أرجوكم ساعدوني
مللت نفسي، لا أدري ماذا دهاني، وليس هناك من أحد يساعدني لأعرف ماذا أريد ولم أفعل ذلك؟، أنا أكتب ولا أدري من سيقرأ، ولا لمن سأبعث به، لكن أردت أن أكتب كل ما مرّ بي ثم أفكر لمن سأبعثه.
نصف قرص Trileptalصباحاً ومساءً، وقرص موتيفال قبل النوم، هذا ما آل إليه حالي بعد التردد على الأطباء النفسيين، هذه هي نهاية طموحي ومستقبلي وحياتي التي دمرتها بقدر ما استطعت، بل وما زال عندي الاستعداد لا أكثر من ذلك لو منحت الفرصة أخرى! فرصة؟ أظنني أخذت فرصاً عديدة في حياتي وكنت أضيعها كلها لتدمير نفسي، أممكن أن يتسلط أحد على نفسه؟ يدمرها كما فعلت في نفسي؟.
ياااه، مقدمة طويلة، لكن من أين ابدأ؟ سأكتب ما يخطر في بالي. طفلة في مدرسة خاصة، أب جميل وأخوات يملأن المنزل ضحكاً ومقالب، وفجأة مشكلة من حيث لا أدري بين بابا وماما، ثم نعرف أن بابا سيطلق ماما، ولأني أصغر إخوتي أخذتني على بيت أختها (خالتي)، ووأتى بابا وعمي ليصالحها ونرجع للبيت.. كان يحصل هذا كل يومين تقريباً على نفس الطريقة: مشاجرات وصوت عالٍ وإهانات بينهما!.
بابا جميل وهو في مزاج رائق، ولا يمنعنا من أي شيء في الدنيا، وأم تعرف الله وتصلي، لكن ساعة المشكلة تكون أسوء منه؛ ترد عليه الكلمة بكلمة، والشتيمة بشتيمة، والإهانة بإهانة، أنا أكرهها جداً.
الأخت الكبيرة ترفض الزواج باستمرار، ولا أدري لم شخصيتها كبابا بالضبط؛ قوية جداً، وترى أن لا يوجد رجل مثلها، وهي ترضي بابا جداً وبابا شخصية صعبة السيطرة عليه؛ يريد كل من حوله أن يقولوا حاضر، نعم... ماما معلمة، طلب منها أن تترك المدرسة وتقعد في البيت، رفضت ووصارت تذكره أنها ساعدته زمان بقرض من البنك بضمان مرتبها والآن يريدها أن تترك شغلها الذي هو مصدر الأمان لها، فهو ليس سنداً وتشعر معه بالأمان، مع أن بابا تزوجها بعد قصة حب عنيفة، وأن أهله ما كانوا موافقين، وأن أختي الكبيرة جاءت غلطة قبل زواجهم وهو يعايرها بكل هذا أمامنا وهي تدعو عليه....
لم تكن حياتنا هكذا، كنا بيتاً متآلفاً لكن المال... والله إني محتارة؛ كثرة المال تسبب المشاكل، قلته تسبب المشاكل أيضاً!. المهم أن المشاكل كثيرة ودائمة، وحتى الآن أسمع من بابا كل ثانية أن ماما هذه "زبالة" وأنها غلطة عمره، وأسمع من ماما أن بابا "واطي" جداً وأن دعاء أمها عليها أوقعتها مع هكذا رجل. أختي ظلت رافضة الزواج حتى الآن، عمرها 40 سنة، وأنا 28 سنة. منذ كان سني 16 سنة كانت ماما تريد تزويجي، ومنذ كنت 7سنين كنت أشهد مشاكلهما وأهرب من حياتي ومن مشاكل البيت، كنت أحب الذهاب لبيت عمي، لكن في مرة من المرات كان ابن عمي وحده في البيت وحاول أن يلعب معي عريس وعروسة، فعلاً كنا نلعب وبدأت أحس أنه تحسس أماكن معينة في جسمي- أنا أذكر ذلك حتى الآن-، بعدها صرت أحب هذه اللعبة جداً حتى مع بنات خالتي وابن خالي وأطلب منهم أن يلمسوا أجزاء من جسمي أو يقبلوني في أماكن معينة، كنت سعيدة جداً بذلك.
توقفت فترة طويلة، تقريباً حتى وصل سني 13 وكثرت مشاكل بيتنا لدرجة أني كنت أقوم من النوم على صراخ أمب وأبي مثلاً يضربها أو يشدها من شعرها، وكان أول واحد تعرفت عليه كان سني 13 سنة... أحببته جداً؛ كان حنوناً جداً ويحبني جداً، كانت عنده مشكلة أنه مصاب بالصرع- ماتت والدته في القطار عندما كان صغيراً جداً، لم يشعر أحد أنها توفيت وهو كان يبكي، ربما كان هذا السبب-.
المهم، حين عرف إخوتي بعلاقتي به ضربوني بشدة وحبسوني في البيت، لكن كنت أعمل المستحيل لأكلمه. بعدها بفترة مللت منه وأحسست أن حبي له تبلد، وتعرفت إلى صاحبه وأحببته جداً وشعرت أنه حب عمري وعندما عرف أخبر إخوتي الذين ضربوني جداً. عندي أخوان صبيان أكبر مني، ظللت أكلم الذي أحبه من وراءهم رغم أنهم حبسوني في البيت. كنت أذهب للمدرسة وأعود للبيت وهما يوصلاني، ممنوع الخروج تماماً. واستمر الحال على ذلك من سن 13 سنة حتى أنهيت الثانوية، في تلك الفترة كنت قد تعلقت بأحد أصحاب أخي، كنت أراه معه دائماً وعرفت كيف أجعله يحبني وفعلاً أحبني جداً، وفي مرة جاء ليزورنا ولم يكن غير في البيت ففتحت له الباب ودخل فجأة وحضني وقبلني، كنت من المفاجأة لا أدري ماذا أفعل، وللغرابة أني تجاوبت معه، لكن لم يفعل اكثر من ذلك... بعدها تعلق بي أكثر وتقدم لي لكني فجأة أحسست أني مللت منه ولا أطيق سماع صوته أبداً ولا أريد الارتباط به، وبعد أن تقدم لي رفضت بشدة، حاول أن يفهم مني وكنت أهرب من الإجابة لأني لم أكن أدري لم أرفضه.
بعدها دخلت الجامعة وكنت مبهورة، أخرج للجامعة أولاد وبنات كثر وحياة مختلفة تماماً... طبعاً لم يكن الحصار قد رفع عني بعد، لكنهم كانوا يوصلني لباب الجامعة فقط، طبعاً كان هناك مراقبة باستمرار، لكن كنت قد وصلت لدرجة لم أعد معها قادرة على أن أكون وحيدة وأريد أن أفضفض وأتحدث عن مشاكلي، كانت المشاكل مستمرة في البيت لأقصى حد، لدرجة أن أمي أخذت إخوتي الصبيان وراحت لشقة ثانية كانت اشترتها بالقسط دون علم بابا. في الوقت الذي كانت فيه مشكلة كبيرة بين بابا وماما تعرفت على شاب في الجامعي، بل اثنين بصراحة- واحد كان يحبني جداً في حين أني أحب الثاني.
لعب الثاني بي وبمشاعري، والذي كان يحبني كان يعرف أن الثاني يتسلى بي وحاول أن ينبهني لكني كنت مستسلمة لمشاعري. سقطت في تلك السنة بسبب مشاكل البيت وعلاقتي بذاك الشاب التي اكتشفها أخي، وطبعاً النتيجة معروفة "علقة" ساخنة وحبس في البيت، وجاء رسوبي كارثة، فحبست في البيت السنة كلها.كان الذي يلعب بمشاعري ولا كأنه السبب في سقوطي وتجاهلني تماماً، وعرفت بعدها أنه تعرف لبنت أخرى وتركني بالطبع، كانت حالتي النفسية سيئة للغاية لأنه تركني وكنت منهارة لأني كنت أشعر أنه حب عمري.. في ذلك الحين اقترب مني الذي كان يحبني، ولأني سيئة استغليت حبه لي لأنسى الثاني، واقتربنا من بعضنا، ولأني كنت محبوسة كان هو منفذي للهروب مما أنا فيه. وظللت متعلقة به جداً طوال تلك السنة، وفعلاً أحببته وأحسست أنه الحب كله، وبقينا متربطين السنة كلها.
وفي السنة التي تلتها كان يظن الجميع اني كبرت وتعقلت، وعدت للكلية والتقيت الذي كنت أحبه أمامي مجدداً، زكأني نسيت من وقف إلى جانبي سنة كاملة! شعرت أني مللته وأريد العودة للأول الذي كان سعيدا لظهوري ثانية، وصالحني وأفهمني أن ما وصلني من أخبار كان غير صحيح وأنه لم ينسني أبداً، وأنه ابتعد بسبب المشاكل التي كنت أعانيها وهو كان خائفاً علي، وأنا صدقته لأني كنت أريد تصديقه وتخليت عن الثاني والذي سأسميه (ح) لأن له دور كبير في حياتي.
المهم تركت (ح) ورجعت لمن خدعني، كان متأثراً جداً، وتركني دون كلمة واحدة، وحاول تنبيهي لكني رفضت سماعه وكنت مشدودة للآخر. المهم رجعنا لبعضنا وكان هذا كل همي، وبقينا معاً فترة طويلة، كنت أحبه جداً وأحسست أنه الحب كله، لا أدري كيف كنت أعيش نفس المشاعر مع كل واحد ارتبطت به. شهدت هذه الفترة عودة العلاقات بين بابا وماما، لكن ذلك لم يؤثر بي لأني كنت متأكدة أنهما لن يلبثا ويعودان للشجار عاجلاً أم آجلاً! وفعلاً استيقظت من نومي مرة أخرى على صوتهما العالي، وعرفت أن بابا على علاقة بأخرى وماما عرفت، وكالعادة حصلت مشكلة كبيرة تركت ماما على إثرها البيت، لكنها لم تبادر لأخذي معها فقد رفض بابا وقال إنها ستربيني كما تربت هي، لكني أصررت على الذهاب معها، ففي شقتها يمكنني استخدام الهاتف دون أن يمنعني أحد. نسيت أن أقول أني من الصعيد ومن المستحيل أن أتمكن من مقابلة أحد ممن كنت أهاتفهم، علاقتي بهم فقط عبر الهاتف. في شقة أمي كنت أكلم من أريد كما أريد دون اعتراض منها، فقد كانت تخشى أن أتركها وأعود لأبي.
بعد فترة رأيت الذي أحبه مع فتاة أخرى تركب سيارته، انهرت وكانت حالتي سيئة جداً وواجهته ولم يستطع الإنكار وتركته. حاول (ح) العودة إليّ في تلك الفترة وأنا كنت محتاجة لأحدهم بجانبي، وفعلاً رجعنا لبعضنا؛ يلح عليّ أن أقابله في مكان وحدنا- أنا طبعاً الفكرة كانت منتهية عندي-، مستحيل فأنا لم أقابل أي منهم بل كانت كلها علاقات على الهاتف، لكنه صمم وكان يلح إلحاحاً غير عادي ولم ييأس رغم رفضي المتكرر. كان يتركني فترة ويرجع ثانية، في تلك الفترة تصالح والدي مؤقتاً وعادت ماما للبيت، كنت متضايقة لأننا رجعنا.
قبل عودتنا للبيت كان إخوتي في مرة الاتصال بنا فوجدوا الخط مشغولاً، وعندما عاودوا الاتصال رفعت السماعة سريعاً- وكنت أتكلم همساً لئلا تستقيظ أمي وأن أكلم (ح)- فعرفوا أني أستخدم الهاتف ليلاً دون علمهم فضربوني وشوهني وكسرت رجلي، وطبعاً الباقي معروف. كل ما حصل أثّر على سمعتي جداً لكني لم أكن منتبهة إلى أن كل البنات يبتعدن عني. في تاك السنة- الثالثة في الكلية- تعرفت على واحد في الجامعة من القاهرة، كنت أكلمه في التليفون وبقيت متعلقة به فترة طويلة، عندما كنت أقابله ام أطق رؤيته لكن في التليفون كنت أحبه بشدة! تقدم لي بعد إلحاح شديد مني وعندها اكتشفت أن أباه حلاق وكانت تلك كارثة لأنه أخبرني بشيء مختلف تماماً، وحين علم بابا صرخ في وجهي وقال: "ارحمينا، أخواتك هيموتوكي ونخلص منك" بابا شخصية معروفة جداًَ لكنه صعب وإخوتي الصبيان عصبيون جداً ويعملون معه في نفس المهنة. بعدها كالعادة كنت أرجع ل (ح) أو هو يبحث عني، كان يحبني جداً ويتمنى أن يفعل أي شيء لأجلي.
بعدها بفترة غير قليلة حصل أن رددت على الهاتف -وكانت تلك فرصة نادرة جداً فقد كان ممنوع تماماً عليّ الرد على الهاتف تحت أي ظرف- كانت المكالمة وصلتنا بالخطأ لكن كلمة في كلمة تكلمنا وتعرفت عليه وكانت قصة. هو أعجبته شخصيتي وأنا كنت متعلقة به جداً، عرض علي أن يتقدم لي وفعلاً تقدم لي دون أن أراه، وبعد أن رأيته لم يعجبني ورفضته، أو ربما مللت منه ولا أريد الارتباط به، كما أن إخوتي لم يتحمسوا له ولم يعرفوا لم تقدم لي ومن أين عرفني. بعد أن رفضته عاد ليكلمني وسألني عن سبب رفضي فتحججت بإخوتي وأنهم هم من رفضوه، كنت أحب كلامه معي في التليفون، كان حنوناً جداً عليّ لكن لم أكن قادرة على الاستمرار معه. كنت وصلت للسنة الأخيرة في الجامعة، وبعد هذه الحادثة كبرت ونضجت أكثر وركزت في الدراسة حتى أتخرج.
صار عندي فارغ كبير بعد التخرج ورجع (ح) يكلمني -عندي فراغ، والخروج من المنزل ممنوع-، أنا و(ح) كنا متفقان على حركة معينة يطلبني بها لأرد عليه، فكان يقوم بتلك الحركة فأرد عليه، وكنا نتكلم ونحكي، ورجع لنفس الموضوع أنه يريد أن يراني لمرة واحدة فقط وحدنا بعيداً عن الناس ليكلمني وجهاً لوجه، وكنت أرفض. مرة كنت مخنوقة وأريد الذهاب لحفل زفاف صاحبتي وطلبت الإذن من أحد إخوتي فرفض تماماً وترجيته بحرارة حتى حصلت مشكلة وضربني، فظللت أبكي حتى أن أختي الكبيرة قالت لي انزلي تمشي لربع ساعة لتهدئي قليلاً، لا أدري لم طلبت (ح) وقلت له أريد أن أراه وحدنا فقال تعالي بسرعة فهو وحده في البيت، ترددت قليلاً فقال: "أرجوك، لن يحصل شيء، من غير المعقول أن تكوني خائفة مني" حاولت التراجع لكن كنت أريد رؤيته كما أراد رؤيتي، وفعلاً لبست ونزلت بسرعة، كنت أعرف ومتأكدة مما سيحصل وكنت أريده أن يحصل.
فتح لي الباب فرميت بنفسي في حضنه، شعر أني تعبانه وسألني عما حصل فأريته الكدمة التي أحدثها ضرب أخي لي وكان ظاهراً عليّ أني كنت أبكي، حضنّي بشدة وقبلني لكن لم يحاول إيذائي، هدت للبيت وأنا أشعر أني أسعد إنسانة في الدنيا وأحببته جداً كأني أحب لأول مرة، وتعلقت به ونسيت كل ما فات من عمري وبدأت أعيش معه هو فقط، وطلب مني أن أبتعد عن أي مشاكل في البيت وألا أحاول إثارتها. وفعلاً، كأني تغيرت تماماً في كل شيء؛ مع إخوتي، بعدت عن التليفون تماماً ولا أتذمر أو أطلب الخروج من البيت، فعادت علاقاتي في البيت لتصبح طبيعية معهم، وهم بدأوا يشعرون أني تغيرت فمنحوني القليل من الثقة.
بقينا معاً سنتين، وكنت أذهب إليه في كل فرصة تلوح لي وكان سعيداً جداً بي، وكانت علاقتنا جميلة وكان يحافظ عليّ وكنت أحبه بشدة، لكن فجأة أحسست أني مخنوقة من علاقتي به وأني لن أستطيع الاستمرار معه، وكنت أعاني أحياناً من حالات اكتئاب وضجر من علاقتي به فتركته دون أي تفسير أو مبرر، كان معتاداً أن أفعل هذا معه لكنه كان مستغرباً لأن علاقتنا هذه المرة استمرت لفترة طويلة، لم يحاول الضغط عليّ وتركني براحتي. كنت في تلك الفترة قد حصلت على ثقتهم في البيت فعرضت عليهم أن أعمل ووافقوا، فتقدمت لعمل محترم جداً بواسطة من بابا، في عملي تعرفت على شاب أحببته جداً وأحبني، وكما أحببته تركته بعدها بفترة ورجعت ل (ح) ثانية!، أو ربما هو من كان يرجع لي، لا أدري!.
علاقتنا لم تعد قوية كما كانت لكنه عرض علي الارتباط، وافقت في البداية فتقدم لي، لكن وبعد التفكير وجدت أني غير قادرة على الارتباط به وأعلنت رفضي، كانت مفاجأة غير متوقعة بالنسبة له لكني -وبحق- لم أستطع الارتباط به، وكان الأمر مؤلماً له وبعدها عرفت أنه خطب، تضايقت في الأول لكن بعدها كنت أقول أني لم أحببه بل كنت أرتاح له فقط، بقيت متضايقة لفترة وكنت أحس أني محتاجة له جداً وفعلاً طلبته وما أن سمعت صوته حتى بكيت وقلت له أني أحتاجه فقال لي: "تعالي من فورك، أريد رؤيتك" فذهبت إليه، أخدني في حضنه بعنف وكنت مستمتعة جداً وأردت أن يفعل أكثر من ذلك لكنه كالعادة يخاف علي، وفعلاً تركته وأنا منهارة أني ضيعته. لكن بعد فترة جاء وقال لي أنه فسخ خطوبته وأنه على استعداد لنرجع لبعضنا، في ذلك الوقت كنت قد غيرت عملي لعمل آخر أفضل يمكنني من السفر كثيراً، وطبعاً في البيت كان قد اطمأنوا لي لأني بدأت أصير حريصة في كل شيء، لم يكن من أحد يعلم عني شيئاً، حتى بدأ يصاحبني فجأة وأنا كنت سعيدة جداً بذلك وأحسست أنه ظلم في حياته وأن زواجه من أمي كان خطأ، أنا أكره أمي ولا أدري ما السبب وهو حس بكرهي لها فسألني إن كنت سأغضب إن تزوج عليها فأوضحت له أني من المستحيل أن أغضب ما دام ذلك سيريحه، وفعلاً ذكرني بالمرأة التي -من 6 سنين- كانت أمي تعرف أنه على علاقة بها وأنه ما زال يكلمها ويريد أن يتزوجها، فرحبت جداً.
بابا كان حنوناً جداً معي في تلك الفترة وعنده استعداد لتلبية أي طلب لي، ذهبت معه عندما عقد قرانه على تلك السيدة، كنت سعيدة ولم أشعر بالذنب فمن وجهة نظري كانت أمي من دفعه لذلك، بعد زواجه صرنا أصحاب. بدأت في العمل الجديد وبدأ دخولي لمرحلة الانترنت؛ تعرفت على الكثير من الناس على النت لم أتخيل في حياتي أني سأتعرف عليهم، وكنت أقابلهم خلال سفري وكانت العلاقة تتطور من حب إلى ملامسة وكنت سعيدة جداً لكن كنت حريصة ألا تتعدى مجرد الأحضان والقبلات، كانت تسعدني لكن كنت أشعر بقرف من نفسي بعدها، كنت أتوقف فترة وأعود ثانية لنفس القصة: معرفة شخص والارتباط به، ونزهة وملاطفة فقط دون الذهاب إلى أي شقق وأي منطقة متطرفة، كان ممكن أن يتم هذا فقط في سيارته، الشخص الوحيد الذي دخلت بيته هو (ح) كنت أعرف أنه يحبني جداً ويحافظ عليّ... لكن الفترة الأخيرة بدأت حياتي بالانهيار والعصبية، لا أطيق أي أحد ولا حتى نفسي، وأني إنسانة حقيرة وزبالة وخسارة فيها الحياة، وكنت أثور ثورات كثيرة على أمي وأبي، وبقيت سنة كاملة لا أحادث فيها أبي وهو لا يسأل عني وأنا في حالة انهيار، وبعدت عن كل الناس، بعدها تقدم لي شخص ذو مكانة مرموقة بعد أن رأني في إحدى المناسبات، وخطبني، لكني بعدها بفترة شعرت أني أكرهه جداً ولا أطيق رؤيته ولا سماع صوته وانفصلت عنه، وبعدها أصبحت أشعر بنفور شديد من أي رغبة في الارتباط، وحدث هذا مرة أخرى تقدم لي شخص وبعد موافقتي شعرت بأني لا أستطيع أن الارتباط به ولا بغيره وأني قررت عدم الارتباط، وتركت عملي وجلست بالبيت. أشعر برغبة حقيقية في البكاء باستمرار والاكتئاب الشديد، وذهبت إلى أكثر من طبيب نفسي، وعندما أبدأ بالحديث ينتابني بكاء شديد، وقالوا أي أن أتعالج من الاكتئاب قبل أي شيء.
ملحوظة: أحب لفت الانتباه لي من كل الناس تقريباً، أحب أن يتكلموا عني سواء من طريقه ملابسي أو كلامي، أحب أن يتكلموا عني، وأنا تقريباً أكون عارفة أنهم يتكلمون عني بالسوء لكن لا أهتم. أحب أن أكون محط انتباههم، هذا ما يهمني. أرجوكم ساعدوني أنا تعبانة.
أول دكتور أعطاني "إيفوكسر" و"زينكس"، ولم أكمل معه، لم أشعر بالراحة ثانية وما زلت تحت العلاج إلى أن يتم شهر ولكني لن أذهب إليه مرة أخرى حيث لم أشعر بالراحة من حديثي معه. نصف قرص Trileptal300صباحاً ومساءً، وقرص موتيفال قبل النوم... أنا تعبت ولا أدري ما أنا: شخصية منحرفة بطبعي، أم شخص يحتاج إلى العلاج؟
أرجوكم ساعدوني قبل أن أنهي حياتي بيدي..
أرجوكم
21/12/2008
رد المستشار
الأخت الفاضلة "نانا"،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، نشكرك على تواصلك مع هذا الموقع،
لقد قرأت رسالتك بصفحاتها الخمس بكل دقة وتأمل، وكانت محتوياتها تنحصر في تطور علاقاتك مع الجنس الآخر وكذلك مع والديك وإخوتك، ولم توضح الرسالة النواحي الأخرى في الحياة مثل الهوايات والرغبات، مستوى التواصل مع الآخرين، كيفية قضاء وقت الفراغ، علاقاتك مع بنات جنسك، النظرة للمستقبل...الخ.
يهمنا دائماً أن نصل بفكرة عن تشخيص الحالة لأن ذلك مفيد للمعالِج والمُعالَج، وهذا يسهل كثيراً في وضع الآليات الإٌرشادية. لا أود أن أكون قاسياً عليك بأي حال من الأحوال، ولكن لا بد أن أتحرى الأمانة ودرجة من الوضوح، وعليه فقد توصلت إلى أنك تعيشين علاقات غير مستقرة وغير واضحة الهدف، تبدأ بالاندفاع وتنتهي بمشاعر وجدانية سلبية جداً وصفتها بشعورك الدائم بأنك مخنوقة من علاقاتك. طبيعة علاقاتك تدل على وجود فقدان كامل للاستقرار النفسي والعاطفي مع الشعور بالخواء والفراغ الداخلي مع وجود ما يمكن أن نسميه بتواطئ مع الذات، حيث أنك تبني علاقات غير مجدية وتتعدى حدود ما هو مقبول وتنتهي هذه العلاقة ثم يكرر نفس السناريو، ويلاحظ أيضاً أن هنالك إساءة لهامش الحرية الذي مُنح لك حتى بعد أن ذهبت للاقامة في شقة الوالدة. الملل والكدر واضطراب المزاج سمات أساسية عبرت عنها في نهاية رسالتك، وهذه نتيجة طبيعية لعلاقاتك عديمة الفائدة والهدف، محاولاتك أن تكوني محط انتباه واستدرار عطف الآخرين هي صرخات ومحاولة استنجاد طبيعية وليدة منهجك ومسلكك للتواصل مع إخوتك ووالديك ومن أحببت.
ما خلصتُ له أنك تعانين من حالة يسميها أطباء النفس بـ(الشخصية الحدية) وهو نوع من اضطراب الشخصية الذي نشاهده وسط الإناث أكثر من الذكور؛ وهو يتطلب آليات علاجية طويلة ومباشرة، وهذا يجعلني أن أنصحك بمقابلة طبيبك وشرح وجهة نظرنا هذه دون أي إملاءات على الزميل المعالج.. ونصائحي الأخرى لك هي:
1) أن تقيمي نفسك وذاتك على أسس جديدة مع التركيز على الفهم للقيمة الحقيقة لنفسك.
2) عدم تكرار الأخطاء واعتبار ما مضى تجارب يُستفاد منها لتطوير الحاضر والمستقبل.
3) اجعلي للدين نصيباً حقيقياً في حياتك حتى تخرجي من حالة الخواء والفراغ الداخلي، وربما فقدان الهوية.
4) ابحثي عن عمل آخر تطوري من خلاله مهاراتك.
5) ارفعي من همتك وقوي من عزيمتك، هذا سوف يفيدك كثيرا،ً وتذكري أنك قد بلغت العمر الذي يجب أن تنظري فيه للحياة بجدية أكثر.
6) سيكون من المفيد لك الالتحاق بجمعيات شبابية أو تطوعية وذلك من أجل بناء الذات وتقوية شفرة الفضيلة لديك مما سوف يشعرك بالرضا.
7) العلاج الدوائي ليس له دور أساسي في حالتك وإن كان البعض يرى أن رزمة تتكون من محسنات ومثبتات المزاج وجرعة صغيرة من مضادات الذهان ربما تفيد، وأترك لك هذا الأمر لمناقشته مع طبيبك المعالج.
ختاماً، أرى أن الأمل كبير في أن تبني حياة جديدة تكتشفي من خلالها أنك يمكن أن تعيشي حياة جميلة متوازنة ومحترمة.
وبالله التوفيق... نشكرك مرة أخرى للتواصل مع هذا الموقع.