د. رفيف السلام عليكم
أنا مريضة اكتئاب ووسواس ديني قهري بالتدقيق أرجو منك الإجابة على سؤالين أنا في ضيق شديد بسببهما..
السؤال الأول: عندما أريد دهان ظهري لأن به آلام، أدهنه بكريم أو جيل. فهل لو على ظهري في المكان الذي سأدهنه به نجاسة يسيرة ولا يظهر بعد دهان الكريم أو الجيل أثر للنجاسة لأن النجاسة يسيرة ولا يظهر أثر للنجاسة مع اختلاطها بالكريم أو الجيل؟
فهل يتنجس ظهري بذلك؟
لقد تركت دهان ظهري بسبب هذا الوسواس المتعب!
السؤال الثاني:
في منزلنا أنا أدقق في موضوع النجاسات وأتتبعها هذا من وسواسي،
تعلمت قاعدة أريد معرفة صحتها شرعا وهي أن النجاسة لابد أن تعرف بعلامة وأنه لا تنجيس بالشك.
مثلا على بلاط المنزل بالفعل يحدث أن تدخل نجاسة نتيجة إهمال شخص من الأسرة ولكي لا أتوسوس لم أقل أين انتقلت وذهبت النجاسة وطبيبي يقول لا نجاسة إلا بعلامة ما دمت لا ترين نجاسة فلا توجد نجاسة ولا تتشممي الرائحة وتتابعي وتحققي وهذا من علاجي.
كذلك سلة الغسيل يوضع بها أحيانا ملابس بها نجاسة مطلوب مني أمسك السلة عادي وكذلك الملابس أمسكها عادي عندما أريد غسل الملابس ما دام ليس هناك أثر للنجاسة أراه بعيني على يدي بعد أن أمسك السلة والملابس فلا نجاسة إلا بعلامة.
الخلاصة.. مطلوب مني عدم تتبع النجاسة. ولا أعتبر النجاسة موجودة إلا بأثر أراه وعلامة، وطبعا ممنوع التتبع بالشم إنما باللون والنظر ولو لها رائحة أكيد تظهر وستعرف بدون تشمم مني.
وهكذا أتصرف مع كل ما حولي في كل شيء كل شيء كل شيء.
فهل هذا صحيح شرعا؟
أعرف أنني موسوسة وأتمنى أن لا يغضب طبيبي المحترم الذي أعطاني هذ النصائح للتعامل مع الأشياء حولي وأكرر.. أستحلفك بالله الإجابة فأنت تعلمين صعوبة الوسواس.
إضافة توضيح للسؤال الثاني وهي: مطلوب مني عدم تتبع النجاسة سواء كانت الأشياء التي أتشكك في نجاستها أشياء جافة أوعليها بعض الماء مثلا.
أرجو أن يكون كلامي واضحًا..
كذلك أقصد بسلة الغسيل أنها توضع وتجمع بها الملابس المتسخة والتي يكون معها ملابس عليها نجاسة رطبة أو جافة هذه النجاسة.
د. رفيف.. لي سؤال ثالث لو سمحت ومهم لي الإجابة عليه..
الحياة جحيم مع تتبع النجاسة! ماذا أفعل؟
مثال: عند المشي حافية بدون نعل أي حذاء على سجادة في منزل أبي أتذكر أن نجاسة كانت هناك من سنوات على السجادة فأتشكك هل انتقلت نجاسة إلى قدمي بخاصة لو بالقدم عرق أو به ماء أم لم تنتقل النجاسة للقدم..
وهكذا كل حياتي في منزلي نفس الشيء دائما اتسأل هل هذا الشيء الرطب به نجاسة؟ وهل هذا الشيء الجاف به نجاسة وهل بعض الماء الموجود على الكرسي مثلا به نجاسة.. وهكذا.
ماذا أفعل؟ هل أتعامل بأنه ما دمت لا أرى لون أوصفه للنجاسة أعتبر الأشياء طاهرة انصحيني فأنا أكاد أجن!
ولك جزيل الشكر.
1/8/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "فوزية"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك
أختي الكريمة، إن الإنسان –حتى غير الموسوس- عندما يعيش بين هذا الكم الكبير من النجاسة التي على الجسم والأرض والجدران والأثاث والثياب وفي المطبخ والحمام، وفي الشارع وعند الجيران...، فإنه من المتعذر والمستحيل أن يطهر ذلك كله، وأن يعيد الأمور كما كانت دون أي ذرة من النجاسة...
هنا يقول له الشرع: إذا عمت النجاسة، ولم يمكن الابتعاد عنها دون تجنب وتحاشٍ وسواسي لها، عفي عنها. بمعنى: أن الإنسان إذا أراد أن يعيش حياة طبيعية دون حرج ولا مشقة، ووجد نفسه في تلك الحالة لابد أن يمس النجاسات، فإن هذه النجاسة يعفى عنها، وتعتبر كأنها غير موجودة أصلًا...
ورغم عدم منطقية وجود النجاسة في 99% من الأشياء التي تحكمين بتنجسها، ولكني سأوافقك: ظهرك متنجس، ماشي...، السجادة نجسة، ماشي...، الغسيل متنجس، ماشي...، المطبخ متنجس، ماشي...، كل هذا لا قيمة له، كل هذا معفو عنه، تتصرفين وكأنه لا يوجد نجاسة، إذ ليس في الإمكان أفضل مما كان، ونحن نريد أن نعيش، لا أن نموت سبعين موتة في الدقيقة! والمشقة تجلب التيسير...
في هذه الحالة، فقط إذا رأيت النجاسة بعينك تطهيرين مكانها فقط...، ولا تهتمي لسائر النجاسات المنتشرة (في اعتقادك)، ولا تبحثي عنها لأنه لا داعي لتطهيرها، فلمَ وجع الرأس؟!!
وهذا ما قاله لك طبيبك! إذن كلامه صحيح فالتزمي به ولا تخافي.
عافاك الله.