أنا طالب في إحدى الكليات العملية (الفرقة الثالثة).. كُنت قد قرأت معظم الاستشارات الشبابية والإجابة عنها والتعليقات أيضا، البعض منها استطاع أن يغير من رؤيتي ووجهة نظري تجاه بعض الأمور، وهذا الذي جعلني أود التحدث عما أشعر به.
إنني أبلغ من العمر 21 عاما، وقصتي بدأت منذ ثلاث سنوات، وكنت قبل هذا لا أعرف ما هو الحب وما هي المشاعر، حيث كنت بصدد حضور سكشن نظري في بداية العام الدراسي وسنة أولى تخصص.. وكانت المعيدة تتحدث إلينا فإذا بقلبي ينبض نبضات سريعة، وظننت أني مُرهق من اليوم الدراسي وانتهى السكشن.. وجاء سكشن الأسبوع التالي، وتكرر ما حدث من قبل.. عند هذا جال بخاطري معنى الحب.
بدأت أعيش التجربة التي كُنت أظن أنها لا تمر بي فأثارت في نفسي شعورًا بالراحة النفسية نحو هذه المعيدة، وأخذت أتحدث إليها كي تشرح لي بعض الأجزاء غير الواضحة على الرغم من أن هذه الأجزاء أفهمها جيدا وواضحة بالنسبة لي، ولكن هذا ما أفعله باستمرار كي أتحدث إليها لأني أحبها، ولا أتخيل أن يمر يوم دون رؤيتها.. لذا كنت وما زلت أحضر السكشن الواحد مرة واثنين، وأحضر أيضا السكشن العملي على أساس أنه تعويضي عن السكشن العملي الخاص بي، حيث إنه يدرسه معيد آخر، كل هذا من أجل رؤيتها.
كنت أذهب إليها في المكتب، لأَتساءل عن أشياء تخص المادة، على الرغم من معرفتي الإجابة، فهذه الأشياء أعيها جيدا.. كل هذا وقت مفقود ولكن ما العمل؟ إنني أشعر نحوها بالحب والحنان والإحساس الراقي والمشاعر النبيلة، وهي إنسانة غاية في الطيبة والتدين وحُسن الخُلق وأتصور أنها تبادلني نفس الشعور، وأتمنى ذلك.
ما العمل؟ إنني أفكر في أن أتقدم إليها بعد سنة حين أنتهي من دراستي، ولكنها تبلغ من العمر 26 عاما، فأنا أصغر منها بخمس سنوات!! مع العلم بأنها غير مرتبطة بشخص آخر، والسبب في تصوري هو طبيعة التخصص الدراسي.
هل يجوز لي طلب الارتباط بها بالرغم من فارق السن والمكانة العلمية؟! حيث إنني سوف أصبح مجرد خريج لنفس القسم.. كل هذا في ضوء المعايير الاجتماعية الحالية، والتقاليد (أن الزوج لا بد يكون أكبر في السن من زوجته) وشكرا جزيلا.. وجزاكم الله خيرا.
07/07/2024
رد المستشار
صديقي
تقول أنك "تتصور" أنها تبادلك نفس الشعور ... و"تتصور" أنها غير مرتبطة.. أنت لا تعلم علم اليقين إذا.
علاقة الحب تحتاج إلى معرفة (وليس تصور أو تحليل) واهتمام واحترام ومسؤولية.. هذه الأربعة كلها بالتبادل بين الطرفين والعمل على نموها... عندما شعرت بانجذابك نحوها كنت في الثامنة عشرة من عمرك واعتقد أنك لم تكن قد مارست هذه المشاعر قبل ذلك.. الإعجاب الشديد والانجذاب بدون معرفة حقيقية عن طريق التعامل وتبادل الأفكار لا يساوي الحب وإنما هو إسقاط لما تتمناه على هذه الفتاة.
هي سابقة لك علميا وعمليا ونضجا خصوصا وأن الإناث ينضجن فكريا وعاطفيا أسرع من الذكور حتى منتصف العشرينات على الأقل.
ماذا تعرف عنها حقيقة؟ مل هي آمالها وأحلامها وأهدافها ورغباتها في الحياة؟ ما هي أكلتها المفضلة؟ نزهتها المفضلة؟ هوايتها؟ مبادؤها؟ توجهاتها؟ آراؤها؟
قد يساعدك أن تسأل ما الذي يجعلها تريدك كشريك حياة وما الذي يجعلك أنت تريدها غير إحساسك؟
كيف تعلم أن إحساسك راسخ وحقيقي في حين أنك لم تجرب العواطف من قبل وليس لديك خبرة تبني عليها تحليلا منطقيا.
مع ذلك ليس هناك مانع أبدي يحول دون ارتباطك بها لمجرد أنها تسبقك سنا وعلما وعملا.. لو تفوقت في دراستك وعملك واستخدام عقلك فقد تكون مناسبا لها ويبقى فارق السن والذي ليس مهما في حد ذاته.. إن حدث أنك عرفتها معرفة جيدة على المستوى الإنساني من خلال التعامل في أمور مختلفة في الحياة وعرفتك هي أيضا وتوافقتما فليس هناك ما يمنع الارتباط... قد تقف في طريقكما المعايير الاجتماعية وعليكما التعامل مع هذا عندما يحين وقته.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب