المشكلة الأولى:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، في البداية أتقدم بالشكر الجزيل والاحترام التام لكل من ساهم في هذا المنبر، أما بعد، أنا شاب مغربي أبلغ من العمر 21 سنة، بدأت مشكلتي منذ سنة، عندما بدأت أمارس عمليات جنسية "اللواط" مع صديق لي، لكنني بعد ذلك ندمت على ما فعلت، وتبت إلى الله، وبدأت في القيام بواجباتي الدينية، والمشكلة هي أن صديقي يعمل معي في نفس العمل، وعندما أراه أحس بشيء داخلي يجذبني إليه، المرجو منكم أن تَدُلُّوني على طريقة تجعل علاقتي به عادية كعلاقة أي صديق عادي بصديقه، أرجوكم أن تساعدوني، كما أرجو أن تسامحوني على الموضوع وتتفهموا الموقف. وجزاكم الله كل خير.
8/7/2024
المشكلة الثانية:
بسم الله، والصلاة والسلام على الحبيب سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ معلم البشر ومنتشلهم من الظلمات إلى النور، أما بعد، فأنا مشرف اجتماعي على إحدى المدارس الإسلامية في بيروت، وقد وجدت أن تلميذًا يعاني من الشذوذ الجنسي، وقد تكلمت معه حول الموضوع، فتبين أنه أصبح هكذا نتيجة اعتداء عليه في الصغر، وهو يرفض فكرة الطبيب النفسي، وهو بالتالي يثق بي، فهل بإمكاني مساعدته أو حتى بالإنابة عن الدكتور النفسي وخصوصًا أنها مشكلة عصيبة؟
24/7/2024
المشكلة الثالثة:
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة وبعد، فأنا أعرف شابًّا ملتزمًا وعلى خلق، ولكنه يعانى من شذوذ ولكنه والحمد لله لا يمارس هذا الموضوع؛ لخوفه من الله، ولكنه دائم التفكير فيه ونفسه تسول له دائمًا أن يمارسه، وهذا الموضوع يؤثر عليه في حياته لشعوره بالنقص عن الآخرين، علمًا بأنه متزوج ومعه أولاد، صرح لي بهذا الموضوع لكي أساعده على حل هذه المشكلة، فقلت له: داوم على كثرة الطاعات والاستغفار والدعاء؛ لعل الله أن يشفيك من هذا، فقال لي: إنه يفعل هذا فعلًا، ولكن التفكير في الموضوع لا ينقطع، وهو يريد أن يكون شخصًا طبيعيًّا، أود من سيادتكم أن تساعدوني في حل هذه المشكلة، وأريد الإجابة عن بعض التساؤلات: ما سبب هذا الموضوع؟ ومن أين يأتي؟ وكيفية علاجه العلاج الفعال والعملي؟ وهل هناك أماكن لعلاج مثل هذه الأمراض؟ أرجو سرعة الرد لضرورة الموضوع، وجزاكم الله خيرًا.
29/7/2024
المشكلة الرابعة:
أنا فتى شهوتي الجنسية تميل للفتيان والرجال! لا أدري ماذا أفعل؟؟ فقد تسببت في مشكلات كثيرة.. وفضائح عدة!! وأنا أمارس العادة السرية بشراهة؛ مما أدى إلى تدهور صحتي ومستواي التعليمي، علمًا بأن عمري 16 عامًا... أرشدوني للحل... وجزاكم الله كل خير.
9/8/2024
رد المستشار
الإخوة الأعزاء: آثرت أن أضم مجموعة الأسئلة التي جاءت متزامنة "قدراً" لأرد عليها جميعاً بعد أن أقول: إن لدينا بالفعل يا إخواني وأخواتي مشكلة جنسية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فالفوضى الموجودة في بلدان الغرب موجودة لدينا، ولكن على نحو مختلف.
ودون استطراد طويل أقول: إن المجتمع الذي لا يكون فيه الزواج سهلاً وميسوراً، وكذلك الطلاق، يكون عرضة لانحرافات هائلة في سلوكه الجنسي، فإذا زاد على صعوبة الزواج اضطراب النظرة للفطرة التي فُطر الناس عليها من حيث احترام الغريزة التي أودعها الله في الإنسان، والتعامل معها بتوازن دون إفراط أو تفريط، دون إباحية أو مصادرة، دون انحلال أو كبت، إذا اضطربت هذه المساحة في حياة مجتمع من المجتمعات كان طبيعيًّا أن نرى ما نرى حولنا.
وكما قلت من قبل: إن الشباب ليس مسؤولاً عن هذه الفوضى، بل ربما كان هو الضحية الأولى لها. الشباب ليس مسؤولاً عن غلاء المهور، أو عن التحكمات السخيفة للأسر بشأن الماديات، والاعتبارات الشكلية، الشباب ليس مسؤولاً عن شيوع المهيجات والمثيرات، وضغطها على الأعصاب هائل، الشباب ليس مسؤولاً عن ضعف الاقتصاد، وسياسات التشغيل الفاشلة، وبرامج التنمية المتعثرة.
والشباب ليس مسؤولاً عن مزاج الكبار المختل، هؤلاء الكبار الذين يرون الجنس عيباً، والزواجَ بالتالي أداء واجبًا، والأسرةَ مجرد مؤسسة تقليدية عتيقة.. إلخ.
ألم يَحِن لنا أن نتأمل في حياتنا، ونتعامل بواقعية وجدية مع مشاكلنا، ونكف عن دفن الرؤوس في الرمال، وتخدير النفوس بالآمال الكاذبة، والأساطير الخادعة عن مجتمعات وهمية تحافظ على الفضيلة، وتتمسك بالأخلاق في مقابل مجتمعات غربية منحطة ومفككة!!
السوس ينخر في صلب البنيان، والأمر يحتاج إلى شجاعة ربما تستطيعها الأجيال الجديدة بعد أن استسلمت الأجيال الأكبر لقدرها أو لكسلها في مواجهة مشاكلها.
هذه هي الجذور والبيئة المسمومة التي ينبت فيها الانحراف الجنسي، و"اللواط" هو أحد هذه الانحرافات.
والقرآن وصفه بأنه "شهوة": "إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء".
وفي العلم الغربي الحديث يعتبرونه تنوعاً طبيعيًّا بين البشر!! والحق أنه انحراف جنسي تتعدد روافده المحتملة، ويزداد وزن كل رافد أو يقل من حالة إلى حالة.
فمن الروافد التعرض للتحرش الجنسي بدرجاته في سن صغيرة، ومنها التنشئة المنحرفة التي تسبب اضطراباً في إدراك الهوية الجنسية، ومنها البيئة الاجتماعية المحيطة التي تضطرب فيها - أحياناً - الأدوار الاجتماعية المرتبطة بالجنس.
فعندما ينشأ الإنسان في ظل أسرة تعمل فيها المرأة، وربما الرجل عاطل عن العمل، وقد تدخن المرأة "والتدخين مرتبط بالرجال عندنا" وتخرج في استرجال واضح ملبساً وسلوكاً، وربما تخلت عن بقية الأدوار التقليدية للمرأة في الأسرة العربية من طبخ، ورعاية أطفال... إلخ.
في البيئة الاجتماعية التي تضطرب فيها الأدوار يكون الإنسان أكثر عرضة لهذا البلاء، وهناك رافد آخر هو الاضطراب الجنسي الحادث في سن المراهقة ليس في تحديد الهوية الجنسية فحسب، ولكن في تحديد الاختيارات النفسية والاجتماعية والدراسية، وهناك الرافد البيولوجي، فهناك إحصاءات وأبحاث تقولك: إن للجينات الوراثية ثم الهرونات واضطراباتها دورًا في إحداث هذا المرض.
ويبقى عامل لم أجعله الأخير لقلة أهميته، ولكن ليكون ذلك أدعى للانتباه له، وهو الكبت الجنسي الذي تعيشه مجتمعاتنا، ولا أقصد بالكبت هنا ما يشير إليه البعض ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، ولكني أقصد به تلك القيود الحديدية، والاحتياطات العسكرية التي تضعها بعض مجتمعاتنا على العلاقةالشريفة المنضبطة بين الفتى والفتاة بدعوى سد الذرائع إلى الفساد، فيقعون في فساد أكبر، وانحراف أشد.
والتجربة الواقعية تغني عن الاستطراد، وهذه المجتمعات التي تعتبر نفسها "محافظة" تهرب من مصارحة الذات بحقائق الاضطراب، الأمر الذي لا يخفى على من يعمل هناك في مجال الطب النفسي، أو التوجيه الأسري والاجتماعي.
أقول: إن المجتمع المسلم الأول في بواكيره حول النبي المصطفى كان منفتحاً ومتفاعلاً أشد الانفتاح والتفاعل بين الجنسين في إطار ما حدده الله سبحانه لا ما أضافته الأهواء المضطربة أو الأمزجة المنحرفة... فحين تصبح العلاقة المنضبطة بين الجنسين في إطار الأسرة والمجتمع وقيم الشرع جريمة يحاسب عليها المجتمع حساباً عسيراً، عندما يحدث هذا نصل إلى حالة يصبح فيها الممنوع مرغوباً ثم متحققاً على نحو منحرف، وقد تصل رسالة القمع إلى البعض؛ فيتجاوب معها بالانحراف إلى طريق "اللواط"، و"اللواط" بالتعريف: هو اشتهاء الجنس المثلي بدلاً من الجنس الآخر، وهو سبيل – مثل الزنا – يبدأ بالتفكير، وينتهي بالممارسة وهو انحراف في الرغبة، وانحراف في الإرادة يجعل الإنسان، ولو كان يتحرى الحلال – متورطاً في عشق الرجال بدلاً من أن يعشق النساء اللائي زين الله حبهن في القلوب.
وبالجملة فهو مرض يحتاج إلى علاج للرغبة المنحرفة، وللإرادة المنحرفة، وأنا هنا أريد الخروج من هذه الثنائية التي ترى في المبتلى بهذا المرض شخصاً يستحق الشفقة، أو مجرماًشيطانًا يستحق العقاب، فالحقيقة أن كلا التصورين مغلوط، ويحتاج المريض إلى عون متخصص وعون غير متخصص.
أما العون المتخصص فنتوقعه من الطبيب النفساني أساساً، ويتمثل في برامج متدرجة ومتنوعة تناسب حالة المريض، وهذه الصفحة التي بين أيديكم ليست عيادة إكلينيكية، ولا يمكن أن تحل محل المناظرة والمباشرة الطبية، فإذا أراد أحد - من غير المتخصصين - أن يتعاون يلزمه أن يراجع طبيباً نفسانيًّا قريباً، ويحيطه علماً بتفاصيل الحالة، ويبدأ في تنفيذ توجيهاته، ونقل ردود الفعل إليه بأمانة، وإن كنا نرى - رغم صدق النية - أن المناظرة الإكلينيكية المباشرة، ولو على فترات لازمة، وعلى المريض أن يوازن بين ضرر الاستمرار في هذا البلاء الذي سيتطور معه، ويتواصل إلى ما بعد الزواج "كما تذكر إحدى الحالات المعروضة هنا"، وضرر مراجعة الطبيب النفساني مما يسبب له حرجاً اجتماعيًّا ونفسيًّا.
نحن بين ضررين هنا:
الأول: استمرار المرض واستفحاله.
الثاني: البعد الاجتماعي والنفسي.
وأرى أن الثانية يمكن التغلب عليها بمراجعة طبيب من مدينة أخرى غير مدينة المريض، أو حتى بلد آخر إن توافر ذلك.
أما العون "غير المتخصص" فيستطيع حتى المريض تقديمه لنفسه بمحاولة مقاومة الشهوة المنحرفة، ودفع الميل إلى الاتجاه الصحيح، وله أن يستعين في ذلك بكل ما يستطيع إلا سبيل الزناوالحرام، فإنه يكون عنده كالمستجير من الرمضاء بالنار، ومن قبل ومن بعد فإن تقوية وازع التقوى، ومراقبة الله ـ عز وجل ـ من ناحية، والزواج القائم على الحب والمودة، والمستقر بإشباع للطرفين من ناحية أخرى؛ من شأنه أن يساعد البرامج العلاجية المتخصصة، هل يمكن أن يتم الشفاء دون مراجعة الطبيب؟!
هل يمكن أن يتم الشفاء فقط بمراجعة الطبيب؟!
يتوقف هذا على شدة تمكن المرض واستفحاله، والعلاج في السن الصغيرة أسهل، والجهد غير المتخصص يعين على سرعة الشفاء، وصحبة الأصدقاء، والأسرة المتفهمة تدعم كل هذا وتقويه، والله سبحانه يرى كل هذا ويباركه إن علم من الجميع صدق النية وجدية التوجه، فهو بيده مفاتيح القلوب والرغبات ندعوه أن يحبب النساء لهؤلاء المرضى وأن يزين لهم الرغبة فيهن، وأن يوجه قلوبهم تجاه الاختيار الذي فيه كمال المتعة السوية، وبقاء النوع الإنساني، وأن يجعلنا جميعاً على قدم الحبيب المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ نتبع خطاه ونلتمس هديه، وهو القائل: "حبب إليّ من دنياكم: الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة" والله أعلم.
واقرأ أيضًا:
الخروج من سجن المثلية: ما ظهر وما بطن!
محمد ورحلة علاجه من المثلية: قصة نجاح
الاهتمام الرائع بالعمل الرائع: الشذوذ!
المثلية أو الشذوذ الجنسي علاج الآسف للشذوذ: ع.س.م1