الخائفة من المستقبل..!
السلام عليكم أخاف من المستقبل.... أفكار كثيرة مؤرقة مزعجة تسيطر على عقلي تحرمني النوم والسعادة والحياة الهادئة فهي ليست مجرد أفكار تمر في بالي وتذهب لا بل عقلي يصورها لي أكبر من حجمها وخيالي يرسم لي الكثير من الأحداث المروعة التي ربما قد تحدث وربما لن تحدث ولكنها تقلب حياتي رأسا على عقب تجعلني أخاف بشكل هستيري وكأنني مهددة وكأنني الآن أعيش في تلك الأحداث المروعة تعبت من التفكير من التهديد لا أشعر بالاطمئنان البتة حتى الناس لا أثق بهم لا أحبهم أشعر بأن طبع الناس الشر والخيانة والكذب...
كنت إنسانة اجتماعية محبة للناس والحياة أشعر بالأمان والاطمئنان ولكن نتيجة لأحداث وصدمات حصلت في حياتي جعلتني أنطوي أنعزل أحب الوحدة أشعر بالاكتئاب لا أستسلم له ولكنه شعور إجباري ومع الاكتئاب يزداد قلقي وخوفي علاقاتي بالناس كل يوم تزداد وهن حتى مع أهلي فأنا قد كنت إنسانة ساذجة بالماضي جدا أصدق كل شيء وأحب كل الناس فتأذيت كثيرا كثيرا وخصوصا عندما جاءتني الصدمة من أقرب الناس لي من أهلي وهنا لم يتبقى فيني ولو القليل من الثقة في الناس وقبل فترة بسيطة تفاجأت بكذب شخص وخداعه لي وهو من كان العزاء الوحيد الباقي لي في هذه الدنيا انهرت وتحطمت وتحولت إلى إنسانة أخرى مستهترة ضائعة في هذه الحياة لا تعبأ بشيء ولا تهتم بأحد أشعر الآن أن كل الناس مهما اختلفت أشكالهم ونفسياتهم لهم طبيعة شريرة وهي دائما تتغلب على كل طبيعة إنسانية بهم.
أشعر بأن لا قيمة لحياتي وعندما حاولت بدافع الإنسانية بي أن أتمسك بالحياة وأبحث عن معنى لحياتي وقيمة لها انحرفت نعم انحرفت فذلك الإنسان الذي خدعني قد علمني الكثيييير الكثير أخذني طفله غرس بي الكثير من الأشياء السيئة ومراهقة أرهقها برغباته الجامحة.
الآن أكلم الشباب وبعضهم ممن أدعي ثقتي بهم برغم إني لا أثق بأحد ولكن كما قلت سابقا أصبحت مستهترة ضائعة لا شيء يهمني وضعت لهم صورتي من خلال الماسنجر كلمتهم وبعضهم أصبحت أرضي رغباتهم من خلال الهاتف ومع بحثي لقيمة لحياتي أضعت قيمتي لذاتي ازداد الأمر من أسوأ إلى أسوأ. ألوم نفس أعاتبها أكرهها أحتقرها أصبحت قليلة الثقة بنفسي برغم جمالي وكمالي في عيون الآخرين،
ولكني من الداخل هشة سريعة الانكسار قريبة الدمع والانهيار لأتفه الأسباب. أفكر بحالي فأقسو على نفسي أكثر نعم الكثير من المبررات صنعت مني هذه الإنسانة التي أكرهها فيني ولا أحبها وحيدة لا أنيس لي ولا حبيب لي ولا أحد كان يشعرني بقيمة ذاتي وحياتي إلا ذلك الإنسان الذي ليلا ونهار يسمعني الكلام المعسول ويبني في خيالي الأحلام اللامعقولة من جمالها. فأنا فتاة مدللة طلباتي مسموعة ولكن لا آراء لي ولا دخل لي بمشاكل أسرتي أو أي شيء. ترفيهي وطلباتي مجابة ولكن لا قيمة لذاتي هذا ما كنت أشعر به فأنا أصغر من في المنزل وصغيرة جدا جدا بالنسبة لي من حولي فدائما أبحث عن قيمة نفسي وذاتي ودارت الأيام وتفرقوا إخوتي والدي متوفي وهذا ما زاد الأمر سواء. لا أمان لا رجل أعتمد عليه في حياتي لا غيرة رجل ولا قوة رجل ولا شيء بالعكس عندما كان يقسو علي إخواني وأشعر بضعفي وقلة حيلتي في رد اعتباري أنتقم منهم بالتعرف على شاب جديد وفي داخلي شعور بالانتصار!!!!
أشعر بضعفي أتمرد فأنكسر أطلب القوة في مواطن الضعف.. أفهم نفسي كثيرا ولكني لم أستطع أن أساعد نفسي بنفسي. نفسي بطبيعتها لوامة وإلا ما كتبت إليكم أشعر بتأنيب ونتيجة لأخطائي وبرغم بأن الله قد أدام علي ستره إلى الآن إلى أنني أشعر بالخوف اللا طبيعي الذي يسيطر على حياتي لا أمان من كل النواحي استهرت بسمعتي طلبا للإحساس بقيمتي وإعادة لي شيئا من غروري الذي كسره ذالك المخادع الكاذب!!
والآن أفاقني الخوف والقلق من المجهول كنت حريصة جدا بعدما وضعت صورتي لذلك الشابين أن لا أعطيهم معي مجالا واسع وهم ممن يخافون على سمعتهم وأشخاص لهم قيمة بالحياة..... مبرر جعلني أتساهل معهم. علاقتي بهم ليست مستمرة كصداقة يعني ولكني موسوسة أتوقع الشر قبل وقوعه حياتي خوف وقلق وضياااع واكتئاب لست راضية أبدا على واقعي وحياتي ولكن هناك أشياء في الواقع لا تتغير والدي لن يعود إخواني تفرقوا وابتعدوا عني بعدما كنت الحبيبة والحمد لله عندهم لن يعودوا وأنا فقدت ذاتي أرغب أن أعود إليها ولكن كيف وذلك الإنسان دمرني نفسيا والواقع والحياة ضدي ونفسي أيضا أصبحت عدوتي أرجوووووووكم فأنا فحياتي بلا قيمة وعندما أردت أن أجعل لها قيمة فقدت قيمة ذاتي ماذا تبقى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لا أريد الضياع أكثر.
21/09/2007
رد المستشار
أهلاً بك أيتها الزهرة الذاوية..
أقدم أولا اعتذاري عن تأخري في الرد، فأرجو أن تقبليه.
لم أستطع أن أعرف من خلال بياناتك القليلة جد، هل تعملين أم ل، فالعمل ضرورة للإنسان ليتخلص من هواجسه المؤرّقة وليحصل على إحدى حاجاته الأساسية وهي: تقدير الذات واحترامها. وهذه -هي كما– تبين لي مشكلتك الحقيقية. سأناقش معك بعضاً مما كتبته، علّني أساعدك على تجاوز محنتك.
تقولين:"لا أشعر بالاطمئنان البتة حتى الناس لا أثق بهم لا أحبهم أشعر بأن طبع الناس الشر والخيانة والكذب..."
الشر والخيانة والكذب جزء من الطبيعة البشرية، ولكن: ليس لدى كل الناس، هذا أول، وليست هي الطبيعة الوحيدة، ثانيا.
فقد كان هناك الكثير –وسيبقى– من الناس الذين قد أفلحوا في تهذيب هذه الطبيعة ولو يسمحوا لنوازعها الشريرة أن تسيطر على حياتهم.
كل شخص لديه جانب شرير وجانب خيّر وعلينا أن نزن الناس بحسناتهم وسيئاتهم، فهم ليسوا ملائكة 100% ولا شياطين 100%، يجب أن تنتبهي لطريقة تفكيرك حتى لا تقعي في خطأ التعميم، فالأمور يا عزيزتي ليست دائماً: أبيض أو أسود، فالألوان لا حصر له، وعلينا أن نتدرّب على تقبّل كل الألوان لتزول أزمة الثقة.
تقولين:"قد كنت إنسانة ساذجة بالماضي جدا اصدق كل شيء وأحب كل الناس فتأذيت كثيرا كثيرا وخصوصا عندما جاءتني الصدمة من أقرب الناس لي من أهلي"، هذه الصدمة نابعة من أنك كنت تضعين هؤلاء الناس فوق مستواهم البشري الطبيعي الذي يخطئ ويصيب. وربما بسبب ذلك لا زلت تعيشين كوابيساَ في اليقظة، ألا تكفي يا عزيزتي صدمات الحياة الواقعية لتكمليها بأحلام اليقظة؟!؟!؟
ثم إن سبب صدماتك وكما هو واضح تماما من كلماتك أنك كنت تتعاملين مع الناس "بسذاجة" أي كتعامل الطفل مع عالم الكبار والذي يفترض فيه أن كل الكبار أناس طيبين وجيدين، لا بد من تجاوز هذه المرحلة لتتعاملي بنضج، ولتتوقعي من الناس كل شيء فلا بد من أخذ الحيطة والحذر، لا تنشري أسرارك، لا تفكري بصوت مرتفع، لا تُطلعي على تفاصيل حياتك إلا من تتأكدين من صدقهم وأمانتهم، وإلا ستظلين ضحية الاستغلال.
تقولين: "ومع بحثي لقيمة لحياتي أضعت قيمتي لذاتي ازداد الأمر من أسوأ إلى أسوأ".
هذا طبيعي، فالطريق الذي تسيرين فيه لن يوصلك إلا للضياع، هل تتوقعين أن تتبعي خطوات الشيطان لتجدي نفسك في نهايته في الجنة؟؟ أكيد ستجدين نفسك في النار.. نار الدنيا قبل نار الآخرة، يجب أن تتجاوزي هذه المرحلة، في سنوات الطفولة والمراهقة يستمد الطفل والمراهق ثقته بنفسه وإحساسه بذاته من كلام الآخرين وتقييم الآخرين، ولكن بعد تجاوز هذه المرحلة يحتاج الإنسان إلى أن يستمد إحساسه بقيمة ذاته وحياته من إنجازاته، ومهما قال الآخرون كلاما جيدا فإن هذا لن يرضي الشعور الغريزي فيه لتقدير ذاته.. وأعتقد أنه لهذا السبب لم يعد كلام الشباب المعسول معك يرضيك، قد يرضي أنوثتك وإحساس المرأة بداخلك، ولكنه لن يرضي أبدا احتياجك لتقدير ذاك واحترامها والذي لن تحصلي عليه إلا حين تضعين نفسك في الموضع الذي يليق بها.
في النهاية يا عزيزتي سأهمس في أذنك مقولة واحدة فقط "المرء حيث يضع نفسه"، وإذا اخترت الانتقام ممن حولك كطريقة في الحياة فتأكدي بأنك لم تحصّلي السلام ولا الاطمئنان، وها قد جرّبت وعرفت..
الخيارات متاحة أمامك، فاختاري ما تريدين، وتذكري أنك أنت فقط من ستحصد النتائج.
هداك الله وإيانا جميعا إلى الخيارات الصائبة.. آمين.. وطمئنينا عنك.