أولا: أود أن أشكركم على الموقع الرائع الذي استفدت منه كثيرا، جعله الله في ميزان حسناتكم.. اللهم آمين.
ثانيا: في الحقيقة لدي الكثير من المشاكل، والتي أرجو أن تكون صدوركم رحبة لتقبلها، وهي:
1. منذ صغري كنت شخصا غير عادي حسبما تقول أمي؛ حيث كنت في صغري لا أبكي كثيرا مثل أقراني، وليس لدي حب الفضول مثل الأطفال الصغار، وهذه المشكلة تواجهني إلى الآن، وأنا أحبذ الراحة على الدراسة.. أكره كل شيء متعب.. في البيت يلقبونني بالشاب العجوز.
2. مشكلتي الأخرى هي أنني لطيف مع الغرباء، سريع التعصب مع أهلي، آخذ حقي بقوة عندما أكون مع إخوتي، والعكس تماما عندما أصبح خارج المنزل.. فما هذا بالله عليكم؟! أهو نفاق أم ماذا؟ حتى إنني أبدي رأيي بكل حرية في البيت ولا أستطيع فعل الشيء نفسه خارجا.. لا أعرف لماذا!! عندما نقوم بالتحدث عن موضوع ما في المدرسة يقف ذهني عن التفكير وأقتبس ما قاله أشخاص قبلي، وعندما أعود للبيت أقول لنفسي لماذا لم أقل كذا أو كذا؟! وأحس بغضب لا يوصف، وأبدأ بتأنيب نفسي واعدا إياها بعدم فعل ذلك مرة أخرى، ولكن للأسف هذا لا يحصل.
3. المشكلة الثالثة التي تؤرقني هي: العادة السرية.. لا أستطيع التخلص منها من هول ما أرى في الشوارع (أعيش في الغربة) ومن المواقع الإباحية.
أخيرا وجدت موقعا باللغة الفرنسية لحل مشكلة القذف السريع (التي أعاني منها) ببعض التمارين التي تتطلب القيام بالاستمناء، والقيام ببعض التمارين لإطالة المدة. هل يجوز شرعا فعل هذا؟ وهل كل من قام بالعادة السرية سيصاب بالقذف السريع في حياته الزوجية؟ ستقولون لي: املأ فراغك بشيء مفيد، لكن لا أستطيع التركيز في الدراسة أو القراءة في الكتب لمدة دقيقتين.. الحمد لله بدأت أخيرا في حفظ كتاب الله، لكن مشكلتي في الحفظ والمداومة.
4. المشكلة الأخيرة (وعذرا على الإطالة) هو عندما أرى امرأة جميلة أبدأ بتأليف قصص حب وغرام معها في خيالي كأني ممثل في فيلم اضحك أو احزن حسب السيناريو الذي ألفته، حاولت مررا تغيير نفسي ولكن دون فائدة.. أمني نفسي بالتغيير لكن دون فعل.
أعتذر عن الإطالة،
وجزاكم الله كل خير على ما تفعلونه.
18/6/2024
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله:
نفع الله بعلمنا وعملنا، وجعله في ميزان حسناتنا يوم الدين، ولك جزيل الشكر على كلماتك الطيبة بحق الصفحة.
لأنك سريع الملل سأخبرك باختصار بلب مشكلتك؛ أما عن كونك طفلا غير عادي فهذه قد تكون مبالغة، فلا تركن إليها في رسم صورتك عن ذاتك؛ حيث إن فكرتنا عن أنفسنا أحد جوانبها هو رأي الآخرين فينا، فإن أخبروك بأنك غير عادي فستتصرف وفق هذا التصور.
وأما كونك لم تكن فضوليا، وأنك هادئ فالهدوء سمة شخصية كالصوت مثلا، ولكن الفضول من الدوافع الأصلية لدى جميع البشر، غير أن البيئة قد تكبت بعض الدوافع إما لكونها فقيرة بالمثيرات، أو لاتباع القسوة والقمع كأساليب تربوية تؤدي بالتالي إلى تراجع دافع الفضول والاستكشاف لدى الطفل.
وشخصيتك الحالية ترجح هذا التفسير حيث إنك لا تثق في نفسك وفي العالم الخارجي وتفضل الانسحاب، وهو ما تسميه أنت الهدوء، بينما تنفجر انفعالاتك في المنزل وهو البيئة التي تسمح بحدوث العنف لأنها قد تكون من علمتك إياه في البداية.
شرحت لك بعض ما يكون من الأسباب وراء ما تصفه من شخصية ذات مفهوم ذات متدن، وبالتالي قليلة الثقة، وبالتأكيد ستكون منخفضة الدافعية تركن للراحة والهدوء؛ تجنبا للفشل في مواجهة التحديات المختلفة في الحياة، وهذا هو تشخيص معاناتك.
يبقى الجزء الأهم من وجهة نظري وهو أن تعمل وتنشط لتعزيز ثقتك بنفسك وبناء مفهوم ذات إيجابي من خلال التركيز على إيجابياتك وإنجازاتك في الحياة، وهي مهما قلَّت إلا أنها موجودة لدى كل فرد، فاستثمر هذه الثقة بأنك إن كنت قادرا على القيام بهذا الأمر فإنه يمكنك أن تجرب القيام بجديد.
من الأمور التي تساعد على بناء مفهوم ذات إيجابي: تحديد الأهداف في الحياة بواقعية، أي أن تكون مالكا لشيء من متطلبات النجاح في تحقيق الهدف، فمثلا يستطيع أي شخص أن يتعلم لغة جديدة إن كان لديه وقت ورغبة، ولكن لا يستطيع من يشكو من مرض عضلي أن يكون رياضيا.
الخطوة التالية بعد تحديد الأهداف بواقعية هو تقسيمها إلى مراحل، فبعض الأهداف أسهل من غيرها وتحتاج لوقت قصير لتحقيقها، فنبدأ بها، ونؤجل تلك الأكثر صعوبة حتى نستعد لها.
لا تنظر للآخرين من حولك بأنهم أكثر نجاحا وثقة؛ فهم لم يستيقظوا فجأة هكذا، ولكنهم مروا بنفس الخطوات التي ينبغي عليك القيام بها.
من الأمور التي تزيد ثقة الإنسان بنفسه القراءة فعليك بها في أي مجال تحبه، وعندما تزداد معرفتك ستزداد ثقتك بنفسك وقدرتك بالتالي على التعامل مع الآخرين والتعبير عن نفسك دون قمع لها، وذلك سيؤدي لتخفيف الضغط النفسي عنك الذي ينتج عنه انفجار وعنف تجاه أهلك.
أما عن سيناريوهات الحب التي تؤلفها في خيالك فهي تسمى أحلام اليقظة وهي تشبه الأحلام، ولها وظيفة انفعالية إيجابية في التخفيف من الضغط وفي وضع الخطط والأهداف، غير أنها تتحول إلى اضطراب قد يحتاج مساعدة متخصصة إن كانت تستهلك وقتك الذي ينبغي أن تقضيه في السعي لتحقيق أهدافك، ولكن كما أنك تعلم أن الأحلام أسهل كثيرا من العمل، إلا أن سلبياتها أيضا ليست فقط أنها تستهلك وقتك بما لا يفيد، ولكن الفارق بينها وبين الواقع الذي تعيشه عندما تفيق منها يكون كبيرا، ويسبب لك الشعور بالضيق مما يدفعك للهروب من واقعك غير السعيد إليها مرة أخرى، وتستمر الدائرة إلا أذا أخذت قرارا شجاعا بالتوقف عنها أو تخصيص وقت محدد لها لا تتجاوزه مثل خمس دقائق في اليوم.
أما باقي أسئلتك فيجب أن توجهها إلى ذوي الاختصاص الديني والطبي لأنها خارج نطاق خدمة هذه الصفحة.
أتمنى لك التوفيق والسعادة.
واقرأ على مجانين:
إدمان الإباحية والعادة السرية
الإباحية والعادة السرية: شكوى الملتزم وغير الملتزم!
مرض مزمن × فراغ × إباحية × تدهور!
الإباحية والعادة: حكاية الجيل المعادة!