السلام عليكم ورحمة الله
أعاني من القلق اجتماعي. إنه مرض مُرهق، رغم أنني أتحسن وأبدأ بتعلم التحدث والتفاعل، إلا أنه لا يزال صعبًا. مجالي الجامعي يتطلب مني الحضور، والتحدث، وبناء العلاقات، والظهور. أنا حاليًا في سنتي الرابعة، وهناك مشاريع وأمور تتطلب الوقوف والتحدث والشرح.
لا أعرف كيف أتحدث، مع أنني أجيد التحدث جيدًا، وكلامي جيد ومتوازن بشكل عام، لكنني أتلعثم عندما أكون أمام مجموعة. تتسارع نبضات قلبي، وأشعر بالتوتر لدرجة الصداع والارتباك. لا أستطيع طرح سؤال في الصف، وإذا أردت الإجابة، لا أعرف السبب. عندما أبدأ بالكلام، تتسارع نبضات قلبي لدرجة أنني أشعر وكأنني أتحرك من مكاني بسبب ذلك، كما لو أن النبضات في حلقي.
لم أصادق أحدًا قط. حتى الآن، هم من يبدؤون بتكوين صداقات معي، وإلا لكنت وحدي. عادةً. لماذا أبالغ؟ أبالغ كثيرًا، مع أنني أقول لنفسي لا تبالغوا، وأعلم أن المبالغة خطأ، لكنني أستمر في ذلك. لماذا أبالغ؟
أشعر أنني لن أستطيع الكلام، وأنني سأبدو سيئةً أمامهم، وأنني سأجيب إجابة خاطئة حتمًا، وأنني سأتلعثم، وأنني سأرتكب أخطاء، وأنهم سيسخرون مني دائمًا في داخلي، وأن أسلوبي في الكلام ليس لطيفًا على الإطلاق. أكرر كل هذه الأشياء لنفسي يوميًا حتى أشعر بالملل، وكل هذا، للأسف، يُضعف ثقتي بنفسي. أعني، لا أعرف ما هو أساس المشكلة؟ هل أنا انطوائية، أم أنني أفتقر إلى الثقة بالنفس، أم ماذا تحديدًا؟
لكن ما أعرفه هو أنني أحاول علاج هذا منذ فترة طويلة، ولكن دون جدوى.
فهل أحاول بشكل خاطئ، أم أن هذه طبيعتي الثابتة التي لا تتغير؟
17/10/2025
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "أسيل" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
الأعراض الموصوفة هي أعراض اضطراب القلق الاجتماعي المتعلق بالتحدث أمام آخرين، ورغم أن اضطرارك بسبب الدراسة إلى الوقوف والتحدث والشرح يفترض أن يساعدك في علاج هذه المشكلة إلا أنك لا تشعرين بالتحسن رغم التعرض للمواقف المثيرة للقلق الاجتماعي وعدم تجنبها.
السبب يا "أيسل" يكمن في الطريقة التي تفكرين بها وتتصرفين أثناء التعرض فأنت غالبا تستخدمين عددا من الاحتياطات للتعامل مع القلق أثناء التعرض، وتلجئين لإخفاء أي علامات قلق تظهر عليك أثناء التعرض، وربما تستبقين التعرض بتخيل سيناريوهات عقلية لما ستفعلين وكيف يكون رد فعل الناظرين على أسلوبك وطريقتك ومظهرك...... إلخ.
ليس واضحا ما إن كان ما تصفينه بالمبالغة هو إشارة لفرط خوفك من التقييم السلبي من الآخرين؟ أم أنها المبالغة في كل شيء وصولا إلى الكمالية السريرية؟ لكن من المؤكد أنها ليست طبيعتك الثابتة فاطمئني.
باختصار عليك تبحثي عن معالج سلوكي معرفي محترف، وقد تحتاجين طبيبا نفسانيا إذا دعت الحاجة لاستخدام العقاقير.
واقرئي أيضًا:
الرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي
النظريات المعرفية للرهاب الاجتماعي
مدرس وألوذ بالصمت: احتياطات الأمان!
احتياطات - سلوكيات التأمين والعلاج بالتعرُّض
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.