انتشار النجاسات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله خيرا على جهدكم وأعانكم
لقد ترددت قبل أن أرسل سؤالي أو بالأحرى طوفان أسئلتي، لا تؤاخذوني فأنا أريد أن أعرف إن كان من سيرد علي ذو علم شرعي أو عالم. لهذا إن لم يكن لديكم صبر لقراءة التفاهة الآتية فلن ألومكم لأني أعرف أنكم صادفتم الكثير من الموسوسين حتى كرهتم هذه السيرة ولا تنصحوني أرجوكم بطبيب نفساني لأن حالتي المادية لا تسمح.
أنا مصابة بالوساوس منذ مدة طويلة (الموت، الصلاة، الاستنجاء، الطهارة) ولكن أكثر ما يحزنني ويقهرني هو انتقال النجاسات فلا تقولوا لي الأصل الطهارة حتى يحصل اليقين لأني لا أعرف كيف يحصل اليقين وإن جئت لأتحقق يزداد شكي أكثر وتزداد هذه الوساوس بشكل جنوني أثناء الدورة لدرجة أني لا أستطيع لمس جسمي أو ثيابي فأنا لا أدخل الخلاء دون أن أخرج منه بهم وغم أثقل من الجبال، من المستحيل أن لا تنتقل النجاسة سواء من الفوطة الصحية أثناء نزعها أو أثناء لمس ملابسي التي تلامس النجاسة... وما يزيد الطين بلة أنني أنسى ما قمت به من أفعال فمثلًا أمس نجاسة وأنسى إن كنت غسلت يدي قبل أن ألمس ملابسي فأحكم بنجاستها تلقائيًا.
أرجوكم لا تقولوا أن النجاسة الجافة لا تنتقل... إلخ، لأني أعرف هذا ولكني أعاني من تعرق زائد ويداي تكونان رطبتان دائما وملابسي أيضا نظرًا لحرارة الجو. أصبحت حياتي عذاب منذ أن أستيقظ وأنا في صراع إلى أن أنام وحتى أهلي يعانون معي حتى فقدت أمي وزنها بسبب التفكير بمعاناتي كيف لا وأنا أقضي ساعة لأستنجي من البراز مثلًا، فكرة انتقال النجاسات ترعبني بشدة وكلما قرأت فتوى زاد همي.
أنا أعرف أنه أنا السبب لأني عصيت الرحمن واتبعت الشيطان حتى أكاد أفقد صوابي، أريد اتباع سنية النجاسات ولكن لا أعرف كيف؟ هل أتجاهل النجاسات والأشياء المتنجسة أم أطهرها؟ أم أتجاهل انتشارها لأنها لابد أن تنتشر؟ أم أطهرها بعد أن أتعافى؟ أم لا أزيل نجاستي من الأصل وماذا إن انتقلت وماذا لو رأيت نجاسة تنتقل وهذا لابد أن يحصل هل أطهرها أم أتجاهل أم أنها لا تنتقل أصلاً في حالتي رغم كل حالاتها؟!!
تعبت وتهت لأن هناك بالفعل أماكن وأشياء نجسة وأنا أتجنبها دائمًا ولا يمكن أن أكون مخطئة فيها كلها. أحاول أحيانا أن أجاهد الوساوس ولكن أقول لنفسي ربما تنجس الشيء الذي أمامي وأنا أعرف ذلك وأنكر وبالتالي أنا أتحايل على ربي وأنشر النجاسات فقط، أتعجب لأهل بيتي كيف يقضون حاجتهم في أقل من عشر دقائق وأنا أقل شيء نصف ساعة لدرجة أني أحبس نفسي عن دخول الحمام إلا مرتين يوميًا حتى وإن شعرت برغبة كبيرة بالدخول. لم أذكر كل شيء بالتفصيل لأنه يلزمني مجلد لعقلي التافه ولأفكاري التي لا تقل عنه غباء ولكن ما باليد حيلة جربت كل الحلول ولكنني أضعف في كل مرة أمام انتشارها.
أفتوني في أمري جزاكم الله خيرًا أنا أعرف أن القارئ يشعر برغبة ملحة في البصق على وجهي ولكن عاملوني كمجنونة وأجيبوني فإنها والله قد ضاقت بي لأبعد الحدود ونسيت حياتي كيف كانت من قبل...
عذرا على الإطالة ورزقكم الله الجنة مع من تحبون.
16/7/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "ASMAE" وأهلًا وسهلًا بك على موقعك
بالطبع لم أتأخر عن الإجابة لأني كرهت الموسوسين، أو لأني احتقرتك –هداك الله-، ما ينبغي أن تفكري هذا التفكير، فلا أحد يجبرنا على العمل، لو كنا قرفنا الموسوسين لأغلقنا الموقع واسترحنا، نحن هنا في خدمة الموسوسين وأصحاب المعاناة....
المهم: لم أتأخر بسبب ما تظنين، وإنما بسبب تراكم الأشغال، وتراكم الاستشارات، وكلما أجبت على استشارة، تم قصفي باثنتين أو ثلاثة!!! يعني الأمور تسير بالمقلوب: أجيب على استشارة فيرتفع عدد الاستشارات على بريدي بدل أن ينقص!! فلا تكتحل عيناي ببريد فارغ أبدًا....
تقولين: (فلا تقولو لي الأصل الطهارة حتى يحصل اليقين لأني لا اعرف كيف يحصل اليقين وان جئت لأتحقق يزداد شكي أكثر). ممتاز! طالما لا تعرفين اليقين، وتتوهين في الشك عند التحقق، معناها ما زالت الأشياء طاهرة على أصل ما كانت عليه، لعدم وجود اليقين!!! هذا فقط! عندما يأتيك الشك: (يا ترى هذا الشيء طاهر أم نجس؟ ربما هو نجس..) مؤدى هذا: "هو طاهر)
وتقولين: (يزيد الطين بلة أنني أنسى ما قمت به من أفعال فمثلا أمس نجاسة وأنسى إن كنت غسلت يدي قبل أن ألمس ملابسي فأحكم بنجاستها تلقائيا) عقل الموسوس يا بنيتي لا يشك إلا بعد أن يقوم بالفعل الذي شك فيه... يعني سؤال: (هل غسلت يدي أم لا؟! لا يخطر في بالك إلا بعد أن تكوني غسلتها بالفعل. لهذا بدل أن تحكمي بنجاستها تلقائيًا، احكمي بطهارتها عقليًا.
وقلت أيضًا: (لا تقولو أن النجاسة الجافة لا تنتقل... إلخ لأني أعرف هذا ولكني أعاني من تعرق زائد ويداي تكونان رطبتان دائما وملابسي أيضا نظرا لحرارة الجو). العرق لا ينقل النجاسة، إلا إذا انتقل أثرها بفعل التعرق... مثلًا: كان على جسمك بقعة دم، فتعرقت فتلونت الثياب بلون الدم بسبب هذا التعرق، هنا نقول انتقلت النجاسة. أما إن اقتصر الأمر على ملامسة الثياب المترطبة بالعرق لبقعة الدم دون أن ينتقل أثرها، فإن الثياب تبقى طاهرة.
أما عن حتمية انتقال النجاسة أيام الحيض: إذا عملنا بحكم أن التعرق لا ينقل النجاسة، فالمسألة محلولة، النجاسة تبقى في مكانها، ولا داعي لتخيل انتشارها في الجسم والثياب كلها.
سنية إزالة النجاسة: تعني أنك عندما تريدين الوقوف للصلاة لا يجب عليك تطهير ثيابك أو جسمك أو المكان، وإنما يسن فقط وصلاتك صحيحة حتى إن لم تطهري شيئًا.... وحينها لا يهم لو أصابتك نجاسة أو انتقلت إليك، لأنها لن تؤثر على صحة صلاتك التي هي المقصود الأول من التطهير. وهذا يعني أن عليك تجاهل النجاسات وتجاهل تطهيرها، والتصرف كأن لم يكن هناك شيء....
أضيفي إلى أن الموسوس بالنجاسة غير مكلف أصلًا بالتطهير على كل المذاهب، إلا إذا رأيت نجاسة بأم عينيك كالبول والدم ونحوها، تزيلينها وتطهرين مكانها وفقط... أما أن تقولي إن المكان نجس لأن فلانًا وضع يده المتنجسة عليه، أو داس بحذائه المتنجس، إلخ... فهذا لا علاقة لك به سواء كنت متأكدة أم لا...
ثم أضيفي أن النجاسة إذا عمّت على النحو الذي يصفه الموسوس (كل شيء من حوله متنجس) فإنه يعفى عنها لتعذر إزالتها ورفعًا للمشقة...
كنت منذ بضعة أيام أتأمل شيئًا، وهو أن غير الموسوسين يتعاملون مع الأشياء على أنها طاهرة حتى لو لم تسِر الأمور بانضباط تام، أي دخل أطفال إلى الحمام حفاة، ثم خرجوا ولم نعلم غسلوا أيديهم أم لا...، وأصاب الأرض ماء والجميع داس عليها... والحكم في حقهم ما هو؟ تصرفهم صحيح وكل شيء طاهر، إذ لم تفرض النجاسة نفسها عليهم دون تفتيش!
ومشكلة الموسوس أنه عندما يحصل شيء قد تكون له علاقة بالنجاسة يبدأ عقله بطرح الفرضيات والجمع والضرب والتقسيم، ويصيبه القلق والتشويش، اللذان يؤديان إلى إطلاق أحكام غير صائبة...، ولو أنه أوقف هذه العملية من أولها (تجاهل) لتصرف كغيره ولكان عمله مقبولًا...
ما عليك سوى إجبار العقل على التوقف، وعدم الاسترسال في الفرضيات التي تعطي نتائج، والنتائج التي تؤدي إلى أفعال قهرية...، فإن لم تستطيعي التوقف فإن شخصًا لا يستطيع التحكم في فكرة ما، هو غير مكلف فعلًا فيما يتعلق بتلك الفكرة!
وطبعًا مع القلق والتشويش لن تستطيعي معرفة هل هناك نجاسة وأنت مهملة، أم لا يوجد نجاسة أصلًا، فلا تهتمي لهذا الشعور.
مرة أخرى، سامحك الله على ظنك فينا، وأهلًا وسهلًا بك دائمًا
واقرئي أيضًا:
وسواس النجاسة: الانتشار السحري الخرافي!
وسواس النجاسة: عامل المجاري وانتقال النجاسة!
وسواس النجاسة: انتقال النجاسة الحكمية بالزيت!ّ!!
وسواس النجاسة: المناديل والغسالة.. وانتقال النجاسة
وسواس انتشار النجاسة! سؤال دقيق جدا!
وسواس انتشار النجاسة: لا إثم في التجاهل!
دوامة انتشار النجاسة: فخ التفكير السحري
وسواس دم الحيض، عفريت النجاسة: تفكير سحري
وسواس النجاسة: القاعدة هي التطنيش+عدم التفتش!