قرص دواء، أبلع أي حاجة مدورة!

رد المستشار

الابنة "أنا"..... تحية طيبة وبعد؛
واضح أن ما تقومين به هو نوع من محاولة إيذاء النفس وقد يكون ذلك ناشئا عن اضطراب ما بالشخصية مثل اضطراب الشخصية البينية أو الاكتئابية أو النرجسية أو الهيستيرية أو خليط من اضطرابات الشخصية أو قد يكون اكتئاباً كما تقولين أنت أو يمكن اعتبارها أحد اضطرابات طيف الوسواس القهري ضمن فئة اضطرابات العادات والنزوات Habit & Impulse Disorders أو اضطرابات التحكم في الاندفاع Impulse Control Disorders حيث يشعر المريض أو المريضة برغبة عارمة في إيذاء الجسد بالشكل الذي اعتاد عليه، وأظنك بحاجة إلى العلاج تحت إشراف طبيب نفسي وبدلا من تناولك لأي أقراص في المنزل يمكن للطبيب النفسي أن يعطيك العلاج اللازم للنوم أو للهدوء والاسترخاء وراحة البال بجرعات صغيرة مؤثرة وتحت رقابة أفراد أسرتك في المنزل.

بالطبع يا ابنتي تناولك لجرعات كبيرة من عقاقير مختلفة ضار أشد الضرر، "وليس في كل مرة تسلم الجرة" كما قيل وقد تكون الجرعة الزائدة من بعض الأدوية مثل المنومات والمهدئات وأدوية الضغط أو القلب أو مسيلات الدم قاتلة لبعض المرضى غير الحريصين.

واقرئي على مجانين الروابط التالية
سريعة الغضب تتلذذ بإيذاء الذات 
جلد الذات: لم تذكري كيف؟ 
إيذاء النفس المتكرر: وسواس أم إدمان

وفي مثل حالتك كثيرا ما نجد تاريخا شخصيا للضرار الجنسي في الطفولة، وعلاج مثل هذه السلوكيات التي دائما ما تكونُ تعبيرا عن اضطراب نفسي أعمق يحتاج بالطبع إلى فهم ذلك الاضطراب والخلفية التي تشكل عليها لأن العلاج لدى الطبيب النفساني المتخصص –والذي هو ضرورة في مثل هذه الحالات- يعتمد على هذا الفهم، وأما في حالتك فلا يوجد لدينا معلومات كافية عن علاقاتك بمن حولك وبالذات أفراد أسرتك، ولذلك ننصحك بأن تكتبي لنا تفاصيل عن حياتك وعلاقاتك الأسرية أو على الأقل تناقشين ذلك مع طبيبك النفساني المعالج، وأهلا ومرحبا بك على مجانين وعقلاء، وتابعينا بأخبارك.

المستشار: أ.د مصطفى السعدني