السلام عليكم
أنا سيدة أعمل في إحدى الهيئات الحكومية المعروفة، والمشكلة التي أكتب لك عنها خاصة بابنة أختي المتوفاة رحمها الله.. إنها مثل كل فتاة تحلم بأن تجد (زوجا صالحا)، فهي تبلغ من العمر 22 عامًا، وكانت متفوقة دائمًا في دراستها، فتخرجت في إحدى كليات القمة بتفوق، ولقد كانت تعيش في إحدى الدول العربية، وهي فتاة على قدر كبير من الجمال، وهادئة الطبع، ومشكلتها أنها تتمنى لنفسها شابًّا متدينًا يخشى الله، ويتميز بتقوى الله، وحسن الخلق، وأن يكون مقبول الشكل (وسيما)، وطيب الخلق، وكريم الطبع والأصل، ومناسبًا، ويعمل بالخارج، وهي من حيث المستوى الاجتماعي والمادي ترفض زواج الأقارب، وهي خائفة جدًّا من سوء الاختيار، وكانت كثرة ما قرأته في هذا الباب وغيره من الجرائد عن مشاكل الأزواج والزوجات سببا في هذا الخوف، ونحن ندعو الله أن يجنبها سوء الاختيار.
والمشكلة أن جدتها تريد أن تسعد بزواجها وتطمئن عليها قبل أن يحل الأجل، ولقد كانت أختي (رحمها الله) امرأة متدينة.. حافظة للقرآن أحبها كل من عرفها، وكذلك والدها،
فبماذا تنصحنا وتنصحها؟
2/2/2025
رد المستشار
"الأخت الكريمة"
ما أسهل مشكلتك وما أصعبها. هي ليست مشكلة بالمعنى المفهوم فليس فيها عقدة درامية وصراع قوي، ولا أي شيء مما نحاول أن نجد له بعون الله وتوفيقه مخرجًا.. هي مشكلة أجيال كاملة عندها حالة من "التوهان" بين غسيل الدماغ الذي قامت به أجهزة الإعلام غير مشكورة -مدعومة بالتكنولوجيا- والمطالب الفسيولوجية الطبيعية للبشر والمطالب الاجتماعية السوية، وبين مطرقة الأصدقاء وسندان المقارنات.. باختصار بين أشياء كثيرة جدًّا لا يستطيع إنسان أن يمد يده فيساعد فيها؛ لأن المساعدة لن تأتي إلا من صاحب الشأن (ابنة أختك).
أكيد أن ابنة أختك يتقدم لها أشخاص.. والمطلوب من النساء أن يخترن الأنسب من بين من يتقدم لهن، وإذا رغبن في شخص آخر فليفعلن كما فعل سيدنا عمر –رضي الله عنه- ويرسلن من يخطبه لهن لعلّ في هذا ما يجدي.
لست أمزح يا سيدتي، فالبنات كما الشباب يبغين صورة ثابتة في الرأس لا يتزحزحن عنها، فيها من التفاصيل الشكلية الكثير رغم كل الدعاوى الصادقة بالبحث عن الشخص الطيب الملائم المتدين ابن الحلال وخلافه...
ليت الأمر بهذه البساطة لو كان قصيرًا.. لو كان سمينًا... لو كان قبيحًا أو غير وسيم... لو... لو...
سيدتي النصيحة الوحيدة أن ننظر فيما هو متاح ونختار الأقرب للقبول، ونستشير من حولنا، ونجدّ في السؤال، ثم نستخير الله سبحانه وتعالى، ولن يخذلنا بإذن الله تعالى.
كلمة أخرى بيني وبينك، ولا أعرف لها أصلاً ولا تحقيقًا قيل إنها تجارب الصالحين: اجعليها تقرأ سورة يوسف قبل الفجر، يقال إن لها سرًّا، ويكفي أنها قرآن القيام في وقت السحر، حيث تجاب الدعوات.. وأدعو الله لها ولكل البنات اللاتي يحلمن بالزوج المناسب والبيت السعيد.
واقرئي أيضا:
حلم الزواج.. ما لا يدرك يؤجل!
مؤدبات ومتعلمات وجميلات.. وصمة اللقب
تأخر الزواج: الكلمة الأخيرة دائما للنصيب!
الزواج من ملتزم.. هي تسأل ونحن أيضًا
هل نتمسك بالمواصفات؟ أم أننا معقدات؟