متفوقة وأريد نصيحتكم..؟
تحية طيبة وشكر عميق لكل القائمين على هذا الموقع الذي أتمنى أن يصل لكل بيت عربي، لدي هم يؤرقني فأنا أدرس الطب والدراسة سيئة للغاية إلى درجة أنه لا يوجد مشرحة وامتحان الجراحة نظري!!! والدكاترة مستهترون، لديهم العلم وهذا ما يتضح عندما يسألهم أحد لكنهم لا أدري أيأسون من الوضع أم ماذا فهم لا يحاولون توصيل المعلومة جيدا ولذلك أعتمد على نفسي بنسبة 95 في المائة في كثير من المواد.
الحمد لله أنا من الخمسة الأوائل ولكن لا يكفي لا بد من جهد مضاعف وأنا أستطيع البذل لحدود معينة فأحس أني لن أكون طبيبة جيدة وأخاف أن أؤذي أحدا يوما بسبب سوء الدراسة بصراحة أحس باليأس فطموحي كبير جدا وأحب دراسة الطب كثيرا ليس لأجل المكانة وإنما لأنه رسالة وبداخلي طاقة إنسانية عالية لكن قد أكون شرا على الناس يوما فأنا الآن أفكر هل أترك الدراسة وأنتقل لكلية أخرى لا أحبها أبدا لكن ليس فيها مسئولية أرواح الناس، هل أضيع سنتين من عمري، لن يوافق أهلي بالتأكيد وحل آخر مريح إلى حد كبير أواصل دراستي لكن لا أعمل في مجال الطب وإنما أي مجال آخر التدريس مثلا؟؟ أم هناك أمل أن أكون جيدة بجهد معقول وبالمناسبة كم عدد الساعات المفروض أن يذاكر فيها طالب الطب متوسط الذكاء والتركيز وسريع الفهم ويحافظ أيضا على صحته النفسية أشيروا علي فصديقاتي يقلن أني متشائمة ولكن لو رأيتم حال الدراسة لربما عذرتموني
شكرا لكم.
07/09/2007
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
مرحبا بالأخت الغالية "سهام" وأشكرك على حسن ثقتك بنا وراجين من الله أن نكون دائماً عند حسن ظنكم وثقتكم.
غاليتي لقد سعدت برسالتك كثيرا لأنني رأيت فيك الإنسانة المحبة لعملها والغيورة على مهنتها والحريصة على مصلحة الآخرين.. فأنا أحيي هذا النموذج فيجب على كل من يدرس أو يعمل أن يكون بهذه الصحوة وبهذا الضمير.. وبقدر فرحتي بك بقدر ما أنا حزينة على هذا الحال في دراسة الطب لديكم.. ومن الطبيعي يا غاليتي أن تكوني في هذه الحالة من الخوف والقلق على مستقبل المهنة وعلى مدى كفاءتك أنت وزملائك في ممارستها فهو قلقا وخوفا طبيعيا وسويا وليس تشاؤماً كما يذكر صديقاتك الفضليات... فما أنت فيه سواء ولا أظنك مبالغة.
ولكن غاليتي اسمعي مني فأنت من المتفوقات وتعتمدين على ذاتك في التحصيل والفهم وهذه نعمة كبيرة لا يمتلكها الكثيرون فاستمري في دراستك ولا تعتمدين كل الاعتماد على أساتذة الجامعة وكتبهم أو منهجهم.. ولكن وسعي مداركك وقدرتك الخاصة من خلال الاطلاع في مصادر العلم المتنوعة كالإنترنت والمكتبات والمجلات الطبية ومتابعة المؤتمرات الطبية والندوات والتلفاز فهناك قنوات فضائية متخصصة تقوم ببث العمليات الجراحية وهناك وثائق تعليمية كشرائط الفيديو والسي دي تشرح بالصوت والصورة كل ما يخص مجالك فنحن في عصر التنوع الإعلامي والوثائقي فالأمر ليس محدودا كما كان بالماضي فمن يريد أن يتعلم الآن سوف يتعلم ما يريد وفي أي مجال وفي أي وقت ولكن تأكدي من مصادر معلوماتك جيدا.
واستعيني بأساتذتك في الجامعة وتابعي دائماً جديد الطب.. بمعنى أن تنمي مهاراتك العلمية بنفسك وسوف تنجحين في ذلك لأن بداخلك حبا واستعداداً لأن تكوني متميزة وواعية ومتفهمة لما هو يخص مهنتك.. ولن يتوقف الأمر بمجرد انتهاء دراستك في الجامعة ثم تمارسين فوراً المهنة.. لا فعليك أن تأخذي دورات تدريبية مع أحد الأطباء الماهرين أو تكملي دراساتك العليا بالجامعة أو تتدربي في أحد المستشفيات أو العيادات (فالممارسة يا غاليتي تضيف الكثير من الخبرات والفهم والإتقان مع الخلفية النظرية) إذن فلا تيأسي فيا ليت الجميع مثلك حريصا على أرواح البشر فالتمتع بالضمير المهني من أولى متطلبات مهنتك.. ولا تغيري مسار دراستك ولا تترددي وتدخلي في دائرة الشك والوساوس ولا تفقدي الثقة بالنفس فالأمر بيدك تشجعي ولا تمارسي مهنتك إلا بعد أن تقطعي شوطا من التدريب والتعليم يفوق حد سنوات دراستك الجامعية فالطب كل يوم في جديد وتقدم ولا ينتهي الأمر بانتهاء الدراسة فهو علما متصل لا ينقطع.. واعلمي شيئا يا سهام بأن الله معك وسوف يساندك ويجعل في طريقك من يؤهلك ويرشدك طالما أنت تراعي الله فهو سوف يرعاك.
اقرئي على مجانين:
لا أريد الطب !! مشاركة
طول الطريق ضياء والطب
ضحايا الطب سابقا: خبرة. المرض والتعافي مشاركة
طالب الطب، ورحلة الأهوال!
حيرة متفوق، بين الطب والسعادة!
أسأل الله لك التوفيق وحسن الاختيار