جزاكم الله كل الخير على إتاحة الفرصة للسؤال والحصول على رد علمي شرعي مستنير، استفدت كثيرا من هذا الموقع.
الحقيقة أنا في مأزق فأنا شاب 20 سنة، أحاول الالتزام قدر استطاعتي، ولكن هناك امرأة تعتبر من محرماتي المؤقتة، وأنا مفتون بها لدرجة أني لا أستطيع مقاومة هذه الفتنة، حاولت الابتعاد عنها فلم أستطع؛ وذلك بواقع العلاقات الاجتماعية التي بيننا، وتجذبني أحيانًا إليها شهوة جنسية، أحس أحيانًا بالذنب، ولكنها الفتنة، وهي تحبني كثيرًا...
أرجوكم نصحي في كيفية الابتعاد عن ذلك، وتجنب ما لا يحمد عقباه،
وخاصة أنها شابة تكبرني قليلاً، جزاكم الله خيرًا.
30/6/2024
رد المستشار
لم تذكر لنا ماذا تكون لك هذه الشابة؟! ولماذا هي محرمة مؤقتًا؟!
على كل حال.. في المرحلة التي تمرُّ بها عمريًّا تتفجر ينابيع الحياة والطاقة في بدنك وذهنك، وتتحرك في نفسك ميول الرجال إلى النساء، تلك الميول التي تدفع إلى الارتباط، وتكوين الأسرة، وعمارة الأرض.
النمو الجسماني يحدث أسرع من النضج النفسي والعقلي، والعواطف أسرع من التدبر والحكمة، وما أكثر الخيالات والأوهام والأحلام في اليقظة والمنام بهذا العمر الجميل.
وهي مرحلة اختلاط المعاني والمفاهيم، فالرغبة الجنسية تختلط بالحب، وقد تتشابه مع المودة العادية بين الأقارب فيفسد التأويل.
قد يشتهي الشاب مثلك امرأة، ويظن أنه يحبها، والمسألة مجرد اندفاع شهواني إذا سكت أو تحول إلى أخرى؛ زال وهم الحب من ذهنه تجاهها إلى غير رجعة.
ويشيع أيضًا الظن الخاطئ غير المبني على حقائق ملموسة، فكم من شاب في مثل سنك عاش في عالم الظنون متأكدًا من حب فلانة له ثم تبين له سراب ما يعتقد، وأنه أساء التقدير.
هذا يُقال في الحب الحلال، فماذا نقول عن حبٍّ حرام؟! بالإضافة إلى ما ذكرناه لك هنا، فإن اختلاط الأقارب مما يحدث معه اطلاع على العورات بحسن نية، وبحكم الثقة والقرب؛ مما حذر منه الرسول الكريم الذي لا ينطق عن الهوى حين قال: "إياكم والدخول على النساء.. قالوا: أفرأيت الحمو - يعني الأقارب - قال: الحمو الموت".
وجعل النبي من أكبر الكبائر أن يزني الرجل بحليلة جاره، فما بالك بالنساء المحرمات على الإنسان؟!
إن ما تشعر به هو مجرد شهوة حركتها غرائزك في الاتجاه الخاطئ، ويوشك الشيطان ونفسك الإمارة بالسوء أن توقعك في هاوية بلا قرار، وحينها لن تنجو من عذاب الضمير، فابتعد عن الحافة قبل فوات الأوان.
ابتعد عن مسار هذه المرأة، وعن رؤيتها، واشغل نفسك عنها، وأمامك نساء العالمين جميعًا مثل أنواع الفواكه، فلماذا الإصرار على التفاحة المسمومة؟!
هذا الابتعاد لازم ليعيدك إلى صوابك، ويهدئ نفسك من ناحيتها، أما استمرار الرؤية واللقاء فيمكن أن يصل بك إلى كارثة، فاختر لنفسك.