السلام عليكم ورحمة الله
مشكلتي مع زوجي تتلخص في أنه زوج مادي للغاية إن لم يشعر أنني مصدر دخل له لا يرتاح، ولعل هذا كان سبب الشقاق بيني وبينه منذ زواجنا؛ فقد حاول الاستيلاء على كل دخلي وتمكن من ذلك فترة إلا أنني أفقت لنفسي واستطعت أن أملك راتبي بعد أن أعطيه شهريا مبلغا يعدل ثلثه.
وساعدته على شراء شقة فاخرة في موطننا، وساعدته في تشطيبها، وسوف أساعده في تجهيزها، وكل ذلك بلا أي أوراق تشير إلى أحقيتي في الملكية.
المهم أنني لم أجد منه أي شكر بل إهانة واحتقار واستغلال، فصرت أكثر حرصا على دخلي الشهري، وبسبب ماديته تغير في معاملته معي وصار لا يتقبلني ويعاملني كمجرد مربية لأولاده، وكأنه أقسم على ألا ينفق علي مليما كي لا ينقص ذلك من المبلغ الذي أعطيه إياه كل شهر.
المهم أنني بعد رواسب عشر سنوات من الآلام والجراح والمشاكل بت لا أطيق معاشرته جنسيا، وبات الأمر بالنسبة لي كالكابوس؛ لعنفه وعدم مراعاته لضرورة تصفية خلافاتنا؛ إذ صار يخفي عني أي دخل مادي، ولا يمانع في إطلاع أشقائه في مقابل انفصالي ماديا عنه.
وبات شديد اللؤم معي لكي يأخذ مني مالا قدر الاستطاعة، وفي الوقت نفسه لا يتحدث إلا عن المصاريف والأسعار والخسائر لا عن الأرباح في عمله كمتعهد تنظيم حفلات.
وهذا الأمر ساء من حالتي ومشاعري تجاهه؛ فبت لا أطيق معاشرته، وأخشى من الطلاق كي لا أخسر كل ما بنيته في الشقة لأنها عصارة تعبي السنوات الماضية كلها.
كما أن أسلوب تربيته للأبناء في غاية العنف والتخلف وعدم مراعاة القواعد التربوية، ولا أستبعد بعد تركي أن يأخذهم ويبيع الشقة ويرجع إلى بيئته ويربيهم على الذل والهوان والإهانة.
أخشى على أبنائي وثمرة كفاحي، ولا أطيق معاشرته، وأتحمل ذنبا يوميا بعد أن بت أرفضه علنا حاليا بعد أن عانيت كثيرا وكنت أتحامل على نفسي لكن في النهاية اشترطت عليه أن يعلن عن خفاياه المادية قبل أن يعاشرني، فقال إنه لا يثق بي كوني أخذت حقيبة أوراقه عدة مرات كلما غضبت من البيت.
ويعلم الله أنني كنت أنوي أخذ الأوراق اللازمة لي والتي كان يحتفظ بها وأرجعتها له كاملة في كل مرة بعد التصالح، كما أنني وثقت به وأعطيته نفسي ومالي وساعدته وبعد كل ذلك يتهمني بأنني سارقة.
أرجوكم.. إنني أتعذب ولا أعلم مَن منا على حق؟
وهل يقبل الله ذلك أم علي أن أطلب الطلاق وليكن ما يكون؟
16/08/2024
رد المستشار
الأخت الكريمة "عزة" حفظها الله
السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد...
أشعر بمعاناتك وأفهم كم هو صعب الوضع الذي تمرين به. سأحاول تقديم بعض النصائح التي قد تساعدك في اتخاذ القرار المناسب.
أولاً، من الواضح أن هناك مشاكل كبيرة في العلاقة بينك وبين زوجك، سواء من ناحية التواصل، الاحترام المتبادل، أو توزيع المسؤوليات. المال أصبح مصدر توتر كبير بينكما، وهذا يؤدي إلى مزيد من الجفاء والعنف في العلاقة.
من الجانب الشرعي، العلاقة الزوجية مبنية على المودة والرحمة، والإنفاق من الزوج هو واجب شرعي، وليس من حقه أن يأخذ أموالكِ بدون رضاكِ. إذا كنت تشعرين أنه يقوم باستغلالك وأن العلاقة لم تعد تُبنى على أساس الاحترام والتفاهم، فقد يكون من الضروري التفكير في خياراتك بعناية.
الطلاق خيار صعب وله تبعاته لكن إذا كانت الحياة مع زوجك تُسبب لك هذا الكم من الأذى النفسي والجسدي، ولا تجدين فيه ما يمكن إصلاحه أو تحسنه، فقد يكون الطلاق الحل الأخير. ومع ذلك، قبل اتخاذ أي قرار نهائي، أنصحك بالتالي:
1.التحدث مع مستشار أسري:
يمكنكما التحدث مع شخص مختص في العلاقات الزوجية. قد يساعدكِ هذا على رؤية الأمور من زاوية جديدة، وربما إيجاد حلول لمشاكلكما.
2. توثيق حقوقك: إذا قررتِ الاستمرار في العلاقة، فمن الضروري أن توثقي حقوقك في الشقة أو أي ممتلكات أخرى. يمكنكِ اللجوء إلى محامٍ لمساعدتك في هذا الشأن.
3. التفكير في مستقبل أبنائك:
من المهم أن تأخذي بعين الاعتبار مصلحة أبنائك. حاولي التفكير في كيفية حمايتهم من أي تأثيرات سلبية قد تنتج عن الوضع الحالي، سواء قررتِ البقاء مع زوجك أو الانفصال عنه.
4. طلب المشورة من الله والاستخارة : لا تترددي في صلاة الاستخارة وطلب المشورة من الله تعالى، فهو وحده الأعلم بما هو خير لك في الدنيا والآخرة.
القرار النهائي في علاقتك الزوجية يعتمد على قدرتك على التحمل، ومدى رغبتك في تغيير الواقع الذي تعيشينه. المهم أن تعملي ما تظنين أنه الأصلح لك ولأبنائك.
أما فيما يتعلق بسرقة الأوراق، فإذا كنتِ قد أخذت الأوراق دون إذن من زوجك بسبب شعورك بالظلم أو لحماية حقوقك، فإن هذا الوضع يمكن أن يكون معقدًا من الناحية الأخلاقية والشرعية. في الإسلام، يُشدد على الأمانة والصدق ولكن في نفس الوقت هناك اعتبار للظروف التي قد تضطر الشخص لاتخاذ إجراءات معينة لحماية نفسه أو حقوقه.
هذا الأمر يرتبط ببعض الأمور الهامة التي يجب وضعها في الاعتبار قبل اصدار الحكم عليك بكونك سارقة ام لا و منها:
1. النية والقصد:
إذا كانت نيتك من أخذ الأوراق هي حماية حقوقك أو الحصول على دليل على شيء ما يخصك، فهذا قد يخفف من الأمر. النية تلعب دورًا كبيرًا في الحكم الشرعي، والله سبحانه وتعالى أعلم بما في القلوب.
2. إعادة الأوراق:
إذا كنت قد أعدت الأوراق بعد حل المشكلة أو التفاهم معه، فهذا قد يُظهر أن نيتك لم تكن السرقة وإنما حماية حقك أو البحث عن حل.
3. الشفافية والمصارحة:
الأفضل دائمًا أن تكون هناك مصارحة بين الزوجين. إذا شعرتِ أنكِ اضطررتِ لهذا التصرف بسبب موقف ظالم، يمكنكِ محاولة التحدث معه بصدق وتوضيح سبب قيامك بذلك. ربما يساعد هذا في حل الخلاف بطريقة أفضل.
4. الاستشارة الشرعية:
اذا استمر قلقك بخصوص هذا الأمر فسيكون من الأفضل استشارة شيخ أو عالم ديني موثوق للحصول على رأي شرعي دقيق يناسب وضعك الخاص.
الأفضل أن تسعي للصلح والتفاهم قدر الإمكان ولكن إن لم يكن ذلك ممكنًا وكنت تشعرين بأنك تُظلمين فيما يتعلق بالجانب المادي من علاقتك بزوجك، فاللجوء إلى جهة قانونية أو شرعية لحماية حقوقكِ قد يكون الخيار الأفضل.
أدعو الله أن يهديك للصواب وأن يصلح لك الحال والبال، أنه ولي ذلك والقادر عليه. وبالله التوفيق.
اقرئي أيضًا:
زوجي بخيل وكتوم وحشري! شخصية قسرية!
أنا وزوجي .. زيت وماء