جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الطيب، وهذا الكم الهائل من الأسئلة والأجوبة القيمة.
خطبت فتاة ملتزمة ومؤدبة والحمد لله (وكتبنا الكتاب على أن يتم الزفاف بعد 16 شهرا إن شاء الله)، ومنذ أول أسبوع من خطبتنا ازدادت علاقتنا دفئا، فرحت أقبلها وأداعبها، فكانت تتفاعل وكانت عضلاتها ترتخي جدا في أثناء ذلك؛ حتى إنني لا أستطيع الكلام معها ولا تستطيع رفع يديها؟ فما هذه الحالة هل هي طبيعية أم لا؟ وكيف الخروج من هذه الحالة؟.
ثم سافرت بعد مرور أسبوع ولي عودة بعد 6 أشهر، هل الوضعية التي تركتها عليها عادية؟ بصراحة أنا خائف عليها أحيانا تقول لي عبر الهاتف "أنا محتاجة لك كثيرا"، أعتقد أنها لا تمارس العادة السرية، فهل أجعلها تمارس العادة السرية لتفرغ تلك الطاقة؟.
علما بأني قد سافرت بعد أسبوع من خطبتنا.. هل ما قمت به كان خطأ؟ هل تؤيدون فكرة مداعبة الجسد في أثناء فترة الخطوبة وفترة مكوثي عندها؟ مع العلم أن عملي خارج البلد الذي تقيم به خطيبتي، كما أنها طالبة جامعية.
شاكرا لكم جهودكم.
16/6/2024
رد المستشار
أخي الكريم:
بارك الله لك في زوجتك وجمعك وإياها على الخير.
في البداية أجد أنه من المهم أن أؤكد لك على أن كل امرأة كيان متفرد وله خصوصيته.. وأن التغيرات المصاحبة للإثارة الجنسية تختلف من امرأة لأخرى والدراسات والأبحاث المتوافرة في هذا الأمر قليلة... ومعظمها تركز على استجابة الجهاز التناسلي، وتقيس التغيرات عند المرأة على ما يحدث عند الرجل، وندرة الأبحاث والدراسات التي تتناول هذا الأمر سببت قصورا في فهم الطبيعة الجنسية للمرأة، ولقد فصلت من قبل في هذا الأمر في استشارتين سابقتين، وهما: "سؤال لكل الرجال: الجنس عند المرأة" و"مشكلات المرأة الجنسية رؤية جديدة"، ومن الواضح أن التغيرات التي تحدث لزوجتك هي تغيرات طبيعية مصاحبة للإثارة... وعلى هذا فلا تقلق من هذه التغيرات.
والشق الثاني من سؤالك يتطرق لجزئية حدود المداعبة في فترة عقد القران... وقبل أن أرد على سؤالك أرجو منك أن ترد أنت على سؤالي بكل صدق مع نفسك.. ما هي حدود المداعبة التي ستسمح بها لأختك بعد عقد قرانها؟ هل ستقبل أن يدخل بها زوجها بدون علمكم؟!! لا أعتقد أن هناك من يقبل بهذا الأمر.. ولا أعتقد أنك أنت نفسك ستقبل بهذا الأمر لأختك أو لابنتك.
وبالتالي فدخولك بزوجتك بدون علم ومباركة أهلها يعتبر أمرا غير مقبول لك وللأهل وللمحيطين وهو صورة من خيانة الأمانة وعدم الوفاء بالعهد الذي تعهدت به لأهل زوجتك وأنت تعقد عليها وتوافق ضمنيا على الاستمرار في العقد مع تأجيل الدخول بالزوجة.
ومن يريد إتمام الزواج ولا يقدر على الانتظار فعليه أن يمتلك الشجاعة الكافية ليعلنها بكل صراحة: "نحن نريد إتمام الزواج ولا نطيق الانتظار" .. ومعنى هذا أن أي تصعيد في المداعبة بينكما لن ينتهي حاليا بالعلاقة الكاملة.. وأي أنك تصعد من حدة استثارتكما بدون أن يحدث إشباع كامل لشهوتكما المثارة؛ ويذكرني هذا الحال بحال الظمآن الذي يحاول أن يرتوي من ماء البحر فلا يزيده ماء البحر بملوحته إلا عطشا... وذلك لأن الاستثارة المتصاعدة بدون إشباع وتفريغ لها مشاكلها عليكما معا.
ولا أحسب أنك تريد أن تتسبب في مشاكل لك ولزوجتك، وهذه المشاكل لن تختفي بتفريغ شحنة الإثارة عن طريق ممارسة العادة السرية؛ وذلك لأن ممارسة العادة السرية تصنع نوعا من البرمجة عند ممارسها؛ وهو ما قد يعيق الاستمتاع بالعلاقة الزوجية، وعند الزواج يحتاج الإنسان لنوع من إعادة البرمجة ليعتاد على الممارسة الطبيعية بين الزوجين وهذا قد يستغرق بعض الوقت والجهد.
أخي الكريم:
ما أردت أن أقوله لك.. هو أن أفضل الحلول على الإطلاق هو الدخول بزوجتك طالما أنكما لا تستطيعان صبرا.. فإذا كانت الظروف غير مواتية لإتمام هذا الزواج.. فالأفضل لكما معا أن تستثمرا فترة العقد هذه في دعم الترابط بينكما والاستمتاع بالمشاعر والتعبيرات الرومانسية وفي التخطيط لحياتكما الزوجية، مع الاكتفاء بالمداعبات الخفيفة، وعلى أن تؤجل المداعبات من النوع الثقيل لما بعد الزفاف.
ومن المهم أن تدرك أن سفرك الطويل وعودتك لفترات قصيرة يحتاج منكما أن تستغلا هذه الفترات الاستغلال الأمثل لتتمكنا من التعارف العميق والخوض في رحلة معرفة الآخر بعمق وذلك حتى يحدث بينكما التواؤم والتناغم والتكامل الضروري لإقامة علاقة زوجية ناجحة ومستقرة.
أخي الكريم:
دعواتي أن يتم الله عليك زواجك بالخير وأن يبارك لك في زوجك.