صديقتي وخطيبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أولا وقبل أي شيء شكرا لكم شكرا جزيلا على سعيكم في التخفيف عن الناس وكان الله في عونكم كما أنتم في عوننا.
سيدي أنا وللاختصار تمت خطبتي والمشكلة صديقتي دائما تقول لي أنت لم تعودي كما كنت أنت تغيرت أنت................ أنا أريد أن أخرج حبك من قلبي أنت لا يهمك أحد، المهم صديقتي هذه أعلم أنها رومانسية جداااااااااااااا وأنا كذلك ولكن الحب عندي هو الاطمئنان على من أحب وطالما هو بخير أنا بألف خير الحب عندي هو الاكتفاء بالقليل حتى لا يمل من أحبه فربما لا يحبني بنفس درجة الحب أما هي فالحب عندها هو الامتلاك والاستحواذ أكلمها لساعات وأحكي لها وهي لا تحكي وأنا أحترم فيها أنها كتومة وهي ترى ذلك أنه عدم اهتمام.
أنا أحب أن أخرج وأنطلق وأتناول وجبات في الخارج وهي لا تحب الجلوس في تلك الأماكن وإن خرجنا نخرج للنادي كل مرة كل مرة يا الله نخرج أول شيء تذكره أين نصلي ؟أقول لها أول لما الأذان يأذن نذهب لأقرب مسجد حينها وهي تقول لا عناد عناد ليس له نهاية.
وبمحاولاتي معها فهي منذ أمد تعيش في كآبة ليس لها حد وأنا صابرة ولكنها وبعد حوالي عامين صارحتني بأنها منجذبة لقريب لها وأخذت تسرد لي أخلاقه وتدينه واقتداءه بالحبيب صلى الله عليه وسلم وللحق فأنا أعتقد أنها لا تحبه ولكن الانجذاب لأخلاقه لا أكثر، المهم كلما حاولت أن أعرف أكثر في هذا الأمر تغضب مني وتلوم نفسها أنها تحدثت لي من البداية وإذا تجاهلت الأمر تزعل يا لله ماذا بيدي أن أفعل؟؟؟!
لا أعلم هي دائما أشعر بأنها تريد احتوائي أشعر بحبها لي وكأنه شاطئي الذي أرسو عليه، هي دائما من يرشدني إلى الصراط المستقيم وإذا انحرفت تردني ومع ذلك تهمش نفسها دائما وإذا قلت لها أنت الأفضل لا تصدق وإذا قلت تعلمت منك كذا وكذا تقول بلاش كذب وإن حلفت لها برده كذااااااابه ماذا أفعل لا أعلم هل هذه فترة وستعود أم ماذا، ولي بعض التساؤلات:
هي دائما عندها وسواس بهل هي ما زالت على وضوئها أم لا؟؟ هي من تؤمنا أم لا؟؟ وغيرها الكثير.......... فهل هذا الوسواس القهري؟!
هل بعد ما حكيته لك هي تحبني أم تحب حبها لي؟! أعلم أنه سؤال غريب!!!!!!!!
هل هي تحب قريبها هذا أم مجرد إعجاب؟!!!!!
هل أنا فعلا لا أستحقها صديقة لي؟!!!!!!!!
وللعلم نحن في الجامعة ولله الحمد متفوقتان وإن كان أنا لأني أحب دراستي: ولله الحمد أيضا إننا ملتزمتان سواء في اللبس أو في الأخلاق وكثيرين يقولون لنا إننا كنا نريد الارتباط بكما ولله الحمد الكل يشيد بأخلاقنا حتى الدكاترة ويعلم الله ما لا يعلمون!!!!!!!!
من يقابلنا يظننا أننا "فوله وانقسمت" والحقيقة أننا عكس ذلك. ولا نتأخر إن طلبت منا زميلة أي شيء بل ونسعى إليها نحن ونشرح لها ما تريد ونعطيها ما نلخصه وما يقدرنا الله عليه من النصح والعلم، أعلم أنني قد أطلت ولا يسعني سوى الشكر والدعاء لكم ولإسلام أون لاين وأشهد الله أني أحب فريقكم هذا كله في الله فأنتم كإخوتي وأخواتي وجمعنا الله بكم في الفردوس الأعلى.
وشكراااااااااااااااااااااااااااااااااا
وجزاكم الله خييييييييييييييييييييييييييييييييرا
06/04/2007
رد المستشار
صديقتنا الفاضلة؛
جزاكِ الله خيرًا على كلماتك الرقيقة ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم دائمًا لكل خير.
عنونتكِ للمشكلة بـ/ "صديقتي وخطيبي".. توحي لأول وهلة أن هناك شيئًا ما يربط الصديقة بالخطيب... ولكن من خلال أسطرك اللاحقة يتبين أن المشكلة برمتها تخص صديقتك، فهل لم تنتبهي لها إلا بعد خطبتك واستحواذ خطيبك على جل وقتك واهتمامك، وربما تضايقها من ذلك؟ أو أن خطيبك هو الذي لفت نظرك لتعيدي ترتيب أوراقك بما يتعلق بهذه الصديقة؟؟
في أي مشكلة تقابلنا يجدر بنا أن ننظر في تفاصيلها ودوافعها/ معطياتها ومسبباتها حتى نتمكن من وضع أكبر عدد من افتراضات الحلول المتاحة ونختار منها ما يناسبنا تطبيقه لتجاوز هذه العقبة من مشوار الحياة.. المشكلة كما قلتِ أن صديقتك أصبحت تقول لكِ أنك تغيرتِ، فهل أنتِ تغيرتِ فعلا في معاملتك معها بعد خطبتك؟ أم أن الأمر لا يتجاوز تقلص الوقت الذي كنتما تقضيانه معًا لانشغالك بخطيبك؟؟
صديقتك رومانسية كما تقولين، وأنتِ كذلك، لكن الحب لديكِ -على حد تعبيرك- هو الاطمئنان على من تحبين، وإظهار القليل من الاهتمام بحرص بالغ مراقبةٍ لمشاعر من أمامك فقد لا يكون بقلبه مقدار ما بقلبك من حب.. هذه القاعدة التي عرفتِ فيها الحب كما تعتقدين، وفيها من الجمال المثالي ما يضفي عليها الكثير من السحر.
وعن صديقتكِ قلتِ إن الحب عندها هو "الامتلاك والاستحواذ".. وفسرتِ القاعدتين بمثال أعطى الصورة انطباعًا مختلفًا تمامًا.. فأنتِ تحكين طوال الوقت وهي لا تجد الوقت منكِ أو الاهتمام بحديثها كي تحكي.. وأنتِ تفسرين ذلك باحترام خصوصياتها.. تختنقين من رغباتها في اختيار أماكن التنزه ولا ترين لها عذرًا إلا لأنها (عنيدة عنيدة) كما ذكرتِ.. تعيش في كآبة أنتِ لستِ طرفًا فيها -برغم أنها تشعر بعدم اهتمامك بها كما تفعل- وأنتِ تواجهين ذلك بصبر، حتى إذا ما حادثتك عن قريبها قلتِ لها أن ذلك ليس حبًا وحاولتِ معرفة المزيد عن مشاعرها لكن جرحها كان يجب أن يصمت هذه المرة.
هل تعجبين بعد ذلك يا عزيزتي من عدم تصديقها لإطرائك وتهميشها لنفسها؟؟ أصبحتِ ترينها مجموعة من النواقص حتى شكها أو نسيانها الذي قد يكون في الإطار الطبيعي ظننتِ أنه وسواس قهري.. وقد تقولين أيضًا ربما هو وسواس الحب!!!!
ثم تختمين القصة بسؤال مهتم: هل تحبني أم تحب (حبها لي)؟؟ وما الذي أعطاها حبها لكِ إلا الألم؟؟ هي تحبك أنتِ وللأسف لا تجد منكِ التقدير الإنساني لهذا الحب.
هل تحبين أن نقترب سويًا من الصورة للحصول على تفصيل أكثر؟؟ حسنًا.. حتى نفهم هذه العلاقة ونعرف الأسباب التي أدت إلى حدوث المشكلة يجب أن ننظر إلى الظروف والأفكار المحيطة قبل ذلك.
في أي علاقة إنسانية يجب أن يكون هناك بذل وأخذ بطريقة متوازنة من الطرفين باتفاق حتى لا يشعر أحدهما بظلم أو تجاهل وكلاهما مؤلم.. ولكل علاقة قوانينها التي لا تختلط مع غيرها.. فحبك لخطيبك -مثلا- لا يقارن بحبك لصديقتك.. ليس من حيث الكم بل الكيف.
قد تكون صديقتك أقل منكِ خبرة في الحياة.. وللأسف الشديد يخلط الكثير من الناس بين الخبرات الجيدة التي تساهم في النضوج ومنها معرفة الخطأ وبين الوقوع في الخطأ.. فالوقوع في الخطأ ليس في كل حين خبرة، بل يكون دمارًا لصاحبه طالما لم يوجد لديه وعي كاف فظل غارقًا في الخطأ يظن أن هذا هو طريق الحياة وما أكثر ما يحدث.. فتفرقت النظرة إلى طريقين: التزام= انغلاق، انفتاح= تحرر، والمطلوب أن يجمع المسلم بين خبرة الوعي والالتزام بالدين حتى يكون له حصن قوي يحميه من التخبط مع كل متغير.
إذن فإننا كثيرًا ما نعتقد أننا نتصرف بمنطلق الصواب والأفضل.. والحقيقة أننا نتحرك في حدود ضيقة لا نرى إلا آثار أقدامنا.. فنكون فريسة سهلة للمجتمع الكبير خارج حدودنا.
محدودية الخبرات، وعدم تقدير كاف للأمور، مع افتقاد التوجيه وربما غياب الداعم، من أسباب آلام صديقتك.. وقد تكون ذاتها آلامك التي تخففتِ كثيرًا منها بعد خطبتك التي أعطتك مدًا جديدًا في طريق الحياة، وأغلقت عليها -في تصورها- طريق آمنة هي أنتِ فعاتبتك على ابتعادك عنها.
لا يقاس حبنا لأصدقائنا يا عزيزتي بمقدار حكاياتنا التي نحكيها، أو أسرارنا التي نثقلهم بحملها.. وإنما بسعادة حقيقية ندخلها على قلوبهم.. وأعمال على بساطتها تقوي أواصرنا وتثبت لهم أننا في جانبهم متى احتاجوا إلينا في السراء والضراء.. الصداقة أمان ودعم.. هكذا ينبغي أن تكون.
نحكي أحيانًا لمن لا يعرفنا من باب الفضفضة أو أخذ المشورة والنصح، وقد نخفي عن أقرب الأقربين أشياء لا نجد فائدة من حكايتها، وقد تسبب لهم الألم.. أليس كذلك؟؟
لا تستغربي إذن لأنها لم تحكِ لكِ يومًا عن شيء.. ربما لا تجد في حياتها ما يستحق أن يحكى.. قد تكون حكاياتك عمن يخطبون ودك وترى هي في ذلك تجاوزًا.. لذلك فقد باحت بصعوبة بسر إعجابها بقريبها الذي لا يشعر بها ومجرد خروج ذلك الإحساس من قلبها كان عملا جبارًا آلمها أن حدث، ولذلك تأثرت كثيرًا من متابعتك للموضوع وسؤالك وتحذيراتك المباشرة.. قد تكونين محقة في أن إعجابها ليس حبًا.. ولكنها كأي فتاة تريد أن تحب، وأن تتحدث عن هذا الحب.. فإن لم يكن موجودًا حقيقة فلماذا لا تحلم به؟؟
لا تعنفيها أو تقللي من شأن عاطفتها.. وإنما شاركيها الإعجاب بصفات قريبها المتدين وكرري عليها أن يرزقها الله بصاحب الدين والخلق الذي يحبها ويقدرها، فإن الحلم من طرف واحد عذاب لا ينتهي.. ساعديها لتحول تركيز الصورة من "شخص" قريبها إلى "صفاته" فإن لم يكن هو فارسها فسيفيدها تعلقها بالصفات الكريمة على أي حال.. ومن الأشياء المهمة يا صديقتي أن نؤمن بالاختلاف بين البشر، وأن لكل إنسان طريقة يفضلها ويفكر بها، تحب صديقتك أن تشعر بالاهتمام من خلال السؤال الدائم -مع الفرق بين السؤال الودود والاستجواب- تحب أن تظهري اهتمامك بها بسؤالك عن أخبارها بحب صادق يظهر في ملامحك وتصرفاتك.. بينما ترين أنتِ أن عدم السؤال يندرج تحت احترام الخصوصيات على الإطلاق، وأن من يرغب في البوح فعليه أن ينطلق بلا توقف.. هكذا هو يعبر عن حبه!!
لكن الواقع يا صديقتي أننا إذا تعاملنا مع الآخرين بنظرتنا وقوانيننا نحن، متجاهلين خلفياتهم ونفسياتهم وأسلوب فهمهم وتعايشهم في الحياة فلن نستطيع الوصول إليهم أبدًا.. لا يكفي أن نفهم من حولنا.. المهم أن نعاملهم حسب شخصياتهم.. عندما نختار أصدقائنا لا نختارهم على أساس تلبيتهم لرغباتنا أو كونهم نسخة مكررة منا.
انظري إلى ما تحبه صديقتك إذا أردتِ أن تحافظي على صداقتك معها.. هي أيضًا.. بالتالي لن تشعر إحداكن بالظلم أو التجاهل وسيكون هناك عطاء متبادل وتضحية راضية.. هي لا تحب أن تخرج حتى لا تضيع الصلاة، إذن افهمي اهتمامها الشديد الذي يحسب لها في هذا الأمر وتعاملي بحسبه، قبل أن ترشحي لها أي مكان أكدي لها أن هناك مكان مخصص للصلاة، وإن ذهبتما إلى مكان مفتوح مثلا خذي معك سجادة حتى تطمئنيها وحتى تشعر هي أنك مهتمة بنفس درجة اهتمامها.. بمعنى أنك تحدثيها بلغتها التي تفهمها.. افهميها ولا تحكمي عليها بالعناد أو غيره وكأنك تنظرين إلى مرآة بوسع الدنيا ولا ترين فيها إلا نفسك.
ليس المهم أن تصبري على ضجر.. بل أن تتفهمي ألمها وأن تعامليها بإيجابية لأن الصديق مرآة صديقه.. فلا يكفي أن "تنصحك" هي وإنما الأجمل أن يكون التناصح متبادلا بينكما.. وإن كنتِ ترين أنها لا تصدقك عند ذكرك لفضل لها عليكِ حددي لها هذا الموقف وسميه واذكري تفاصيله فسوف تتذكره بلا شك وتسعد بذلك.. قومي بلفت انتباهها لأشياء صغيرة تقوم بها لكنها عظيمة الأثر على من حولها إيجابيًا وحفزيها لزيادة ذلك.
وبالنسبة لشكها في الوضوء، فليس في وصفك ما يريب، طالما لم تتعد الشك إلى تكرار الوضوء بصورة مرضية.. وقد تكون ترغب في تطبيق سنة الوضوء عند كل صلاة.. وعلى كل حال سأترك أمر هذه الجزئية لأستاذي د.وائل حتى يجيبك عنها بتفصيل أكثر.
أما عبارتك في سياق الشك أيضًا "هل هي من تأمنا أم لا" فهل تقصدين أنها بسبب شكها في الوضوء تعتذر عن الإمامة؟؟ ربما تحتاج لتوضيح.
وأخيرًا يا صديقتي.. أقول لكِ أننا يجب أن نتعب كثيرًا على علاقاتنا على اختلافها حتى تعيش وتستمر.. فالعلاقة البشرية مثل النبتة إن لم نتعهدها بالري ستموت.. واسمحي لي أن أسألكِ عن سر اختيارك لعنوان الاستشارة "صديقتي وخطيبي" مع أنك لم تذكري شيئًا عن خطيبك يذكر، فهل خطيبك وراء ذلك؟؟ وهل تساؤلك: (هل أنا فعلا لا أستحق صداقتها) يدل على أن هناك من يوحي لك بذلك؟؟
هل تحبين صديقتك يا a.s أم تحبين حبك لها؟؟
حاولي أن تبحثي عن تلك الإجابة المجهولة.. فهي بلا شك داخلك.
كان الله معك، وبانتظار رسائلك.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به ابنتنا هدى الصاوي، وأقول لها أن ردها فيما يتعلق بسؤالك هل هذا وسواس قهري، أقول أن ردك يكفي يا هدى لأنه ليست هناك تفاصيل تبين أن الحالة مرضية ونحن نحتاج أن نعرف ما هو الذي أشرت إليه بقولك ..... "وغيرها الكثير"؟؟.. لكننا في ضوء ما ذكرت لناa.s لا نستطيع الحكم بوجود مرض نفسي من عدمه، شكرا لك يا هدى وأهلا بك دائما ياa.s على مجانين فتابعينا وشاركينا.