رسالة من معذبة:
أنا سيدة متزوجة، لي من الأبناء ثلاث بنات، سعيدة في زواجي وراضية، فزوجي إنسان خلوق، وقد تزوجته عن حب.. مشكلتي أنني كثيرا ما أحلم في منامي أنني أبحث عن الشخص الذي كنت أحبه في فترة المراهقة، وقد كنا على علاقة، ولكنها انتهت قبل أن أقابل زوجي، ولكني ومنذ ست سنوات أصبحت تراودني بصور مختلفة، ولكن موضوعها واحد..
مضمون الحلم هوأنني أبحث عن حبيبي السابق، ولكن دائما ما ينتهي الحلم دون أن أتمكن من لقائه أو الحديث معه.. والمشكلة هي أنني أستيقظ وأنا أتمنى أن يتحقق هذا الحلم حقيقة، حتى أنني أصبحت فعلا أسعى إلى إيجاد طريقة إلى لقائه أو الاتصال به، مع العلم بأنه تزوج منذ سنة ولديه ابن، فهوابن جيراننا منذ الطفولة إلى الآن.
أما أنا فمنذ أن تزوجت منذ سبع سنوات أقيم خارج بلدي وكل هذه الفترة لم أقابله إلا مرة واحدة، حيث كنت في إجازة قبل أربع سنوات، وجاء إلى منزل عائلتي للتهنئة بالعيد، ولم يكن يعلم أني موجودة فصافحني وانصرف بسرعة.
السؤال الذي أطرحه على نفسي، ومن ثم عليكم.. ماذا أريد منه؟؟.. ففي الصيف المنصرم نزلت الإجازة، ووجدت والدته قد توفيت فكأني اتخذتها ذريعة للاتصال به، ولكني استحييت من أن آخذ رقم هاتفه من أحد أفراد أسرته أو طلب مساعدة أفراد أسرتي في الحصول عليه.
فماذا سيقولون عني وهم (الأسرتان) يعلمون بعلاقتنا القديمة؟؟ فماذا سيظن أهلي وأهله بي؟؟
أنا حقيقةً في صراع نفسي شديد بين رغبتي القوية والملحة في لقائه أو الاتصال به، وبين زوجي الذي تزوجته عن علاقة حب ناضج، وأنا الآن سعيدة به وبأسرتي.
كما أنه كذلك لديه أسرة الآن.. وماذا سوف أستفيد لو اتصلت به؟ وهل أنا في ذاكرته كما هو في ذاكرتي؟
ألف سؤال في رأسي.. هل مازلت أحبه؟ مع العلم أنني لا أتخيله زوجا لي أبدا، ولكني أشتاق إلى أن أجلس معه، وأتحدث معه لساعات، وساعات.. أشتاق لهذا الشعور فقط.
لو استطعت أن أتحصل على رقم هاتفه فهل أتصل به حتى أعزيه في وفاة والدته أم لا؟
هل أحلامي ومشاعري هذه تعد خيانة لزوجي وأبو بناتي؟
29/09/2024
رد المستشار
الأخت الكريمة: "ناهد" حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،
ما تمرين به هو مزيج من المشاعر المعقدة، ومن الطبيعي أن تجدي صعوبة في فهمها، الأحلام، خاصة المتكررة منها، قد تكون انعكاسًا لعواطف غير محلولة أو تجارب ماضية لم تكتمل معالجتها، ولكن يجب أن تتذكري أن الأحلام لا تعبر بالضرورة عن رغباتك أو واقعك الحالي، ولا تعني أنك غير سعيدة في حياتك الزوجية.
اسمحي لي ان أسلط الضوء على بعض النقاط التي قد تساعدك في التفكير:
1. العواطف غير المكتملة: من الممكن أن تكون هذه الأحلام نتيجة لشعورك بأن هناك جانبًا غير مكتمل في علاقتك السابقة، هذا لا يعني بالضرورة أنك ما زلت تحبينه، بل ربما تحتاجين إلى إغلاق هذا الفصل بطريقة ما.
2. الحنين مقابل الواقع: قد تكون رغبتك في التواصل معه نابعة من الفضول أو الحنين إلى مشاعر قديمة أكثر من كونها رغبة حقيقية في استعادة العلاقة، ما تشعرين به قد يكون مرتبطًا بالذكريات وليس بالشخص نفسه كما هو الآن.
3. احترام الحدود: كلاكما متزوج ولديكما عائلات، والتواصل قد يفتح بابًا يعقد حياتك وحياته، وطلب رقم هاتفه أو التواصل معه قد يثير تساؤلات أو سوء فهم لدى عائلتيكما، وهذا ما تخشينه بالفعل.
4. التفكير في الحاضر: أنت سعيدة مع زوجك وأسرتك الآن، وهذا أمر مهم. يجب أن تفكري في ما إذا كانت هذه الأحلام والمشاعر تؤثر على علاقتك الحالية، هل البحث عن محادثة مع حبك السابق يتماشى مع قيمك ومع الحياة التي بنيتها مع زوجك؟
5. هل هو حب أم مجرد ذكرى!؟: يبدو أنك لا تتخيلينه زوجًا لك الآن، بل تفتقدين التواصل الذي كان بينكما. هذا شعور طبيعي، ولكن من المهم الفصل بين الماضي والواقع الحالي. لقد بنيت حياة جديدة، وسعادتك الآن تكمن مع زوجك وبناتك.
أما بخصوص الاتصال به، اسألي نفسك: ماذا تأملين أن تجني من هذا التواصل؟ هل سيساعدك الحديث معه في الحصول على إغلاق أو يفتح أبوابًا لمشاعر أكثر تعقيدًا؟ لقد مضت سبع سنوات دون أن تشعري بالحاجة للتواصل معه، ورغم أن وفاة والدته قد تبدو عذرًا، إلا أن ذلك قد يؤدي إلى اضطراب عاطفي لكليكما.
أما عن سؤالك حول ما إذا كانت هذه المشاعر أو الأحلام تعتبر خيانة لزوجك، فالأمر يعتمد على حدودك الشخصية في علاقتك. ولكن من الواضح أنك امرأة واعية ومتفكرة، وترددك يظهر أنك تأخذين هذه الأمور على محمل الجد.
قد يكون من المفيد استكشاف هذه المشاعر بشكل أعمق، سواء من خلال الكتابة أو التحدث إلى مستشار، بدلاً من اتخاذ خطوات عملية. بهذه الطريقة، قد تجدين السلام مع الماضي دون التأثير على سعادتك الحالية.