تفتيش الملابس بعد الاستنجاء
اخوتي في الإسلام ،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أدعو الله أن تصلكم رسالتي وأنتم في أتم الصحة والعافية والسلامة، اللهم آمين.
إخوتي في هذا الدين الحنيف، اليسير السهل الذي ليس فيه ذرة من حرج ولا مشقة ولا غلو ولا تكلف ولا تنطع أرجو منكم أن تكونوا كما عهدت من قراءة ردودكم أولي صبر ورحابة صدر، جزاكم الله خيرًا.
أنا مبتلى بوسواس يتغير حسب اختيار قاطع الطريق إبليس لعائن الله عليه، وأجد نفسي أحيانا مستجيبا له يعني (آثما) لأن الوساوس لا تضر بإذن الله وما يجري معي ولو كان حقيقية فإنه ليس من الدين في شيء ولكن بعض الأحيان أستجيب وأشدد على نفسي فيشدد الله علي. ما يصيبني من سيئة فمن نفسي.
المشكلة بدأت في الغسل من الجنابة ولم أكن حتى أصلي ولكن يعلم اللعين إبليس إني أغتسل لأنه أمر تعبدي والله تعالى أمر بذلك وهو يريد أن يفسد علي تقربي من الله من أول الطريق، بعد ذلك قررت والحمد لله رب العالمين أن أصلي فأصبح يركز على الاستنجاء والوضوء، غلبته في الوضوء وبقيت المعركة معه في الاستنجاء ثم الصلاة والسهو فيها ثم مخارج الحروف في الفاتحة خاصة مع أنني ولا أزكي نفسي أجيد أحكام التجويد جميعها وبمهارة وحتى أنني جدا متابع للقراءات السبع المتواترة وعلى ذكر القراءات فإبليس اللعين لفترة كان يحدثني بالاطلاع على الشاذة منها!!!!! محاولا أن يشككني بابن مسعود رضوان الله عليه وغيره من قراءات خير القرون من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم جميع .
يا إخوتي تخيلوا أني حتى عندما أصافح رجل مسلم أجد في نفسي ضيق شديد وأذهب لأغسل يدي!!!! أو عندما أدفع بالعملة الورقية أفعل نفس الأمر والسبب هو أنه من الممكن أن يدي لاقت نجاسة!!!!!!!!! جنون !!!!
سؤالي اليوم هو:
استيقظت اليوم ودخلت الخلاء فوسوس لي قريني من جنود إبليس أن (أشم سروالي الداخلي)!!!! فغلب على ظني (لأن مشكلة الموسوس كما تعلمون وتعلِّمون أنه لا يحصل عنده يقين أبدا في الاستنجاء)…. غلب على ظني بشكل قوي أني أشم رائحة بول مع إنني ألبس سراويل داكنة نعم وليست ناعمة رغم توفر الكثير من السراويل البيضاء المريحة والناعمة لكي أتجنب التفتيش أو أجد شيء!!! وطبعا اتعرق كثيرا جدا جدا . جنون!!!!!! يا إخوتي إني أفعل التالي خطوة خطوة:
- أتبول جالسا دايما وفقط بعد الاستعاذة ودخول الخلاء.
أمكث طويلا حتى آخر قطرة؛ بل كنت أسلت وتركت السلت الشديد والنتر عملا بتوصية شيخ الإسلام رحمه الله وهو بالفعل ليس من السنة ولا أظنه إلا بدعة وتكلف لم يأمر الله ورسوله به.
أنتظر آخر نقطة، أستجمر جيدا جدا جدا، ثم أغسل رأس الذكر من الأمام والخلف ثم الذكر كله بماء كثير… كثير بالفعل
ثم أنضح الذكر والخصيتين بماء كثير وهذه أيضا معصية لأن الله لا يحب المسرفين .
سؤالي: ماذا علي أن افعل أكثر من ذلك؟؟؟
أفعل كل هذا كثيرا لأن لدي تضخم البروستات الحميد عافاكم الله وأحمد الله على مرضي لأن أمر المسلم كله خير فأشكر الله ولي أجر بإذن الله، أفعل هذا مرات عديدة لأن مريض تضخم البروستاتا يجعل التبول أضعاف الرجل المعافى.
ماذا أفعل أكثر من ذلك؟
يقول لي اللعين بعد كل هذا: لقد خرجت منك قطرة وهو ما يسميها العلم (القطرة الهابطة)! طبعا العلم التجريبي يقول لي ارجع إلى الحمام أعد الاستنجاء، لأن سروالك مبتل بالماء ولن تسطيع أن تميز البول من الماء!!! حتى غلبني اليوم بأن جعلني أشم سروالي الداخلي فوجدت رائحة بول أو ربما عرق أو ربما تكون رائحة الذكر عندنا رغم كثرة الاستنجاء تميل إلى الكبريتية مهما فعلنا!
يعني هل أحد منكم شم رائحة سرواله!!!! هل يحصل مع الجميع منا؟ هل علي إعادة الاستنجاء قبل كل صلاة وتغيير السليب؟ قد يقول أحد أن هذه الرائحة ربما تكون قرينة على بول يسير قد جف!!! ربما!!!!! ممكن؟ لا أجد حتى الآن في فقه الطهارة أن الرائحة في المخارج تجزم بخروج نجاسة أو حتى وجودها.
ماذا أفعل؟
هل أتبع المالكية في قولهم عن يقين خروج نجس من فتحة القبل بدون إرادة وجواز الصلاة لأن البلوى هنا عامة بشكل واضح جدا، أو مذهب الأحناف كذلك. بل حتى الإمام أحمد كره أن نتحرز بقطن دفعًا للمشقة والتشديد على النفس.
صدق الشافعي وهذا ما يجعلني استحي من نفسي بأن الوسوسة من عدم حسن الظن بالله ولكن الأمر فوق طاقتي ولا أملك دفعه دائما.
إخوتي إني أخاف يوما عبوسا قمطريرا، ماذا افعل؟ أنا على يقين أن الله أرحم بي من نفسي ولا يعقل أبدا أن يكلفني ما لا طاقة لي به ومع ذلك أخاف أن يعذبني بأنني ربما كنت أستطع فعل المزيد ولكن هل يعقل أن أمكث ربع حياتي اليومية في الاستنجاء؟ بدون دليل منظور على خروج شيء بعد الفراغ من الاستنجاء علما بأن أغلب الأحاسيس عند الموسوس بل حتى كلها لا يلتفت اليها.
ماذا أفعل؟ الله -عز وجل- أرحم من أن يعذبني يوم القيامة بهذا لأني أفعل كل ما أمرت به.
أعلم أني أطلت عليكم ولكن اليوم إبليس لعنة الله عليه غلبني! وتخيلوا أن سيد ولد آدم، سيد الأنبياء والمرسلين قد قال عن الثلاثة جمرات أنها "تجزئ" 3 جمرات مجزأة أي أنه عليه الصلاة والسلام يخاطبني قائلا استجمر وانضح دفعا للوسواس وانصرف ولكني لا أستحضر هذا الكلام الشريف إلا بعد ان أخسر مع إبليس اللعين! حتى وضع القطن على رأس الذكر رفضه الإمام أحمد دفعا للتشديد، أكثر الأئمة تحفظا في هذه الأمور أفتى بعدم سد راس الذكر بشي لكيلا نشدد على أنفسنا.
افتوني يرحمكم الله يا إخوتي في الدين والله الذي لا إله غيره ما فزعي ورعبي وخوفي إلا أن أعذب في قبري ويوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد.
بالنسبة للدبر فأستطيع التيقن لأن الخارج ينقطع حكما ورغم تنطعي فيه بالتنظيف وتعرضي الباطن إلا أنني أتيقن على الأقل ليس دائما... ولكن (ماشي الحال!)
افتوني يرحمكم الله أنا خائف وحزين جدًا.
أخوكم Luigi
25/7/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "Luigi" وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مجانين.
لقد كنت في رسالتك كأنك نذير حرب يقول صبحكم ومساكم!! هون على نفسك قليلًا، وكف عن جلد ذاتك وكأنك رأس الكفر أو سيد العاصين!
الوسواس من الشيطان، لكنه مرض كذلك، ولا نعرف ما وجه العلاقة بينهما، فهو أمر غيبي، لكننا نقبل الأمرين، فأحدهما خبر جاءنا من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، والآخر أثبتته التجارب والملاحظات الكثيرة على مدى عقود...
فالموسوس ليس كالشخص السليم المعافى الذي يغويه الشيطان ويزين له ارتكاب المعاصي، فيقدم عليها بإرادته الكاملة، ويستطيع القلاع عنها بإرادته الكاملة أيضًا. وإن قال لك: (لا أستطيع ترك المعصية). فليس هذا لعجزه، وإنما لتعلق نفسه الضعيفة بها، وتفضيله للذتها المؤقتة...
أما الموسوس، حتى لو حاولنا فهم دور الشيطان معه، وافترضنا أنه هو من يلقي الفكرة الأولى، فالموسوس كما ترى من نفسك، لا يحب هذه الفكرة، ويقلق منها، ولا يريد أن يفعلها، ولكنه مقهور على ذلك بشدة! ليس لأنها تعجبه، ولكن بسبب القلق الذي يدفعه إلى تطبيقها رغمًا عنه وعن إرادته...
والمرض يكمن هنا، أي في سلب الإرادة ووجود شيء قاهر يجبر الموسوس على فعل ما يكرهه...، والإرادة الناقصة تسقط التكليف والمؤاخذة، وليس على المريض من حرج.
بالمختصر: لست مكلفًا أن تصحح شيئًا مما تظنه خاطئًا، ولا أن تطهر شيئًا ولا أن تفتش عن النجاسات.
فكما ترى: لقد وصلت إلى جمع القراءات العشر، وما زلت تشك في مخارج الحروف! هل يقول هذا عاقل؟ واحد مثلك لو حاول أن يخطئ لما استطاع لأن لسانه اعتاد الصواب... لهذا تابع القراءة ولا تعد شيئًا ولا تكرر، إذن: أنت لست كالأصحاء، ولست مكلفًا أن تعيد ما شككت فيه مثلهم.
شم رائحة الثياب، أولًا: لا يكلف أحد أن يفتش عن النجاسة، وإنما يطهرها إن فرضت نفسها عليه. ثانيًا: لن تستفيد شيئًا من الشم، لأن رائحة التعرق في هذه المنطقة لا تختلف كثيرًا عن رائحة البول. ومن الطرائف في وسواسك قولك: (يقول لي اللعين بعد كل هذا: لقد خرجت منك قطرة... ارجع إلى الحمام أعد الاستنجاء، لان سروالك مبتل بالماء ولن تسطيع أن تميز البول من الماء!!!) إنما جاءت السنة بنضح الفرج والثياب كي تحيل إحساسك بالرطوبة إلى بلل الثياب، أي تقول: هذه الرطوبة التي أشعر بها هي من بلل الماء وليست قطرة بول، وتكف عن التفكير. وأنت فعلت العكس تمامًا: طالما أن الثياب مبللة يعني أنني لن أستطيع التأكد من عدم نزول نقطة، ولهذا سأغير ثيابي سواء تأكدت أم لا!!! نحن لا نحكم بنجاسة شيء إلا بيقين، والبلل يجعلك تعدم اليقين فتظل على حكم الطهارة، ولا تنجيس بالشك.
يمكنك بالطبع تقليد مذهب المالكية في عدم وجوب تغيير الثوب لمن كان ينزل منه نقطة بول ولو مرة في اليوم. هذا على القول بوجوب التطهير للصلاة عندهم، أما على القول بسنية التطهير، فلا يلزمك تغيير شيء على كل الأحوال.
أخيرًا: من طبائع الموسوسين أنهم يتركون كل الرخص والمسموحات، ولا يرون إلا الممنوعات حتى لو كان المنع على جهة الكراهة التي لا إثم في فعلها (فاعل المكروه لا يعاقب، لكنه يثاب على تركه). تركت كل الأقوال الفقهية في المذاهب التي تقول إن حشو المخرج أمر حسن لدفع النجاسة، وأنه لا يكره إلا إذا كان مضرًا، ولم يعلق في ذهنك إلا أن الإمام أحمد رحمه الله قال بكراهة ذلك!!! لا أقول هذا لأحثك على الحشو، أنت من تقرر فعل ذلك أو تركه، لكن صفارات الإنذار دوّت في ضميرك وبدأت تجلد ذاتك، لأن (الإمام أحمد كره ذلك)!!!
أنت بحاجة إلى علاج سلوكي معرفي قطعًا، فطريقة تفكيرك –كسائر الموسوسين- كلها بالمقلوب!! عدا عن العلاج الدوائي الذي يقرر الطبيب إذا كنت تحتاجه أم لا...
ارحم نفسك وكفاك معاناة -كل هذه السنوات- من مقارعة الوسواس، (ولعل هناك اكتئاب أيضًا)، وإن كنت لا تثق بالأطباء في البلاد الأجنبية، فيمكنك التواصل مع طبيب عربي مسلم عن طريق الشبكة ووسائل التواصل الاجتماعي.
وإن كنت معذورًا في وسواسك، فأنت لست بمعذور في ترك علاجه ما دمت تستطيع ذلك.
عافاك الله وأعانك.
واقرأ أيضًا:
وسواس النجاسة: القاعدة هي التطنيش + عدم التفتيش!
وسواس النجاسة: ممنوع التفتيش مندوب التطنيش!