيمات هاضمة تساعدك على التخلص من المشاكل العقلية والأفكار السلبية. وفقك الله.