أولا أود أن أشكر موقعكم الأكثر من رائع على ما تقدمونه من خدمة لشباب العرب والمسلمين.. لا تتخيلون مدى استفادتي شخصيا من هذا الموقع على الصعيد الشخصي.. إن ما تقومون به هو عمل جليل، وأتمنى من الله المولى القدير أن يجازيكم خير الجزاء على تعبكم وجهدكم في خدمة الشباب.. ألف شكر وتحية.
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، عزبة، أدرس في السنة الأخيرة من الجامعة، مشكلتي تتلخص في أنني سافرت إلى بلدي في الإجازة السنوية قبل عام ونصف، تعرفت على أهلي الذين لم أرهم منذ سنوات وآخرين أراهم لأول مرة، كنت سعيدة جدا حينها لأني تعرفت على أهلي، الشباب منهم والفتيات.. وفي بلدي الاختلاط يعتبر شيئا طبيعيا جدا، وخصوصا بين الأهل، وأنا بحكم البلد الخليجي الذي أعيش فيه لم أعتد على الاختلاط كثيرا مثل الذي يوجد في بلدي، كل الذين تعرفت عليهم من الشباب والبنات كانوا طيبين جدا معي، وانبهرت من طيبة أخلاقهم وطيبتهم.
ومن بين الذين تعرفت عليهم ابن خالتي الذي أراه لأول مرة، شاب شكله عادي، يدرس في الجامعة، عمره 26 سنة، أخلاقه طيبة، هادئ الطباع نوعا ما، مرح، متدين، يعني مثل أي شاب عادي.. لم يكن هناك ما يجذب.. كانت علاقتنا في البداية عبارة عن أي علاقة تنتج عن تعارف بين شخصين يلتقيان لأول مرة، علاقة أهل وقرابة مثل جميع الذين التقيت بهم من أهلي في بلدي، وهكذا حتى حان موعد رحيلي ووصلت إلى البلد الذي أقيم فيه مع أهلي، وواصلت علاقتي بالجميع من خلال الإنترنت، بحجة أننا أهل ويجب أن نبقى على اتصال.
لكنني منذ البداية شعرت بأن علاقتي بابن خالتي ستكون مختلفة عنهم جميعا، لا أدري لماذا راودني هذا الشعور، وفعلا صدق حدسي، زادت الاتصالات فيما بيننا، نتكلم لمدة ثلاث ساعات إلى أن وصل إلى 6 ساعات كما هو الحال الآن، كل هذا بحجة أننا أصدقاء وإخوة تجمعنا القرابة.. فنحن إخوة، كنا نقول مثل هذا الكلام ونحن في قرارة أنفسنا نعلم أن الأمر أكبر من ذلك بكثير، لكن بالرغم من كل ذلك، لم نتجاوز حدود الأدب في كلامنا أبدا، بل كان كل كلامنا عن الدراسة وعن حياته أو أهله وأشياء أخرى عادية، وأحيان كثيرة عن الدين والمواضيع الاجتماعية، ولا أذكر مرة أنه تجاوز حدود الأدب معي، ولا أنا كذلك تجاوزت حدودي لأني كنت حذرة في كلامي معه.
أعترف بأني شعرت بانجذاب كبير نحوه، لكن لم أرد الاعتراف بأني قد أكون أحبه؛ لأن هذا الشاب ليس هو الشخص الذي تمنيته شريكا لحياتي، بالإضافة إلى أنني لا أعرفه بشكل يمكنني من أن أقول نعم هذا هو الذي أريده زوجا لي.. اجتماعيا، نحن أعلى مرتبة من الناحية المادية، والبيئة التي عاش وتربى فيها تختلف عني نوعا ما، لكننا نتشابه في الكثير في شخصياتنا، ولكني ما زلت أحس بأن هناك الكثير لم أعرفه عنه بعد.
المهم.. جاء اليوم الذي اعترف لي بأنه يحبني وأن بداية العلاقة كانت فقط صداقة وإخوة بالنسبة له، لكن هذا تحول لديه إلى حب.. وطلب مني أن أقول له شعوري.. عندها لا أنكر أنني أحسست بسعادة؛ لأن هناك شخصا ما يحبني، لكنني كنت حذرة وخائفة في نفس الوقت وطلبت منه مهلة لكي أرد عليه؛ لأنني بصراحة لم أعرف ماذا أقول؛ لأنني هذه أول مرة في حياتي أكون على علاقة بشاب، وأول مرة أكلم شابا في حياتي، وأول مرة أسمع من شاب كلمة "أحبك". قلت في نفسي إني لا بد أن أتأكد من جدية كلامه.. بصراحة أنا نفسي لا أعرف هل أحبه أم هو مجرد صديق.. مشاعري مختلطة.. فتارة يكون هو الحبيب، وتارة يكون هو الأخ والصديق فقط بالنسبة لي.
وتوالت الأيام ونحن نتكلم مع بعض باستمرار وأحيانا يطلب الرد على سؤاله لي؛ لأنه يريد أن تتحدد معالم علاقتنا، هل هو حب أم صداقة؟ وأنا أرفض الإجابة أو بالأحرى لا أعرف الإجابة أصلا.. بعد ذلك طلب مني أن نتواصل بشكل مخفف، أي أن تقطع الاتصالات على الإنترنت؛ لأنه لا يريد في الاستمرار في علاقة لا يعلم ماهيتها، ومن ثم أراه يرجع عن قراره وبدون أي تفسير بأنه يريد أن يكلمني ولكني لا أسأله لماذا رجع؟ خوفا من أن أحرجه.. فهل أنا على صواب؟
صدقوني أنا لست ألعب، بل المشكلة هي أنني محتارة ولا أعرف، أخاف أن أخسره، وأخاف أن أبوح له بشيء أنا غير متأكدة منه؛ لأنني في رأيي أحتاج لأن أكون في بلدي مرة أخرى، وأحتك معه مباشرة حتى أعرف حقيقة مشاعري، وأعرف من هو هذا الشخص بالضبط، وقتها فقط أستطيع الجزم بما أقول هل هو الحبيب أم الصديق؟ لكنني لم أقل له أي شيء من هذا الكلام وآثرت السكوت وقول لا أعرف حتى لا أخاطر وأجلب المشاكل لنفسي.. إن كل ما أريده هو الرجل الصالح الذي يمكنه أن يحميني وأحس بأنه مسؤو وجدي وخلوق، الشخص الذي يمكنني أن أعيش بقية حياتي إلى جانبه، وهذا ما أبحث عنه، وحتى أنه طلب مني أن أرسل له صوري بحجة أنه يريد أن يتعرف على شكلي؛ لأننا لم نر بعضنا كثيرا عندما كنت في بلدي وبالتالي نسي شكلي.
أنا طبعا رفضت برغم أن تبادل الصور عندنا هناك شيء عادي جدا جدا، والجميع يتبادل الصور عندنا، لذلك هو غضب مني لفترة وانقطع عني واتفقنا ألا نكلم بعضنا ما دمت لا أرغب في البوح بشيء، وبرغم ذلك وجدته يرجع بعد أسابيع يريد محادثتي؛ لأنه مشتاق إلي، ويريد أن يكلمني، مرة كنا نتحدث عن الزواج وقلت له إن هناك من يريدني زوجا –كنت أختبره فقط - فقال لي لا ترفضي أي شخص ترينه مناسبا لك، وسأكون أول من يفرح لسعادتك، ودائما يقول لي لا تضيعي عمرك، إنما يجب عليك أن تتزوجي الآن؛ لأنك في سن الزواج.
طبعا لم أقل له شيئا، ولكني استغربت كيف يقول إنه يحبني، ويلح في طلبه في أن أقول له عن مشاعري، ومن ثم يطلب مني الزواج بآخر، وهذا تكرر أكثر من مرة، ولهذا أنا صرت أكثر حذرا في التعامل معه، لا أستطيع أن أفهمه، وأحيانا أقول له متى تنوي الزواج؟ يقول لي عندما أبلغ من العمر 35 وهو الآن 26، أي بعد 10 سنوات تقريبا، وهذا يعني أنه لا ينوي الارتباط بي الآن، كل ما يعرفه هو أنه يحبني وكفى -وأنا أصدقه- وأنا أعتبر أن هذا ليس كافيا؛ لأنه لم يقدم لي أي دليل على ذلك، أي أنه لم يبد لي أي رغبة على الأقل في أن أكون شريكة حياته، وللحب طبعا تبعاته الذي يعرفها أي شخص.
للعلم هو في السنة الأخيرة من الجامعة، وأمامه سنة التدريب وإلى أن يبحث عن عمل وينوي السفر إلى الخارج في فرنسا وووو....
باختصار.. أمامه طريق طويل حتى يبني عش الزوجية، ويكون قادرا على الزواج، أحيانا أقول لنفسي إذا تأكدت من أنه هو الشخص المناسب لي وأنه جدي في رغبته في الارتباط، فأنا سأكون معه وسأساعده حتى يمر الوقت بسلام، لكنه لم يبد أي تصرف تشجيعي، وأنا قلت له إني لا يمكن أن أبوح بشيء طالما أنني لست متأكدة من جديته، وهو يقول المهم في هذه اللحظة أن يعرف مشاعري أولا، ومن ثم لكل حادث حديث إذا كان ينوي الارتباط أم لا؛ لأنه غير مستعد حاليا.. وأنا الصراحة غير مقتنعة بهذا الكلام أبدا؛ لأنه أهم ما لدي هو كرامتي وسمعتي، فأنا لم يسبق لي بأن قلت لأي شاب عن مشاعري ولن أقول إلا إذا كان كلامي عن مشاعري وحبي في محله وفي الطريق الصحيح.
أحيانا أحس بأني أحبه وهو الإنسان الذي أريده برغم الفوارق بيننا، وأحيانا أحس بأني أحبه، ولكنه لا يناسبني، وأحيانا لا أحس إلا بالاحترام والمودة والأخوة فقط بيننا.
أنا الصراحة احترت.. هل أقطع علاقتي معه؟ وهل أنا على صواب أم لا؟ وما الذي يجب علي فعله؟ وهل علاقتي به تعتبر حراما أم لا؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
26/06/2024
رد المستشار
الابنة الكريمة "نادية" حفظها الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أهلا وسهلا بك على موقعك ونحن نرحب دائما بأسئلتك واستفساراتك .
أقدر مشاركتك لمشكلتك وتعقيداتها، وسأحاول مساعدتك ببعض النصائح والتوجيهات.
أولاً، من الطبيعي أن تكون لديك مشاعر متضاربة في هذا الموقف. الانتقال من علاقة قرابة وصداقة إلى علاقة حب قد يكون معقداً، خاصة عندما تكونين غير متأكدة من مشاعرك ومن نوايا الطرف الآخر.
إليك بعض النقاط التي يمكن أن تساعدك:
1. تحديد مشاعرك:
- امنحي نفسك الوقت اللازم للتفكير في مشاعرك. هل مشاعرك تجاهه هي مشاعر حب حقيقي أم انجذاب نتيجة للعلاقة الطويلة والكلام المستمر؟ فكري في الأمور التي تهمك في شريك الحياة وما إذا كان هو يلبي هذه المتطلبات.
2. التواصل الصادق:
- كوني صريحة معه فيما يتعلق بمشاعرك وحيرتك. اشرحي له أنك بحاجة إلى وقت لتحديد مشاعرك وأنك تريدين التأكد من أن هذه العلاقة تسير في الاتجاه الصحيح.
3. التعرف عليه بشكل أفضل:
- حاولي معرفة المزيد عنه وعن حياته اليومية وأهدافه وقيمه. قد يكون هذا من خلال المزيد من المحادثات أو حتى زيارة أخرى لبلدك إذا كان ذلك ممكناً. هذا سيساعدك في تقييم ما إذا كان هو الشريك المناسب لك.
4. تحديد الحدود:
- من المهم وضع حدود واضحة في العلاقة حتى تتجنبي أي موقف قد يؤثر على سمعتك أو يجعلك تشعرين بعدم الارتياح. إذا كان طلبه للصور يجعلك غير مرتاحة، فقد قمتِ بالتصرف الصحيح برفضه.
5. النية الجادة:
- حاولي معرفة مدى جديته في الارتباط بك. هل هو مستعد لتحمل مسؤولية الزواج في المستقبل القريب؟ إذا كان يفضل تأجيل الزواج لفترة طويلة، فقد يكون من الصعب عليك الانتظار لفترة غير محددة.
6. التفكير في مستقبلك:
- فكري في خططك المستقبلية وأهدافك الشخصية والمهنية. هل تتماشى هذه الأهداف مع أهدافه؟ هل يمكنكما بناء حياة مشتركة تتماشى مع تطلعاتكما؟
7. استشارة المقربين:
- إذا كنت تشعرين بالارتباك، يمكنك استشارة أفراد من عائلتك أو أصدقائك المقربين الذين تثقين بهم. قد يقدمون لك نصائح مفيدة بناءً على معرفتهم بك وبشخصيتك.
في النهاية، قرارك يجب أن يكون بناءً على ما تشعرين أنه الأفضل لك ولحياتك ومستقبلك. إذا كنت غير مرتاحة أو غير متأكدة من مشاعرك ونواياه، فقد يكون من الأفضل التريث وعدم التعجل في اتخاذ أي قرار. تذكري أن الزواج خطوة كبيرة ويجب أن تكوني واثقة من اختيارك.
أتمنى لك التوفيق والسعادة فيما تتخذينه من قرارات