إخوتي وأساتذتي الأفاضل.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لا أعلم من أين أبدأ وماذا أقول، فكل الأبواب مغلقة في وجهي ويشهد عليّ الخالق أنني أكتب لكم رسالتي ودموعي تحرق وجنتي، فحياتي سلسلة من المشكلات لا أدري أي منها أهون، وأي منها أتجاهل، فكلها تقضي عليّ يومًا بعد الآخر.
أبدأ رسالتي فليعينني الله على الكلام؛ لأن العَبرة تخنقني وأرجو أن أجد لديكم سعة الصدر والحل الشافي والماء المطفئ لناري، وأتمنى أن يصلني الرد والحل بأسرع وقت، أنا فتاة أبلغ من العمر 25 ربيعًا لم يسبق لي الزواج، ولدت في أسرة -والحمد لله- متكاملة ومحافظة، ولي ثمانية من الإخوة والأخوات، وجميعهم متزوجون، كما أني على قدر من الجمال، والحمد لله أحمل البكالوريس في التربية والاقتصاد مؤخرًا، وقبل 3 أشهر التحقت بوظيفة في مدرسة أهلية، ويشهد الله أني لم ألتحق بها لأجل المال فقط؛ لأني محتاجة إلى أناس لكي أتناسى مشاكلي ومع هذا فقدتها.
ومشكلتي هي أني قبل عامين تعرفت على شاب عن طريق "الإنترنت"، وكان قمة في الأخلاق، والله الشاهد، ولم يتم بيننا شيء؛ لأننا كنا نتمنى ونسعى أن يكون كل شيء في النور، وعلى كتاب الله وسنة رسوله، هو من منطقة "الرياض"، وأنا من "مكة المكرمة"، اتفقنا على مصارحة أهله بحبه لي، ورغبة في الزواج مني. ولكن قبل أن يصارحهم لمح لهم فرفضوا بكل ما لديهم من قوة، وبكل وسائل الظلم والجبروت، أرغم على الزواج من ابنة عمه، ورفضي كان لسبب واحد فقط هو لأنني "حضرية" الأصل، وهو "قبلي"، واعتبروني "شاذة"، وأنني على حد تعبيرهم "دايرة على حل شعري" والعياذ بالله، رغم أنه لم يصارحهم بشيء سوى بقوله أرغب الزواج من حضرية.
وتم إجباره على ابنة عمه، وعقد قرانهما بالتهديد، وتم انفصالنا قبل 6 أشهر، بعدها مررت بحالة نفسية سيئة جدًّا، ولا يعلمها إلا الله، وتعرضت لانهيار عصبي، نمت على أثره بالمستشفى، وحرصت على عدم إخباره بشتى الطرق؛ لأني أحببته بصدق وأحببت أن يعيش حياة سعيدة رغم إجباره... ودعوت ربي أن يأخذ حقي ممن ظلمني، وبعد فترة سمعت أن عمه انتقل إلى جوار ربه، وبعد خروجي من المستشفى اسودت الدنيا بوجهي، لا عمل، لا راحة، لا يوجد ما يعوضني ما خسرته، أصبحت لا شعوريًّا أمارس "العادة السرية"، ولكني ولله الحمد تجاوزتها بعد فترة، ولكنني خائفة على "عذريتي" لا أعلم كيف أتأكد من وجود بكارتي وأنها لم تمس بشيء، وهذه مشكلتي الثانية.
والمشكلة الثالثة أنني أرغب وأتمنى أن يعوضني الله بزوج صالح ينسيني ما عشته من مرار، ولكن لم يتقدم لي أحد، وإذا تقدم يقابلون بالرفض من قبل أهلي بحجة أن عمله لا يشرف، أو أن أهله "أقوياء" وأنا ضعيفة وسأضيع بينهم، هم يتمنون أن يزوجوني بطبيب أو مدرس أو مهندس، ويكون صغيرًا في السن وجميلاً وفي منطقتنا، ويحصل على راتب طيب، ولم يسبق له الزواج وعلى خلق ودين، ولكن أين هو؟!
لم يتقدم أحد بهذه المواصفات ولم يوجد أصلاً وأنا أموت باليوم ألف مرة؛ لأن كل من في سني من أقربائي تزوج وأطفاله في المدارس إلا أنا، ولا أعلم إلى متى سأصبر أستطيع الصبر أكثر من ذلك، أريد أن أتزوج وأبعد حياتي عن هذا الوحل، ولكن كيف؟ لا يوجد بيدي شيء، قرأت القرآن صليت دعوت، ولم أوفق، قبل حوالي شهر تقدم لخطبتي شاب على خلق ودين متمسكة به؛ لأنني سئمت من مشاكلي، وأريد أن أقترن بزوج صالح يعوضني، ولكني فوجئت برفض أهلي له؛ لأنه يعمل في وظيفة ليست كما يريدون، وعندما قلت لهم "من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" تمسكوا بحجة أخرى أن أهله لا يتعاشرون لسوء أخلاقهم وقوتهم.
تقدم لي شاب آخر ولكنه في منطقه أخرى ومطلق، رفض طبعًا من قبل أن يزورونا.. لا أعلم ماذا أفعل؟ ولا أين أذهب؟ ضاقت الدنيا بوجهي نفسيتي منهارة ومتدمرة جدًّا من ذلك الذي تركني بسبب ليس لي ذنب فيه ومن الزوج الذي لم يأتِ، ومن أهلي الذين لم يشعروا بي ولم يحسوا يومًا أنني منهارة، ومن بكارتي التي لا أعلم مصيرها، ومستحيل طبعًا أنني أذهب إلى طبيبة للكشف.. فكرت في "الانتحار"، ولكني خفت من عذاب الآخرة، قلت الدنيا مقفلة في وجهي "أقفل الآخرة كمان"، لا أعلم ماذا أفعل فالنار التي بصدري لم تبقِ فيه شيئًا سليمًا.
أرجوكم أتوسل إليكم ساعدوني، لا تقولوا الصبر؛ لأني لن أقوى عليه أكثر كلما أتذكر زواج من كنت أحبه، وأشاهد إخوتي وأقربائي بأزواجهم وأطفالهم وأنا حالي هكذا.. تزداد النار اشتعالاً وكأني أشرب بنزينًا يزيدها، لا أملك شيئًا، لا أستطيع أن أقول لأحد تزوجني، ولا أن أبحث بنفسي عن زوج.. ماذا أفعل مع أهلي إذا لم يتقدم أحد يبكون على حالي وإذا تقدم جعلوا عيوب الدنيا به؟
والله العظيم.. النار تحرقني، وأنا مكتوفة الأيدي والله العظيم ويشهد عليّ الله وملائكته أنني بنت ناس وأهلي طيبون جدًّا، ولسنا ممن يقولون أصحاب مشاكل، ولكن المشاكل هي التي تركض خلفي ولا أعلم أين أذهب منها، هذه رسالتي التي أكتبها بدمعي.. وأرجوكم امسحوا دمعتي بأيديكم الندية.
27/6/2024
لا أعلم من أين أبدأ وماذا أقول، فكل الأبواب مغلقة في وجهي ويشهد عليّ الخالق أنني أكتب لكم رسالتي ودموعي تحرق وجنتي، فحياتي سلسلة من المشكلات لا أدري أي منها أهون، وأي منها أتجاهل، فكلها تقضي عليّ يومًا بعد الآخر.
أبدأ رسالتي فليعينني الله على الكلام؛ لأن العَبرة تخنقني وأرجو أن أجد لديكم سعة الصدر والحل الشافي والماء المطفئ لناري، وأتمنى أن يصلني الرد والحل بأسرع وقت، أنا فتاة أبلغ من العمر 25 ربيعًا لم يسبق لي الزواج، ولدت في أسرة -والحمد لله- متكاملة ومحافظة، ولي ثمانية من الإخوة والأخوات، وجميعهم متزوجون، كما أني على قدر من الجمال، والحمد لله أحمل البكالوريس في التربية والاقتصاد مؤخرًا، وقبل 3 أشهر التحقت بوظيفة في مدرسة أهلية، ويشهد الله أني لم ألتحق بها لأجل المال فقط؛ لأني محتاجة إلى أناس لكي أتناسى مشاكلي ومع هذا فقدتها.
ومشكلتي هي أني قبل عامين تعرفت على شاب عن طريق "الإنترنت"، وكان قمة في الأخلاق، والله الشاهد، ولم يتم بيننا شيء؛ لأننا كنا نتمنى ونسعى أن يكون كل شيء في النور، وعلى كتاب الله وسنة رسوله، هو من منطقة "الرياض"، وأنا من "مكة المكرمة"، اتفقنا على مصارحة أهله بحبه لي، ورغبة في الزواج مني. ولكن قبل أن يصارحهم لمح لهم فرفضوا بكل ما لديهم من قوة، وبكل وسائل الظلم والجبروت، أرغم على الزواج من ابنة عمه، ورفضي كان لسبب واحد فقط هو لأنني "حضرية" الأصل، وهو "قبلي"، واعتبروني "شاذة"، وأنني على حد تعبيرهم "دايرة على حل شعري" والعياذ بالله، رغم أنه لم يصارحهم بشيء سوى بقوله أرغب الزواج من حضرية.
وتم إجباره على ابنة عمه، وعقد قرانهما بالتهديد، وتم انفصالنا قبل 6 أشهر، بعدها مررت بحالة نفسية سيئة جدًّا، ولا يعلمها إلا الله، وتعرضت لانهيار عصبي، نمت على أثره بالمستشفى، وحرصت على عدم إخباره بشتى الطرق؛ لأني أحببته بصدق وأحببت أن يعيش حياة سعيدة رغم إجباره... ودعوت ربي أن يأخذ حقي ممن ظلمني، وبعد فترة سمعت أن عمه انتقل إلى جوار ربه، وبعد خروجي من المستشفى اسودت الدنيا بوجهي، لا عمل، لا راحة، لا يوجد ما يعوضني ما خسرته، أصبحت لا شعوريًّا أمارس "العادة السرية"، ولكني ولله الحمد تجاوزتها بعد فترة، ولكنني خائفة على "عذريتي" لا أعلم كيف أتأكد من وجود بكارتي وأنها لم تمس بشيء، وهذه مشكلتي الثانية.
والمشكلة الثالثة أنني أرغب وأتمنى أن يعوضني الله بزوج صالح ينسيني ما عشته من مرار، ولكن لم يتقدم لي أحد، وإذا تقدم يقابلون بالرفض من قبل أهلي بحجة أن عمله لا يشرف، أو أن أهله "أقوياء" وأنا ضعيفة وسأضيع بينهم، هم يتمنون أن يزوجوني بطبيب أو مدرس أو مهندس، ويكون صغيرًا في السن وجميلاً وفي منطقتنا، ويحصل على راتب طيب، ولم يسبق له الزواج وعلى خلق ودين، ولكن أين هو؟!
لم يتقدم أحد بهذه المواصفات ولم يوجد أصلاً وأنا أموت باليوم ألف مرة؛ لأن كل من في سني من أقربائي تزوج وأطفاله في المدارس إلا أنا، ولا أعلم إلى متى سأصبر أستطيع الصبر أكثر من ذلك، أريد أن أتزوج وأبعد حياتي عن هذا الوحل، ولكن كيف؟ لا يوجد بيدي شيء، قرأت القرآن صليت دعوت، ولم أوفق، قبل حوالي شهر تقدم لخطبتي شاب على خلق ودين متمسكة به؛ لأنني سئمت من مشاكلي، وأريد أن أقترن بزوج صالح يعوضني، ولكني فوجئت برفض أهلي له؛ لأنه يعمل في وظيفة ليست كما يريدون، وعندما قلت لهم "من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" تمسكوا بحجة أخرى أن أهله لا يتعاشرون لسوء أخلاقهم وقوتهم.
تقدم لي شاب آخر ولكنه في منطقه أخرى ومطلق، رفض طبعًا من قبل أن يزورونا.. لا أعلم ماذا أفعل؟ ولا أين أذهب؟ ضاقت الدنيا بوجهي نفسيتي منهارة ومتدمرة جدًّا من ذلك الذي تركني بسبب ليس لي ذنب فيه ومن الزوج الذي لم يأتِ، ومن أهلي الذين لم يشعروا بي ولم يحسوا يومًا أنني منهارة، ومن بكارتي التي لا أعلم مصيرها، ومستحيل طبعًا أنني أذهب إلى طبيبة للكشف.. فكرت في "الانتحار"، ولكني خفت من عذاب الآخرة، قلت الدنيا مقفلة في وجهي "أقفل الآخرة كمان"، لا أعلم ماذا أفعل فالنار التي بصدري لم تبقِ فيه شيئًا سليمًا.
أرجوكم أتوسل إليكم ساعدوني، لا تقولوا الصبر؛ لأني لن أقوى عليه أكثر كلما أتذكر زواج من كنت أحبه، وأشاهد إخوتي وأقربائي بأزواجهم وأطفالهم وأنا حالي هكذا.. تزداد النار اشتعالاً وكأني أشرب بنزينًا يزيدها، لا أملك شيئًا، لا أستطيع أن أقول لأحد تزوجني، ولا أن أبحث بنفسي عن زوج.. ماذا أفعل مع أهلي إذا لم يتقدم أحد يبكون على حالي وإذا تقدم جعلوا عيوب الدنيا به؟
والله العظيم.. النار تحرقني، وأنا مكتوفة الأيدي والله العظيم ويشهد عليّ الله وملائكته أنني بنت ناس وأهلي طيبون جدًّا، ولسنا ممن يقولون أصحاب مشاكل، ولكن المشاكل هي التي تركض خلفي ولا أعلم أين أذهب منها، هذه رسالتي التي أكتبها بدمعي.. وأرجوكم امسحوا دمعتي بأيديكم الندية.
27/6/2024
رد المستشار
الابنة المتألمة: لن أكرر كلامًا قلته من قبل كثيرًا في نقد المجتمعات العربية في الخليج وغيرها، حيث حصل نوع من التحديث المشوّه، فلا هي بقيت تقليدية محكومة بالأعراف القديمة التي كانت تعمل بكفاءة في إطار منظومة متكاملة من الأفكار والأوضاع، ولا هي أصبحت مجتمعات "حديثة" على النمط الغربي الذي اخترقها من مداخل شتى، ولا هي صارت شيئًا منسجمًا على أي نحو كان، إنما هي شيء جديد مضحك ومُبكٍ، ونعاني معه، وندفع ثمنه، وضريبة تناقضاته، وعجزه وقصوره؛ لأن الأساليب التقليدية انقرضت، والأساليب المستحدثة ما زال القوم ينكرونها بلا بديل!! تجمدت حياتنا، واتسعت تعاستنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
خذي حالتك مثالاً.. ما كان يحدث في مجتمعكم أن تتأخر الفتاة فلا تتزوج حتى تصل إلى الثلاثين، وربما أكثر، إنما كانت أساليب وطرق التواصل والشبكات العائلية والقبلية والحضرية تتكفل بتزويج الفتاة فلا تتأخر ولا تعاني، ثم ماذا حدث؟! تآكلت هذه الأساليب والتقاليد والعلاقات والشبكات في مجتمع ما زال ينكر على الرجال والنساء أن يلتقوا علانية في إطار التفاعل الاجتماعي الجماعي في أنشطة الحياة، من تعليم وتثقيف ونشاط اجتماعي وسياسي وغيره، طبعًا السلطة في كل بلد عربي لا تريد اجتماعًا للناس ولا تواصلاً بينهم، وبعض المشايخ يرون مثل هذا اللقاء الطبيعي هو المنكر الأكبر في حياة المسلمين!.
والنتيجة أن الأساليب القديمة انتهت، وحلال الله باللقاء العام والتفاعل العام تم تحريمه وتجريمه بواسطة فتاوى وتقاليد لم يتصدّ لها جهد كافٍ لتفنيدها، فبقيت كالأصنام يدور حولها الناس في ظاهر حياتهم، وفي باطن البعض تدور تقاليد ومسالك أخرى، فتعرف المنحرفة كيف تصطاد رجلاً!! بينما تقبع مثلك رهينة المحابس كلها فلا تقاليد تزويج قديمة بقيت لتسعفها، ولا حلال الله يجري فيفتح أمامها سبلاً للتعارف الطبيعي والاختيار، ولا حتى الأساليب الغربية سارية، ولا معايير الإسلام في عدم التعصب للقبيلة أو المذهب أو العائلة مطبعة، ولا مقاييس الصلاح الأخلاقي لها الأولوية في الترشيح والاختيار!!
ولا يوجد أي معنى أو جدوى يا ابنتي للظن بأنك وحدك التي تعانين من هذا المأزق، أو أماكن العمل أو العبادة، والعدد بالملايين في كل الأقطار العربية، فلماذا لا ترين هؤلاء جميعًا، وأعدادهن تقترب من تعداد سكان قارة كاملة مثل أستراليا، بينما ترين الأقلية التي أفلتت من المأزق بأعجوبة لسبب أو لآخر؟! وما هو برنامجك وبرنامج مثيلاتك، وبرنامج من يهمه هذا الأمر لتغيير الأحوال، أقصد في هذا الصدد تحديدًا؟! ما هو برنامج المسؤولين عن التنمية في بلادنا، وما هي خطة مشايخ التشدد؟! ما هي خطط إنقاذ ملايين البنات العفيفات من الانحراف، ومن المرض النفسي؟!
على كل حال.. هذا كلام أقوله لأكرر أن جانبًا من المشكلات التي يتصور أغلبنا، ويتعامل معها بوصفها مشكلات فردية إنما هي في حقيقتها مشكلات أكبر وأعمق، وتحتاج علاجات أوسع من مجرد تزويج فتاة أو مائة أو ألف!! ونعود إليك لأقول: إن تكوينك وإدراكك لمشكلتك هو خاضع لنفس التشوّه الذي يعاني منه مجتمعنا للأسف! فأنت ملتزمة ومتعلمة تعليمًا عاليًا، ولديك طاقة شعورية وفكرية تتضح من سطورك، ثم أنت تعطلين هذا كله عن التفاعل والعمل والبذل، ونفع نفسك به والآخرين، وهذا حق وواجب، تجمدين هذا كله في انتظار ما لا يجيء!!
قلت مرة ومائة مرة أن من أبسط حقوق الإنسان أن يكون له في الحياة شريكًا، فهكذا خلقنا الله، ونحن نحتاج هذه الشراكة لنروي عطش مشاعرنا وأجسادنا وأرواحنا للأنس بالرفقة، وكسر الوحدة والوحشة، ولكن أن تتوقف الحياة تمامًا، ونبدأ في دوامة النكد والانهيار والتفكير في الانتحار؛ لأن فرصة الارتباط تأخرت، فهذا الوضع العجيب شاذ ومؤلم رغم شيوعه وانتشاره، والحاصل أنك ما زلت تعيشين بعقلية من لا ترى في المرأة غير دور الزواج والأمومة، وهذا على أهميته القصوى، ليس هو فهم السلف الصالح، ولا فهم العقلاء من البشر؛ لأن الاحتياجات الأساسية قد يتأخر تحققها بسبب أو لآخر، ولكن هذا التأخر يعطل القيام بفروض العين والكفاية، وعندي فإن خدمة الدين والناس هي فريضة لا يسقطها عدم الزواج!!
في الحياة معاني أخرى غير الانجذاب لرجل أو الارتباط بالزواج، ومع أهمية أن تسعي لتغيير موقف أهلك ومجتمعك من معايير الزواج، وممارسات تناول هذه المسألة، مع أهمية إصرارك على أن تنالي حقك في الزواج والأمومة، مع أهمية أن تصارحي أهلك في كل العائلة باحتياجك الفطري المشروع للزواج، مع أهمية أن يدعمك في هذا كل محب لك، وكل غيور على الدين والأعراض، مع أهمية هذا كله يبقى تغييرك لنظرتك، وتقديرك لنفسك، وبحثك عن معنى لحياتك، ورسالة لعيشك، وهدف لوجودك الإنساني، وترقية تكوينك الشخصي، وحتى علاقتك بربك، واشتباكك مع هموم أمتك ومجتمعك، تبقى هذه كلها بنودًا لقائمة أولويات وفرائض لم أسمع منك عنها شيئًا! تابعينا بأخبارك.
اقرأ أيضًا:
انتهاء الصلاحية.....بين العنوسة والعادة السرية
الخوف من العنوسة
العنوسة: شبح يخيم على عقول بناتنا!
شبح العنوسة وفضفضة مجانين!
فشل الحب الأول آلام في العمق!
التعليق: السلام عليكم، كثير من البنات تزوجوا بعد قراءة رقية الشرعية للشيخ فهد القرني