أرجو أن تساعدوني فأنا على حافة الانتحار، والعياذ بالله. أنا من الشام، ولكنني ولدتُ في الخليج وحاليًّا أعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، أنا الفتاة الوحيدة في وسط عدة ذكور هم أبناء أسرتنا أحببتُ شابًّا من الدولة الخليجية التي عشتُ فيها بعد مولدي، وانتظرتُه لمدة عشر سنوات حتى تقدّم إلى أهلي؛ ورفضوه لمدة طويلة ثم تزوجتُه لإصراري على الارتباط به؛ فماذا كانت النتيجة؟؟ ضاجع خادمتي، وهي الآن حامل منه، وحدث هذا بعد فترة وجيزة من زواجنا، وحين أخبرتُ والدته بالأمر ذهبتْ وقالت له؛ فأصبحتُ المجرمة- وأنا في الحقيقة ضحية- وهو كان يرفض الطلاق، ويرفض أن أعيش معه، وأنا أعيش مع أسرتي الآن بعد أن طلَّقني أخيرًا.
أنا لا أفعل شيئًا سوى الأكل والنوم بعيدًا عن البلد الذي ولدتُ وتربيتُ فيه، أنا أريد أن أتزوج من عربي، أنا عمري 33 عامًا طويلة جميلة ولطيفة، ومن أسرة جيدة، فهل أستطيع أن أجد مَن يتزوجني بعد تجربتي الصعبة هذه. أرجوكم ساعدوني أنا أكاد أقتل نفسي لولا أنني مسلمة وأهلي يحبونني، ولكن بشكل زائد أو مضطرب، لا أدري ساعدوني أرجوكم لأعيش مثل باقي الناس.
10/8/2024
رد المستشار
الأخت الكريمة:
تعرفين طبعًا كم أتعبتْنا مشكلتكِ؛ كونها مكتوبة بالإنجليزية الركيكة على مرحلتين تضاربت فيهما البيانات؛ حتى يُظَن أنهما من عابثة تلهو على كل حال، نحن معك نحاول أن نفك هذه التعقيدات التي تقولين إنها أدت بك إلى التفكير في الانتحار.
أختي: لسنا من هواة اللوم والتقريع، ولكننا نحب المصارحة، ونعتقد أنها أنفع من الكلام المعسول، ونعتبر أن كل صاحبة مشكلة هي أخت لنا؛ وثقت بنا مما يحملنا من الأعباء ما ينوء بحمله الجبل الأشم، نسأل الله العون والثبات.
أختي: الإنسان يختار، ويدفع ثمن اختياراته، وقد يكون مريحًا لبعض الوقت أن يلقي بالتبعة على الآخرين؛ لكنَّ استمرار التهرب من المسؤولية يُوشك أن يُدمِّر حياته في الوقت الذي يعتقد فيه أن الآخرين يدمرونه. أنت اخترتِ هذا الشاب الذي تزوجته رغمًا عن أهلك، ولا ندري السبب الذي دفع به إلى ما فعل قد تكون زلة عارضة، وقد يكون شابًا منحرفًا من الأصل، وأنت التي أسأت الاختيار حين أصررت عليه رغم رفض أهلك وقد... وقد... ثم اخترت أن يكون رد فعلك على ارتكابه الفاحشة أن تخبري والدته، ولا يتضح من رسالتك ماذا كان الهدف من هذا التصرف، وماذا كنت تتوقعين منها أن تفعل، هل كنت تتوقعين أن تقيم عليه الحد مثلاً.
ثم حدث ما حدث وحصلت على الطلاق وتعيشين الآن في أمريكا التي هي "العالم في دولة" من ناحية الأنشطة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، واخترت أن تعيشي في هذا العالم الصاخب، وكل علاقتك به الأكل والنوم ثم تشتكين أهلك؟ وطبعًا تشتكين زوجك السابق وخيانته.
ولعلك تشتكين غدر الزمان بك، فهل غدر بك غير سوء اختيارك، وتصريفك لأمورك، وهل أساء اليك أحد بمثل ما أسأت إلى نفسك. نفسك التي تريدين اليوم أن تتخلصي من وطأة ألمها بكارثة الكوارث فتقتلي روحك لتنتقلي من الألم الناتج عن أخطائك إلى الألم الناتج عن كفر النعمة، نعمة الحياة يا أختي أعتقد أن أهلك قد يبالغون في محاصرة حركتك التي أثبتت التجربة أنها غير راشدة غالبًسا، ويخافون عليك في مجتمع منفتح لم تتعودي على التعامل معه، فماذا أنت فاعلة.
أنا أرجو لك السعادة، وأدعو لك بالخير من كل قلبي، ولكن ليست مفردات حياتك هذه من مقدمات السعادة فهي لا تأتي من الفراغ، واجترار الآلام، وتعليق الأخطاء على شماعة الآخرين، بل تأتي من الاهتمام بترقية النفس وشغلها بالنافع المفيد، وتأتي من تفهم دروس التجارب، وتحمل مسؤولية الاختيار والتفكير مليًّا قبل اتخاذ أية خطوة في المستقبل، وسيحتاج هذا إلى بعض الوقت والجهد والمثابرة لم تذكري شيئًا عن إنجابك لأطفال من زوجك السابق وهل هناك محاولات للصلح والعودة، أختي مسلكك كله لا يدل أنك تريدين العيش، أختي: إذا كنت تريدين الحياة فهي تحتاج إلى شجاعة ورغبة وإرادة.
فكوني على صلة مستمرة بنا وسامحيني على خشونة لهجتي؛ فأنا مع بحثك عن زوج، أعتقد أنك تحتاجين إلى أخ أكبر يتفهم ظروفك، ويعاملك بحنان وحزم، وكلنا هنا لك هذا الأخ؛ فكوني على صلة بنا حتى تستقر أمورك ثانية، وأرجو أن يكون ذلك قريبًا.
واقرئي أيضًا:
زواج المطلقة تغلفه مخاوف مشروعة!
حواء المطلقة بين نار الرغبة.. وواجبات الأمومة
كيف تعيش المطلقة؟ شكرا سيبها في حالها!
كيف تحيا المطلقة؟