أشكر لكم سعيكم الدائم لمشاركتنا حياتنا وترك بصمة مؤثرة فيها، مشكلتي أعزائي لا أعرف سببها فهل هي من صنع أيدينا أم هو القدر أنا مؤمنة كبيرة بالقدر، ولكن مؤمنة أكبر بحكمنا على الأمور وقراراتنا.
حياتي هادئة روتينية يتخللها بعض المشاكل اليومية مع زوجي وأبنائي ولكن هناك نفور داخلي أحتفظ به لنفسي وهو يتعلق بشخص زوجي ولكن هذا النفور يضعف ويقوى (بسبب المشكلة الأهم التي سوف أذكرها لاحقا) ولكني أحاول التغلب عليها إذ إنني قد تزوجت برجل يحبني حبا جما وهو على خلق رغم وجود بعض الطباع التي لا أطيقها حاله حال معظم الرجال فإني أذكر نفسي دائما بأنه نصيبي ولعله أفضل من غيره من الرجال. المشكلة الأهم والتي جعلتني أكتب إليكم تتعلق بالفشل في كل ما نفعله والإحباط واليأس بسبب ذلك.
دخلنا المادي المفروض أنه يسير والحمد لله ونتساوى به تقريبا مع أصحابنا المتزوجين أو أقاربنا ولكننا نجدنا لا نستطيع أن نحيا في نفس مستواهم رغم التعادل في الدخل فإني دائما أتساءل من أين يحصلون على المال ليعيشوا على هذا المستوى ونحن لا نستطيع؟ فهل هم أذكياء ويستطيعون تدبر أمورهم أكثر منا رغم أننا تقريبا متعادلين في الدخل المادي فنحن غير مسرفين ونفكر كثيرا قبل شراء أي شيء أو الذهاب إلى أي مكان وكأن مالنا حرام رغم أننا نكسبه بعد عمل شهر مضني فزوجي وأنا موظفان في شركات معروفة فأنا أحصل على امتيازات كثيرة من عملي كحصولي على مكافأة سنوية ممتازة وهاتفي النقال مجاني الاستخدام كما أن لدي تأمينا صحيا.
كل ذلك لا يشفع عندنا من الانكسار المادي كل شهر فمنزلنا يحتاج لتجديد التأثيث ونحتاج أمورا كثيرة مهمة ولا نستطيع السفر إلى موطننا سنويا. هذا كله نستطيع تأجيله أو التغاضي عنه ولكن هناك أمور تحصل مع زوجي وكأن القدر يقف أمام نجاحه فهو طموح جدا ويعمل مدير مبيعات في شركة ولديه عمل خاص بدأه منذ 7 سنوات ولكن حتى الآن لم يحصل منه على أي مردود فكل خطة عمل يتبناها تكون نهايتها الفشل رغم الجهد والتخطيط والعلاقات، حتى إن ذلك يحدث في مشاريعه التابعة للشركة التي يعمل بها فكل مشروع يعمل عليه ويكون مضمون النجاح تأتي آخر لحظة ليفشل كل شيء .
زوجي مستاء كثيرا ويحس باليأس فهو لديه النوايا الحسنة والقلب الطيب والتخطيط الجيد وهو لا يتأخر عن مساعدة الآخرين فلم لا يجد التوفيق والنجاح؟ من الناحية الثانية تجد من لهم النوايا السيئة ولا يملكون المؤهلات العملية والشخصية تراهم ينجحون في أي عمل أو مشروع.. فهل الرزق هو شيء مؤجل أم أنه غير مكتوب لنا؟
هناك مشكلة تخصني وتخص عملي بشكل محدد فأنا لم أستطع استكمال دراستي الجامعية نظرا لزواجي وعملي وأبنائي، لقد حاولت الانتساب ولكن لم أجد الوقت للمذاكرة وعملي هو في مجال السكرتارية التنفيذية ولكنني أحس بأنه ليس هو العمل الذي أحلم به فإني أتمنى العمل في منصب أفضل في عمل منتج ومؤثر، وتفكيري يتجه إلى الحصول على دورات في مجال معين كالتسويق أو إدارة المشاريع فهل هذه الدورات تساعدني في تغيير مجال عملي؟ فهل أستطيع الحصول على عمل مختلف عن السكرتارية؟ وما هي وجهة نظر إدارات التوظيف؟
علما بأنني أجد من ليس لديهم الشهادات الجامعية، ولكنهم يعملون في مجالات مختلفة.
شكرا لكم على إعطائي الفرصة لإرسال أسئلتي.
18/6/2024
رد المستشار
مرحبا بكم أستاذة "نانسي" دعيني بعد الترحيب أطرح عليكم بعض الأسئلة التي وردت برسالتكم:
· مشكلتي هل هي من صنع أيدينا أم هو القدر؟
· زوجي يحبني وعلى خلق ولكن هناك نفور داخلي أحتفظ به لنفسي ولكن هذا النفور يضعف ويقوى؟
· نحن نبذل جهد كبير والنتيجة غير مرضية فما السبب؟
· رغم أن دخلنا يتساوى مع غيرنا ولكن لا نستطيع أن نحيا في نفس مستواهم؟ أتساءل من أين يحصلون على المال؟ فهل هم أذكياء ويستطيعون تدبر أمورهم أكثر منا؟
· زوجي مجتهد وطموح جدا ولكن حتى الآن لم يحصل منه على أي مردود؟
· زوجي مستاء كثيرا وهو لا يتأخر عن مساعدة الآخرين فلم لا يجد التوفيق والنجاح؟
· هل الرزق هو شيء مؤجل أم أنه غير مكتوب لنا؟
· كوني لم أستطع استكمال دراستي الجامعية نظرا لزواجي وعملي وأبنائي فهي مشكلة؟
· هل أحصل على دورات لأعمل بوظيفة أخرى؟
· فهل هذه الدورات تساعدني في تغيير مجال عملي؟
· فهل أستطيع الحصول على عمل مختلف عن السكرتارية؟ وما هي وجهة نظر إدارات التوظيف؟
عزيزتي السائلة نعود لنتحاور:
هل حاولت الإجابة عن هذه الأسئلة من قبل؟ أعتقد ذلك
كم من الوقت قضيتيه وأنت تحاولين الإجابة عنها؟ كيف تشعرين وأنت تفكرين في كل هذه الأسئلة؟ هل تأتيكم انفعالات غير مرغوبة؟ تستطيعين الآن تسميتها؟ خدي وقتك وأجبي عن الأسئلة بهدوء بينك وبين نفسك، ربما تشعرين بالتوتر والحزن والغضب أو توتر العضلات أو شيء من هذا
هل تعاودين التفكير في نفس الأسئلة لليوم التالي والثالث وهكذا؟ هل وصلت لإجابات محددة أم أن كثرة التفكير لم تكن كافية لتجيب لك؟ هل أحيانا تشعرين بأن التفكير سيطر عليك ولا تستطيعين إيقافه؟ هل محاولة حل المشكلات التي لديك تكون بكثرة التفكير؟ وهل كل هذه الأسئلة التي برأسك لابد من الإجابة عنها؟ هذا التحليل الزائد نعتبره طريقتك في حل المشكلات التي تشعرين بها، ولكن هل حل المشكلات يكون بكثرة التفكير فقط؟
هذا نعتبره قلق "worry" وتفكير زائد يمكن إيقافه أو تقليله، وإذا تتبعت تلك الأسئلة وأنت في عمق تفكيرك فيها ثم وجدت طفلك في حاجة ماسة لك أو زوجك أو شيء طارئ كأن تعبرين الطريق، هل ستتركينه وتكملين تفكير في تلك الأسئلة؟ أم ستتركين التفكير ولو مؤقتا؟
هل يمكن تأجيل الإجابة عن تلك الأسئلة أو تركها بدون إجابة؟
ماذا سيحدث لو فضلت تفكرين وتبحثين عن إجابات؟ وماذا سيحدث لو بقيت حياتك كما هي لكن بدون قلق ودخول في الهم والتحليل؟ أليس ذلك أفضل؟
هل لو لم تجيبي عن تلك الأسئلة سيحدث لحياتك مشكلات أكبر؟ إذا كان هذا صحيح فمنذ متى وأنت تحاولين الإجابة ولم تجدي تلك الإجابة؟
اعذريني من كثرة التساؤلات التي أطرحها عليك لكنها الطريقة التي تفيدك في الاستشارة المكتوبة، وفقط حاولي قراءتها مرة أخرى، وما أقترحه عليك هو الانتباه لبدء عملية الهم والقلق "التفكير في تلك الأسئلة" وتركها بدون إجابة أو تحديد وقت 15 دقيقة فقط للتفكير فيها خلال اليوم وهذا الوقت ليس إلزامي، يمكن أن يمر اليوم بدون أخذ فترة التفكير.
بالتوفيق.