السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بداية أشكركم على الموقع المتميز، بارك الله فيكم، وإن شاء الله ربنا يعينكم دائما لاحتواء شباب الأمة، وإسماعهم كلام الحق الطيب.
مشكلتي باختصار -هي ليست مشكلتي، بل مشكلة تخص أعز صديقاتي، وهي تهمني لأنها تؤلمها- لدى صديقتي أخ في الـ23 من عمره، يعاني وسواسا قهريا بخصوص النظافة، لا يقبل أن يلمسه أحد، ولا يقبل أن يدخل غرفته أحد، إذا صادف ولمس أحد بنطاله يذهب ويغيره!، الأسبوع الماضي دخلت ابنة الجيران الصغيرة غرفته دون قصد، استشاط غضبا، وضرب أخته الصغيرة لأنها صديقتها، ثم كسر سريرها، حاولت أخته التي تصغره بسنة أن تمنعه، وكانت تمسك السكين بيدها، وبعد فترة دخل غرفة أخواته، ورمى صحن البطاطا في وجهها؛ لأنها هي التي أعدته، حاولت صديقتي تهدئته، فصرخ في وجهها، وقال لها: "اخرسي!".
إنه إن أراد الاستحمام فإنه يباشر طقوسا معقدة جدا، من ضمنها عدم دخول أحد إلى الحمام قبله، وأن يكون حوض الاستحمام جافا، وأمور أخرى، وإذا أراد الوضوء يستغرق ذلك منه وقتا طويلا، وللأسف فإنه الآن لا يصلي جميع الصلوات، ويصلي بعضها جمعا أو قضاء، الأكثر إيلاما من هذا أنه يصرخ في وجه أمه بعنف، ويهددها بالضرب إن لم تسكت، ويكاد أن يضربها أحيانا، إنه باختصار يعيش حياة معقدة جدا، كل ما حوله يعتبره نجسا أو قذرا، لا يلمس شيئا، ولا يحب أن يلمسه شيء أو أحد، هذه حاله في البيت فقط، أما في الخارج فتقول صديقتي: إنه يتعامل مع الناس بشكل طبيعي، في الفترة الأخيرة أحب فتاة معه في الجامعة، ويريد أن يخطبها، لكن كيف يتزوج وهو في هذه الحال؟.
مع العلم أن هذا الشاب كان متفوقا دائما، ويحفظ الكثير من القرآن الكريم، وهو شاب محترم، لكن متاعبه بدأت منذ المراهقة، وتعلل صديقتي عدوانيته وعنفه بأن والدها كان يضربه كثيرا في صغره بسبب أو بدون سبب؛ لذلك فهو ينفس عن غضبه أو كبته بالعنف مع من هو أصغر أو أضعف منه، حاولت أن أذكر لكم جميع التفاصيل لتساعدونا، أعتذر عن الإطالة، أرجوكم ساعدونا، حرام أن يضيع شاب آخر من شباب الأمة!!.
27/6/2024
بداية أشكركم على الموقع المتميز، بارك الله فيكم، وإن شاء الله ربنا يعينكم دائما لاحتواء شباب الأمة، وإسماعهم كلام الحق الطيب.
مشكلتي باختصار -هي ليست مشكلتي، بل مشكلة تخص أعز صديقاتي، وهي تهمني لأنها تؤلمها- لدى صديقتي أخ في الـ23 من عمره، يعاني وسواسا قهريا بخصوص النظافة، لا يقبل أن يلمسه أحد، ولا يقبل أن يدخل غرفته أحد، إذا صادف ولمس أحد بنطاله يذهب ويغيره!، الأسبوع الماضي دخلت ابنة الجيران الصغيرة غرفته دون قصد، استشاط غضبا، وضرب أخته الصغيرة لأنها صديقتها، ثم كسر سريرها، حاولت أخته التي تصغره بسنة أن تمنعه، وكانت تمسك السكين بيدها، وبعد فترة دخل غرفة أخواته، ورمى صحن البطاطا في وجهها؛ لأنها هي التي أعدته، حاولت صديقتي تهدئته، فصرخ في وجهها، وقال لها: "اخرسي!".
إنه إن أراد الاستحمام فإنه يباشر طقوسا معقدة جدا، من ضمنها عدم دخول أحد إلى الحمام قبله، وأن يكون حوض الاستحمام جافا، وأمور أخرى، وإذا أراد الوضوء يستغرق ذلك منه وقتا طويلا، وللأسف فإنه الآن لا يصلي جميع الصلوات، ويصلي بعضها جمعا أو قضاء، الأكثر إيلاما من هذا أنه يصرخ في وجه أمه بعنف، ويهددها بالضرب إن لم تسكت، ويكاد أن يضربها أحيانا، إنه باختصار يعيش حياة معقدة جدا، كل ما حوله يعتبره نجسا أو قذرا، لا يلمس شيئا، ولا يحب أن يلمسه شيء أو أحد، هذه حاله في البيت فقط، أما في الخارج فتقول صديقتي: إنه يتعامل مع الناس بشكل طبيعي، في الفترة الأخيرة أحب فتاة معه في الجامعة، ويريد أن يخطبها، لكن كيف يتزوج وهو في هذه الحال؟.
مع العلم أن هذا الشاب كان متفوقا دائما، ويحفظ الكثير من القرآن الكريم، وهو شاب محترم، لكن متاعبه بدأت منذ المراهقة، وتعلل صديقتي عدوانيته وعنفه بأن والدها كان يضربه كثيرا في صغره بسبب أو بدون سبب؛ لذلك فهو ينفس عن غضبه أو كبته بالعنف مع من هو أصغر أو أضعف منه، حاولت أن أذكر لكم جميع التفاصيل لتساعدونا، أعتذر عن الإطالة، أرجوكم ساعدونا، حرام أن يضيع شاب آخر من شباب الأمة!!.
27/6/2024
رد المستشار
الأخت الفاضلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخو زميلتك التي تحدثت عنه في رسالتك يعاني وسواساً قهريًّا في النظافة والطهارة، وهذا مرض نفسي يجعله مضطراً لممارسة طقوس شديدة ومرهقة فيما يتعلق بنظافته أو نظافة المكان من حوله، ومهما حاولنا إقناعه بعدم جدوى ما يفعل أو بغرابته فإنه لا يستطيع التوقف عن ذلك، بل أحيانا ما يرى هو نفسه أن ما يفعله خارج عن حدود المنطق والعقل، ولكنه أيضا لا يستطيع، ولذلك يسمى وسواساً قهريًّا؛ لأنه يقهر صاحبه ويرغمه على المبالغة في طقوس وأفعال غير ضرورية وغير منطقية.
وقد يكون المريض واعيًا بطبيعة هذا الأفعال، ومستنكراً ومقاوماً لها، وقد يستسلم لها بشكل كلي أو جزئي، وقد يقوم بفرض ما يريده على من حوله، وكأنه يستخدمهم في طقوسه الوسواسية القهرية، وإذا خالفوه في ذلك يشعر بتوتر شديد وغضب، ويصبح عدوانيًّا عليهم؛ لأن القهر الوسواسي يتطلب منه التنفيذ، وفي حالة مقاومته له أو مقاومة المحيطين به يشعر بقلق وتوتر، ولا يخف ذلك عنه إلا بتنفيذ الأفعال القهرية.
والوسواس القهري مرض نفسي ينتج عن خلل كيميائي وتركيبي في بعض مناطق المخ، ويحتاج للعلاج الدوائي المتخصص، بالإضافة للعلاج السلوكي، فالعلاج الدوائي يصحح الخلل الكيميائي الذي يكمن غالباً في نقص مادة السيروتونين في المخ، أما العلاج السلوكي فإنه التدريب على التوقف التدريجي عن الأفعال القهرية.
وفي مجتمعاتنا يخطئ كثير من الناس حين يظنون أن الوسواس القهري هو مجرد وسوسة شيطان، يستطيع الشخص المصاب أن يتخلص منها بسهولة بمجرد الاستعاذة، وهذا غير صحيح، فوسوسة الشيطان تأتي في أشياء محببة للنفس، وتزول بالاستعاذة، أما الوسواس القهري فهو مرض يأتي في صورة أفكار أو تخيلات أو أفعال، أغلبها غير محبب للنفس ولا تزول بمجرد الاستعاذة، بل تحتاج لعلاج طبي وسلوكي متخصص، وقد يحتاج العلاج لفترة لا تقل عن سنة كاملة، وأحياناً تزيد؛ وذلك نظراً لتحول الكثير من الطقوس الوسواسية إلى عادات.
وأخو زميلتك الذي تتحدثين عنه إذا عولج جيداً فإنه يستطيع أن يكمل حياته بشكل طبيعي؛ فيعمل ويتزوج، أما إذا أهمل علاجه فإن الأعراض تعوقه كثيراً؛ حيث تستهلك جزءاً كبيراً من وقته وجهده، وتؤثر على علاقته بالمحيطين به.
واقرئي أيضًا:
العلاج السلوكي للوسواس القهري (1-4)
وسواس النجاسة التطهر التطهير القهري (1-2)
حكاية الم.ا.س والم.ا.س.ا ضد الاكتئاب والوسوسة!