السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أعرض مشكلتي هذه لأهل الخبرة وأرجو أن تولوها اهتمامكم وأسألكم بعد الله العون فما خاب من استشار.....
أنا فتاة في 26 من عمري حظيت في حياتي باستقرار أسري وتوفيق في أمور حياتي العلمية والعملية واعتمدت في أمور حياتي كبيرها وصغيرها على الاستخارة واستفتاء النفس والمقربين والأصدقاء فشعرت بتوفيق الله سبحانه لي.
لكن في يوم تخرجي شاء القدر أن أعجب بي شابٌ كان من ضمن المدعوين في حفل التخرج ومن خلال إحدى الصديقات استطاع الوصول لي بعد أن مدحته لي صديقتي من نواحي كثيرة مع تحفظي على رأيها الشخصي فهي ذات علاقة محصورة به مع العلم بأنه مطلق ولكن مع إلحاحها الناجم عن إلحاحه للوصول إلي وافقت على التعرف به في الهاتف وبعد 6 أشهر وافقت على مقابلته في كوفي شوب واستمرت المقابلات وابتدأت العلاقة في توطد.
ولكن ظل هاجسي منشغلا لأنه ذو تجربة زواج فاشلة وقد علقة مع صولات وجولات في المحاكم الشرعية مع العلم أنه لم يرزق بأطفال في فترة زواجه التي دامت سنة ونصف وطليقته كانت قد أصرت على أخذ مبلغ كبير منه من خلال المحاكم كبدل ضرر لفشل العلاقة بينهما فكان منه رفض ذلك فقد أساءت معاملته أثناء الزواج بسبب تدخل أهلها وصديقاتها وانقيادها لهم هذا حسب ما قيل لي منه، وقد تأكدت من صحة قوله ومادية زوجته السابقة...
مع مرور الوقت في علاقتي به شعرت بالتناغم بيننا ووصلت علاقتنا سنتين ونصف وأنا على أمل أن ينتهي من مشاكل زيجته السابقة في المحاكم لنستطيع بدء حياة مستقرة ولكن طال الأمر وبدأت أشعر بعدم الأمان في العلاقة وخفت عدم جديته في العلاقة فحاولت من خوفي هذا قطع العلاقة فوجدت منه تمسكه بي وبعلاقتي به رغم كل محاولاتي الجادة لصده مما جعله يتقدم لخطبتي مرتين وفي كل مرة يرفض أبي أن ينظر في طلبه إلى أن يحل مشاكله أولا مع زوجته السابقة ولكن المشكلة في أن باب المحاكم طويل
وبعد مرور الوقت بدأت أعيد حساباتي هل زواجي من مطلق خطأ ويكبرني ب 14 سنة وقد اعترف لي من أنه قد تضرر نفسيا من فشل زيجته السابقة وما حدث فيها من أمور لم يتوقعها فقد أبلغة عنه زوجته السابقة أثناء وجوده في عمله الشرطة مدعية ضربه لها ولم تستطع إثبات ذلك ونفى هو بشدة ذلك... مع أن الحق يقال أنه متدين محب حنون صبور علي في عنادي وغضبي رومانسي وأشعر بتناغم شديد معه يفهمني ببساطة ذكي....
لكن تأكد بعد نقاش صريح معه أنه متخوف من خطوة الزواج مرة أخرى رغم حبه لي وتمسكه لي الذي أثبته لي بالفعل بتقدمه لخطبتي مرتين رغم صد والدي ولكن في نفس الوقت طلب مني مساعدته لمحو هذه المخاوف بأن أعامله المعاملة الحسنة وألا أكون له غير إنسانة محبة وألا أجرحه أو أظلمه كما فعلت زوجته السابقة... ويعجبني فيه تمسكه بي وحبه ومحاولته الدائمة لإرضائي ولو على حساب نفسه.
فهل أظل أنتظر إلى أن يحل أموره مع زوجته السابقة حينها عندها قد يجد القبول من أهلي الذين لا يمانعون من زواجي منه لكن بشرط أن يحل مشاكله مع زوجته السابقة وسوف يحاولون أن يتعرفوا به أكتر ليتأكدوا من خلقه وليروا مدى صلاحه لي عندما يتعرفون عليه عن قرب... أو أن علي حسم هذا الأمر بعد أن طال حله أو فعل شيء آخر
ماذا أفعل ؟؟؟ ماذا أفعل ؟؟؟
أفيدوني فقد قتلتني الحيرة؟؟؟؟؟؟
19/10/2007
رد المستشار
الكلمات القليلة التي أوردتها صاحبة المشكلة عن سماتها الشكلية والنفسية والاجتماعية أو عن الشاب التي تعرفه، تجعلني لا أستطيع تحيد هوية العلاقة بينهما أو المسار المفترض أن تكون عليه، فإن كانت غنية أو جميلة أو مثقفة أو متحررة ستختلف الرؤية عما إذا كانت عكس ذلك، ونفس الأمر يصدق عليه!
ولكني أكاد أحسم حل هذه المشكلة وأقول أني أشك في مصداقية كليهما في اتخاذ قرار الزواج، وأرى أن قطع العلاقة أمرا شبه ضروري، وعدم المصداقية تأكدت منها ليس مما أوردته الشاكية عن سلوك الشاب في الخوف من الزواج الثاني أو إصراره على عدم إعطاء طليقته حقها المالي معتبرا إياها لا تستحقه لأنها أضرت بحياته ولم تقدم له أي نفع، أو محاولته إرضاء الشاكية بالتقدم لخطبتها_ وأعتقد أنه يثق في رفضه من والديها مسبقا_ أو بعمل أي شيء ولو على حساب نفسه، أو لأنه يكبرها بـ 14 سنة، أو لأنها تحس بعدم الأمان معه، ولكن لأن الشاكية أشارت لعلاقة استمرت سنتين ونصف لم تستطع فيها حسم تلك العلاقة مع هذا الشاب ولم يحسم هو أموره ويحاول أن ينتهي من دوامة محاولة إثبات أن طليقته إنسانه ماديه وتستحق طلاقها.
الغريب أن الشاكية لم تقل أنها انتظرته سنتين ونصف من عمرها لأنها تحبه، بل لأنه حنون وطيب ويهتم بتلبية متطلباتها، وهذا يخفى أيضا أنها شخصية تختار بعقلها وليس بقلبها، فأين العقل في هذا الانتظار الطويل له، المؤكد أنه لا يوجد بديل يلغى وجود هذا المطلق.
أغلب الظن أن كلاهما مستمتع بحاله، الشاب يريد أن يملاً فراغه العاطفي والشاكية لا تجد غيره لتشغل نفسها به، الملحوظة الهامة أن الشاكية أوردت إقامتها في مصر والأصل من الخليج، ولم تذكر جنسيه الخطيب، وهذه نقطة هامة في تحديد جدية موقفه، فمجتمع الإمارات يختلف عن المجتمع المصري في كيفية حل مشكلة الطلاق، فالأولى أصعب من الثانية، فإن كان الشاب مقيما في الخليج فله بعض العذر في طول فترة الانتظار، أما إن كان من مصر فليس له عذر كبير.
الأمر ليس في حاجة لأن تنتظر أسرتك أن ينهي مشكلاته مع طليقته أو يتعرفون أكثر على أخلاقه، فالغالب أنهم يتهربون من عنادك وإصرارك بتلك الحجة الواهية، وكلاكما يشك في إمكانية تحمل مشكلات هذا الزواج!
فقط فكرى في الأمر بطريقة عكسية، ماذا ستفعلين إن كنت أنت المطلقة؟ أتقبلين تردده وتأخره في إتمام الزواج بك، أشك أنك ستقبلين ذلك، اعتبري علاقتك به تجربة أفادتك وستفيدك أكثر إن اتخذت أنت قرار الانفصال ونفذته.
مع تمنياتي بالتوفيق