تحية طيبة لكل العاملين على هذا الموقع الرائع، بجد نفسي من فترة أشارك معكم وأحكي لكم عن مشكلتي، هي مش كبيرة بس تعباني.
أنا فتاة عندي 19 سنة والحمد لله أحاول أراعي حدود الله في حياتي، المشكلة أني كنت أحب واحد قريبي من ساعة أن كان عندي 13 سنة، حب عيال يعني، استمر معي 3 سنين، وبعد كدا أنا بصراحة تعبت منة لأنه لم يكن حاسس بي.. المهم لما دخلت الجامعة أول سنة صارحني بحبه لي وقال لي إن الموضوع لسه السنة دي مش من فترة زي وقتها.
أنا كلمته لأنه بيحبني، بس أنا كنت عادي وكل اللي كان بيننا كلام ع الموبايل بس ع الرغم من إن الموضوع داخل على سنة، حاسة إنه غامض معي، وإنه مش بيحبني، والموضوع بالنسبة له إعجاب، وأنا سألته قلت له أنا بالنسبة لك إيه؟ قال لي مش عارف، وكمان قال لي إنه مش بيفكر في الزواج دلوقتي لأنه لسه مكونش نفسه.
المهم أنا ما بقتش حاسة بحاجة تجاهه، إلا لما بشوفه بس متهيأ لي (يخيل إلي) إن ده مش حب صح.. وأنا عايزة أطلب منه إننا نكون إخوات بس مش عارفة أعمل إيه؟ ولا أقول له إزاي؟ وبالذات إن كلامنا محدود... معلش طولت عليكم.
كمان في حاجة تانية، في إنسان تاني لقيته بيظهر في حياتي، أنا معرفش غير اسمه بس دايما بحس إن ربنا بيسهل رؤيته لي.. كل ما أكون مخنوقة أو زعلانة من قرايبي أشوفه صدفة، واتكررت أكثر من مرة لدرجة أني حاسة أني ممكن أحبه أو ممكن ربنا يعوضني به لو أنا اتقيت ربنا.
فعلا مش عارفة بس بحس بإحساس جميل بيملك روحي لما بشوفه، ومش حسيت الإحساس ده مع قريبي خالص.
معلش أنا كتبت بالعامية بس علشان مش عارفة أجمع، يا ريت تفيدوني لأني حاسة إن موضوع قريبي ذنب، وإن ربنا مش راضي عني.
لكم جزيل الشكر..
6/7/2024
رد المستشار
أحيانا يمر في حياتنا نوعان من العلاقات؛ علاقات "باهتة" وعلاقات "مصطنعة" ليس لهما طعم أو لون، ووجودهما لا يفرق كثيرا عن عدم وجودهما؛ لأنهما يمثلان وجودا باهتا أو مصطنعا، ولا يتركان لنا سوى التشويش والإزعاج، وننجو منهما -بعمد أو بغير عمد- بإحدى طريقتين، إما أن تحدث صاعقة تؤدي بالعلاقة للحظة حرجة ينتج عنها صفر "مزركش"، أو نتركها ببساطة مذهلة حين نستحضر عقولنا وكأن شيئا لم يكن.. ولا نملك تفسيرا للإجابة عن لماذا ومتى حدث ذلك منا!!
والسخيف في هذين الشكلين من العلاقات أننا نستطيع أن نغلق ملفاتهما، ولكننا لا نفعل ذلك لشهور أو لسنوات، بل أحيانا نفضّل تواجدهما -ليملآ فراغا- حتى إن كان تواجدا غير حقيقي وغير مبرر.
فقريبك علاقة باهتة.. فلا هو الحبيب ولا الصديق ولا الزوج المنتظر، ولأنك فتاة في مرحلة اكتمال للأنوثة تحتاجين فطريا لوجود حبيب تتوارين من تلك العلاقة "الباهتة" في أخرى "مصطنعة" لتوجهي تلك الطاقة لشخص ما، حتى إن لم تعلمي عنه شيئا سوى اسمه، وتصوري لنفسك أن ظهوره مدبر من القدر!!
كذلك قريبك يراك في حياته علاقة باهتة، ولا شيء مؤكد فيها غير أنه لا يتحمس لفكرة الزواج بك؛ وتشهد صفحتنا مئات الجهود المبذولة من المستشارين لإقناع المحبين بالفراق لعدم توافر الإمكانيات أو لوجود عوائق أو الانتظار للنضوج، ويقاومها المحبون بشدة! أما هو فقد قالها لك صراحة في حديثه حين قال إنه لا يعرف حقيقة مشاعره وليس مستعدا للزواج، فهل تشغلين بالك كيف تقولين له إننا لسنا أحبابا؟! فقد أقر بها منذ فترة ولكنك لم تقريها بعد.
فحين يُحب الرجل امرأة ويتمنى الزواج منها لن يكون موقفه أو تصرفاته مثلما يفعل قريبك، بل سيخرج منه قوة عنتر وإصرار قيس ورومانسية روميو ليفوز بحبيبته رغم وجوده في زمن المادة والمعادلات.
وكذلك -صغيرتي- حين تحب المرأة لا تحب شبحا لا تعلم عن خصاله شيئا، فلعل صورته غير مضمونة، أو طباعه لا تستقيم مع طباعك، أو لعله مرتبط بأخرى أو لعله.. أو لعله.. فمن أين ندري؟!
ولن أستفزك بجملة "حب مراهقة"، ولن أذكرك أنك للمرة الثانية "أنت" من ترسمين في خيالك العلاقة وتعيشين على أحلامك فيها؛ ولكن أذكرك بأنك فتاة، والفتاة "أميرة" تجلس على عرش في قصر يحيطه حراس -هي أخلاقك واحترامك لنفسك وعزتك- ليحموها من أوغاد الطريق؛ ويُعرض عليها من يحلمون بشرف مقاسمتها حياتهم برضا من الله عز وعلا وتحت سمع وبصر الملكة والملك -الضوابط ومباركة الأهل- أما غير ذلك من المهاترات فلنتركها لأهلها من الرعاع أو غير الناضجين، أو من لا يميّزون بين ما يجوز وما لا يجوز.