السلام عليكم ورحمة الله..
أنا فتاة أبلغ من العمر 19سنة، أدرس في الجامعة أريد أن أعرف هل مرحلة المراهقة تتأخر؟ يعني في مثل سني، حيث إني أحسست بنفسي أتغير حيث بدأت أهتم بنفسي، وكذلك بدأت أهتم بالجنس الآخر، حيث لفت نظري شاب يدرس معي وقد بحثت عن كل معلوماته وتحدثت إليه، واتضح لي أنه شاب لطيف متخلق له نفس أفكاري.
وللعلم فأنا التي بادرت بالحديث معه، وقد أخبرني أن له صديقة، ولكن مع ذلك استمررت في الحديث معه عادي، ولكن كان دائما ينتابني إحساس أنه يعلم شيئا، وفي يوم اعترف لي أنه ليست لديه صديقة، وقد اعتذر لي كثيرا على أنه كذب علي، معللا ذلك أنه لم يتصور فتاة مثلي تفعل هذا.
وبعد أن شرحت له كل شيء -فقد كنت صريحة معه- و قلت له إنك لفت نظري وأحببت التعرف على شخصيتك، وبعد أن انتهيت طلب مني أن نصبح أصدقاء، لكني رفضت وقلت له إنه في سننا لا يجب التفكير في هذه الأشياء، ويجب التفكير في مستقبلنا، وطلبت منه أن نصبح أصدقاء عاديين.
وقد اقتنع بالفكرة ورحب بها، ولكن أسئلة كثيرة تحيرني وهي:
لماذا غير رأيه وصارحني وطلب مصاحبتي؟ وللعلم فقد سألني هل أحبه؟ لكني لم أرد لأني غير متأكدة من مشاعري (وقد قال لي إن كنت تحبينني فهذا شيء آخر) فأنا لم أفهم معنى هدا الكلام، وهو قد طلب مني أن نصبح أصدقاء.
وكذلك: لماذا أفصح لي عن كذبته؟ هل أحس بمشاعر اتجاهي؟ وإن كان لا.. كان من الممكن أن يستمر في كذبته؟ أم أراد أن يختبرني؟ ولماذا أراد أن يختبرني؟ وهل نجحت في اختباره؟
وللذكر فقد سألته بعض هذه الأسئلة لكني لم أقتنع برده، فأنا في حيرة من أمري حيث إني يوما عن يوم أتعلق به..
أفكر فيه كثيرا وكلما سمعت اسمه أو تذكرت كلامه ينتابني إحساس غريب، و كذلك إذا رأيته يتحدث مع فتاة ينتابني إحساس غريب، فهل هذا يسمى حب؟ وهل أذنبت عندما فكرت فيه وأنا التي بادرت في الحديث؟ هل أنا اليوم نقصت في نظره؟ لأني أحسه هذه الأيام متغيرا؟ أم هذه مجرد أوهام؟
أنا أكتب لكم ودمعتي على خدي، فأنا لا أريد أن أعيش في أوهام، وكذلك أريد أن أبقى جوهرة لا يمسها أحد كما تقول لي دائما أمي، فأنا أريد أن أعرف هل اخترت الطريق الصحيح؟ فما العمل إذن؟
المرجو الإجابة على أسئلتي، وأعتذر عن الإطالة، وكذلك على الأسلوب..
وشكرا لكم وعلى موقعكم الرائع.
20/8/2024
أنا فتاة أبلغ من العمر 19سنة، أدرس في الجامعة أريد أن أعرف هل مرحلة المراهقة تتأخر؟ يعني في مثل سني، حيث إني أحسست بنفسي أتغير حيث بدأت أهتم بنفسي، وكذلك بدأت أهتم بالجنس الآخر، حيث لفت نظري شاب يدرس معي وقد بحثت عن كل معلوماته وتحدثت إليه، واتضح لي أنه شاب لطيف متخلق له نفس أفكاري.
وللعلم فأنا التي بادرت بالحديث معه، وقد أخبرني أن له صديقة، ولكن مع ذلك استمررت في الحديث معه عادي، ولكن كان دائما ينتابني إحساس أنه يعلم شيئا، وفي يوم اعترف لي أنه ليست لديه صديقة، وقد اعتذر لي كثيرا على أنه كذب علي، معللا ذلك أنه لم يتصور فتاة مثلي تفعل هذا.
وبعد أن شرحت له كل شيء -فقد كنت صريحة معه- و قلت له إنك لفت نظري وأحببت التعرف على شخصيتك، وبعد أن انتهيت طلب مني أن نصبح أصدقاء، لكني رفضت وقلت له إنه في سننا لا يجب التفكير في هذه الأشياء، ويجب التفكير في مستقبلنا، وطلبت منه أن نصبح أصدقاء عاديين.
وقد اقتنع بالفكرة ورحب بها، ولكن أسئلة كثيرة تحيرني وهي:
لماذا غير رأيه وصارحني وطلب مصاحبتي؟ وللعلم فقد سألني هل أحبه؟ لكني لم أرد لأني غير متأكدة من مشاعري (وقد قال لي إن كنت تحبينني فهذا شيء آخر) فأنا لم أفهم معنى هدا الكلام، وهو قد طلب مني أن نصبح أصدقاء.
وكذلك: لماذا أفصح لي عن كذبته؟ هل أحس بمشاعر اتجاهي؟ وإن كان لا.. كان من الممكن أن يستمر في كذبته؟ أم أراد أن يختبرني؟ ولماذا أراد أن يختبرني؟ وهل نجحت في اختباره؟
وللذكر فقد سألته بعض هذه الأسئلة لكني لم أقتنع برده، فأنا في حيرة من أمري حيث إني يوما عن يوم أتعلق به..
أفكر فيه كثيرا وكلما سمعت اسمه أو تذكرت كلامه ينتابني إحساس غريب، و كذلك إذا رأيته يتحدث مع فتاة ينتابني إحساس غريب، فهل هذا يسمى حب؟ وهل أذنبت عندما فكرت فيه وأنا التي بادرت في الحديث؟ هل أنا اليوم نقصت في نظره؟ لأني أحسه هذه الأيام متغيرا؟ أم هذه مجرد أوهام؟
أنا أكتب لكم ودمعتي على خدي، فأنا لا أريد أن أعيش في أوهام، وكذلك أريد أن أبقى جوهرة لا يمسها أحد كما تقول لي دائما أمي، فأنا أريد أن أعرف هل اخترت الطريق الصحيح؟ فما العمل إذن؟
المرجو الإجابة على أسئلتي، وأعتذر عن الإطالة، وكذلك على الأسلوب..
وشكرا لكم وعلى موقعكم الرائع.
20/8/2024
رد المستشار
حكي أحد العلماء عن نفسه قائلا:
كنت مغرما في طفولتي بجمع شرانق الفراش ومراقبة خروجه منها في الربيع، وكان جهادها في التخلص من سجنها يثير عطفي دائما، وأتى والدي يوما بمقص وأعمله في غلاف الحرير المطبق على الفراشة وساعدها على الخلاص؛ ولكنها ما لبثت قليلا حتى ماتت.
وعندئذ قال أبي: يا بني إن "الجهد" الذي تبذله الفراشة لتخرج من الشرنقة يخرج السم من جسدها، وإذا لم يخرج هذا السم ماتت الفراشة..
وهذا ما نسميه في علم النفس بـ"ألم النمو" فلا تنظري للمراهقة وكأنها سبّة أو أمر مزعج نحتاج التخلص منه أو نهرب من وصمته! فهي مرحلة هامة لا بد من مرورنا بها حتى ننضج؛ ففيها نسطر أولى خبراتنا عن أنفسنا وعن الحياة.
وهذه المرحلة هي "مفهوم" أكثر من كونها "سن" محددة؛ لذا قد نلقى مراهقا في عامه الأربعين، في حين كان أسامة بن زيد قائدا لجيش فيه من خيرة البشرية كسيدنا أبي بكر وعمر بن الخطاب وهو في السادسة عشرة من عمره..
ففي مثل سنك يعلو صوت الأنوثة فوق كل الأصوات، ويطفو على السطح الاحتياج والميل "الفطري" للجنس الآخر، ولكن ترجمة هذا الميل ومقاومته لحين الوصول للوقت المناسب هو الفرق بين فتاة وأخرى.
فنجد منهن من ينجرف وراء إشباع هذا الميل دون اعتبار لأي تبعات أو إنصات لصوت عقل أو شرع، ومنهن من يقاومن "بنبل" هذا الميل رغم احتياجهن له -ألم النمو- لأنهن لا يرضين لأنفسهن سوى رضا الله واستمرار احترامهن لأنفسهن "وقد" يفلت منهن أحيانا "بعض" التصرفات التي ما يلبثن أن يعترفن بأنها "لا تصح" كما فعلت أنت.
أتصور أني أجبتك عن ما أردت.. عدا شعوره هو تجاهك أو تجاه تصرفك؛ فهو مثلك تماما تائه صغير في عالم الرجال لم يخط في خبرته سوى سطور قليلة لا تجعله يرى أمامه بالشكل الكافي فلا زال مشوار نضجه ومستقبله طويلا حتى يصير رجلا مسؤولا عن أسرة.
يبقى سؤال يطرح نفسه وهو: "ماذا أفعل حتى يحين الوقت المناسب رغم صرخات الاحتياج؟؟".
وقبل الرد عليه تقتضي مني الأمانة أن أقول إنى لن أقدم حلولا جذرية بقدر ما هي حلول مقبولة "كمسكنات" تخفف وطأة الاحتياج "للحب" بدرجة كبيرة.
الحب مساحة واسعة فلا تضيقي واسعا، وانهلي من أنواع الحب "اللذيذ" كحب الصديقات وحب الخير وحب الأشياء! ألم يقل الرسول صلى الله علية وسلم عن جبل أحد: هذا جبل يحبنا ونحبه؟! فحينها سيعمُر قلبك بمفهوم الحب الأكبر، حيث لكل حب مذاق خاص يجعل للحياة مذاقا "لطيفا".
حين نسير في الطريق ننظر للمباني فنراها ضخمة الحجم لا يمكن احتواؤها بنظرنا، ولكن حين "نعلو" فوقها بطائرة بضعة أمتار قليلة نراها صغيرة، ويمكننا احتواؤها! وهكذا الحب حين نجلس بجواره منتظرين مستشعرين الحرمان منه يصير ضخما بداخلنا، ولكن حين نعلو عنه "قليلا" بالقرب الحق من الله عز وعلا وبأهداف وأحلام نعمل لها وبأنشطة نهواها نقوم بها في إطار من حب الصديقات والزملاء يصغر حجمه حتى حين.
نستطيع أن نكتفي في العلاقة بالجنس الآخر بدرجة الزمالة الملتزمة، والتي تكون زمالة اشتراك في العلم أو العمل أو المكان أو القرابة وهذه الزمالة حديثها "عام" بعيدا عن الخصوصية فلا تخرج عن إطارها الصحيح.
اقرأ أيضًا:
براءة الرومانسية!
الرومانسية والحب.. فطرة الله في خلقه
صغيرة على الحب
مرحلة المراهقة وما تحمله من تقلبات
أعوام المراهقة والعواطف Adolescence & Emotions