أنا سيدة عمري 38 عاما، سبق لي الزواج من رجل خليجي، ولي منه ابنة عمرها الآن 7 سنوات وهي مقيمة مع والدتي بمصر، ووالدها منذ ولادتها لا يتحمل مسؤولية وأعباء تربيتها لا ماديا ولا معنويا؛ فقد انفصلت عنه بعد سنتين من الزواج.
تزوجت منذ 5 سنوات برجل آخر خليجي أيضا، متزوج وله 4 أولاد، وزوجته لا تزال على ذمته، اتفقنا من البداية على عدم الإنجاب، ولكن أراد الله أن أحمل وذلك العام الماضي، وقد أصر تمام الإصرار على التخلص من الجنين، ووافقته على مضض بعد مناقشات وضغوطات عنيفة منه لي.
بعد العملية بـ 4 شهور أخبرني بأن زوجته حامل، وعندما سألته لماذا لم تصر على التخلص من الجنين كما فعلت معي؟ اشتد غضبه ورفض النقاش.
الآن أنا حامل للمرة الثانية وهو مُصر تمام الإصرار على التخلص من الجنين بحجة الوضع الاجتماعي والمادي؛ وذلك لأن زواجنا شرعي، ولكنه في السر، علما بأنه ميسور الحال.
في هذه الأثناء حصلت على جنسية بلد زوجي، والآن قد عرضت عليه أن أرجع إلى بلدي وأن أعفيه من تحمل أي أعباء مادية أو معنوية للطفل، ولكنه رافض تماما وجود هذا الطفل، وقال بأنه لن يتحمل أي شيء يخصه ولا يريد أن يراه ولو بعد 100 عام، ولو صادف واتصل به يوما ما فسوف يخبره بأنه من البداية لم يكن يريده، ولن يعترف به أبدا أبدا.
لا أدري ماذا أفعل، هل أترك الخليج بعد 12 عامًا وأذهب لمصر لرعاية طفلين كل طفل من أب مختلف وغير مسؤولين عنهما، أم أوافقه وأتخلص من الجنين وأكمل حياتي؟ علماً بأني حامل في 4 أسابيع الآن ولا أدري ماذا أفعل؟ وما رأيكم في مشكلتي؟ الرجاء الرد السريع.
علما بأن زوجي يتعامل معي كأني صديقة شرعية وليست زوجة، ولا يعترف بأي حقوق لي كزوجة، والمبلغ الذي أملكه في مصر لا يكفي لإعالة طفلين، وأمي تبلغ من العمر 69 عامًا، وتسكن في شقة إيجار ليست تمليكا، حالتها المادية لا بأس بها لإعاشتي وأولادي، ولكن ليست للمصاريف كالمدارس والأطباء وخلافه.
03/11/2024
رد المستشار
في الحقيقة تبدو المشكلة معقدة نظرا لعواقب كل قرار، فأنت في صراع بين قرارين
الأول يتعلق بإجهاض الحمل والتخلص من الطفل، وهذه مسألة أخلاقية وشرعية وكذلك لها مخاطر طبية.
الثاني: يتعلق بالعودة لمصر وتحمل الأعباء وتكفل طفلين ماديا ومعنويا واجتماعيا.
لا أدرى مترتبات اتخاذك للقرار الثاني وأنت تحملين الجنسية، هل هذا يضمن لك بعض الحقوق، ربما تحتاجين استشارة محام في البلد الذي تعيشين فيه الآن ليبصرك بمآلات الأمور القانونية.
وكذلك عليك حساب مترتبات القرار الأول، هل فعلا لديه قدرة على التخلي عنك ان أكملت الحمل؟ أم لديك رصيد عنده يجعله يغضب ثم يرضى بعد حين.
كذلك يمكنك الذهاب لطبيب لحساب مترتبات الأمر من الناحية الصحية والطبية، والذهاب لفقيه لحساب مترتبات الإجهاض ومشروعيته في الشهر الثاني واحك له ظروفك الأسرية والمادية بوضوح، ربما تجدين مخرجا في حساب عواقب كل قرار.
بعدها ستجمعين الآراء وتتضح أمامك عواقب كل قرار ثم تتخذين القرار الأنسب لك وتتحملين نتائجه، وتعلمي أن كل قرار له مميزات وعيوب، فاذهبي للطبيب والفقيه والمحامي في أقرب وقت واستمعي بعقلك جيدا ثم قرري ناوية الخير.
أسأل الله لكم السداد والرشاد.