ابني وقدم أخته
بداية، أود أن أشكركم على دوركم الرائع في نشر الوعي النفسي بين القراء، واسمحوا لي أن أعرض عليكم مشكلتي.
أنا من محبي أقدام النساء، وقبل أن أتعرف على موقعكم لم أكن أعرف أن هذا مرض بل لم أكن أعرف أن هناك الكثيرين الذين يعانون من ذلك، ولكني لا أخفي عليكم أني تفاجأت مفاجأة كبيرة عندما قرأت رسائل القراء أصحاب المشاكل وكم ما يعانوه جراء هذا السلوك حتى أن أحدهم كان يريد الانتحار. ولكن مع مواصلة القراءة زالت دهشتي بعدما علمت أن ما أعانيه هو حالة بسيطة، وهي أني لا أحب الإهانة ولا تقتصر متعتي الجنسية على القدم وحدها وليست القدم هي المثير الوحيد لي جنسياً ولكنها بعض من كل، كما أني لا أعاني إن حرمت منها، ولا أنظر إلى أقدام النساء ولا أتعامل إطلاقاً مع المواقع الإباحية.
علمت من ردود الدكتور وائل أبو هندي أن مثل حالتي لا تمثل مشكلة، وهي بالفعل كذلك، ولكني قرأت ما هو أبعد وأعقد من هذا الوضع على موقعكم، وليس من يعلم كمن لا يعلم. فها أنا ذا أسمع ابني ذو الأربع سنوات يتحدث عن الأقدام ويضحك ببراءة الأطفال، في البداية أثار قلقي ولكني قلت لنفسي أن كثرة قراءتي سببت لي حساسية تجاه الموضوع، ولكني بعد ذلك وجدت ابني يقبّل قدم أخته ذات العامين، فأخذت أتحدث معه بهدوء وسألته: "لم فعلت هذا؟"، فقال لي: "لم أكن أعرف أنه خطأ"، فقلت له: "أن القدمين غير نظيفتين، ورائحتهما غير جيدة، وأن هذا تصرف خاطئ" فوعدني أنه لن يفعل ذلك مجدداً.
ومرّ الموقف في هدوء بيني وبينه دون أن تعلم حتى زوجتي به، ولكن لكم أن تتخيلوا مدى قلقي الآن أن يتطور الأمر إلى إحدى الحالات التي قرأتها على موقعكم، لا أعرف ما الذي يمكن أن يزرع بداية هذا السلوك لدى ابني، مع العلم أننا أسرة مترابطة ومحبة ونقضي الوقت سوياً- أنا وزوجتي وابني وأخته التي تكبره وأخته التي تصغره- في حب وانسجام، وعلاقتي بزوجتي التي أحبها وتحبني رائعة ونغمرهم بالحب والرعاية وأيضاً التربية دون قسوة أو تهاون. لا نشاهد أي مشاهد خليعة فهناك رقابة لطيفة على ما يشاهدونه في التليفزيون، ولا يستمعون إلى الأغاني، ولا أقوم بأي مداعبات مع زوجتي أمام الأولاد.
أرجو مساعدتي كيف أحمي ابني من أن يكون في يوم من الأيام بطل قصة من التس قرأتها عندكم وأثارت قلقي؟.
بارك الله لكم ووفقكم ومنّ بالشفاء والاستقامة على كل السادة القراء.
21/12/2008
رد المستشار
أخي الفاضل،
من المعلوم أن الخبرات التي يكتسبها الشخص باستمرار منذ الطفولة تخلق فيه أحياناً- دون اختياره- بعض الارتباطات الشرطية بين المثير والمشاعر بما في ذلك الإثارة الجنسية. ومن الممكن أن يكون المثير جزءاً من جسم امرأة مثل الأقدام والنهود والأيادي والشعر... أو حتى شيء لا علاقة له بذلك، فيصبح هذا الجزء أساسياً للإثارة الجنسية. ولا أعتقد أخي الفاضل أن ما وصفته لدى ابنك مثير جنسي طالما أنه لم يرتبط بلذة جنسية في تلك اللحظة وفي هذه السن (4 سنوات).
إنّ أبناءنا ليسوا نتاج ما نقدمه لهم نحن وما نجتهد في تقديمه لهم فقط، بل نتيجةً أيضاً لما يكتسبونه من خبرات في الحياة وتجارب فردية، فلا تنزعج... نحن لا نستطيع أن نغير ما فعله أبناؤنا بالأمس بل نستطيع أن نغير ما سيفعلونه غداً.
وللعلم فإن "حب أقدام النساء" لا يعني مثلما هو متداول، حب الخضوع والانصياع والانقياد، وهو لا يؤثر على رجولة الشخص، ولم تدل الدراسات على أنه يؤثر سلباً على الأداء الدراسي أو الأسري أو المهني أو الاجتماعي، ونادراً ما يطلب منا الشخص مساعدته للتخلص منه.
ومن الجميل أن صادف حديثك عن الأقدام حديث العالم بأسره عن الحذاء!.