مشكلتي تكمن في أنه تقدم لخطبتي شخص كنت لا أعرفه من قبل، ولكن من أهلي من يعرفوه فوافقت على الخطبة بعد الاستخارة.. أحببته حبًّا جمًّا فاتفقنا على أن نكتب الكتاب حتى نصبح أكثر حرية، وأن نعبّر عن مشاعرنا بدون قيود ولا تحريم.
بعد ذلك لم يمضِ على زواجي شهر تقريبًا إلا وانقلب زوجي.. لقد تغير أين مشاعره؟ أين حبه لي؟ لا أعلم...
نعم حدثت بعض الخلافات مع أبي، ولكنه يبتعد عني أنا.. أنا لا أعرف أما زال يحبني؟ لقد أصبح جافًّا ردوده باردة وتقتلني.. أشعر أنه يتهرب مني ولا يريد أن يحادثني حتى في الهاتف، لكنه عندما يحدثني يقول لي إنه ما زال يحبني وأنه يريد الزواج وأن يصل إلى المرحلة الأخيرة وأن نجتمع في بيت واحد، ولكننا سوف نستلم الشقة بعد حوالي سنة.. ماذا سأفعل في كل هذه المدة؟.
إن طريقته في بُعده عني يجعل قلبي يجف من ناحيته، نعم ما زلت أحبه مع أني لا أسمع صوته بالشهر.. يوبخني أهلي لا يرضون بهذا الوضع، وأنا أقول لهم إن الأمر عادي وليس فيه غريب وإني لست متضايقة، ماذا أفعل؟؟.
يقول لي إنني عندما أحدثه في التلفون ممكن ينام بعدها ويضيع عليه فرضان من الصلاة؛ لأنه يشعر باسترخاء.. وعندما يراني يزداد ضيقًا لأنه يريدني.. هل الحل هو أن أصمت هكذا؟.
لا أعرف ما الحل في هذا الأمر غير أنني قررت الصبر (إن الله مع الصابرين) (إنما يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب)، ولعلّ الله يجعل لي من أمري يسرًا (إن مع العسر يسرًا).
هل حلّي جيد أم أنني أستسلم؟.. جزاكم الله خيرًا.
30/6/2024
رد المستشار
نعم يا ابنتي.. إنك تستسلمين بسلبيتك تلك، ولقد استسلم هو من قبلك حين لخص زواجه منك في مساحة الجنس المحروم منه، وأصبح ذلك الحرمان صاحب الصوت الأعلى عنده.
ففي الزواج تحتاج المرأة لرجل تقبع في كنفه ليعطيها الأمان والاستقرار، ولتتعلم منه ومعه كيف تواجه الأزمات والمشكلات فإذا تعطل دور "الذكر" الآن فلا يجوز أن يتعطل دور "الرجولة"، فالرجولة مروءة ومقاومة وصبر.. الرجولة كد وكفاح من أجل الوصول لتحقيق الأحلام.
فليعلم منك قبل غيرك أنك تحتاجين إليه كما يحتاج إليك، ولكن.. إذا تعطلت بعض الأمور وأطلت الظروف برأسها لا يكون الحل قطع التواصل وإنما الحل يكمن في التحدي النبيل حتى يحين الوقت.
فمن حقك أن تخبريه بمخاوفك في ود، وأن تخبريه باستيائك في لطف، وأن تخبريه بحزنك في رجاء.
فتلك المخاوف والأحزان هي في ذاتها مدد له حتى يواصل دون استسلام أو استهتار بواجباته نحوك من التواصل الإنساني الذي من أجله تم العقد بينكما، ولتكوني قوية حين تحدثينه.. ولا أقصد بالقوة العنف أو إساءة الأدب وإنما قوتك ستكون في احترافك حين تطلبين حقوقك المهدرة، وحين تشدين من أزره وتزيدين من عزمه، وحين تعطينه بدائل شيقة تخدم البُعْد الإنساني والتوافق بينكما حتى يمر هذا العام.
ولتعتبري بنيتي أن ما يحدث لك الآن هو من التحديات الحقيقة في حياتك والتي تواجهينها لأول مرة، فلا ترضي بأقل من النجاح بجدارة دون صيحات مزعجة.. دون تهور مؤذ.. ولكن بذكاء الأنثى اللذيذ.
لا أستطيع تكتم مخاوفي أن تكون تصرفاته نابعة من صفاته الشخصية، وتظهر الحقيقة حين يتم الزواج، فتكونين له مكانًا للإشباع الجسدي وباقي الحياة يعيشها وحده... غير أني أعود وأقول إنه ربما كان لتأثير خلافاته مع والدك دور في ذلك الجفاء.. وذلك ما يمكنك أنت أن تتأكدي منه.
على أي حال آمل أن يتضح ما قلته لك من الأمور بإذن الله.
تابعينا بأخبارك.