أواجه معضلة أخلاقية.
تلقيتُ مؤخرًا عرض عمل رائع من شركة دولية مرموقة. بحثتُ عن الشركة قبل الانضمام للتأكد من أنها ليست منحازة بأي شكل من الأشكال، والحمد لله أنها ليست كذلك.
لكن المشكلة هي أنني بعد الانضمام اكتشفتُ أن لديهم موظفين من بلد لا أحب ذكر اسمه لأني أقاطعه. لن أتفاعل معهم أو أعمل معهم لأنهم في فريق مختلف، ولكن من يدري ما سيحدث لاحقًا.
لا أستطيع تجاوز حقيقة أنهم زملاء لي. هل أرفض هذا العرض الرائع وأخاطر بعدم الحصول على وظيفة، أم أقبل أنني سألتقي بهم على الأرجح في أي شركة دولية، وعليّ التعامل مع هذا الأمر طالما أنني أرغب في الحصول على مسيرة مهنية أفضل؟
المسألة تتعلق أيضًا بمشاعر الذنب والتقزز، ترتبط بمشاهد القتل والتدمير الوحشي والدماء وصراخ الأطفال،
ليس كل هذا سهلا ولا يمكن أن يكون، كيف يمكنني مسامحة نفسي إن قبلت التعاون معهم كيف؟
30/10/2025
رد المستشار
السائلة الكريمة
فارق بين التعاون أو التعامل الفردي بينك وبينهم فقط، أو بين مجموعتك ومجموعتهم فقط، وبين وجودكم جميعا في شركة دولية تشبه المنظمات الدولية، فهل ننسحب من كل محفل يتواجد فيه عدونا؟؟
انسحابنا يعني غياب صوتنا واستفرادهم بترويج بهتانهم، وتصدر المجالس لأننا تركنا مقعدنا خاويا، ولو جاز الانسحاب قبل الطوفان فهو ليس الخيار الأوفق الآن... لأن انسحاب أحدنا في هذه الظروف يعني انفرادهم بترويج سرديات الكذب والبهتان في حين نحرم أنفسنا والناس من توافر القصة الحقيقية.
غيابنا يعني انفرادهم بصدارة المجالس لأننا تركنا مقعدنا خاليا، ولو جاز هذا قبل الطوفان، فلا ينفع بعد.
كلامي هذا في حدود معطيات سؤالك، وأود أن أضيف النقاط التالية:
الأولى: أن تكون أجواء العمل مما يسمح لك تمثيل هويتك من زي أو شارات، ولا يجبرك على طمسها أو حذفها بدعوى الحياد.
الثانية: أن تفكري بجدية في تنظيم لقاءات اجتماعية لطيفة للزملاء خارج نطاق المكتب تتضمن المزيد من التعارف و ربما عرض بعض الأفلام أو المسلسلات أو المواد التي تشرح تفاصيل القضية الفلسطينية بشكل سلس، وهذا هو أحد واجباتنا وخاصة من يعملون أو يعيشون في محيط أو سياق أو تجمع متعدد الثقافات والجنسيات...
تذكري أنك أصلا تعيشين في بلد القضية الفلسطينية هي جزء أصيل من تكوينه وهويته.
ثالثا: إذا جد ما يخل بأمنك الشخصي وهو العنصر الأهم، أو تعبيرك عن شخصك وقناعاتك فكوني جاهزة للدفاع عن نفسك شخصيا وقانونيا، أو الانسحاب كخيار أخير... إذا استدعى الأمر هذا.
المرحلة القادمة دقيقة وتحتاج إلى يقظة ونشاط وجرأة وجسارة، مهم جدا أن نتقدم ونبادر ونضع أنفسنا وسط الزخم، مع الانتباه لاعتبارات السلامة المهنية والشخصية، فمن يمارسون الوحشية وأعوانهم يأمنون العقاب، ومن أمن العقاب أساء الأدب... حفظك الله من كل شر يا رب.
تابعينا بأخبارك، والسلام.
واقرئي أيضًا:
دعمنا للطوفان.... مكامن الخلل وإبداع التطوير
طوفان الأقصى... القشة والبعير
الطوفان مستمر... والحياة أيضا
ويتبع>>>>>>>: انسحاب اشتباك تطبيع: معضلتنا الأخلاقية الحالية! م. مستشار1