سني 35 سنة وشهران، لم أتزوج حتى الآن... أبحث عن الزوجة المناسبة قدر جهدي، لكن موضوع الجنس يسبب لي خوفًا شديدًا جدًّا، أقول لكم بصدق: كانت لي تجارب سابقة كثيرة نسبيًّا -من سن 16 حتى 31-بالمناسبة امتنعت تمامًا عنها عسى أن يهديني ربي إلى الزوجة الصالحة - المهم أنني كنت في تلك التجارب طبيعيًّا تمامًا... والمشكلة الآن أنني قد كبرت جدًّا ... وأشعر بالطبع أن الجنس قد قلت قوته ... وهذا أرهق أعصابي، ووجدت نفسي في دائرة مفرغة.
أفكر كثيرًا: هل سأستطيع أن أقوم بواجباتي الزوجية؟ ... وهل سأكون جاهزًا دائمًا كلما أرادت زوجتي هذا الموضوع؟؟ وهل من الأفضل أن أذهب إلى طبيب؛ ليعطيني بعض المقويات؟؟ وهل أُكْثِر قبل الزواج من تناول الأطعمة الطبيعية التي تزيد الرغبة الجنسية مثل: الجمبري والكوارع والجرجير... إلخ؟؟ وهل ممارستي للعادة السرية طوال حوالي 20 عامًا سيكون لها تأثير مدمر على قوتي الجنسية؟
إنني أصر على أن يكون سن زوجتي لا يقل بحال عن 25 عامًا ... بالرغم من أنني أجد فتيات مناسبات تمامًا، ولكن للأسف دون هذه السن... والقصد طبعًا هو ألا تظل زوجتي راغبة في الجنس لفترة طويلة... أعلم أنه أمر لا يمكن ضبطه... ولكني هكذا أفكر.
كل تلك التساؤلات تدور في ذهني ليل نهار...
ما رأيكم دام فضلكم؟
2/7/2024
رد المستشار
إخواني.. أخواتي، يبدو تطرّفاً أو مثالية زائدة أن نقول لمن يسألنا الرأي والمشورة حول الاستثمار الأمثل، أو التصرف الأحكم تجاه الطاقة الجنسية التي تتفجر في سن الشباب، وتزيدها المهيجات والمثيرات من حولنا اشتعالاً - أن نقول للشاب أو الفتاة: الحل ليس في العلاقات المحرمة، وليس في العادة السرية، ولا في أحلام اليقظة، ولكن في الزواج، فيكون الرد الطبيعي: وكيف لنا به، والإمكانيات، والظروف، والأهل؟!! وحين نقول: على العين والرأس كل هذا، ولكن الحل الأمثل نفسيًّا وشرعيًّا وبيولوجيًّا ليس سوى الزواج، وإذا كان هذا صعباً لعقبات سخيفة أو حقيقية؛ فإن دورنا أن نجاهد معاً أفراداً وأسراً وجماعات ومجتمعات لتذليل هذه العقبات، فتكون كلمة الله ـ بالطهر والحلال ـ هي العليا، وكلمة الذين كفروا ـ بالتفلت والانحلال ـ هي السفلى.
إن الإسلام في شرعه وفي مسيرته بادر بتحديد هذه المسألة لننتهي منها، وننظر فيما يواجهنا من تحديات، والحديث عن أية مهام أخرى يصبح عبثاً إذا كان الشباب مشتت الذهن، فارغ الروح، محرومًا من إكمال نصف دينه، وتسكين روحه بمن يتبادل معها، أو تتبادل معه المودة والرحمة.
المشكلة الاجتماعية المتمثلة في "صعوبة الزواج" وتأخره لأسباب متشابكة ـ أولى بالعمل، وأنجح في النتائج من أمور أخرى كثيرة نتصدى لها دون طائل أو عائد، بل وبكثير من الأضرار أحياناً.
أقول هذا يا أخي، لأحدد حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المجتمع بما لا ينفي مسؤولية كل واحد وواحدة منا.
إننا حين نقول للشاب والفتاة: لا زنا ولا استمناء، فإنما نريد أن نحفظ عليهم بكارتهم النفسية والبيولوجية الجسدية حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً بالزواج الذي نرجو أن يكون قريبًا، ونحسب أن هذا هو هدي الله وذكره: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يقوم القيامة أعمى..." سورة طه، الآية: 124. وأنت وقد تبت إلى الله سبحانه، وأدعو الله أن يقبل توبتك ويبدل السيئات حسنات ـ بعد تجارب سابقة كثيرة نسبياً "على حد قولك ـ وأنت على هذه الحال فإن مثلك كمن دخل إلى مطعم ضخم، وأكل من كل مائدة، وشرب من كل الأصناف هكذا دون إذن"، ثم ذهب واعتذر للقائمين على المطعم.. فهل يعني قبولهم لاعتذاره أن يعفوه من دفع مقابل الطعام والشراب الذي تناوله؟!
إن الأفكار التي تدور في ذهنك، والهواجس التي تنهش نفسك، والمغالطات التي تقلقك هي بعض الثمن، ثمن اللذة التي حصلت عليها من قبل دون مقابل من مسؤولية، كما في فلسفة الزواج "لذة مقابل مسؤولية" وكلامنا هنا أرجو أن يفلح في تسكين مخاوفك وتصحيح بعض معلوماتك، لكنه لن يعيد لك طاقة أنفقتها في علاقة سابقة، أو ممارسة خاطئة، ولعل الله أن يثيبك بمن يستفيد من قصتك، ويتعظ فلا يتورط، ويحفظ نفسه؛ لأن الخيار الآخر أفدح، وعواقبه وخيمة، وأقلها ما تعرضه لنا، والناتج في أغلبه عن الهاجس الذي سيطر على تفكيرك، ومفاده أن الجنس وأنشطته هو محور الزواج إن لم يكن محور الحياة كلها!!
هذه مقدمة رأيت أنه لا بد منها قبل أن أتركك لزميلي د. وائل أبو هندي يحدثك في النقاط التي أثرتها.
ويضيف د. وائل بو هندي الابن الفاضل "مازن" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك وصدقك، ربما قسى عليك أخي د. أحمد عبد الله بعض الشيء حين فسَّر ما تعاني منه الآن من مخاوف الإقدام على الزواج بأنه ثمنٌ لأخطاء الماضي وذنوبه، ورغم اتفاقي معه في صلاحية وكفاية هذا النموذج التفسيري في كثير من الحالات، ورغم رجوع حالات فشل جنسي سريرية (وليس مجرد مخاوف) للشعور الدفين بالذنب، إلا أن مخاوف الإقدام على الزواج كثيرا ما تحدث دون الوقوع في المعاصي، وقد عاينت كثيرا من تلك الحالات في الذكور، فدون خبرات جنسية سابقة اللهم إلا الاستمناء أحيانا ينشغل الشاب بمثل هذه الهواجس المتعلقة بالأداء الجنسي بدرجة أو بأخرى، وترجع الأمور في كثير من هذه الحالات إلى أفكار جنسية مغلوطة أو عيوب تفكير أو سمات كمالية ولا أظنك تخلو من أي منها يا "مازن".
بداية أحيي فيك عدم استسهالك للأمور واللجوء إلى استخدام عقاقير الانتصاب الكيميائي مثل الفياجرا وأخواتها فهذه يلجأ لها شباب صغار بمجرد الشعور بأي ضعف في الانتصاب، وربما لا يهتم أحد منهم بإيجاد حل غيرها كما فعلت، حتى لتبدو استشارتك وكأنها استشارة شاب في عصر ما قبل الفياجرا.
تقول (المشكلة الآن أنني قد كبرت جدًّا ... وأشعر بالطبع أن الجنس قد قلت قوته...) هذا فعلا طبيعي مع السن أن تشعر أنك أضعف لكن هذا الضعف الراجع لمقارنة 20 سنة بـ 35 أدنى بكثير من أن يسبب أي مشكلات في الزواج، بينما الحلقة المفرغة التي وقعت فيها وما تجعلك فيه من هم وكرب يمكنها أن تسبب مشكلة في الزواج لشاب في الـ20 من العمر،
تتساءل (هل سأستطيع أن أقوم بواجباتي الزوجية؟! ....) نعم ستستطيع وبالشكل الذي يناسب زوجتك، لكنه ليس كما كنت تتخيل لو أن لديك زوجة وأنت في الـ20، في سنك الحالي عليك بشكل عام الاهتمام بصحتك وعادات الأكل الصحية والتريض بما لا يقل عن 25 دقيقة يوميا ولا أحسبك إن التزمت ستحتاج مقويات جنسية قبل 15 عاما من الآن.
وأما السؤال المشكلة فهو "وهل سأكون جاهزًا دائمًا كلما أرادت زوجتي هذا الموضوع؟" وهي مشكلة ربما تخطر على بال كل من يخاف فشل الانتصاب، والحقيقة أنه ناجم عن فهم خاطئ تماما للمرأة، الشيء الوحيد الذي تريده منك زوجتك جاهزا دائما هو حضنك الحاني وكلامك الطيب، وليس قضيبك المنتصب يا "مازن"، المرأة التي لا تريد من قرب زوجها إلا قضيبا منتصبا تراها فقط في أفلام تصوير البغاء، ولا تجدها حتى في البغي الحقيقية!، أما أن تتخيل أنك مهدد كل لحظة بأن تطلب زوجتك وتعجز أنت فقلق مرضي بالتأكيد ومن الطبيعي أن يرفع مخاوفك ومستوى قلق الأداء لديك.... حتى نصل إلى تفكيرك وتخطيطك لـ(ألا تظل زوجتي راغبة في الجنس لفترة طويلة) ... إلى هذا الحد البعيد شطحت مخاوفك هداك الله... أنصحك هنا بقراءة مقالنا القديم عن اختلاف مفهوم الجنس بين الرجل والمرأة وفيه مشاركات عديدة تفيدك قرائتها.
وتسأل السؤال القديم الجديد (هل ممارستي للعادة السرية طوال حوالي 20 عامًا سيكون لها تأثير مدمر على قوتي الجنسية؟) يفترض أن مواقع الإنترنت مليئة بمعلومات تفيد بأن العادة السرية سلوك إنساني طبيعي ولا تضر إلا في حالات الإفراط والإدمان وهو ما يندر حدوثه إذا لم يكن الشخص يستخدم المواد الإباحية، وما يبدو من تحفظك يشير إلى أنك مارست طوال عشرين سنة لكنك لم تكن مفرطا، يعني يمكنك أن تطمئن.
أنصحك بأن تبدأ في ممارسة الرياضة والقراءة والاهتمام بالأكل الصحي المتوازن، وأخذ دورات في سيكولوجية الإناث، ودورات الإعداد للزواج، أنت فعلا بحاجة إلى تعديل مفاهيم كثيرة وتعلم مهارات أكثر لتطمئن إلى قدرتك على مناجزة الزواج، استجمع قواك إذن وانس كل ما مضى واجعل نيتك التعفف وبالرفاه والبنين إخواني.. أخواتي، يبدو تطرّفاً أو مثالية زائدة أن نقول لمن يسألنا الرأي والمشورة حول الاستثمار الأمثل، أو التصرف الأحكم تجاه الطاقة الجنسية التي تتفجر في سن الشباب، وتزيدها المهيجات والمثيرات من حولنا اشتعالاً - أن نقول للشاب أو الفتاة: الحل ليس في العلاقات المحرمة، وليس في العادة السرية، ولا في أحلام اليقظة، ولكن في الزواج، فيكون الرد الطبيعي: وكيف لنا به، والإمكانيات، والظروف، والأهل؟!! وحين نقول: على العين والرأس كل هذا، ولكن الحل الأمثل نفسيًّا وشرعيًّا وبيولوجيًّا ليس سوى الزواج، وإذا كان هذا صعباً لعقبات سخيفة أو حقيقية؛ فإن دورنا أن نجاهد معاً أفراداً وأسراً وجماعات ومجتمعات لتذليل هذه العقبات، فتكون كلمة الله ـ بالطهر والحلال ـ هي العليا، وكلمة الذين كفروا ـ بالتفلت والانحلال ـ هي السفلى.