الإخوة الأفاضل: أرجو مساعدتكم.. أولا جزاكم الله خيرا على مجهودكم الرائع وعلى ما تقدمونه لخدمة الإسلام والمسلمين.. تقبله الله منكم وجعله في ميزان حسناتكم ونفعنا وإياكم به.. في البداية أحب أعرفكم بنفسي: فأنا شاب في الثلاثين من عمري تقريبا، نشأت نشأة أحسبها دينية إن شاء الله ولا أزكي نفسي على الله، وكنت أحفظ قدرا كبيرا من كتاب الله عز وجل، إلا أنني انشغلت بعد ذلك في الجامعة مما أبعدني شيئا ما للأسف عن الالتزام الكامل مع الاحتفاظ بالأخلاق والمثل التي تربيت عليها في أسرتي ذات الطبع الطيب جدا.
وحاليا أمتهن مهنة ولله الفضل والمنة مرموقة جدا وأعمل كما تمنيت.. فأنا والحمد لله في وضع أسري واجتماعي -وأستطيع أن أقول "اقتصادي" أيضا- جيد بالنسبة لمحيط أسرتي وعائلتي وبلدتي الريفية الصغيرة، مما جعلني معروفا ومعززا، ومما جعل معظم -إن لم يكن كل- قريباتي يتمنين الزواج مني أو أمهاتهن يتمنينني زوجا لبناتهن وهذا من فضل ربي.
كانت لي إحدى قريباتي تسكن في المدينة الرئيسية التي أعمل بها، وبحكم أنه لم يكن لي أقارب مثلها في هذه المدينة فقد تكررت زياراتي لهم من باب صلة الرحم، وعدم الشعور بالوحدة، ونظرا للحب الشديد وتوافق الطباع والارتياح النفسي المتبادل بيني وأسرتي وبينها وجميع أفراد أسرتها، حتى أن قريبتي هذه كانت تطلق علي "ابنها البكر" عند جيرانها الذين أصبحوا يعرفونني ويصادقونني.. في الحقيقة لم أكن أنا ولا أسرتي نقصر أبدًا في تأدية واجب صلة الرحم من هدايا متعاقبة.. فلم أكن تقريبًا أدخل على أسرة قريبتي هذه إلا ومحملا بما منَّ الله به من فضل.. كان هذا هو طبعي الذي تطبعت به من أسرتي التي والحمد لله مشهورة بالكرم والجود ومعرفة كيفية تقدير الناس وتأدية واجباتهم.
في هذا التوقيت كانت والدتي وكثير من أفراد عائلتي يرشحون لي ابنة قريبتي هذه للزواج، وبحكم ترددي عليهم نشأ بيننا استلطاف بل حب متبادل، مع العلم أنها دخلت نفس الكلية التي تخرجت أنا منها (بناءَ على رغبتي) بمعنى أنها ستمتهن نفس مهنتي بالضبط مما زاد من عوامل التوافق الاجتماعي والنفسي بيننا، وكان هذا كما عرفت من تأثرها بي.
وحينما فكرت في خطبتها (بالرغم من أنها ليست على قدر عالٍ من الجمال) استخرت الله العظيم كثيرا جدا طوال فترة ارتباطنا العاطفي، ولم أكن أتذكر أي رؤى رأيتها.. فتقدمت لخطبتها عن طريق أحد أقاربنا المشتركين، مع العلم بأنني كنت قد طلبت أن أخطبها لمدة سنتين ثم نتزوج وتكمل عندي دراستها أي السنتين الأخيرتين، وتم الترحيب ولله الحمد من جميع أفراد أسرتها، إلا أن والدها أخبر أنه مرحب جدا ولكنه يرى ابنته ما زالت صغيرة حيث كانت في أول سنة جامعية، وكان خائفا جدا على مستقبلها العلمي حيث إنها في كلية هندسية عملية صعبة الدراسة وإنها الوحيدة التي قد أفلحت دراسيا من أبنائه؛ فطلب مني أن نؤجل أي نوع من الخطبة حتى تنتهي من دراستها أي بعد 4 سنوات.
ثم سافرت إلى إحدى الدول لمدة 4 أشهر طالبا من الشخص قريبي الوسيط أن يحاول إقناع والدها حتى أعود، وعندما رجعت مقررا الخِطبة منها أو من غيرها كررت طلب خطبتي لها، ولكن والدها ظل على نفس رأيه القديم وتدخل أحد أكابر أقاربنا المحبين لإتمام هذا الموضوع إلا أن والدها ظل عند رأيه.. فحاولت التنازل نزولا على رغبة أمها (قريبتي) وقبلت أن تخطب لي فقط ولا نتزوج إلا بعد أن تنتهي من دراستها بعد 4 سنوات إلا أنه أصر على رأيه أيضا، وكان هذا ظنا منه أن ابنته لا تعرف شيئا نهائيا عن موضوع أنني تقدمت لها وأنه لا يريد أن يشغلها عن دراستها وبهذا سأظل معلقا 4 سنوات بدون خطبة منتظرا إياها، في هذا التوقيت وفي ظل تمسك والدها برأيه.. وقلت إن هذا قدر الله نتيجة استخارتي المتكررة وظننت أن الله جعل موقف والدها هذا ليكون سببا في عدم زواجنا ولأكون صريحا أكثر فقد كان عدم جمالها الشديد سببا أيضا في عدم الإلحاح أكثر من ذلك، وهنا أشار إلى الأقارب الوسطاء أنني أستطيع أن أخطب غيرها دون أي ملامة من أحد حيث إنني قد عملت الواجب وأكثر.
من المؤكد أنني كنت متسرعا في رد الفعل فقد قررت فعلا التقدم لأخرى؛ فسألت أصدقائي المقربين فأشاروا عليَّ بأن هناك فتاة تشتهر بأدبها واحترامها وحيائها الشديد وأنها على قدر من الجمال مما جعلها من أوائل الفتيات المرشحات للخطوبة في بلدتي، مع العلم بأنني لم أكن أعرفها هي ولا والديها نهائيا، فتقدمت لها دون التفكير في أي من جوانب المصاهرة والنسب الأخرى مثل الأهل والطباع والتوافق الاجتماعي والعلمي والنفسي.
المهم تقدمت لها عن طريق أحد أقاربها الذي كنت أعرفه جيدا، وبالفعل والحمد لله رحبوا جدا فقد كانوا يعرفون أسرتي وكرمها وواجبها بفضل الله بسبب علاقات مصاهرة قديمة بين العائلتين.. وللعلم عائلة هذه الفتاة من العائلات الكبيرة والمحترمة جدا في بلدتي ولكنهم يشتهرون جدا وللأسف بصفة سيئة وهي البخل والحرص وعدم الكرم، وكنت أعرف هذه الصفة فيهم قبل الخطوبة، ولكنني لم أفكر في ذلك عندما تقدمت لها لأنني لم أكن أتصور أنها بهذا الشكل الذي لمسته.
وتمت الخطبة في ظل عدم رضا وسرور من أفراد عائلتي القريبين من ابنة قريبتي سالفة الذكر، وكذلك عدم سرور والدتي.. أخذت الأيام تمر بخطبتي وحاولت إنشاء علاقة عاطفية طيبة بخطيبتي هذه وبأهلها وبدأت التعامل معهم كما ينبغي قدر ما استطعت وكما تعودت عليه في أسرتي من كرم وحسن ضيافة وعرفان الواجب، إلا أنني بدأت ألاحظ بعض ردود الأفعال غير الملائمة معي ولا مع أسرتي من حرص شديد على عدم الإنفاق ومن تفريط واستهتار في أداء الواجب نحوي ونحو أسرتي وبدأ يظهر لي ما سمعته عنهم من جيراني ومن زوج أختها الكبرى وجيرانها، وهو ما كنت قد تجاهلته ونحيته عن فكري حتى أتبينه واقعيا وحتى لا أتصرف تصرفا بغير دليل أو بمجرد السماع ثم قررت التعامل معهم ماديا بطريقتهم، وأنا على مضض لأني لم أعتد على ذلك، بل حاولت أن ألمح ببعض هذه التصرفات التي أراها ويراها الكثيرون أنها غير لائقة بل أنها أقل بكثير مما يجب أن يفعلوه، مع العلم بأن حالتهم المادية تعتبر جيدة جدا.. قد تكون مثلنا أو أفضل.
وكان الدفاع بشدة في كثير من الأحيان من خطيبتي عن مواقفهم تجاهنا وإعطاء مبررات غير منطقية لكثير منا فاجأني كثيرا.. حيث كنت أظن أنها إنسانة متعلمة وتتفهم هذه الواجبات ولكنها مغلوبة على أمرها ولكني أدركت أنها تحمل نفس الطباع وخصوصا بعد حدوث بعض المواقف معي أنا خطيبها شخصيا من تقصير كطبيعة الهدية المقدمة لي في عيد ميلادي كما يحدث بين الخطاب.. فهي تقدم لي أرخص وأقل هدية مقارنة بما كانت تفعله أختي وخطيبات أصدقائي معهم، وبما أقدمه أنا لها، بالطبع نظرا لأنني كنت والحمد لله كثير السفر لخارج دولتي على فترات متقطعة في مهام عمل حيث مضى الآن على خطبتي هذه ما يقارب السنتين والنصف فقد كانت فترة مكوثي واحتكاكي بخطيبتي وأهلها على فترات قصيرة ومتقطعة فلم يكن هناك وقت لدراسة ومناقشة وتقرير نتيجة هذه المواقف.
إلا أن هذه المرة قد تكون أطول فترة أقضيها معهم وأملأها بالمواقف والمناسبات الاجتماعية والأسرية فأثارت كل ما كان قديما ومنسيا.. المشكلة الآن أنني أولا بدأت أفقد طموحاتي وما كنت أخططه لمستقبلي الهندسي، حيث أشعر بأن خطيبتي وأهلها يمثلون عبئا علي، فهي تحتاج لتوجيهها في كل أمور الحياة الاجتماعية والتي لا تفقه فيها شيئا (بالطبع أمها أيضا) نتيجة طبع أسرتها البخيل سابق الذكر.
وثانيا لا أشعر بارتياح نحو والد ووالدة خطيبتي، فهما بسطاء جدا وطيبون وعدم اجتماعيين وأضف إلى ذلك ما ذكرته من حرص شديد وعدم فهم ما يجب فعله أو فهمه والتفريط فيه نظرا للحرص الشديد، فهم لا يحرصون على الإنفاق والكرم والظهور بمظهر مشرف أمامي وأمام أهلي وأقاربي الذين كادوا يشمتون بي بسبب تصرفاتهم، فهم على العكس تماما من قريبتي وزوجها وابنتها سالفين الذكر.
قررت التغاضي عن هذه العيوب في الأهل إلا أنني لمست نفس العيوب من بساطة وانطوائية وحرص وعدم فهم الاجتماعيات في خطيبتي بالإضافة إلى نقطة ما وهي قد تكون صلب الموضوع، ولا أنكر أن هناك خطأ كبيرا جدا منى في هذه النقطة لكني والله لكم تمنيت أن يرزقني الله الخطيبة ثم الزوجة الصالحة التي تعينني وتحثني على الالتزام والتدين وحفظ ومراجعة كتاب الله سويا، وحاولت هذا فعلا معها ولكنها كنت تتحرج من قراءة القرآن أمامي بل طلبت منها حضور دروس العلم والصلاة في المسجد ولكنها لم تستمر كثيرا وعللت ذلك بالدراسة فهي حتى الآن في آخر سنة جامعية والمتوقع أن نتزوج بعد الانتهاء منها خلال شهور.
ونظرا لأننا لم نجد ما يملأ مجلسنا من ذكر لله وارتباط ديني فقد دخل الشيطان بيننا وبدأ يحدث بيننا ما يغضب الله عز وجل من مخالفات شرعية؛ من غزل عفيف ثم صريح ثم أقوال وأفعال لا تليق بخطيبين عافانا وعافاكم الله مع عدم الوصول للذنب الأكبر في هذا الموضوع والعياذ بالله.. بالطبع في أول مرة احمر وجهها وكادت أن تبكي وأظنها كادت تفسخ الخطبة إلا أنه بعد ذلك ألف كل منا هذا الصنيع السيئ وأصبحت أشعر أنها لا تنفرج أساريرها ولا تشعر بحبي لها إلا بفعل هذا الشيء مع العلم بأنها في كل مرة تبدي تمنعا إلى حد ما.
في الواقع أن هذه الفتاة -خطيبتي- تدرس في كليه أدبية غير عملية وللأسف لا أشعر بتوافق فكري أو علمي أو اجتماعي أو نفسي معها إلا في قليل من الأحيان، ولذلك كنت أشعر بأنني أحبها أحيانا وأحيانا أخرى أشعر أنها لا تمتلك كل مواصفات الإنسانة التي أحب أن أعيش معها من ميول علمية وطموحات مستقبلية، (إلا أنها على قدر عالٍ من الجمال حيث كلما رآها أحد سواء أكانوا نساء أم رجالا من أقاربي يخبرون والدي أو والدتي أنني أحسنت اختيار زوجة جميلة، وبقدر ما يسعدني ذلك إلا أنه يحزنني حيث لا أحب أن تكون زوجتي محط أنظار الناس وإعجابهم؛ فأخشى أن أكون ديوثا وأضف إلى ذلك خوفي من تساهلها وضعفها معي في بعض التصرفات فأخشى أن تكون كذلك مع غيري والعياذ بالله، إلا أنها تخبرني أنها لم تعمل ذلك إلا لفرط حبها وتعلقها بي) على عكس بنت قريبتي سالفة الذكر والتي كنا متقاربين فكريا في كثير من الأمور بالرغم من أنها أقل جمالا من خطيبتي.
بعد حدوث بعض المواقف السلبية من أهل خطيبتي وتغير صورتي عنها من ناحية الشخصية الساذجة والأخلاق إلى حد ما فكرت في فسخ خطوبتي منها إلا أنني ترددت كثيرا ومازلت، فأنا لا أريد أن أكون ظالما لها بسبب أهلها، وأخاف أن يعاقبني الله عز وجل بما صنعته معها مما يغضبه، إلا أنني أصبحت أخشى من أخلاقها وعدم تمسكها بالعفاف.. بالطبع أنا أيضا ملام، ولكنى أخشى أن أتزوجها فأعاملها بأثر رجعي بسبب أهلها أو أشك فيها بسبب سماحها بمثل هذه الفعال لرجل لم يتزوجها بعد وإن كان خطيبها، أحيانا أبرر قبولها ذلك بحبها الشديد لي ولكني أريد أن أتزوج مطمئنا من زوجتي، بالطبع الكلام السابق الخاص بي وبها لم يخرج من لساني لأحد إلا وأنا أكتبه في هذا الوقت.
ولذلك بدأت استخارة الله عز وجل كثيرا مرة ثانية، وفي مرة استخرت الله عز وجل في السحر وأصبحت صائما ورأيت رؤيتين الأولى أنني وكأني بعت بيتا لرجل "ملتحٍ" يقارب الـ35 من العمر تقريبا وكان هذا البيت ضيقا غير مضيء، وكأنني اشتريت أو بنيت بيتا آخر واسعا برحا مضيئا بضوء النهار وأفكر كيف أنتهي من إكمال مرافقه وتشطيباته.
والرؤيا الثانية رأيت كأن أخي الأصغر مني بسنتين ووالدي يحذراني من الزواج من خطيبتي هذه لسوء أخلاقها هي وأمها وأختها الأخرى التي تصغرها بسنتين، حيث أخبراني أنهم يمارسون الرذيلة في بيت ما، فذهبت لأمها فسألتها فدلتني على هذا البيت فوجدته بيتا ضيقا شبه مظلم مبنيا من الطوب اللبن، ووجدت كأن خطيبتي في حمام هذا البيت وكأنها ترتدي قميص نوم شبه عارية.
طبعا كل ذلك في الرؤيا، ومرة ثانية استخرت فرأيت وكأني في مدينة جديدة تكاد تكون غير مأهولة بالسكان، ووقفت أمام بيت أمامه بعض الرمال البسيطة في شارع واسع ودخل الليل فوضعت كرسيا من الخشب عاليا ونعست عليه، فمر علي رجل أتخيله في سن الأربعين وكأنه أراد سرقة حافظة نقودي فانتبهت واستيقظت من النوم وأنا أستغيث، ومرة ثالثة استخرت فرأيت كأن صديقا لي أعرفه جيدا عاد من السفر خارج البلاد وكأني تواريت منه حتى لا يراني ثم أذن لصلاة المغرب فذهبت وصليت في مسجد كأنه بني في مكان أعرفه في بلدتي الريفية وبعد الصلاة نصحنا الإمام بمراعاة نظافة مكان الوضوء فذهبت ونظرت إليه فوجدته مليئا بالمياه الملوثة والقاذورات ثم خرجت من المسجد وكأنه على تبة أو هضبة عالية وكان شخصان أعرفهما يقومان ببعض أعمال الحاوي من السحر وخفة اليد، وكان أمام هذه التبة بحيرة ماؤها داكن وكأن من بعدها يوجد بيت لصديقي هذا العائد من السفر.
ومرة رابعة استخرت فرأيت أني وأم قريبتي -سابقة الذكر التي حاولت خطبتها سابقا- وكأننا في حفل عرس ومعها امرأة في سن الـ35 تقريبا وهما متزينتان، وكأن المرأة الأخرى هذه أعطت ابن أختي ذا السنتين والنصف قطعة حلوى أو شيكولاتة وقريبتي هذه تطلب مني ومنه أن يأخذها.
ومرة خامسة استخرت فرأيت أن أحد ضروسي السفلى ناحية اليمنين به ورم ونصحني الطبيب بوضع ما يشبه العلك أو اللبان عليه ثم ما لبث الورم أن كان في الناحية الأخرى، واستخارت أمي من أجلى فرأت في المرة الأولى وكأن في بيتنا بعض الأرض الخرسانية وكأنها مغطاة بالعذرة (الغائط) والمرة الثانية رأت وكأن عندنا نوعا من الطيور "يسمى البط" يشبه الأوز وكأنه ميت.. ومرة أخرى رأت أن في بيتنا نساء متقدمات في السن بعضهن يلبس أبيض وبعضهن يلبس أسود.
الخلاصة: أشعر بأنني قد أكون أحب خطيبتي ولكن أخشى أن يكون حبا فقط لأنها جميلة وتشبع غريزتي وتحبني وتخشى علي، وحينما أفكر بالعقل وفي ظل الرؤى السابقة أخشى أن يكون جمالها هذا وبالا علي في طمع الناس فيها وأتذكر الاختلافات الثقافية والعلمية والأسرية وهذا الطبع الخانق من بخل وحرص وأنني لا أشعر بالارتياح والفخر من والدها ووالدتها وإخوتها؛ فأنا أعلم أنه يجب دينيا أيضا النظر لأسرة المخطوبة وكيف هم أخوالها وأخوال أولادك، فهي لها خالان وثلاث خالات في غاية البساطة والوضع الاجتماعي المتواضع، ولا تمتلك سوى أخ ذكر وحيد آخر العنقود ذي عشر سنوات، وبالطبع فإنه مدلل ولا أشعر فيه برجولة، ولا يعلم مستقبله ووضعه الاجتماعي إلا الله، إلا أنه على أسوأ الظروف سيكون مثل والده مزارعا يحمل مؤهلا بسيطا على عكس ما أتمنى في خال أولادي من الوضع والمركز الاجتماعي المرموق والذي كان متوافرا إلى حد ما عند ابنة قريبتي سالفة الذكر.
الآن أفكر في فسخ خطبتي وأن أترك لله الأمر فإن أراد أن يتدخل أحد أقاربي ويعيد إتمام الخطبة من قريبتي سابقة الذكر وخصوصا بعد ندمهم الشديد حسب ما سمعت أو أن يوفقني في البحث عن زوجة أخرى، فأرجو مساعدتكم ونصيحتكم في ظل تفسير هذه الرؤى السابق فأنا لا أستطيع التركيز في عملي، وأصبحت مهموما جدا وشارد الذهن وقل خشوعي في صلاتي وحبطت طموحاتي وأصبحت غير سعيد عند عمل أي تشطيبات في منزل الزوجية، بل توقفت وأصبحت "أستخسر" فيها -خطيبتي- وفي أهلها كل شيء بسبب عدم تقديرهم له ولي و"استخسارهم" في أقل تقدير نحوي على الأقل.
أعتذر جدا أنني أطلت عليكم، ولكن اعذروني فأنا في حيرة من أمري عسى أن أجد عندكم بعد الله وبفضله البلسم الشافي مع الدعاء وجزاكم الله خيرا.
أخوكم الحائر.
25/06/2024
رد المستشار
أطلت وأسهبت في رسالتك.. وسوف أختصر الرد.. فخير الكلام ما قل ودل.
دعك من مما ذكر في رسالتك حول أهلها وطبيعتهم وعدم ارتياحك لهم رغم أنك ذكرت أنهم بسطاء وطيبون.... ولربما ظروف الأسرة التي خطبت منهم أنهم ميسوري الحال.
السؤال هنا هل أنت محب لخطيبتك؟؟ إن كان الأمر بالإيجاب فتوكل على الله وتزوجها ثم كن لها سائسا كما يسوس السائس خيوله..
وإن لم يكن الأمر بغير ذلك، فأنت على الشاطيء.. فلا تبحر إن كنت لا تحسن العوم.. بمعنى بسيط إن كنت ترى أنها أهل لك فهي خير زوجة بإذن الله، واحذر أن تدخل نفسك في متاهة أنت في غنى عنها...... بالتوفيق.