خليط من الأمراض
السلام عليكم؛
مشكلتي لا أستطيع سردها في حالة أو كلمات ولكني سأوجزها لكم في تقسيمات وهي كالتالي: تاريخ المشكلة والأعراض والأدوية التي استخدمتها ومدى تأثيرها ثم الظروف الاجتماعية التي أدت إلى المرض وتشخيص الأطباء للحالة والأفكار الداخلية التي تتفاقم معها الحالة:
أولا التاريخ المرضي
كنت متربي في دولة من دول الخليج حتى انتقلت للعيش في مصر لكي ألتحق بالجامعة وعندما أتيت إلى مصر من اثنتي عشرة عاما كنت في البداية واجهت صعوبة بالغة في التكيف مع عادات المجتمع الجديد بالنسبة لي مما أدى بي إلى الانطواء نوعا ما والسبب أنني كنت غير مستمتع بالعلاقات الاجتماعية التي خلقها لي المجتمع مع العلم أنني كنت منطوي نوعا ما في الدولة التي تربيت فيها نظرا لما فيها من تمييز بين الجنسيات ولكن مع بلوغي مرحلة الثانوية تخطيت هذا الانطواء المهم وبعد وصولي لمصر وعدم قدرتي على التكيف مع المجتمع المصري بسنة جاءني أول مرض نفسي عرفته في حياتي وكان نوبة هلع تلاها اكتئاب حاد وخوف من الموت وترقب له في أي وقت فأصبحت جليس المنزل ولا أغادره.
وزاد اكتئابي خاصة أنني كنت غير متعود مطلقا على مثل هذه الأعراض وكانت الحياة وردية جدا وكل اعتمادي على أبي وأمي في كل شيء المهم مع الألم الذي سببته لي هذه الحالة بدأت في خلال سنة تقريبا من إصابتي بها بتخطيها بنفسي وبإرادتي وقد بدأت على مدى سنة بتخطيها تماما وذلك لاكتشافي العيب الشخصي الكامن في نفسي الذي أوصلني إلى هذه الحال حيث كان الاكتئاب في السابق قبل أن أصاب به حقيقة نوع من الترفيه والاستمتاع بحالة من الشجن إلى أن ذقته وعرفت بأنه مرض لا يلاعب من يصاب به حتى تخطيت الأزمة وذلك بمحاولة مني من عند الله حيث تعرفت على فتاة ولم أكن أحبها من كثرة مرضي إلى أن تقربت منها بالتدريج حتى أحسست لأول مرة في حياتي بالحياة الحقيقية وأحببت الحياة وتركت المرض والاكتئاب.
وقد جعل حبي لها بأن أكتشف عيوب شخصيتي الحقيقية من انسحاب وانعزال وانطوائية وعدم مسئولية ولكني يوم أن أحببتها تركتها لأنني أحسست بأنني مهان من المرض والانكسار فأول ما فعلته لحظة حبي لها وهي لحظة شفائي من المرض بأني جرحتها وتركتها حتى بالتدريج أصبحت أفكر فيها بدل ما أفكر في الهلع والخوف من الموت إلى أن شفيت تماما وأصبحت إنسان اجتماعي قادر على بناء علاقات بل وكرهت البلد التي تربيت فيها حيث أنني أحسست بقوتي هنا أكثر ورجولتي ولكني كنت أحن إليها الفتاة كل يوم في بالي وتغيرت وتغيرت وتغيرت إلى أن أصبحت إنسان مناسب حتى صارحتها بالحب وهي كذلك.
بعدما تركتها بسنة وأحبتني جدا ولكني فجأة داهمتني حالة جديدة ولكن لم تأتني إلا بعد أن تركتني تلك الفتاة ولكن حالتي هي التي أثرت على علاقاتي ونفسي وهي حالة من الاكتئاب ولكن اكتئاب هوسي أي أنني أتألم من الداخل جدا ولا أحس بالأشياء وأقدرها تقديرها الحقيقي مع وسواس في الشخصية بأنني إنسان ضعيف وفي كل تصرف يأتيني ألم نفسي وعدم قدرة على فعل أي شيء مهما كان بسيطا وذلك من كثر الألم والاكتئاب ولكنه اكتئاب غير مغمور باليأس والمشاعر الانتحارية بل اكتئاب بسبب إحساس داخلي بالعجز وعدم القدرة على الاندماج في أي شيء وذلك لفقداني الشعور الداخلي بالتوازن والإحساس بالأشياء مع تعاسة غامرة في نفس الوقت سعادة متضادة معها حتى أنني كرهت نفسي ولا كنت أعترف بالعلاج النفسي لأنني كنت أظن بأن أسوأ حالة ممكن تصيب إنسان هي الهلع ولكني ذهبت وعرضت نفسي على الطبيب ولكني كنت عاجزا عن وصف ما بي وكتب لي فورتين اوراب وبركينول وزاد عني الهوس والاكتئاب وعدم إحساسي الداخلي بنفسي أو ذاتي حتى أنني أتذكر بأنني كنت أتمنى حالة من الهلع لكي ترجع لي توازني وإحساسي بالخوف حيث أنني كنت لا أحس بهذه الأشياء حتى غيرت الطبيب والعلاج.
وقال لي الطبيب الجديد أنني أحتاج إلى جلسات تفريغ نفسي بالإبر قبل أن يصف لي الدواء لأنني أحتاج إلى تفريغ نفسي أكتر من احتياجي للدواء وفعلا جلسنا تسع جلسات وقال لي أنني مصاب بالاكتئاب وأحتاج إلى خمس حبات من التفرانيل 25مج وفعلا بعد أخذي للتفرانيل تحسنت تماما تماما وأخذته مدة السنتين بل وعرفت أنني كنت أصلا مريض من بعد شفائي من دون طب لنوبات الهلع وأن شفائي هذا ما كان الا تعودا على المرض مما ظننته شفاء حتى تخرجت وكنت قد تركت التفرانيل بعدما واظبت على علاج اسمه إفيكسور ولمدة أسبوعين وتركته لأنني لم أكن أحتاجه ولم أذهب للطبيب وحقيقة كنت قد شفيت تماما تماما.
وفي فترة علاجي أحسست بالحنين لمن أحب حيث أنني عندما هلت علي بوادر الشفاء كنت أتصالح مع نفسي وأقول لها بأنني أحب هذه الإنسانة من كل قلبي وفعلا كنت قد رجعت لها ومع أخذي للتفرانيل كنت إنسانا طبيعيا تماما حيث كنت أحس بأشياء في داخلي جميلة لم أكن أدركها حتى تحولت العلاقة إلى علاقة نصف -وليس كل- جنسية علاقة جنسية ولكني كنت لا أهتم كثيرا بالجنس وكان ولا زال عندي عقدة داخلية لا أستطيع مصارحتها بها وهي أنني كنت سمين جدا حيث كان وزني 125 كيلو إلى أن جئت هنا للدراسة ونزل كل وزني عدى الترهل الواضح للثديين بشكل فظيع جدا ولكني كنت ألبس من اللبس ما يداري هذا العيب.
وفجأة بعد العلاقة النصف جنسية بيني وبينها أي تباوس ولمس من تحت الملابس وبعد تبطيلي للدواء وكنت خاطبها أثناءها عندما تحولت العلاقة إلى علاقة شبه كاملة عدى أني أبقي على عذريتها وجدت نفسي متألما من الداخل بسبب موضوع الثديين هذا ولم أستطع أن أشلح من فوق وعرفت هي ولكن ليس بشكل كامل ولكني بدأت أنفر منها وأصبحت لا أطيق رؤيتها وكأنها مسؤولية ثقيلة على كاهلي وخاصة بعد تبطيلي للدواء بما يقرب السنتين ووجدت نفسي لا أرغب في التقرب منها ولحظة إحساسي بقرب زفافي منها كنت أجد نفسي لا أستطيع أن أربط نفسي بزوجة وكان السبب ألم داخلي من موضوع الترهل هذا ولكني كنت أتناساه.
المهم أصبحت أنفر وأنفر من العلاقة ورفضت الجنس إلا في حدود العادة السرية وخاصة بعد أن هاجمتني نوبة من الهلع وأنا معها حتى نهيت العلاقة الجنسية نظرا أيضا لأن طبيعتي لا تتركب مع الخطأ حتى تخرجت وبدأت في رحلة البحث عن عمل وبعد سنة من تخرجي فسخت الخطبة نظرا لفشلي في البحث عن عمل ولم أكن أملك شقة حينها وعندما فسخت الخطبة المصيبة الكبرى أني لم أكن حزينا على فسخ الخطبة بل جاءني أحساس بأن حياتي ستمشي نحو الأفضل وظللت ثلاث سنوات كل يوم أتذوق المر للبحث عن عمل بالإضافة إلى أن طبيعتي ليست من النوع الذي يستطيع إيجاد قوت يومه ويتحمل المهانات في سبيل اللقمة حيث أنني بطبيعتي ليس لي طموح إلا طموحات طفولية غبية مثل أن أكون مشهورا أو رجل أعمال وبالتالي لم أفعل قدر استطاعتي لبناء مستقبل وكانت عندما أجد عملا لم أكن أستطيع الاندماج فيه والدخول في بحره بل كنت أفرح قليلا لإرضاء الجانب العاطل عندي وما أن ينفي فرحتي بعد إشباع الجانب الوظيفي حتى أجد بأنني لا أستحق هذا العمل حتى يئست تماما من الحصول على وظيفة محترمة وكان هذا على مدة ثلاث سنوات في الغربة ولكن مع أبي وأمي إلى أن جاءني المرض التالي وهو ما بعثت إليكم لأجله ألا وهو كالتالي:
التاريخ: من عشرة شهور البداية كانت انسحاب تدريجي من جميع علاقتي الاجتماعية وزهد وعزلة حيث أجد أن لا فائدة من الكلام أو النشاطات المفرحة ومن التفاعل مع الناس ثم ناوبتني حالة هلع ولكن من نوع مختلف حيث كان مدتها عشرة ساعات متواصلة وشعور قاتل بالكآبة واليأس تماما من الحياة إلى أن ذهبت إلى طبيبي ووصف لي خلطة من الأدوية حيث شخص الحالة على أنها هلع مع اكتئاب ووصف لي اللازم نصف حبة وحبتين فلوزاك ونصف تفرانيل وواحدة بوسبار وفي اليوم الرابع من تناولي وجدت نفسي لا أدري بنفسي حيث أصبت بحالة من الخفة وعدم الشعور بوجودي أصلا وبإحساس قاتل بالمرض والتشنج حيث كان مخي مليئا مليئا بالخوف من نفسي ومن كل شيء وأن الحياة انتهت هنا
والآن في هذه اللحظة وأصبحت لا أغادر المنزل وشعور قاتل بالكآبة الحقيقية التي لم أعهد مثلها المهم طبعا قطعت العلاج بعد يومي الرابع وأخذت فترة الأسبوع لكي أستعيد توازني من هذه العقاقير حتى استعدت جزء بسيط من التوازن ولكني أصبح عندي عقدة حقيقية من العقاقير وأصبحت في المنزل دائما وأنظر لكل من حولي بأنهم في عالم وأنا في عالم حتى خضت رحلة البحث الداخلي في الذات وعيوبها لكي أصل إلى السبب ولكن هيهات.
وأصبحت خائفا باستمرار من كل شيء حتى نفسي والأكل والنوم وكل ما يتعلق بالحياة من الاستيقاظ صباحا حتى تعقدت تماما من الطب النفسي بسبب عدم استطاعتي تقبل فكرة أنني مريض ثانيا إلى أن مضى ستة شهور على حالتي هذه وكانت أعراضها غير أعراض نوبات الهلع التي أعرفها وذلك كالتالي نزول التنفس مع إحساس بالخفة في الجسد والخواء وعدم قدرة عقلي على استيعاب الأشياء ولا على التفاعل مع أي شيء وخوف وضيييييييييييق غريب والقلب نبضه خفيف جدا في أثناء هذه الحالة وبالتالي تمنعني هذه الحالة عن النزول والاختلاط حيث أنني أصبحت لا أستطيع الاختلاط بالأغراب أبدا وأحس بأنني تعبي الداخلي مكشوف للجميع . وأصبحت متربصا لها.
أما التفكير الداخلي والأفكار والأعراض النفسية كانت كالتالي حالة شك ديني في الذات الإلهية إلى أن عرفت أن هذا في حد ذاته مرض والإحساس بعدم وجود رب والاستيقاظ فجرا على خزعبلات وتخاريف داخلية مثل ما معنى يد من أنا؟ أين أنا هل أنا سأتزوج ويكون لي بيت هل أنا أموت أم أتجنن ثم أنام بعد الصلاة وهذيان التخاريف لأستيقظ على اكتئاب قاتل ما معنى الحياة وهكذا مما أقعدني في المنزل والفرق بين هذه الحالة وحالة الهلع السابقة التي أسردتها أن حالة الهلع السابقة كانت تأتي ثم بعد أن تذهب يعود الإنسان إلى حياته الطبيعية تماما.
هذا بالإضافة إلى اختلاف الأعراض أن حالة الهلع تأتي مع تعرق وخوف لمدة نصف ساعة بالكثير أما هذه لا تأتي مع التعرق وسرعة النبض ثم الإحساس بالراحة لا أنها تأتي بخفة في الجسم وأرى أفكاري لا أتحملها أصلا مثل لا أستطيع حتى سماع أي صوت عندما تأتيني وأظل في تخاريف حيث بالكاد أستطيع تحريك رجلي وقدمي بالإضافة إلى حالة من الاستغراق في عيوب الذات الشخصية وعدم الإحساس الداخلي بكياني والقدرة على التعايش مع الأمور والاندماج حيث أجد أن حديثي الداخلي لنفسي هو الذي يغلبني ثم يأتيني الإحساس بعدم القدرة على التنفس وتخاريف ولا أستطيع التفكير وقتها أو التفاعل مع طفل حتىّ! مما أقعدني في المنزل وجعلني لا أستطيع النزول إلا مع أحد من أهلي وألا أحس بالخوف لأني أصبحت موقنا بأني غير قادر على السيطرة على نفسي..
حتى ذهبت إلى طبيبة نفسية في الإسكندرية هنا وحكيت لها ما أعاني من اكتئاب وخوف من كل شيء وعدم الإحساس بذاتي مما أفقدني القدرة على التحكم في نفسي وأفكاري وأصبحت جليس الفراش حتى شخصت حالتي بأنها اعتلال في المزاج مع قلق نفسي مزمن ووصفت لي ستابلون ثالث حبات أنا أعلم أنه خفيف جدا بالنسبة لحالتي هذه وأخذته وهدأ جزء بسيط من الأعراض وبعد شهرين أشرت عليها أنا بالسيبرام وقالت لا مانع خذه فهو يعالج الهلع والأعراض الاكتئابية التي تعاني منها وأخذته، ولي الآن قرابة الستة أشهر وأنا أخذه ولكن المشكلة أنه فعلا بدأ يعالج نوعا ما يعالج الأعراض الانسحابية وحالة الخوف والاكتئاب ولكني لا زلت لا أحس بمحمد أو بأنا الداخلي حيث أن الدواء عالج الأعراض الجانبية للمرض الأصلي ولكنه لم يعالج الإنسان الداخلي لأني أحس بأنه في أول شهر للدواء كان يوجد شخص يهينني من الداخل ويحقر بي حتى أنني بعد استعمالي للدواء وخاصة مع انعدام ميلي لأي علاقة عاطفية ولا أعلم هل هذا بسبب المرض أم عيب في من الداخل حيث أنني أتذكر أنني عند لحظة الجنس كنت أحب هذه اللحظة ولكني كنت أعاني داخليا لا أعلم لماذا وكنت أنفر من العلاقات الحميمة بعد مرضي هذا.
وقرأت كم مقالة عندكم للشواذ وجاءني وسواس بأني قد يكون سبب مرضي هذا أنني شاذ والعياذ بالله ولكني أدركت حقيقة نفسي نوعا ما والحمد لله ولكني أشك بأنني مصاب بالفصام وذلك بسبب عدم ميلي إلى العلاقات الاجتماعية العاطفية خاصة وأحس بالكره لها برغم حبي السابق لها جدا بالإضافة إلى خوفي الشديد من الأعراض التي تفقدني تفكيري هذه وأظن بأنها أعراض ذهانية وخاصة مع عدم احتمالي لأي شيء عندما تأتيني هذه الحالة وأحس بضيق وعدم قدرة على تحديد معالم نفسي حيث أكون غارقا تماما والدواء عالج الأعراض الاكتئابية والانسحابية والهلع نوعا ما ولكنه قضى تماما على الرغبة الجنسية والميل العاطفي أصلا وقضى على الإحساس الداخلي للذات.
حيث أنني أحس دائما دائما بحلقة مفقودة في نفسي من الداخل وفيها ألم داخلي باني حقير أو لا أعرف كيف أوصف حقيقة أو كأنني إنسان جبان لا يستطيع العيش والانخراط في المجتمع حيث أنني أصبحت إنسان اعتمادي على الآخرين من أهلي ولا أحس بمسؤولية بأنني يجب أن أعمل أو يكون لي مستقبل ليس هذا بسبب اليأس ولكن بسبب الاستغراق في الاهتمام بالذات وعيوبها حيث أعاني من تشوه تام في صورة الذات وأحس بأن ما ستشخصه على أنه هلع يا دكتور أرى أن هذا الهلع هو عرض جانبي لمرض أخر ولا أعلم ما هو يا دكتور حيث أنني لا أثق بهذه الطبيبة بتاتا بسبب أنني أنا الذي أشرت عليها بالسيبرام والحمد لله تحسنت 40% تقريبا.
إلا أنني لا زلت يأتيني وسواس داخلي بأنني لست رجلا وله الحق في العيش والزواج وهذه الأشياء بل شاذ أو جبان هكذا والله الموفق يا دكتور وائل لأنني معجب بأفكارك لدرجة أنني شككت أنك كنت مريض نفسي حيث أنني وجدت تعمقك في فهم المرض والإحساس به بدرجة المجرب ولا تؤاخذني وشكرا فأرجوا الإجابة عن تساؤلي هل هذا الدواء المناسب لحالتي لأنني لم أثق بهذه الطبيبة إلا بسبب أنها تكتب الأدوية الخفيفة التي أستطيع تحملها وهل أنا مصا بالفصام أم ماذا بالضبط يا دكتور وائل وشكرا جدا وأرجوا من قراءتك لحالتي إشارتك لي بالدواء المناسب وسوف أرجع لها وأشور عليها به يا دكتور وشكرا.
ملحوظة: بعد تزويدي للجرعة من أسبوعين لحبيتين سيبرام وذلك بسبب أنني أحسست بحالة من الانسحاب جاءتني الأعراض التالية حالة يأس مع نعاس ثم تتلوها بثواني قليلة حالة من الاكتئاب والخوف ونفس الأعراض . وشكرا يا دكتور وائل
11/08/2006
رد المستشار
الابن العزيز... مستر مضطرب المحامي الملتزم هاوي الفن والصيد....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد...
وددت أن يعطيني الدكتور وائل مهلة أطول للرد على رسالتك بتأني وتفصيل ولكن يبدو أن التأني والتفصيل في زمن الهمبورجر والبيتزا والشاورما والأكلات السريعة والتيك آواى بقى شيء مستحيل... ولذلك أدخل في الموضوع بسرعة...
* فأنت تعاني من اكتئاب متوسط إلى شديد يصاحبه دائماً قلق ويتزامن أحياناً من نوبات الهلع وبعض أعراض الوسواس القهري ولا يوجد فيما ذكرت أي أعراض ذُهانية فالمسألة بسيطة وقابلة للشفاء إن شاء الله...
* أنت تعاني أيضاً من عيوب شخصية تجعلك متواكلا وكسولا ومنتظرا الشفاء يأتي من كوكب آخر ولعلها أعراض قديمة منذ بدايات المراهقة واستمرت مع مرحلة الشباب وحتى الآن... وهي أرض خصبة لنمو التعب النفسي كما أن خصائص شخصيتك تعتبر سبب رئيسي لهذا التذبذب في التعامل مع المرض والأدوية والذات وهذا يحتاج إلى خطة علاج سلوكي معرفي متكاملة مع العلاج الدوائي.
الابن العزيز... أكتب لك وكأني أراك أمامي وأسمع كلامك وأتصور قسمات وجهك واعذرني وسامحني أراك شخصية باهتة لا لون لها ولا رائحة كثير الانفعال بالأحداث وكل مشاعرك مليئة بالتهديد والتشاؤم والسلوك غير المستقر وتفكيرك ميال للمبالغة وعندك استعداد ذاتي للهزيمة والانهيار، لا تتحلى بالاتزان والنضج لشكواك الفظيعة ومحاولاتك المستمرة للاستحواذ على اهتمام الآخرين مثل خطيبتك وطبيبتك وعندما لم تجد الاستجابة المتوقعة تتهمهم بعدم الفهم.
لقد استمرت علاقتك بخطيبتك النصف جنسية وبعدها شبه الكاملة... ويا سلام على أخلاقك وأدبك.. لأنك فسخت خطبتك بها.. لأنك بطبيعتك لا تتركب مع الخطأ وكأنها هي التي استدرجتك لهذه العلاقة... ثم تقول أنك لا تثق في طبيبتك بتاتاً رغم اهتمامها بك وتحسنك مع علاجها.
* المهم:
- لابد من زيادة جرعة الدواء للحصول على التحسن الكامل أو تغييره إن لم تحصل على نتائج مُرضية من زيادة الجرعة.
- لا داعي لحكاية استباقك للأحداث والبكاء على ميت لم يمت بعد وأن تعبك هو عرض جانبي لمرض آخر فأنت عليل والعليل لا يستطيع تشخيص أو علاج أو حتى اقتراح العلاج على طبيبه، وعليك إتباع منهج الطبيب في الدواء والعلاج السلوكي.
- المرض الآخر الذي تبحث عنه هو عدم اعترافك بأنك مريض وبحاجة إلى عصا سحرية وهمية تزيل عنك أعراضك وآلامك وحماقات أحلامك.
- لابد من الدواء حتى لا تكون مدة العلاج طويلة... ولابد من تعلم طرق إثبات الذات والحرية الانفعالية والتدريب على اكتساب المهارات الاجتماعية..
واقرأ أيضًا:
الثقة بالنفس تكتسب لا تورث
الثقة بالنفس: كن واضحا وصريحا ومحددا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..