الجمال والزواج: أحاديث قبل الارتباط
بسم الله الرحمن الرحيم،
الإخوة الأحبة في فريق استشارات مجانين، أحببت من باب المشاركة- الذي تحضّون عليه- أن أعلق على سؤال الأخ من لبنان الذي بعنوان: الجمال والزواج: أحاديث قبل الارتباط
اسمح لي أخي بهذه الكلمات البسيطة أهمس بها في أذنك، إضافة إلى كلام الأخت الدكتورة فيروز عمر، جزاها الله خيرا:
أولا: أنت يا أخي أدرى الناس بنفسك مهما قيل لك، ورحم الله ابن عطاء الله السكندري حين قال: "علمك بنفسك يقين، وعلم الناس بك ظن، والأحمق من ترك يقين ما عند نفسه إلى ظن ما عند الناس…". فإن كنت تعلم من نفسك يا أخي أن الجمال أساسي جدا في أي تصور لك لزوجة المستقبل، وفي أي تصور لك للمرأة، فمن المحتمل أن هذا الميل للجمال لن يغنيك عنه كثيرا كمال بقية صفات المرأة، لو غاب الجمال، ولو امتد الزمان ورُزقت الأطفال، فقد تعيش في حسرة وعدم رضا، وقد تندم بعد فوات الأوان، وتظلم إنسانة لا ذنب لها سوى مثالية زائدة منك في غير موضعها حين أهملت في اختيارك ما تعرفه يقينا من نفسك من حاجتك إلى حدّ معين للجمال.
ثانيا: ولكن من جهة ثانية فمن نِعَمِ الله علينا أنه في معظم شؤون الحياة ما يمكن قسمته إلى أساسي ولا غنى عنه، وإلى أمور أقل أهمية يمكن الاستغناء عنها والعيش دونها دون كبير عناء، وهذا ينطبق على حاجتك وتقييمك للجمال يا أخي العزيز، وللناس في ميولهم مذاهب ومشارب.
وهكذا، نصيحتي الصادقة لك أن تنظر في أعماق نفسك، وتنتقي من ميلك العام للجمال الصفات الشكلية الأساسية، والتي لا غنى عنها في أي امرأة تتخيلها زوجة لك مستقبلا؛ لأن المرء لا يستطيع في هذه الدنيا عادة أن يحصِّل كل الأساسيات والكماليات معا، ثم لا تستحِ من أهلك ولا من نفسك أن تراعي هذه الأمور في اختيارك للزوجة من بعد الخلق والدين.
وفقك الله، وأسعدك في الدنيا والآخرة،
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
9/8/2024
رد المستشار
الأخ الكريم، نشكرك على هذه المشاركة القيمة جدًا، ونرحب بها، ونؤكد على المفهومين المشتركين بين إجابتنا ومشاركتكم، وهما:
- عدم إغفال شرط القبول، ووجود حدّ من الجمال، الذي يرضى عنه الخاطب؛ لأنه ليس من المنطقي إجباره على الزواج؛ حتى يكون راضي النفس، وحتى لا يظلم من لا ذنب لها.
- عدم إهمال الاعتبارات الأخرى، وعدم تضخيم عنصر الجمال، وعدم الإصرار على شروطه، وكل مواصفاته، حتى لو كانت على حساب الخُلق والدين.
مرة أخرى، نرحب بك صديقًا للصفحة.