أنا فتاة عمري 20 سنة أردت استشارتكم في موضوع مهم وهو أنني أحاول استقطاب الفتيات الصغيرات اللاتي في سن المراهقة من على المنتديات التي أدخلها، خاصة إذا كن وحيدات، وأعقد معهن صداقات وأحدثهن في أفكار عميقة، وأساعدهن ليضعن أهدافا في حياتهن، ويملأن فراغهن وذلك كله إنقاذا لهن من أن يتعرفن على شباب فاسدين ويقعن فريسة سهلة لهم.
إنني دوما أدلهم على موقعكم هذا. إن المنتديات التي أدخلها شريفة ونزيهة، ولكن الفتيات دوما وحيدات وهن يسعدن بصداقتي، وأنا هنا خطر لي أنه يمكنكم أن تشاركوني في إفادتي ببعض الأفكار الجديدة والأمور التي تهم مثل عمرهن كي أناقشها معهن وأوسع أفقهن، وكيف أدخل نفوسهن برفق وحب، وأجعلهن يحببن القراءة ولا ينقدن للمراهقة التي يمرون بها،
وأرجو إفادتي بجميع الاستشارات التي تتحدث عن ذلك إذا وجد وأمكن
وجزاكم الله كل خير.
24/7/2024
رد المستشار
نشكر لك هذه الروح الطيبة وهذه المبادرة السامية، ونقول لك إن ما تفعلينه فيه خير كثير، ويدل على أن من يرد الخير يهده الله إليه، فليست الإنترنت والشات في ذاتهما شرا، ولكن الوعي والإدراك لما نريده ونحتاجه يحولها إلى أداة خير كبيرة.
إن فكرة المجموعة، ربما تكون أفضل الأفكار لتطوير ما تقومين به وهو إنشاء ما يسمى بـGroup وتسجيلها على الفيسبوك أو الواتساب أو غيرهما وعمل روابط لها لبيان أهدافها والتي تصاغ بطريقة بسيطة تدعو إلى ما أسميه "اللقاء الطبيعي بين الشباب في سن المراهقة" الذي يريد أن يفعل شيئا مختلفا ويكون هذا هو بداية الحوار.
أولا: ينبغي الالتفات إلى هذه المبادرة الإيجابية من عدة جهات، منها استثمار قوة وآفاق الإنترنت في التواصل بين الأجيال والأقطار المختلفة، والإنترنت تنتشر في عالمنا العربي بسرعة هائلة وتتغلغل عابرة الحواجز والقيود والموانع التقليدية، وتعطي مساحة كبيرة من الحرية والإمكانية، وإضافة إلى ما قاله أخي د. عمرو يمكن القول بمحددات خمسة لتحقيق أفضل نتائج ممكنة بمشيئة الله.
- المحدد الأول هو "الاتساع":
وأعني به عدم اقتصار النقاشات أو الموضوعات المطروحة على لون معين أو مجال بعينه إلا إذا اختارت الأغلبية ذلك، وهذا اختيار من الضروري حسمه من وقت مبكر: إما أن تكون الحوارات شاملة منفتحة على الفنون كما على الأفكار، وعلى الدين كما على التاريخ، أو تكون "مركزة" حول نقطة بعينها مثل: الثقافة الدينية الصحيحة، أو التوعية الجنسية السليمة أو مهارات استخدام الإنترنت وآدابه... إلخ.
- المحدد الثاني هو "التعميق":
أيا كان الطريق أو الأسلوب المختار ينبغي الاهتمام بتعميق الأفكار والحوارات في أي موضوع يتم تناوله، فالتسطيح هو السائد، وضحالة المعرفة هي الغالبة، والإنترنت يتيح اتساعا في الاتصال بالمتخصص في موضع ما لتوسيع وتنويع الآراء وتحقيق الوضوح والعمق، واستثمار هذا الاتساع واجب.
- المحدد الثالث هو "العالمية":
لأنه بطريقة المقارنة يمكن أن نفهم أنفسنا والعالم من حولنا. والاقتصار على سب الغرب في حين نستهلك منتجاته، وأنماط عيشه، ورموز ثقافته يبدو وضعا مؤسفا ومضحكا في آن واحد، والأفضل أن تكون لدينا نظرة فاحصة لذواتنا ولغيرنا لأن تضخيم البعض للذات أو الغير مقابل احتقار أو الاستخفاف بالذات أو الغير، كلها آفات فكرية وثقافية نعيشها، وينبغي أن نتخلص منها.
- المحدد الرابع هو "بذل الجهد":
كلما بذل الشاب جهدا في الوصول إلى الفكرة، أو الحصول على المعلومة، وكلما بذلنا جهدا في الوصول إلى الفكرة، أو الحصول على المعلومة، وكلما بذلنا جهدا في التواصل مع منابع وأساليب الثقافة كان ذلك من إعادة الاعتبار للفضيلة الغائبة وهي القراءة، أو البحث المتواصل حول الفنون الراقية المناسبة لمزاجنا الحضاري أو النابعة منه عبر القرون، أو محاولة الحفر في جذور القضايا أو الأوضاع الراهنة، وبالتالي عدم الاكتفاء بتمرير الرسائل التي تحمل في الغالب مواد بسيطة المضمون أو جاهزة المحتوى أو طريفة وترفيهية!!
كما يمكن أن أوصي بشدة بالابتعاد عن خطاب الصراخ والعويل، ولطم الخدود، وشق الجيوب على أحوال أمتنا "التي ضاعت لأن حكامها باعوها... إلخ"، هذا الخطاب لا طائل من ورائه، والأولى التفكير في "ما العمل" الذي يمكننا "نحن" الشباب أن نشترك في هذا الحوار أو تلك المجموعة أن نقوم به.
- المحدد الخامس وهو "تفاعل الأجيال":
لأن الفجوة بين الأجيال فادحة وسلبية، وهناك الجيل الذي أنتمي إليه، وهو الذي عاش مراهقته في نهايات السبعينيات وبدايات الثمانينيات، وهو جيل لديه خبرة وتجربة إضافة إلى الإلمام المعقول برغبات شباب اليوم وتضاريس تفكيره، وأعتقد أن تواصل الجيل الذي يعيش مراهقته الآن مع هذا الجيل الأكبر هامة ومفيدة لهما معا، وللوصول إلى صيغة معادلة تجمع بين التجربة والحماسة، بين بعض الوضوح والاستقرار ومهارات الاتصال السريع، والحركة المتوثبة.
وأخيرا.. فإنك ستجدين على صفحتنا المئات من الأفكار التي تصلح مدخلا لنقاش نافع، أو مقدمة لمشروع عمل مفيد، وتابعينا بأخبار جهودك.، لنتعاون في تطويرها.