بسم الله الرحمن الرحيم،
أعرض في هذه الصفحة مشكلتي التي ترددت كثيرًا في كتابتها ولكن بعدما قرأت في صفحاتكم أيقنت أنني لست وحدي التي تدعو الله عز وجل أن يفرج عني همي وكربتي.
تعرفت عليه من خلال عملي واستمرت علاقتنا سنتين وكانت نهاية هذه العلاقة الزواج، وكان أكبر مني بعشرين عاما منفصلا ولديه ولد 12 سنة وبنت 10 سنين، وقد كنت معجبة بثقافته وفكره فهو في 47 من العمر...
بدأت أول مشكلة بيننا في يوم الزفاف في أثناء التصوير بالصور الفوتوغرافية قبل الزفة وبعد الزفة، ونحن على الكوشة يتهمني ويتهم أهلي بعدم استقبال أهله في الفرح الاستقبال اللائق، وأن أهلي متكبرون لأنهم قاموا بعمل عرس كبير وأنه يستطيع عمل حفل عرس كبير مثله، وعند ذهابنا لمنزل الزوجية قام بتأنيبي بسبب نفس الموضوع وبكيت كثيرًا؛ فأول يوم لي في منزلي يبدأ بمشكلة، وإن صدق في كلامه فلا ذنب لي فيها.
بعد اليوم الثالث أحضر أولاده ثم سافرنا معًا إلى دبي حيث يقضي هو شهر عسل والأولاد يقضون إجازتهم المدرسية، وكانت أصعب أيام، ثم عدنا من دبي إلى جدة، كنت أعد طعام الإفطار في الصباح للأولاد وأنظف وأغسل، ولم أتخيل أبدًا أن أول حياتي في منزلي بهذا الشكل؛ فأنا لم أكمل شهرًا في بيتي ولم يعد لي وقت أهتم بنفسي وزوجي.
لم أشعر أن له رغبة من ناحيتي؛ فعلاقتنا الخاصة شبه معدومة، طلبت منه إحضار خادمة وأني لا أتحمل خدمة ثلاثة أشخاص في بيت كبير، بامتعاض وافق وبدأ مسلسل أحداث تطفيش الخادمة من قبله وحتى من قبل الأولاد بحجة أن أبناءه لا يطيقون الخادمات والزوجة الأولى لم يكن لديها خادمة.
طعنني في شرفي منذ الشهر الأول وكان لا يأخذني لزيارة أهلي كثيرا، بحجة أنه يخاف أن يسلطوني عليه وقام باتهامهم بالسحر، وحتى لا يأخذني لزيارة أهله إلا في النادر، كما أنني صبرت على إقتاره في النفقة نظرًا لمشكلة انهيار سوق الأسهم، في المقابل كان لا يتأخر عن دفع مصاريف الأولاد أولًا بأول ولا يتأخر عن طلباتهم.
مرض وكنت بجانبه خلال فترة مرضه قدرت مشكلة انهيار السوق فقد كانت سبب مرضه، وكان يمتن علي في مصروفي الخاص برغم من أنه لا يكفيني وكان دائم الشك أتكلم مع من؟ ولماذا؟ وماذا يقولون لي؟ حتى عندما زارني الجيران أول مرة يسألني ماذا قالوا عنه؟ وماذا أخبرتهم أنا عنه؟ وقد تكرر ذلك في كل زيارتي للجيران وزيارتهم لي.
يتضايق جدًا عندما تتصل صديقاتي مع أنهن لا يتصلن بي كثيرًا، وقد أخبر والدي أن صديقاتي يسلطنني عليه، وأن الصديقات من أسباب خراب البيوت كما حدث في بيته الأول، وقد منعني أن أتصل بهن وقد أخبرتهن بألا يتصلن عليَّ حتى تهدأ نفسية زوجي، ولاحظت أنه مستعد للشك في تصرفاتي وقد نجح أبناؤه في زرع بذور الشك داخله؛ فهم يتلصصون عليَّ ويحدثون والدهم بأي شيء عني حتى ولو كان بالكذب ووصل بهم الكذب إلى أني أنظر للرجال الأجانب وأبتسم لهم.
جعلني أشعر بأن لا أهمية لي في حياته سوى خدمة البيت والأولاد.. صرت عصبية فلم يمر على زواجي 8 أشهر، وأنا لم أذق طعم الرومانسية، وقد انهار الحب في حياتي من أول يوم في زواجنا وُطعن عندما طعن شرفي.
كما أنني أعيش في شبح امرأة لا وجود لها وهي ذكرى الزوجة الأولى.. الأولاد يأتون على ذكراها؛ لأنها أمهم، أما هو فكثيرًا ما يأتي على ذكراها، كثيرا ما يخبرني أنها نادمة على انفصالها منه ونادمة على زواجها من رجل آخر غيره؟!.
واكتشفت بالصدفة تطفل إحدى شقيقاته لمعرفة ماذا يحدث داخل منزلي حيث سمعت ابنته تخبرها بأخبار المنزل ماذا فعلت متى بكيت ومتى ضحكت وبعض الأحاديث صحيح والبعض مختلق؛ لأن الابنة معروف عنها في المدرسة أنها كثيرة الكذب وتكبر المواضيع، وقد شكت لي معلماتها من مشاكلها في المدرسة أغلبها بسبب الكذب، لقد تأثرت كثيرا؛ فهناك من يتجسس على حياتي وفي المقابل لا أهتم بأمور حياتهم.
كثيرًا ما كان باب غرفة نومي مفتوحًا وحتى في أثناء النوم، وذلك بناء على طلب زوجي؛ فالأولاد يخافون لوحدهم ويعانون من الكوابيس على حد قوله؛ لدرجة أنه طلب مني أن يناموا معنا في غرفة النوم حتى لا يشعروا بالخوف!! وقد رفضت ذلك فهم ليسوا صغارًا جدًا.
فوجئت عند زيارة أهله لي في العيد بإحدى أخواته تصف لي أحد ملابسي الداخلية التي أرتديها لزوجي في غرفة النوم، وأن زوجي أخبرها عنه ووصفه لها. وكم مرة حاولت أن أتحدث معه أن المشاكل تؤثر على علاقتنا، وألا نجعل للشيطان طريقًا لمنزلنا أخبرته بأن هناك من يتلصص على أخبار المنزل فقام باتهامي أني أتوهم وأني أنا من أنشر أسرار المنزل.
حقيقة طفح الكيل بي، زوجي لا يسمعني؛ فأنا بالنسبة له صغيرة لا أفهم شيئًا وليس لي خبرة في الحياة، اضطررت أن أخبر أهلي عن معاناتي؛ فما كان منهم أنهم لا يريدون التدخل، بل واجهي زوجك أمامنا وعندما واجهته أمام والدي أنكر كل شيء وأني أتوهم وأكبر المواضيع.
تطور الوضع جدًا فبما أنه كان سليط اللسان فكنت أرد عليه وأدافع عن نفسي، غضب من أسلوبي معه وقال كنت أعرفك هادئة، ولكن... الضغط يولد الانفجار.
تطور الوضع كثيرًا وبدأ يضرب فقمت بضربه ولم أتخيل أني أضرب، في ذلك اليوم لا أعلم ماذا حصل لي رأيت أنه تجرأ بالضرب، عرفت أن حياتي انتهت ولم يعد لي مجال إلا أن أدافع عن نفسي وأخرج من هذا البيت بأقل الخسائر، إما أن يضربني بالزجاج وتشويه وجهي أو أنا أضربه دفاعًا عن نفسي، وقد اخترت أن أدافع عن نفسي وعدت إلى بيت أهلي وأخبرتهم أني أريد الطلاق وأنبأني والدي بأن الطلاق ليس حلًا، فإما العودة والصبر وإما أن تحملي لقب مطلقة وتقبلي بكل تبعات هذا اللقب مدى الحياة.
أرجو ألا تتأخروا عليّ بالنصيحة فحالتي النفسية سيئة جدًا وبصعوبة أتمالك نفسي.
جزاكم الله خيرا.
22/07/2024
رد المستشار
الأخت الكريمة "غادة" حفظها الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد..
أهلًا وسهلًا بك على موقعك ونحن نرحب دائمًا بأسئلتك واستفساراتك، وأدعو الله أن يصلح لك الحال والبال.
أولاً، أود أن أقول إنني أتفهم تمامًا مدى صعوبة الوضع الذي تمرين به، وأشعر بمدى الألم والضغوط النفسية التي تعيشينها. من الواضح أن زوجك يتعامل معك بطريقة غير عادلة، وغير محترمة، وهذا ليس بالأمر السهل على الإطلاق.
سأذكر لك بعض النقاط التي يمكن أن تساعدك بدرجة كبيرة في اتخاذ القرار المناسب:
1. الاهتمام بنفسك: اتركي المشكلة جانبًا الآن واهتمي بنفسك أولًا ، فمن الضروري أن تحافظي على صحتك النفسية والجسدية. إذا كنت تشعرين بأن الوضع يهدد سلامتك النفسية والجسدية، فلا تترددي في البحث عن مساعدة من متخصص نفسي.
2. التواصل مع زوجك: دعينا نبدأ بالحلول البسيطة أولًا لعلها تؤتي ثمارها أولًا قبل أن نتطرق إلى الحديث عن الانفصال والطلاق. حاولي التحدث مع زوجك بطريقة هادئة وصريحة عن مشاعرك ومشاكلك. اجلسا سويًا في مكان هادئ وحدثيه عن ملاحظاتك وكيف أن تلصص الأولاد على أخبارك أو نقله لأسرارك الشخصية لأهله يضاقك.. تحدثي معه في كل الأمور التي تؤرقك مهما كانت صغيرة، ربما يمكنكما التوصل إلى حلول وقرارات وسط تحسن من الوضع.
3. الاستشارة الأسرية: إذا تعاون زوجك، فيمكن أن تكون لجلسات الاستشارة الزوجية فائدة كبيرة في حل النزاعات وتحسين التواصل بينكما وإكسابكما مهارات تعينكم على التواصل الرحيم.
4. الدعم الاجتماعي: أثناء المشاكل يكتسب الفرد قوته من الأشخاص المحيطين به والداعمين له .ابحثي عن دعم من عائلتك وأصدقائك المقربين الموثوق بهم. أيضًا والدك.. حاولي التحدث معه مرة أخرى واخبريه بمدى جدية الوضع وحاجتك لدعمه ومساندته.
5. الأمان الشخصي: تذكري دائمًا هذه النصيحة، سنحاول بقدر المستطاع إيجاد الحلول المناسبة ولكن إذا خرج الوضع عن السيطرة وأصبح عنيفًا، فمن الضروري أن تضعي سلامتك كأولوية أولى. إذا تعرضتِ لأي شكل من أشكال العنف، يجب أن تبتعدي فورًا وتبحثي عن مكان آمن للبقاء فيه.
6. القرار الصعب: ابذلي قصارى جهدك لتحسين الوضع وحل المشكلة بأقل الخسائر ولكن إذا شعرت أن جميع الجهود المبذولة لتحسين الوضع لم تحقق النتائج المرجوة، فقد يكون الطلاق هو الخيار الأفضل. الطلاق ليس نهاية العالم، ومن المهم أن تتذكري أن لك الحق في حياة كريمة وآمنة.
لا تترددي - يا عزيزتي - في طلب المساعدة من متخصصين في العلاقات الزوجية أو القانونيين إذا لزم الأمر، وحافظي على إيمانك بالله وثقي أنه سيكون هناك مخرج من هذه الأزمة بإذن الله.
أتمنى لك القوة والصبر في هذا الوقت العصيب، وبالله التوفيق.