يكاد رأسي أن ينفجر من التفكير... أستحلفكم بالله أرشدوني في أمر مشكلتي، عمري 32 سنة على قدر كبير من الثقافة والتدين، لست باهرة الجمال ولكن الحمد لله على قدر طيب منه. من أسرة متوسطة الحال، أعمل وناجحة في عملي، أحظى بحب جميع من حولي، ولكني حتى الآن لم أتزوج.
ارتبطت عاطفيا بشخص منذ أكثر من عامين، في بداية تعارفنا قال إنه ليس مرتبطا وإنه مطلق بدون أولاد، ولكن بعد أن تأكد من ارتباطي به عاطفيا صارحني بأنه متزوج من اثنتين، الأولى علاقته بها متوقفة عند حد الاهتمام بالأولاد فقط، وليس أكثر من ذلك، حيث سبق وطلقها مرتين، وقام بردها مرة أخرى بسبب ضغط الأهل، واحتياج الأولاد له؛ لأنها كانت تقوم بمنع رؤيته لهم وهو مطلقها، والأولاد هم ثلاثة أبناء الأول في المرحلة الثانوية والذي يليه في الإعدادية، والأصغر في الابتدائية.
أما الزوجة الثانية فلها طفل واحد منه، وبعد أن سافر معها إلى بلدها استقرت هناك، ورفضت العودة مرة أخرى، وهو يكن لها بعض المشاعر، لكنه يقول لي إن حياتهم معا لن تتواصل؛ نظرا لاختلاف الجنسية والثقافة، وإن أهم شيء عندها هو المادة وليست العواطف، كما أنها لا تجيد الاهتمام بأمور المنزل والطعام، فضلا عن أنها قررت الاستقرار في بلدها، وهو يريد أن يبقى هنا في مصر، وبقيت على اتصال به لأنه قال لي إنه سوف ينظم حياته وأموره ثم نتزوج.
والسبب في بقائي معه طوال هذه الفترة هو عدم وجود بديل أحسن منه في الظروف تقدم لي، والسبب الثاني يعود للارتباط العاطفي الذي أصبح بيننا، حيث أحببنا بعضنا جدا رغم كل ما سبق من ظروف؛ وبسبب ذلك الارتباط العاطفي تطورت الأمور بيننا من لقاءات عابرة إلى خلوة، وأكون صريحة إذا سميتها "مقدمات زنا" وندمت كثيرا عليها، واستغفرت الله على حدوث ذلك معه قبل أن يكون زوجي أمام الناس.
حدثت العديد من المشاكل في عمله؛ وهو ما جعله يقرر السفر إلى بلد زوجته الثانية؛ حتى ينظم لها حياتها هناك، ثم يعود ونتزوج، ولكن لم تسر الأمور كما توقع، فقد ضاع كل ماله دون أن يقوم بمشروع ناجح، واستنجد بي، وقمت بإرسال نقود له حتى يعود إلى مصر، وبعد فترة طويلة وقفت فيها بجانبه نجحنا في العثور على عمل مناسب له بدخل كبير، وقام بعد ذلك بتسديد المبلغ لي.
وقابل والدي، وطلب يدي منه، ووعدني بأنه في فترة الخطبة سوف يقوم بطلاق زوجته الأولى؛ لأن أبي لا يعلم أنه متزوج، بل يعلم أنه مطلق وقد أخبرته أنا بذلك؛ لأنه لو علم أنه متزوج فلن يوافق أبدا على زواجي به.
ويجب أن أذكر بعض عيوبه التي تقبلتها رغما عني؛ بسبب تعلقي به عاطفيا، واعتقادي أنه نصيبي الذي كتبه لي الله، أما عن عيوبه، فأهمها أنه ليست عنده مشكلة في التعرف والتحدث للنساء؛ فهو يحب العلاقات، سواء وقفت عند حد الكلام فقط أم تطورت أكثر لتصل إلى العلاقات المحرمة، اعترف لي أنه وقع في ذلك الأمر عدة مرات، ولكن هو الآن يريد أن يقلع عن ذلك، ليعيش حياة مستقيمة.
والعيب الثاني أنه ليس متقربا من الله بالقدر الكافي؛ وهو ما يجعله غير مداوم على الصلاة، وله بعض الأفكار التي تدل على ضعف الإيمان والتي قلت لنفسي إني سوف أقوم بتقويمها فيه بعد الزواج.
ونظرا لكثرة علاقاته النسائية فهو كثير الشك في إخلاصي له، برغم كل ما حدث بيني وبينه، وبرغم وقوفي معه طوال تلك الفترة، فإنه يشك في كل شخص أحدثه في عملي، أو أي اسم مسجل على تليفوني، أو موجود في بريدي الإلكتروني، وأي كلمة تأتي لي من أي أحد يفسرها على أنها علاقة ليست بريئة بيني وبينه، ثم بعد ذلك تهدأ ثورته ويطلب مني قطع أي علاقة بيني وبين أي أحد مهما كانت نيتي سليمة.
تقدملي حاليا طبيب أكبر مني باثني عشر عاما، وسبق له الزواج، ولم يوفق. ويمدح الجميع أخلاقه وطباعه. وسبب حيرتي في عدم القبول به هو أن شكله غير مقبول بالنسبة لي؛ فهو بدين وأصلع، وأنا لم أتصور أن يكون زوجي بهذه الصفات الجسمية؛ فأنا لا أستطيع أن أرى نفسي بجانبه، أو أتخيل نفسي زوجة له..
ماذا أفعل؟ هل أرفضه رفضا قاطعا لسبب عدم تقبلي شكله، أم أن هذا يعتبر "تبطرا" وسوف يعاقبني الله عليه؛ خاصة أنني لم أصبح صغيرة، وفرص الزواج ليست كثيرة هذه الأيام.
فأنا محتارة لأقصى حد بين رجل متدين وناجح وواضح وصريح ولكني ليست متقبلة شكله، وبين رجل آخر بيني وبينه علاقة طويلة تقدم في آخرها للزواج بي ولكن به العيوب سابقة الذكر.
24/6/2024
رد المستشار
ابنتي، من الآخر.. بما أنك مصرية تزوجي الطبيب و"انفدي بجلدك من مصيدة زير النساء". لقد تعاطفت معك رغم طيش ما فعلت لأني أشعر بك.. بحرمانك.. برغبتك في الارتباط برجل.. بحقك في الحصول على الشريك، ولكن يبدو أنك طيبة ونقية وبريئة؛ ولذلك أرسل الله لك من ينقذك من براثن هذا الرجل.
ابنتي، هو لن يطلق لا الأولى ولا الثانية، ولن يستغني عن وجودهما في حياته، وأعترف أنه جاد في أمر زواجك؛ ليضمك إلى "ألبوم" الحريم الذي يقف إلى جواره، وينقذه من مشاكله، ويمد له اليد والمال حين يحتاجهما، وسيقابل الرابعة إن شاء الله بعد وقت قليل أو كثير، وسيحكي لها نفس القصة مع إضافة ما سيحكيه لها عنك.
هو ليس شريرا إذا قبلت أنت هذه الحياة، سيمنحك البيت، وربما بقدر الله الأبناء، ولن تكوني وحيدة، وسيكون لك ما تعيشين لأجله، وتأملي في مستقبله إن شاء الله حتى في وجود المشاكل فهي أفضل بالتأكيد من اللاشيء، لكنه لن يتوقف بمحاولاتك غالبا عن علاقاته بالنساء، لن ينتقل بمجهوداتك إلى خانة التقوى والبحث عن رضا الرحمن، فلا تكوني واهمة.
أما الطبيب البدين الأصلع صاحب الخلق الكريم، والسمعة الطيبة فاسمحي لي أن أقول لك إنني لو سمعت هذا التعليق من مراهقة في السابعة أو الثامنة عشرة لأعطيتها درسا في معنى الحياة التي لا تفهمها، وفي وهم الفارس الجميل نجم السينما الذي سيقع في غرامها، توكلي على الله واستخيري، وأنت صاحبة القرار؛ لأنك أنت من يدفع الثمن أو يقبض المكافأة.