مشاعر لا أفهمها
السلام عليكم، أردت أن أرسل إليكم بعد مدة كبيرة من التردد، هناك أعراض كثيرة تأتيني ولا أعرف سببها، حتى أنني بحثت عنها في محرك البحث فلم أجد أي شيء، المشاعر التي تأتيني هي مشاعر حزن واشمئزاز وقرف، يصاحبها دوخة وغثيان وأحيانًا يمكن أن يصل الأمر إلى بكاء، هذه المشاعر تأتيني في مواقف معينة.
أولًا: عند تجهيزات عروس قبل يوم زفافها وأنا حاضرة معها، أو عند من ترسم على جسدها الحنة وكذا، يأتيني أيضًا في يوم حنة أي عروس أكون متواجدة به، بحكم أن هذا اليوم تلبس فيه الفتيات ملابس قصيرة لأنه يكون تجمع نسوي بحت، وبالعموم إذا وجدتني في أي تجمع نسوي به فتيات تلبس فيه ملابس أنثوية ويظهرون من أجسامهم ما لا يظهرونه أمام العامة أجدني أشعر بالاشمئزاز مع غثيان وأشعر بالبكاء، مع إنني لا أنظر إليهم نظرة جنسية ولا أي شيء، فنظرتي لهم طبيعية جدًا، مثلي مثل أي فتاة في هذا التجمع، وأنا في الطبيعي أريد الزواج وأهتم بنفسي وبنظافتي الشخصية وكل شيء.
ثانيًا: تأتيني أيضًا أثناء اهتمامي بنفسي وبنظافتي كأنثى، ولكن لا تأتيني بصفة دائمة عند هذه المواقف، ولكنها أيضا تزعجني
ثالثًا: تأتيني دون أي سبب، أجدني مرة واحدة وفجأة أشعر بهذه المشاعر بدون أي محفز، أي أنني أشمئز وأقرف من كوني أنثى ومن كل الإناث عموما
رابعًا: وهذا هو الموقف الذي جعلني أن أكتب لكم هذه الاستشارة أصلًا، هو أنني عند لمس صدري لمسة عابرة، عند استحمامي مثلًا أو عند ارتداء ملابسي، أشعر بهذه المشاعر بصورة مبالغ فيها جدًا؛ فأجدني أصاب بدوار في رأسي وغثيان قوي جدًا، يحدث هذا الشعور معي منذ طفولتي، ومؤخرًا ظهرت لي بقعة بنية على صدرني وبها حكة رهيبة، وعندها أقوم بهرش صدري أيضا أشعر بكل هذه المشاعر
أريد أن أعرف ما هذا، ولماذا أشعر بهذه المشاعر، وكيف أريد الزواج وبناء بيت مثلي مثل كل الفتيات، ومع ذلك.. أجد أنني أقرف وأشمئز من أي موقف يظهر فيه أنوثة من حولي أو أنوثتي، مع أنني أحب كثيرا أن أهتم بنفسي وأن أرتدي ملابس أنثوية،
أشعر أن الأمر لم يصل إليكم كما أردت إيصاله، ولكن أتمنى أن تفهموني وتتفهموا مشاعري من هذه الأسطر وتدلوني على المشكلة وسببها فقط
شكرا لكم
18/6/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
المشاعر التي تتحدثين عنها في الرسالة يمكن تفسيرها كالآتي:
أولا هناك مشاعر جنسية مثلية مكبوتة لا تقوين على التصريح بها أو التعامل معها. هذه المشاعر لأول وهلة تدفع البعض إلى القول بأن نفورك من جسدك ومن جسد بقية الإناث عملية دفاعية نفسانية غير واعية وبعبارة أخرى بأن عقلك الواعي يكبت هذه المشاعر وبالتالي فإن عملية الكبت تؤدي إلى استنزاف نفساني يسبب هذه الأعراض التي تتحدثين عنها.
ثانيا هناك مشاعر انزعاج جندري مكبوتة وما يعنيه ذلك بأنك أصلاً تفضلين أن تكوني في جسد رجل بدلاً من أنثى. عملية تعامل العقل مع هذه المشاعر لا يختلف بتاتاً عن التعامل مع المشاعر الجنسية المثلية أعلاه.
الحقيقة الموقع لا يميل إلى هذه التفسيرات أعلاه التي لا تستند على دليل علمي وكثيراً ما تؤدي إلى تمويه من يستشير الخدمات النفسانية. ما هو كثير الملاحظة في الحياة العملية بأن هذه المشاعر مصدرها عدم الشعور بالأمان منذ الطفولة لسبب أو آخر. يفشل المرء الوصول إلى مرحلة الشعور بالأمن أو بر الأمان النفساني في أعوام المراهقة أو بعدها ويفقد الثقة بنفسه وبجسده.
رسالتك خالية من بيانات شخصية وتاريخ شخصي وعائلي. لا أظن بأن هناك حاجة لمراجعة معالج أو طبيب نفساني لأن ذلك قد يؤدي إلى تطبيب ما لا يستحق تطبيبه أصلا. انفتحي على الآخرين وعلى نفسك وتجنبي إيذاء الجسد.
وفقك الله.