السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بداية أود أن أشكركم على الجهد المبارك، وأسأل الله أن يجزيكم عن المسلمين خير الجزاء.. لي طلب واحد فقط هو أن تتحملوني لطول حديثي.
أنا شاب أبلغ من العمر 30 عامًا، من الداخل الفلسطيني، علاقتي بأسرتي ممتازة.. أنا المعيل للبيت منذ ثلاث سنوات لأسباب معينة، منذ المرحلة الإعدادية وأنا ملتزم بالصلاة والإسلام كمنهج حياة، حاصل على بكالوريوس في الشريعة، ومنذ سنين عدة وأنا أعمل في ميادين الدعوة؛ وهو ما أكسبني خبرة وتجربة كبيرة وغنية وأعطاني مكانة عالية، حيث أعرف باجتهادي وحماسي للعمل في الدعوة.
أحب الجميع والجميع يحبونني ويحترمونني، الظروف الاقتصادية أصعب ما يكون في هذه الفترة.. منذ أن أنهيت دراسة الشريعة قبل عدة سنوات وأنا أبحث عن زوجة صالحة؛ فأنا مشتاق جدا للزواج، وكم أتمنى بأن ييسر الله لي هذا الأمر؛ فكل أملي أن أرزق بزوجة صالحة وأبني أسرة ملتزمة.
فوجئت كثيرا بأن الحصول على زوجة صالحة هو أصعب شيء في هذه الحياة، وخاصة في منطقتنا، لا أتحدث عن زوجة مثالية وإنما يكفي أن تكون عادية، أهم معيار للزواج عندي هو الفهم والوعي الديني بمعناه الواسع؛ فلا أقبل بفتاة ساذجة في تفكيرها، ثم أريد الأخلاق والالتزام ثم الجمال.. ويكفي أن تكون مقبولة على نفسي، وكل هذه المعايير مهمة بالنسبة لي.
أشعر بفراغ عاطفي كبير جدا، تقدمت لكثير من الفتيات لكن إلى الآن لم يحصل نصيب، في أغلب الحالات كان الرفض من قبلي لعدم توفر الشروط التي أريدها في زوجة المستقبل وخاصة الشرط الأول، لم أترك وسيلة للبحث عن زوجة صالحة إلا واتبعتها فاستعنت بكثير من الأصدقاء والمعارف؛ لدرجة أنني أصبحت أستحي أن اسأل أحدًا عن الموضوع.
وأنا مصمم على الزواج، وبرغم ظروفي الاقتصادية الصعبة والتي لا تساعد كثيرا، فإنني موقن أن الله سيعينني على ذلك لأنني أطلب العفاف.
دخلت عالم الإنترنت قبل عام ونصف تقريبا فكرت كثيرا بالبحث عن زوجة صالحة عبر الإنترنت، ولكني لم أفعل لأنني غير مقتنع بهذا الأمر، المهم ذات مرة (كان ذلك قبل عام ونصف العام تقريبا) كنت أتصفح أحد المنتديات الملتزمة؛ فدخلت إلى ملف إحدى العضوات فوجدت أنها قد أظهرت الإيميل فلم يعجبني الأمر بأن تكون فتاة ملتزمة تظهر إيميلها، ولكنها لم تظهر أيًّا من التفاصيل الأخرى، قررت أن أضيفها عندي على الـ"مسنجر" لأنصحها بأن تخفي إيميلها، وفعلا أضفتها وتحدثنا معا وقمت بنصيحتها بإخفاء الإيميل، فقالت لي إنها لا تعرف إذا كان إيميلها يظهر أو لا لأن من قامت بتسجيلها في المنتدى هي إحدى صديقاتها.
المهم نصحتها بتقوى الله وقلت لها إنني دارس للشريعة، فاستغربت كيف بدارس شريعة يتحدث مع فتيات فقلت لها إنني لا أتحدث مع فتيات، فقالت لي إنها كذلك لا تتحدث مع شباب، فقلت في نفسي ما المانع أن أتعرف عليها لعلها تكون فتاة صالحة (الآن أعترف أن هذا كان خطأ)، فسألتها بعض الأسئلة من أنت ومن أين أنت فلم تجبني، فسألتها إذا كانت مرتبطة فقالت إنها كانت مخطوبة، سألتها ما سبب فسخ الخطوبة فلم توضح لي كثيرا ولكنها قالت ربما السبب هو عدم التزام خطيبها بالصلاة كما يجب، (من جديد اعترفت أن أهلها هم من فسخوا خطبتها لأن عائلة خطيبها غير ملائمين).
سألتها عن موضوع دراستها الجامعية فقالت إنها تدرس موضوع علم النفس، وسألت عن التزامها فقالت لي إنها ملتزمة بحلقة تربوية مع الأخوات وتشترك بنشاطات دعوية، وسألتها أيضا عن قصة هدايتها، وخلال الحديث معها تبين لي أنها ذات وعي كبير وعلى درجة من الذكاء والاجتهاد والعلم وأنها تحب الالتزام كثيرا، وشعرت أنها أعطتني قدرا كبيرا من الاحترام بسبب دراستي للشريعة الإسلامية، وقالت لي إنها تنوي أن تدرس الشريعة فيما بعد، ولكنها قالت لي إنها تشعر بالحرج في أثناء الحديث معي على الـ"مسنجر"، فاتفقنا ألا نتحدث من باب تقوى الله، وأنهينا الحديث.
بعد هذه المكالمة قررت أن أسألها إن كانت توافق أن أتقدم لخطبتها أم لا، طبعا هو ليس قرارًا نهائيا وإنما يلزم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة، وفعلا تحدثت معها مرة أخرى على الـ"مسنجر" فتحدثنا بمواضيع عامة ثم سألتها بعد ذلك عن الموضوع، فكان أول جواب لها أن قالت: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قالت لي بأن لديها صديقة ملتزمة جدا تناسبني؛ ففهمت الأمر على أنها ترفض الفكرة ولا أذكر حينها كيف أنهينا المكالمة.
تحدثت معها مرة أخرى على الـ"مسنجر" واعتذرت لها عما كان، فحاولت أن توضح الأمر لي فقالت إنها لم ترفض الطلب أصلا وإنما قصدت أنها ربما لا تكون على هذا القدر من الالتزام لكي يخطبها شاب دارس للشريعة، وأنها أرادت أن تدلني على من هي أكثر التزاما منها، فلم أهتم لكلامها لأنني كنت وقتها قد أخرجت الفكرة من رأسي، وأيقنت أن الزواج عن طريق النت غير ملائم.
منذ ذلك الوقت لم نتكلم إلا نادرا وفي فترات متباعدة، ولم نكن نتكلم إلا بناء على طلبها؛ حيث كانت تبعث لي برسالة على الإيميل تقول نحتاجكم في أمر، فكانت تسألني بعض الأسئلة الشرعية والفقهية، وكنت أشعر أنها كانت تسأل فقط في أوقات الضرورة، وكانت ترفض أي حديث في أمور شخصية.
المهم ما حدث أنه قبل ثلاثة أشهر تقريبا بعثت رسالة وقالت نحتاجكم في أمر، فتحدثت معها على الـ"مسنجر" فأخبرتني أنها تمر بأزمة وأنها متوترة جدا وخائفة وتشعر أنها تضيع، وأخذت تستنجد وتسألني كيف تستطيع أن تقوي إيمانها وما هي الوسائل، كل ذلك دون أن أفهم ما هي القصة، فألححت عليها أن تخبرني قصتها، فلم تستجب، وحدثت بيننا محادثات كثيرة بعد ذلك فكانت تحكي قصتها بشكل مجزأ وغير مترابط، كانت تتحدث عن الأمور التي أزعجتها وظنت أنها تجاوزت الحدود فيها، وكانت تطلب مني أن أعطيها برنامجا تربويا لتقوي إيمانها فكنت أفعل ما أستطيع وأحاول أن أخفف من معاناتها فكانت كثيرة البكاء كما تقول، وكانت تقول إنها تصوم تكفيرا عن تجاوزاتها حيث استمرت بالصيام لأسبوع كامل.
أريد أن أذكر أنني في الأوقات الحرجة كنت أطلب منها أن تتحدث في الهاتف فحدثت بيننا بعض الاتصالات الهاتفية أيضا... فها أنا أحاول تجميع القصة حسب ما توفر عندي من معلومات خلال هذه الفترة فهي كما يلي:
في دراستها الجامعية حيث تدرس موضوع علم النفس تضطر للاشتراك في ورشات عمل بشكل جماعي (طلاب وطالبات) بحيث تكون بينهم اتصالات في الهاتف والإيميل لحل الوظائف (حقيقة لا أدري مدى ضرورة ذلك)، وكل الطلاب الذين يدرسون معها هم من اليهود، وفي أحد الكورسات اشترك معها طالب عربي مسيحي، كانت تظنه مسلما وكانت تعامله مثل أي طالب بالمجموعة فكانت تساعده في الدراسة في بعض المواد، كما كان هو أيضا يساعدها في بعض المواد، ومع الوقت بدأ بينهما حديث عادي كزملاء يتناقشان في مواضيع عادية، وعلى حد قولها إن طريقة تفكيره بالأمور جيدة وهذا ما أعجبها بالشاب.
ويبدو أن الشاب أعجب بالفتاة كثيرا وبدأ يميل إلى تكوين علاقة معها.. فذات مرة أهداها علبة هي تقول إنها لا تعرف ما بداخلها وعندما عادت إلى البيت اكتشفت أن الهدية عبارة عن خاتم من ذهب فشعرت بالإحراج من ذلك، ولم تفعل شيئا اتجاه ذلك فطلبت منها أن تعيد له الهدية لكنها لم تفعل، وتقول أيضا إن كلامه مع الوقت أصبح لا يخلو من الغزل باللغة الإنجليزية كأن يقول: لها أنت حياتي وأنت ملاكي. فكما تقول هي أن هذا عادي جدا بين طلاب وطالبات الجامعة.
وبعد أن طلبت منها أن توقفه عند حده ولا تسمح له بذلك قالت له: إن هذا الكلام غير مقبول. فاعتذر لها عن ذلك وقال لها إنه يتحدث بهذا الكلام بشكل عادي مع فتيات أخريات، وكان كلما تحدث بمثل هذا الكلام اعتذر، أما هي فتصمت ولا تعترض أو تنكر كلامه فكان يتجاوز مرة بعد مرة ويكتفي بالاعتذار.
وخلال هذه الفترة تقول أيضا إنه كان بينهما حديث على الهاتف وبعلم أهلها؛ حيث كان يتصل على هاتفها النقال أحيانا فيرد عليه أحد أفراد عائلتها فيطلبها للحديث فيعطونها الهاتف للتكلم معه؛ إذ إن الأمر بالنسبة لأهلها عادي أن تتكلم الفتاة مع زميلها بالدراسة، وكان أيضا يبعث لها الرسائل على النقال، وعادة كانت هذه الرسائل لا تخلو من الغزل، وهذه الاتصالات كانت أحيانا في ساعات ما بعد منتصف اليوم، وخاصة الرسائل على النقال وأتصور أن الاتصالات بينهما كانت بشكل يومي إما بالرسائل أو الهاتف النقال أو الـ"مسنجر" أو الحديث في الجامعة.
وتقول أيضا إنه في بعض المرات كان يدعوها لتخرج معه لمطعم مثلا فكانت ترفض رفضا قاطعا، وتقول أيضا إنه لم تحدث أي خلوة بينهما وإنما كان الحديث في المكتبة العامة في الجامعة أو قاعات الدراسة، كانت الفتاة تشك بديانته وكانت تسأله عن ذلك فكان يقول إنه لا يتبع أي دين ويتهرب من السؤال، ومع الوقت اكتشفت الفتاة أن هذا الشاب مسيحي فكانت مفاجأة، ولكنها لم تقطع الاتصال معه بل صار أغلب حديثهما يدور حول أمور ومواضيع في العقيدة، فكانت نيتها كما تقول هي محاولة هدايته إلى الإسلام.
كل ذلك حدث خلال فترة قصيرة، وكانت نهاية الموضوع أنه قال لها إنه يريد أن يتقدم للزواج منها، فقالت له أنه لا يستطيع لكونه غير مسلم؛ فحاول أن يناقشها في هذا الموضوع دون أي تجاوب منها، وفي النهاية قال لها إنه يريد أن يسلم ونطق بالشهادتين أمامها، لكنها ظلت مصرة على موقفها بأن موضوع الزواج لا سبيل إليه وطلبت منه بأن ينسى هذا الموضوع لأنه مرفوض قطعيا، سألتها عن ذلك فقالت إنها لا تقبل إلا بشاب ملتزم جدا على حد قولها.
خلال هذه الفترة حاولت تقديم الدعم المعنوي لها مثل التذكير بالإيمانيات والحث على الأعمال الصالحة وإخلاص النية لله، وكنت أحاول نصيحتها بأن توقف كافة أشكال الاتصال مع هذا الشاب، وكنت أضغط عليها كثيرا بخصوص هذا الأمر فكانت تبكي وتعترف بأنها تمادت في الأمر، ولكنها لم تفعل أي شيء لإيقاف تجاوزات الشاب.
كثيرا ما كانت تأخذني الحمية وأغضب، وذلك عندما كانت تقول إن الشاب اتصل أو بعث رسائل وتجاوز الحدود ولم تنكر عليه، فعلى رأيها.. إنها لا تريد أن تجرح شعوره لأنها لا تحب أن تجرح شعور أحد، فكان غضبي منها أكثر لأنها لا تدافع عن نفسها، فطلبت منها رقم هاتف الشاب للتكلم معه بالموضوع فرفضت وقالت إنها لا تريد مشاكل، وكذلك طلبت منها أن تحدث أحد إخوانها.. أيضا رفضت خشية المشاكل.
يذكر أنه بهذه الفترة تقدم لخطبتها شاب مسلم حاول أهلها الضغط عليها لأنهم يرونه مناسبا، ولكنها رفضت لأنها غير مرتاحة من جهته كما تقول بعد أن جلست وتحدثت معه.
وذات يوم اطلع أحد إخوانها على الرسائل الواردة إلى هاتفها ورأى التجاوزات الكبيرة من ذلك الشاب فغضب وتكلم معها بالموضوع وأخبر أهله بالموضوع فأصبح عندهم شك بأنها تقيم معه علاقة وصاروا يراقبونها كثيرا في كل الأمور وخاصة أخاها، فكانت تتضايق من ذلك وتبكي كثيرا وكانت تقول إنه يعاملها كأنها فتاة ارتكبت الفاحشة.
كنت أقول لها هذا أمر طبيعي لأنك تخفين عنهم تجاوزاته، وكنت أقول لها أيضا إن ما تفعلينه من سكوت على التجاوز يعتبر خيانة لأهلك وتساهلا في حقوق الله، وهذا يمس عرضك وشرفك وكرامتك وكرامة أهلك، فكانت تنكر علي هذا الكلام ولم تفعل أي شيء غير السكوت تجاه تصرفات الشاب المسيحي.
وذات يوم اطلع أخوها على الرسائل مرة أخرى ورأى التجاوزات فاتصل بالشاب وأعطاه "بهدلة كبيرة" وحذره من أي تجاوز، فطلبت منها أن تقول للشاب إذا تحدث معها بالأمر إنها هي التي طلبت من أخيها ذلك حتى يعلم أنها أيضا غير راضية عن تجاوزاته وأن ذلك يضايقها، فلم تفعل ذلك بل قالت له إنها لا تعلم باتصال أخيها واطلاعه على الرسائل، وكنت قد حذرتها أن تقول له مثل ذلك أيضا لأنه سيعتبرها لا تمانع الأمر بشكل شخصي، وسيستمر بتجاوزاته، وهذا ما حدث حيث استمر في تجاوزاته بالاتصال الهاتفي والرسائل، الآن هي أصبحت لا ترد على اتصالاته ولا رسائله وتكتفي بالسكوت ولا تفعل أي شيء لوقفه، وأصبحت تتهرب من مواجهته بالجامعة قدر الإمكان.
حادثة أخرى أود ذكرها، خلال هذه الفترة سجلت هذه الفتاة لرحلة لخارج البلاد، الهدف منها كما تقول هو الخروج من الأجواء الكئيبة وأنها ستكون بصحبة إحدى صديقاتها غير الملتزمات دينيا أي متبرجة، فحذرتها من السفر دون محرم شرعي ونقلت لها فتوى شرعية في الموضوع تبين غلظة تحريم هذا الأمر خاصة أنها رحلة سياحية، فقالت لي إنها خرجت رحلات كثيرة سابقا وأنها لا تعلم بحرمة هذا الأمر وكأنها تضايقت من الموضوع، فادعت في البداية أنها ألغت الرحلة وبعد ذلك قالت إن أحد إخوانها سيرافقها في الرحلة فكنت أشك بالأمر وسألتها كثيرا عن الموضوع فكانت تؤكد أن أخاها سيرافقها.
فسافرت لمدة أسبوع وعندما عادت كانت تبكي من سوء حالها، فسألتها عن ذلك، فقالت إنها تضايقت كثيرا في الرحلة حيث لم تكن الأجواء إيمانية، فكانت حتى لا تبقى وحيدة في الأوتيل تضطر أن تصطحب صديقتها في الحفلات وفي مجالسة الشباب وفي الذهاب للبركة ولكن دون أن تشارك في أي من هذه الأمور، وعندما سألتها عن أخيها قالت إنه لم يكن أخاها وإنما كان ابن عمها على حد قولها والذي تعتبره كأخ، وخلال فترة سفرها كان الشاب المسيحي يتصل بها كثيرا وعندما كان أحد أهلها يرد على الهاتف كان يغلق الخط، فعندما اطلع أخوها المتهور كما تصفه على هذه الاتصالات قام بالاتصال بالشاب مرة أخرى وهدده بالقتل كما ذكرت لي.
الآن أخوها وأمها فقدا منها الثقة كما تقول لي، ويراقبانها كثيرا، والشاب عاد يرسل الرسائل ويحاول الاتصال بها مرة أخرى بشكل مكثف دون أن ترد على مكالماته وأحيانا يتصل من رقم غير معروف فترد عليه فيسألها عن أحوالها فلا تزيد أن تقول له إنها بخير، دون أي إنكار لتجاوزاته.
صراحة أننا الآن بعد هذه الفترة من الحديث مع بعض (ثلاثة أشهر) تعودنا على بعضنا كثيرا، لدرجة أننا نخوض أحيانا في لغو الحديث الذي لا داعي له، وأصارحكم أنني كنت أسأل نفسي هل أعرض عليها الخطبة لأنني وجدتها فتاة حريصة على ألا تعصي الله وكذلك وجدتها مرحة وطيبة القلب وثقافتها عالية ومجتهدة جدا وذكية، وما دامت قد اعترفت بخطئها مع ذلك الشاب فإنني يمكن أن أتجاوز عن ذلك لأنه لا يخلو إنسان من أخطاء وربما أنني أخطأت مثل خطئها وربما أكثر ولكنني تبت وأقلعت والحمد لله، ولأنني كنت أشعر بالحرج الشرعي من التمادي في الحديث معها دون غطاء شرعي.
قمت بالفعل بعرض الخطبة عليها وقلت لها إن الأمر يعتبر فقط طلبا؛ إذ لا بد من زيارة لبيتها واستشارة في الأمر قبل القرار، فشعرت أنها فرحت كثيرا للأمر ولكنها طلبت فترة للتفكير بالأمر، استغربت جدا أن الفتاة تحدثني في كل الأمور برغم ترددها، ولكن أشعر أنها تخفي عني الأمور الأكثر حرجا لها، هي تقول إنها تحدثني عندما تتضايق لأرشدها إلى الطريق الصحيح، ولكن على حد قولها إنني أغضب كثيرا وأزيد في سوء حالها بدل مساعدتها، لأنني فقط أنتقد ولا أعطي حلولا صراحة.
وقفت معها حتى النهاية وحاولت كظم غيظي عن سكوتها وتهاونها بشرفها وحقوقها، ولكن لم أستطع الاستمرار في ذلك لأنني لم أعتد السكوت عن هذه تجاوزات، وسألتها مرارا عن سر سكوتها عن تجاوزات ذلك الشاب فقالت إنها لا تعرف استعمال ألفاظ حادة للردع، وسألتها عن الدافع الذي يدفع ذلك الشاب لفعله هذا فقالت إنها لا تعرف.
أشعر أنني أتمزق لأنني لا أستطيع دفع هذا البلاء عن فتاة مسلمة تستصرخ، فكانت محاولات عديدة بإقناعها أن تغير سياستها ومعاملتها مع ذلك الشاب وعدم السكوت على تجاوزاته، طلبت منها مرارا الاستعانة بالأخوات المسلمات في الدعوة وألححت عليها كثيرا أن تخبر أخاها بكل ما يحدث معها ووضحت لها أن إخفاء الموضوع عن أهلها يعتبر خيانة لهم، وأوضحت لها أن الدعاء وحده وكثرة الأعمال الصالحة لا تكفي لإنهاء هذا الموضوع وإنما يجب أن تأخذ بالأسباب التي تؤدي إلى ضمان عدم تكرار التجاوزات إلا أنها لم تستجب.
أشعر أنها أضعف من أن تفعل ذلك، ولكن في النهاية عندما رأيت أنها لا تبادر إلى تغيير شيء تساءلت في نفسي: هل ستستمر بهذه السياسة بعد زواجها وهل ستخفي عن زوجها أمورًا كهذه بحجة أنها لا تريد أن يحدث شر، وأي شر أكثر من سكوتها، بعدها تنازلت عن فكرة الزواج لكن لم أخبرها واتخذت قراري وطلبت منها ألا تتصل بي بتاتا لأنني لا أستطيع مساعدتها، وقلت لها ألا تعتبرني موجودًا في هذه الدنيا.
نقاط على هامش القصة...
* أنا حتى الآن غير واثق من أي معلومة عن الفتاة؛ لأنها ترفض الإدلاء بأي معلومة شخصية عن نفسها، ولا أعرف غير اسمها الذي أخبرتني به وحتى اسم عائلتها لا أعرفه، أما بلدها وجامعتها فقد تأكدت منهما مع الوقت، وكذلك حتى الآن ترفض إعطائي رقم هاتفها النقال، حاولت خلال هذه الفترة أن أحصل منها على بعض المعلومات الشخصية عنها وعن ظروفها لأستطيع تحليل ما يجري معها ولكنها بصعوبة تتحدث عن ذلك، وللعلم فإنني لو أردت أن أصل لها ومعرفة من هي لاستطعت كما أظن، أقدر عمرها بين 22 إلى 26 سنة.
* تقول الفتاة إن المخابرات الإسرائيلية حاولت تجنيدها لصفوفها كان ذلك قبل سنتين حيث تحدث معها أحد رجال المخابرات بشكل صريح بهذا الأمر، ولكنها لم تخبر أحدًا بالموضوع ولا حتى أهلها وتقول أيضا إنها تخاف من هذا الموضوع كثيرا، وتقول إن الذي يحدث معها ربما له علاقة بهذا الموضوع.
* تقول الفتاة إنها كثيرا ما تفكر بالانتحار نتيجة وضعها المأساوي.
* الفتاة لها صاحبة ملتزمة حيث تحدثها بكل أمورها، لكن يبدو أنها لا تساعدها كثيرا فلم يتوفر عندي أي معلومة عن هذا الأمر، ولها أيضا صاحبات غير ملتزمات بتاتا ومنهن من يقمن علاقات غير شرعية مع شباب، تقول إنها بدأت بنصيحتهن لترك هذه العلاقات.
* الفتاة تشترك في فعاليات دعوية في الجامعة، وهي نشيطة في كثير من المجالات كما تقول فتشترك في أعمال تطوعية مع كثير من المؤسسات الاجتماعية وغير الاجتماعية، ولكن دون أن تسأل هل من الملائم الخدمة مع مثل هذه المؤسسات أم لا.
* حاولت خلال هذه الفترة أن أبتعد عن الموضوع عدة مرات، وكل مرة كانت تستنجد وتتوسل ألا أتركها، لأنها ستضيع إذا تركتها وحدها.
وأخيرا أنا لا أدري ما هو المطلوب مني الآن، ألهذا الحد وصل الأمر بالملتزمين، يا ألله، ماذا أفعل، كم أفضل لو تكتبون لها تعقيبا على هذه القصة لأبعثه لها فهي دارسة لموضوع علم النفس وعلى وشك التخرج ولا بد أن تكون بينكم لغة مشتركة.
وبارك الله بكم.
12/08/2024
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
في بداية الامر لا بد من الإشارة إلى أنك إنسان ملتزم و لديك مبادئ أخلاقية ومعنوية لم تتخلى عنها ولن تتخلى عنها في المستقبل. في نفس الوقت لديك احتياجات عاطفية لم يتم تلبيتها ربما بسبب موقعك العائلي وإعالتك للبيت. دخلت الآن العقد الرابع من العمر وتسعى إلى سد احتياجاتك العاطفية بالزواج رغم ظروفك الاقتصادية والاجتماعية الصعبة إلى حد ما. لم يتوقف سعيك للارتباط ولكن بدون نجاح ربما بسبب التنافر المعرفي بين الزواج ومساندتك للعائلة.
دخولك عالم الإنترنت للبحث عن زوجة ليس بالسلوك غير الطبيعي في عالم اليوم وأكثر من ثلث الزيجات هذه الأيام تبدأ بتعارف عبر المواقع الاجتماعية المختلفة لكن عالم الإنترنت لا يختلف عن عالم الحقيقة حيث يحتوي على مختلف أنواع البشر وأحياناً لا يقوى الانسان على معرفة من يتقرب اليه ويرتبط به إلا بعد فترة طويلة. يتم استعمال مصطلح علاقات المسافات البعيدة لوصف علاقة على الإنترنت بين رجل وامرأة وتتميز هذه العلاقة بعدم التصريح عن الكثير من المعلومات الشخصية المهمة بين الطرفين. لم تخفي شيئا عن الفتاة ولكنها لم تصرح بتاتا بأية معلومات ذات قيمة فحتى عمرها لغز إلى اليوم. علاقة المسافات البعيدة تنتقل تدريجيا الى مرحلة أخرى وهو مرحلة تأليف الروايات من عالم الخيال٬ وهذا ما حدث معك. هناك الحديث عن فسخ الخطبة وعلاقتها مع شاب مسيحي وبعد ذلك محاولة تجنيدها من قبل المخابرات الإسرائيلية.
هذه الفتاة لا نية لها بالزواج منك. لا أظن أن وضعها مأساوي كما تصوره لك وهي لا تمارس معك سوى الابتزاز العاطفي. خير ما يمكن أن تفعله هو إسدال الستار على هذه العلاقة وهي تجربة مر بها الكثير في شتى أنحاء العالم من الذكور والنساء.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
أحبها وأريدها لكن: لها ماضي!
بعد المصارحة والصعقة: ما زلت أحبها!
أشك فيها فهل تزوجها؟ الزواج بنية الستر!