وساوس العبادات: وسواس خروج الريح! م
مشكلة الشك في السجدات
ذكرت قبل كده في استشارة إني بقالي فترة طويلة أشك في عدد السجدات (إذا سجدت سجدة واحدة أو اثنتين) كل يوم بلا انقطاع، وأنا عارف إن الحكم في حالتي هو البناء على الأكثر، ولو شككت إذا كنت سجدت سجدة أو اثنتين، فعلي اعتبارها اثنتين
حالتي هي إنه مبعرفش أتذكر أنا سجدت سجدة ولا اثنتين ولا يترجح لي شيء منهم.. يعني المشكلة مش إني بكون عارف إني سجدت سجدة ثانية وبكون شاكك، لأ ده المشكلة إني أصلا مبعرفش أفتكر.. كأن ذاكرتي مش موجودة ومهما حاولت أركز بلاقي المشكلة تتكرر معي
فأنا معرفش هل كده أنا شخص مبيركزش في الصلاة؟ ودي غلطتي؟ لكن أحاول أركز في الصلاة على قد ما أقدر.. وأركز في السجود خصوصاً عشان أعرف سجدت سجدة ولا اثنتين، وبرده المشكلة نفسها تتكرر.. فأنا أسأل نفسي، لو الموضوع بسبب قلة تركيز مني.. فهل حكم البناء على الأكثر يظل قائماً علي؟ أقصد إن الحكم ده للتسهيل للموسوس.. بس ماذا لو أنا مكنتش موسوس وده كله بسبب إهمال مني؟
طب تمام مفيش مشكلة لو تقبلت حكم البناء على الأكثر للموسوس... أنا كده موصلتش للحل برده.. أنا عايز أكون قادر إني أفتكر سجدت سجدة ولا اثنتين.. ما هو مش ممكن إن ده بيحصل كل يوم في كل صلاة.. ذاكرتي بتروح فين ولا يحصل لها إيه!
الموضوع معي من فترة طويلة وكان يحصل على فترات متقطعة + هل دواء Lustral ممكن يكون له علاقة بالموضوع؟ علماً بإني بأخذ الدواء من 6 شهور.. أنا المشكلة عندي من زمان، بس حاسس إنها زادت في آخر 6 شهور وبقت بشكل غير منقطع.
ملاحظة جانبية:
لاحظت في بعض المرات (نادراً) لما أكون أصلي جماعة، أحيانا قليلة أوي ممكن أسأل نفسي هو أنا في السجدة الثانية ولا الأولى...
بالرغم من وجودي مع إمام
15/8/2024
رد المستشار
الابن المتابع الفاضل "محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
يا "محمد" يا ولدي لسنا أبدا في مجال الشك في أنك موسوس مستحق للرخصة! بل الواقع هو أنت مريض باضطراب نفساني واحد -على الأقل- هو الوسواس القهري، والأغلب سريريا ألا يكون الوسواس القهري بمفرده، بالتالي أنت تعجز عن التركيز أثناء العبادة لعلة مرضية واضحة -واحدة على الأقل- وليس واردا أن تكون مهملا في عبادتك... أجرك الله.
عجبت لنفر من الموسوسين أثناء علاج وساوسهم وقهورهم المتعلقة بالعبادات، حين أقول لأحدهم أن المطلوب من الصحيح -مثلا في التطهر أو التطهير- هو غلبة الظن تجده يرد عليك لا شيء يغلب على ظني أو أنا لا أستطيع تحديد غلبة الظن!
كذلك كما تفعل أنت هنا بخصوص حكم البناء على الأكثر، فبينما يسمع كثيرون النصيحة ويتبعونها، يَعْلَقُ بعضهم عند إشكالية مثل ماذا لو كنت لا أتذكر في أي ركعة أنا؟! فلا أستطيع تحديد لا الأقل ولا الأكثر! ويختار أغلبهم إعادة الصلاة كلها في هذه الحالة، ويَعْلَقُ آخرون مثلك عند إشكالية أنا لا أتذكر! (وشرحها هو أنا أشك فأستبطن ذاكرتي فلا أتذكر)، فهل يصح لي البناء على الأكثر؟
تقول (أنا عايز أكون قادر إني أفتكر سجدت سجدة ولا اثنتين..) لا أستطيع الوعد بذلك! وسأشرح لك لماذا؟ وتكمل مستغربا (ما هو مش ممكن إن ده يحصل كل يوم في كل صلاة.. ذاكرتي بتروح فين ولا يحصل لها إيه!) وشرح عدم الاستطاعة هو نفسه شرح ما استدعى منك الاستغراب ونسميه نقيصة عمه الدواخل والذاكرة من الدواخل وخلاصة النظرية هي أن مريض الوسواس القهري يعجز عن التواصل الصحيح اللازم للقراءة الواثقة من معلوماته الداخلية، فيكون معرضا للشك والتلبيس فيخفى عنه ما هو موجود وقد يظهر له عكسه! وبالتالي فإن ما يحدث لذاكرتك هو أنها تحجب عنك فلا تستطيع الوصول الواثق لما فيها من معلومات.. ولهذا يسقط عنك التكليف باسترجاع ما كان من أفعال الصلاة لتكمل، بل أكمل من حيث أنت ولا تحاول التذكر، ولهذا شبهنا الأمر بالقطار الذي لا يستطيع النظر إلى ذيله ملتزما بقضيبين يسير عليهما، وكلما وسوس لك بخصوص شيء مما تقدم من أفعال و/أو أقوال الصلاة فمعناه أنك أحسنت افعل ما يلي حتى تسلم من صلاتك.
وباختصار فإني أكرر ما قلته لك في أول ردودي عليك في مسألة الشك في عدد الركعات والسجدات (ما ينصح به الموسوس في الصلاة عموما هو أن يهمل الشك أيا كان ويتابع صلاته واقرأ في ذلك استعارة القطار أحادي الوقوف).
أظن بهذا يكون واضحا أن دواء Lustral أو غيره ليست له علاقة بالموضوع، بل هو من صميم الحالة المرضية والتي بدأت علاجها، وأما ملاحظتك (في بعض المرات (نادراً) لما أكون أصلي جماعة، أحيانا قليلة أوي ممكن أسأل نفسي هو أنا في السجدة الثانية ولا الأولى.. بالرغم من وجودي مع إمام) فهذا لأن المشكلة فيك فهي يمكن أن تنتج عن أي محاولة تذكر لمتعلق بما توسوس فيه سواء كنت مأموما أو منفردا في صلاتك، وطبيعي أن يحدث ذلك نادرا في الحالة الأولى مقارنة بالثانية لأن إحساسك بالمسؤولية أكبر وبالتالي فإن حرصك على التركيز يكون أكبر فتكون عرضة للشك أكثر وأكثر.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.