وسواس العقيدة، وسواس العبادات و.ذ.ت.ق م6
وسواس الصلاة
في صلاتي دائمًا أوسوس أنه يوجد في فمي شيء وأنه يبطل الصلاة إذا بلعته وفعلًا أشعر به ولكنني أتجاهله وأبلع وأقول إنه وسواس. ماذا لو لم يكن وسواس؟
واليوم شعرت أن هناك شيئا مبطلا للصلاة في فمي ولم أستطع بلعه لأنني خفت أنه حقيقي وأظن أنه فعلًا شيء حقيقي وجمعت الريق في فمي، حتى أنني أخطأت في بعض الحروف في التشهد الأخير بسبب الريق، ولكنني استطعت أن أصححها.
وأنا كنت أعلم أنني ربما سأخطئ، ولكنني مع ذلك أبقيت الريق ولم أخرجه فهل بطلت صلاتي؟
لأنني كأنني أخطأت عمدًا، هل أنا كافرة؟
13/9/2024
وأضافت بعد يومين تقول:
أخاف أني نويت أن أترك الصلاة
قبل قليل صليت صلاة المغرب وعندما انتهيت سجدت سجودا للسهو بعد الصلاة أي بعد أن أسلم، ولكن كانت أمي تستعجلني لأننا سنخرج فعندما رفعت من السجود لأسلم لسجود السهو لم أطمئن قليلًا قبل السلام وسلمت على الفور (لا أعلم إذا كان واجبًا هنا أم لا) ولم أعد السجود، ثم عندما خرجت جلست أفكر وقلت لن أفعل ذلك مرة أخرى. وسأسجد سجودا صحيحا..
وأتتني مشاعر وأفكار قالت لي إنني سأعود وأنه ما الذي أدراني أنه لن يحصل مثل هذا الموقف مرة أخرى؟
وأنني لن أعيد نفس التصرف؟ هل أنا كفرت؟ كأنني نويت أن أترك الصلاة؟
15/9/2024
رد المستشار
الابنة المتابعة الفاضلة "لولو" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
ردا على الرسالة الأولى اطمئني يا ابنتي فلا شيء يمكن أن يبطل عبادة مريض الوسواس القهري إذا وسوس فيها، وبالتالي لا يجب عليك أثناء صلاتك أن تراقبي نفسك ولا يصح أن تلتفتي لأي شك بـبطلانها فلا شيء من المبطلات يبطلها بما في ذلك ما تسمينه تعمد الخطأ، وإنما يجب أن تلتزمي باتباع استعارة القطار.
أما سؤالك التاريخي (هل أنا كافرة؟) فلا مجال له أولا لأنك مريضة وسواس عقيدة وبالتالي لا كفر لك، وثانيا لأن صلاتك أصلا لم تبطل، وإذا أخطأ الصحيح متعمدا في صلاته يكون مذنبا وليس كافرا! فما بالك بالموسوس؟ الذي توقعه مراقبته لنفسه أثناء العبادة في الخطأ أكثر مما يخطئ أو يوقعه الوسواس في الخطأ!... ولو اهتدى إلى أنه إنما يسلم نفسه لله عند الدخول في العبادة ثم يستمر في أدائها تلقائيا فلن يخطئ ولو أخطأ ولم ينتبه فلا يحاسب على خطأ لم ينتبه له.
وردا على الرسالة الثانية أقول أيضًا اطمئني تماما، وبالفعل أنت لن تفعلي ذلك مرة أخرى أي لن تسجدي سجود السهو لأن سجود السهو لا يسن للموسوس وإنما يسن للصحيح (ولا يجب عليه)، وسبب ذلك أن مثل هذا السجود في حالة مريض وسواس الصلاة سيتحول بالتدريج إلى سجود قهري بعد كل صلاة.
مسألة أن تختلط عليك نيتك واردة جدا أيضًا لأنك مريضة وسواس قهري، ورغم أنك نويت ألا تسجدي سجود السهو أو لا تتعجلي فيه إلا أنك تقولين (كأنني نويت أن أترك الصلاة؟) لأن الوسواس قال لك وماذا لو أخطأت في الصلاة؟ ألن تسجدي إذن لن تصلي، وقد استغل جهلك بأن سجدتي السهو سنة عن الرسول عليه الصلاة والسلام تسن للصحيح لكنها ليست واجبة ولا افتراض ضرورة الاطمئنان وعدم التسليم بعدها بسرعة بذي معنى ولا يخطر ببال أحد إلا الموسوس.
ثم أن مريض الوسواس أيضا لا يؤاخذ في أمور النية، ولا الأحكام الخاصة بها لأنه لا نية للموسوس. ولن أعلق مرة أخرى على سؤالك التاريخي! وأخيرا أكرر (كفي عن تكرار إرسال التساؤلات فلا فائدة من محاولات الحصول على الطمأنة دون تواصل علاجي حقيقي مع طبيب ومعالج نفساني).
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>>>>>: وسواس العقيدة، وسواس العبادات و.ذ.ت.ق م8