بسم الله الرحمن الرحيم..
أرجو في البداية أن يتسع صدركم لما سأقول، وإن كنت في الحقيقة لا أعرف من أين أبدأ.
المهم، أنا سيدة في الثامنة والأربعين ومتزوجة منذ 18 عاما، لي ابن عمره 17 عاما، وابنة عمرها 14، عندما تزوجت كنت أكن لزوجي احتراما وتقديرا كبيرين، وكنت أحترم حتى شكوكه وأحرص على تجنب ما يثيرها قدر المستطاع، غير أن زوجي كان دائما يختلق أشياء لا وجود لها، فإذا خرجنا فغالبا ما نعود إلى البيت وقد تخاصمنا.. لماذا؟
أنت نظرت إلى أحدهم.. ويختار من الرجال الطويل الممتلئ؛ لأن زوجي قصير القامة شيئا ما، أو يقول: أحدهم نظر إليك. ويلومني على الكحل الذي أضعه في عيني، ثم يسمعني كلاما جارحا، حتى كرهت الخروج بصحبته.
واستمر الوضع على هذا الحال وعلاقتنا ما بين شد وجذب، ونفس الأمر يكرر دائما، وأنا تارة أثور وأرد عليه بما يكره وأنعته بالمريض، وتارة أحتسب ما يصيبني وأعتبره ابتلاء من الله.
إلى أن وقع البلاء الأكبر، فمنذ سنة وبينما نحن في خضم هذه المشادات، انفجر زوجي وصار يصرخ بكلمات بذيئة، ويقول قولا فاحشا عني، يقول إنني عشيقة زوج أختي، وإنني أنفق عليه من أجل أن يحضر لي الرجال الذين يمتعونني جنسيا، و... و... وقد وصل به الأمر إلى أن سب والديّ ونعتهما بأنهما متسترين على علاقتي بزوج أختي.
وأنا أقسم بالله العظيم إن كل ما يقوله لا أساس له من الصحة، فأنا امرأة مؤمنة ملتزمة أخشى الله، ومثل هذه المعاصي لا يمكن أن تخطر على بالي، أما زوجي فلا إيمان له، فهو لا يصلي وأحيانا يسكر ويتعاطى الكيف والحشيش، وهو رجل ليست له أي علاقات اجتماعية، فهو إذا لم يكن في العمل فلا بد أن تجده بالبيت، رفيقه الوحيد غليونه الطويل، وكلامه في الناس وأعراضهم.
المهم أصبح هجومه ودفاعي هو السيرة التي عليها نصبح وبها نمسي، أصبحت حياتنا جحيما، استنجدت بأسرته عندما استفحلت أعراض مرضه وتعاونوا معي في إجباره على الذهاب إلى الطبيب النفسي.
زار طبيبا، ثم آخر، ثم ثالث ورابع، ولكنه لم يكن يكمل العلاج ويقول إنني أتصل بأطبائه وأعمل على التأثير عليهم.
وبعد ستة أشهر استفحلت أعراض مرضه من جديد، فحاولت جاهدة إقناعه بالذهاب إلى الطبيب فكان يسمعني من الكلام ما أكره.
المهم، إنني لا أستطيع في هذه الظروف إقناعه بمراجعة الطبيب، ولا أستطيع اللجوء إلى إخوانه فكل واحد منهم منشغل بحياته وعمله في مدن بعيدة، وللصراحة أيضا ما عدت أطيق الخوض في هذا الموضوع الذي يمس عرضي وشرفي وقد صرت في هذا العمر.
فكرت في الطلاق، وذهبت فعلا إلى القاضي ولكنني تراجعت عن ذلك خصوصا وأنا أرى تعلق ابني بأبيه وهو إضافة إلى ذلك في سن حرجة ويحتاج إلى أسرة متماسكة.
أما ابنتي فقد أصبحت تكره أباها لأنها سمعته يقول أكثر من مرة إنه يكرهها ويشك في سلوكها.
أفيدوني أفادكم الله، انصحوني ماذا أفعل؟
15/8/2024
رد المستشار
سيدتي.. واضح من رسالتك أن زوجك يعاني من وهم الخيانة (اضطراب الوهام).. ويبدو أن حالته تطورت ليصل الأمر إلى جنون الشك ..وما يزيد حالته سوءا هو تعاطيه الكيف والحشيش والسكر ..وبالتالي تزداد الشكوك والتوهمات حولك..
وما ورد في رسالتك من سب وقذف في شرفك شئ لا يحتمل.. وهذا ما يجعل حياتك (حياة الأسرة) في حالة من التوتر والقلق وفي حالة استنفار دائم لتتحول حياتك مع ابنك وابنتك الى جحيم لا يطاق..
كم أنت عظيمة يا سيدتي عندما تراجعت عن قرار الطلاق من أجل أولادك وتعلقهم بوالدهم..
زوجك يحتاج لعلاج.. لابد من إجباره على زيارة الطبيب وقد يحتاج لرقود في المستشفى..
لابد من أن تضغطي على أسرته في علاجه ليس فقط من جنون الشك بل من تعاطي الكيف والحشيش والشراب..
لابد أن يقف أهله معك لمعالجة زوجك حتى لا يوؤل الأمر إلى ما تحمد عقباه..
لا تهملي الأمر بالضغط على أهل زوجك ومواجهة الأمر بجدية.. بالتوفيق
اقرئي على مجانين:
الغيرة ووهام الغيرة!
وهام الخيانة الزوجية: وسواس أم وهام الغيرة؟!
جرائم باسم الزوجية: وهام الغيرة!